نهيان بن مبارك: عيد الاتحاد يجسد إرث زايد ورؤية الإمارات للسلام
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
نظم منتدى أبوظبي للسلم احتفالاً بمناسبة عيد الاتحاد الثالث والخمسين للدولة، على المسرح الوطني بأبوظبي، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.
كما حضر الحفل الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وعدد من كبار المسؤولين والنخب الثقافية والرسمية والسلك الدبلوماسي في الدولة.
وعبّر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته الافتتاحية، عن فخره واعتزازه بمسيرة الاتحاد، التي انطلقت برؤية حكيمة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيّب الله ثراه.
وقال: "إن عيد الاتحاد يمثل بالنسبة لنا في الإمارات مناسبة وطنية مرموقة تلهج فيه الألسنة والقلوب بالشكر والعرفان والامتنان للقائد العظيم والمؤسس الحكيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، مضيفاً: "نفتخر بإرثه الخالد، نعتز بأنه ترك من بعده أجيالاً واعية تحب الوطن وتعمل على تحقيق السلام والوفاق في العالم، أجيالاً تسير وفق ما يؤكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، من أن دولة الإمارات تسعى بكل عزمٍ وتصميم إلى أن تكون دائماً نموذجاً للدولة الناجحة".
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أننا اليوم ونحن نحتفل بعيد الاتحاد الثالث والخمسين نعتز غاية الاعتزاز، بما يؤكد عليه رئيس الدولة، من أننا وعن حق أبناء زايد الخير نحافظ على إنجازاته ونسير على هدي توجيهاته في العمل على تحقيق السلام والمحبة والوفاق في العالم، وعلى تقدم المجتمع والإنسان في كل مكان . رؤية الإمارات
من جهته اعتبر الشيخ عبد الله بن بيه أن الاحتفال بعيد الاتحاد هو فرصة لتجديد الالتزام بقيم السلام والتسامح، التي أرساها القائد المؤسس.
واستعرض الإنجازات التي حقّقها منتدى أبوظبي للسلم على مدى عقد من الزمان، مؤكداً أن المنتدى نجح في تجسيد رؤية الإمارات، كما أسهم من موقعه في تعزيز مكانة الدولة بوصفها قبلة محبي السلام، ومنارة لقيم التعايش والوئام.
وأضاف أن المنتدى سعى في عقده الأول إلى أن يقدّم للمسلمين وللبشرية جمعاء "فن السلام"، من خلال بلورة رؤية جديدة للكون تجعل السلم وقيمه في مركز الاهتمامات البشرية.
وأكد أن جهود المنتدى تمضي في حمل مشعل السلم، ورفع راية السكينة في العالم انطلاقاً من أبوظبي، عاصمة التسامح والسلام، ويعمل المنتدى على صوغ إستراتيجيته وتحيين أهدافه وفق نهج ورؤية قيادتنا في بعد نظرها ورؤيتها للمستقبل، فلا يزال العالم يحتاج لجهود كبيرة تؤصل وتعمل على بذر وسقاية غرس السلم والعافية، ولا تزال النزاعات والصراعات تمثل تحدياً وجودياً للبشرية.
وتضمّن الحفل عرضًا مميزًا لفيلم وثائقي يروي قصة عقد من الزمن من العمل الدؤوب والمبادرات الرائدة؛ ابتدأت على أرض زايد الخير سنة 2014، والتي جسّدت رؤية الدولة ورسالتها في تعزيز السلم والتعايش على المستوى العالمي.
واستعرض الفيديو مراحل تطور المنتدى منذ تأسيسه عام 2014، مسلطًا الضوء على مبادراته النوعية التي تعكس الرؤية الإماراتية للسلم كقيمة أساسية، ليس فقط داخل حدود الدولة، بل كرسالة عالمية.
واستعرض أيضاً مبادرة "حلف الفضول الجديد" المستوحاة من حلف الفضول التاريخي، والتي تقدم نموذجًا حديثًا للدعوة إلى القيم الإنسانية المشتركة، وميثاق أبوظبي للمواطنة الشاملة، كما أبرز الفيديو الأثر الذي تركته برامج المنتدى في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الخطاب الديني المعتدل، مؤكدًا على أن جميع هذه الجهود ليست سوى انعكاس لرؤية الإمارات في صناعة السلام العالمي، وترجمة لشعار الحفل: "دروب السلام من أبوظبي تبدأ".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات نهیان بن مبارک رؤیة الإمارات آل نهیان
إقرأ أيضاً:
جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم في أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد)
شهدت «منصة المجتمع»، جلسة حوارية مميزة تحت عنوان «تقدير لكل مبدع: حوار مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للدورة التاسعة عشرة»؛ وذلك ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، بحضور نخبة من رموز الأدب والثقافة العالمية، فيما ترأس الجلسة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارتها الدكتورة ناديا الشيخ، عضو الهيئة العلمية للجائزة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور علي بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب ترسخ التبادل الثقافي بين الحضارات، وتعزز حضور الإبداع الإنساني في عالم متغير، مشيراً إلى أن تكريم هذه النخبة من المبدعين تكريم للعقل المنتج، وللفكر الذي يعبر الحدود ليربط بين الشعوب.
