هل يهدد فرار الجنود الأوكرانيين قدرة الجيش على مواجهة روسيا؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
منذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، شهد الجيش الأوكراني حالات فرار جماعية لجنوده، مما أثار قلقًا كبيرًا حول قدرة الجيش الأوكراني على الاستمرار في مقاومة القوات الروسية.
وفقًا لمكتب المدعي العام الأوكراني، تم توجيه الاتهام لأكثر من 100,000 جندي أوكراني بموجب قوانين الهروب من الخدمة. ورغم أن الجيش الأوكراني كان يواجه العديد من التحديات، إلا أن حالات الفرار تسببت في تفاقم الوضع العسكري، إذ أصبح الجيش يعاني من نقص حاد في الأفراد وسط ضغوط الحرب المستمرة.
تخلت بعض الوحدات الأوكرانية بالكامل عن مواقعها، مما أضعف الخطوط الدفاعية وسهّل على القوات الروسية استهداف النقاط الضعيفة، مما أسهم في تسريع الخسائر في الأراضي، بحسب تصريحات جنود ومسؤولين أوكرانيين.
أشار أحد ضباط اللواء 72 إلى أن الفرار من الخدمة كان من الأسباب الرئيسية لخسارة بلدة فوهليدار في أكتوبر الماضي. وأضاف أن بعض الوحدات كانت مكونة من عدد قليل من الجنود بسبب الفرار المستمر، مما جعل الدفاع عن الموقع صعبًا للغاية، وفي النهاية، انسحبت تلك الوحدات، مما مهد الطريق أمام القوات الروسية للاستيلاء على البلدة بسرعة.
ذكر العديد من الجنود الفارين أن الضغوط النفسية كانت أحد الأسباب الرئيسية لفرارهم، حيث عانى البعض من صدمات نفسية جراء المعارك العنيفة، وشعروا بالعجز عن التحمل. قال سيرهي هنيزديلوف، أحد الجنود الذين تحدثوا عن فرارهم: "لا أمل في التسريح، والحرب لا تنتهي، لذا قررت الرحيل".
أما الجنود الذين فروا بسبب الإجازات الطبية، فقد شعروا بالذنب والإحباط عند عودتهم لعدم قدرتهم على العودة إلى الجبهة. وأضاف هنيزديلوف أنه شعر بالانهيار عندما رأى رفاقه يُقتلون، لكنه لم يتمكن من جمع القوة لمواصلة القتال.
رغم إطلاق الحكومة الأوكرانية حملة تعبئة كبيرة في بداية الحرب، فقد انتقدها العديد من القادة العسكريين بسبب عدم فعاليتها في تجنيد الجنود.
في عام 2023، أدى هذا الفشل إلى فرار نحو 50,000 جندي، ويقدر بعض المشرعين أن العدد الفعلي للفارين قد يصل إلى 200,000 جندي.
في سياق متصل، أكدت تيتيانا إيفانوفا، المحامية الأوكرانية التي تتعامل مع قضايا الفرار من الخدمة، أن معظم الجنود الذين فروا من الخدمة يعانون من صدمات نفسية حادة، وكان يجب توفير المزيد من الدعم النفسي لهم قبل اتخاذ القرار بالهرب.
وأضافت إيفانوفا: "لا يستطيع الناس التأقلم مع الظروف النفسية التي يمرون بها. العديد منهم لا يتمكنون من الصمود بسبب القتال المستمر والضغط النفسي الذي يواجهونه". وأوضحت أن الجنود الذين تمت تبرئتهم من تهمة الفرار بسبب حالتهم النفسية يشكلون سابقة صعبة، لأن ذلك قد يشجع آخرين على الهروب بنفس الأعذار.
يُذكر أن المحللين العسكريين قد حذروا من أن الاستنزاف الكبير في صفوف القوات الأوكرانية سيؤثر سلبًا على قدرتها على تنفيذ الهجمات المضادة ضد القوات الروسية، مما قد يضع الجيش في وضع دفاعي في المستقبل.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رئيس وزراء بولندا يزور الحدود مع روسيا لتفقد التحصينات العسكرية الجديدة روسيا تطلق صاروخاً عابراً للقارات وتُعدل عقيدتها العسكرية.. ما الذي نعرفه عن ترسانتها النووية؟ روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ بداية الحرب.. وبوتين يحذر الغرب الغزو الروسي لأوكرانيافلاديمير بوتينروسياالحرب في أوكرانيا جيشالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل ضحايا دونالد ترامب غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل ضحايا دونالد ترامب الغزو الروسي لأوكرانيا فلاديمير بوتين روسيا الحرب في أوكرانيا جيش غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا باريس اعتداء إسرائيل دونالد ترامب سوريا إسرائيل الاتحاد الأوروبي فرنسا جنوب لبنان القوات الروسیة الجنود الذین یعرض الآن Next من الخدمة العدید من
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي يتخذ قرارًا بشأن روسيا قد يهدد الأمن القومي لبلاده
قالت صحفية "واشنطن بوست" إن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، أمر قيادة الأمن الإلكتروني في البلاد، بوقف جميع العمليات السيبرانية ضد روسيا في الوقت الذي يتهم فيه الرئيس دونالد ترامب بسعيه لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط تُعتبر لصالح موسكو.
وقد أثار هذا القرار قلق الخبراء الذين اعتبروا أن وقف العمليات السيبرانية ضد روسيا قد يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر، لا سيما في ظل أن موسكو لا تزال تمثل تهديدًا كبيرًا في الفضاء الإلكتروني، على حد قولهم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي حالي وآخر سابق، لم يكشفا عن هويتهما، أن هذا التوقف من المفترض أن يستمر طالما استمرت المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب الأوكرانية.
خطر القرار على الأمن القوميويأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث يعكف ترامب على إعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا، ما يعد انقلابًا على سياسة عمرها 80 عامًا، بما في ذلك إبداء استعداد للتوافق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في ملف أوكرانيا، وفق ما نقلت الصحيفة.
وكان جيمس لويس، الدبلوماسي السابق في إدارة الرئيس بيل كلينتون، قد حذر من أن وقف العمليات السيبرانية قد يكون خطوة تكتيكية، ولكن إذا استغلها الخصم، فقد يتعرض الأمن الأمريكي للخطر.
وفيما يخص نوع العمليات الموقوفة، فقد شملت الكشف عن البرمجيات الخبيثة وتعطيلها، ومنع القراصنة الروس من الوصول إلى الخوادم التي قد يستخدمونها ضد الولايات المتحدة.
ورغم هذا التوقف المؤقت، أكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية التزامها بمواجهة التهديدات السيبرانية، بما في ذلك تلك القادمة من روسيا.
وفي الوقت نفسه، أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل والتز، إلى أن الإدارة الحالية تسعى لتبني استراتيجية هجومية أكثر صرامة ضد التهديدات الإلكترونية من دول مثل الصين وإيران.