وأكد أن الجائزة تسعى إلى الاحتفاء بالعقل المنتج للمعرفة، وتكريم الأصوات القادرة على مد جسور الحوار بين الثقافات.
وأشار إلى أن اللقاء مع الفائزين يرسخ هذه الرؤية، حيث يتحول الحفل إلى منصة للتبادل المعرفي والاحتفاء بالتنوع الثقافي، مشيداً بما يحمله كل عمل فائز من قدرة على إلهام الأجيال الجديدة، وتعميق الوعي النقدي تجاه قضايا الإنسان والهوية والمستقبل.
معايير عالمية
استهلت الروائية اللبنانية الفرنسية هدى بركات مداخلتها بالحديث عن روايتها «هند أو أجمل امرأة في العالم» التي فازت بجائزة فرع الأدب، موضحة أن كل رواية تُكتب هي شكل من أشكال الانتصار على البيئة المحيطة. وأكدت أن أدبها يتموضع في منطقة الحب المنتقد، حيث تروي الرواية مفاهيم الجمال بمعالجة مختلفة تتجاوز الصور التقليدية.
ورأت أن الجوائز العربية تحمل لها قيمة مضاعفة، معربة عن امتنانها العميق لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي اعتبرتها جائزة عالمية بمعاييرها واهتمام الإعلام الدولي بها.
من جانبها، تحدثت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها «طيف سَبيبة»، عن تجربتها الأولى في الكتابة الموجهة للأطفال، معتبرة أن تناول موضوع التوحد كان تحدياً إنسانياً وفنياً. وأوضحت أنها استلهمت تجربتها من معايشتها لحالات قريبة تعاني هذا الاضطراب، مما دفعها إلى البحث والدراسة العلمية قبل الخوض في السرد الأدبي.
بدوره، أوضح الدكتور محمد بشاري، الفائز بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتابه «حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة»، أن كتابه يقدم قراءة فقهية تأصيلية لمفهوم الكد والسعاية، مبيناً جذوره الفقهية وقدرته على مواكبة التحولات الاجتماعية.
واعتبر بشاري أن كتابه يمثل محاولة لاختراق تقليدي فقهي قديم، مؤكداً أن الإسلام يملك في جوهره إمكانات كبيرة لتعزيز مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بطريقة علمية متأصلة.
واستعرض المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو، الفائز بجائزة فرع الترجمة عن نقله لكتاب «هروشيوش» من «العربية» إلى «الإنجليزية»، أهمية عمله بوصفه صلة وصل ثقافية بين عوالم متعددة.
وأشار إلى أن الكتاب يجمع بين نصين متجاورين بـ«العربية» و«الإنجليزية»، ويعيد إحياء نص تراثي تمت ترجمته في العصر العباسي بأمر الخليفة المستنصر بالله.
ورأى أن هذه الترجمة تفتح نافذة جديدة لدراسة التفاعل العميق بين الثقافات والحضارات عبر الزمن.
قراءة جديدة
في مداخلته، تحدث الدكتور سعيد العوادي، الفائز بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه «الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي»، عن أهمية إعادة قراءة التراث العربي من زوايا غير تقليدية.
وبيّن أن كتابه يسعى إلى تسليط الضوء على خطاب الطعام المهمل في التراث البلاغي العربي، مقدماً قراءة جديدة تعيد الحياة إلى النصوص المنسية، وتكشف عن أن كثيراً من مصطلحات اللغة العربية تنبع جذورها من عالم الطعام. وأوضح أن العودة إلى هذه المساحات المنسية تمنح البلاغة روحاً جديدة، وتفتح آفاقاً مختلفة لفهم الأدب العربي القديم.
وتناول الباحث البريطاني أندرو بيكوك، الفائز بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه «الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر»، أثر الثقافة العربية والإسلامية في تلك المنطقة.
وأوضح، أن عمله يكشف عن العلاقات المتينة التي ربطت العرب والمسلمين بجنوب شرق آسيا، وكيف أسهم العلماء المهاجرون من الحجاز والمغرب في نشر الثقافة والمعرفة هناك، مما يعيد صياغة فهمنا للتاريخ الثقافي في تلك البقعة من العالم.
وتحدث الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، الفائز بجائزة فرع تحقيق المخطوطات عن تحقيقه لكتاب «أخبار النساء»، عن أهمية العمل في حفظ التراث النسوي العربي.
وبيّن أن الكتاب يُعد من المصادر النادرة التي تناولت النساء بشكل مستقل، معتمداً على كتب تراثية، مثل «الأغاني»، من دون تصنيف نمطي قائم على الطبقات الاجتماعية.