يا جمالك يا «تونس».. 40 عاماً من الإبداع «الفيومي» في 9 حرف يدوية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
معارض فنية متجاورة، تحوي أشكالاً وألواناً من فنون الحرف اليدوية، حولت شارع «إيفيلين بوريه» بقرية تونس السياحية إلى «كرنفال» في مهرجان تونس للخزف والفخار والحرف اليدوية، زادها جمالاً عروض الفرق الفنية الشعبية التي قدمت رقصاتها المميزة أمام الحضور، إلى جانب عشرات المعارض الفنية لمنتجات الخزف التي يحترفها أبناء قرية تونس السياحية بمختلف أعمارهم.
«قرية تونس عمرها أكثر من 40 عاماً في صناعة الخزف والفخار»، فخر يرجعه محافظ الفيوم، الدكتور أحمد الأنصاري، إلى تلك الصناعة التي تشتهر بها المحافظة، مشيراً إلى أن المهرجان يعمل على الترويج السياحي للمحافظة، والحفاظ على هوية القرية، وأنّ المهرجان يعطي فرصة أكبر لزائري القرية للتعرف على مقوماتها البيئية والطبيعية، تلك الميزات التي ألهمت الراحلة إيفيلين بوريه السويسرية لإنشاء مدرسة لتعليم أهالي قرية تونس صناعة الفخار والخزف: «المهرجان عبارة عن معرض مفتوح للصناع المهرة للحرف اليدوية التي تشتهر بها المحافظة».
بأكثر من 9 حرف يدوية يشاركون في المهرجان، عدّها الدكتور محمد التوني، نائب محافظ الفيوم، مثل صناعة السجاد، والخزف، والخوص، والفخار، والمشغولات اليدوية، والشمعيات، واللوحات الفنية بمختلف أنواعها، والتطريز، والمكرمية والتريكو، وغيرها من الحرف اليدوية.
يحكي محمود الحجر، مسئول مؤسسة «صناع الخير»، لـ«الوطن»، أنّهم شاركوا في مهرجان تونس بالسجاد اليدوي المصنَّع بأيدى سيدات قرية دار السلام، وكذلك تابلوهات مصنوعة من المسامير والخيوط، وأحذية مصنوعة من المكرمية.
تعشق خلود سعيد «المكرمية» منذ فترة طويلة، واحترفت صناعتها، وشاركت في العديد من المعارض التي نظمتها الدولة في الفيوم وباقي المحافظات، حتى إنها نظمت مبادرة بعنوان «كفوف» لدعم سيدات الفيوم المتميزات في الحرف اليدوية، وشاركن معاً في مهرجان تونس للخزف والحرف اليدوية بالمنتجات الشمعية، ومنحوتات خشبية، ومشغولات التطريز والتريكو.
وخطفت شهد محمد أنظار المارة بصناعتها السجاد اليدوي على النول بخفة وبراعة، موضحة أنّها تعلمت صناعته قبل 3 سنوات، وأصبحت تعلم رفيقاتها وشقيقتها أيضاً.
بأشكال متنوعة ومبهرة من اللوحات، والمجسمات، والمناضد المصنوعة كلها من إعادة التدوير، جذب طلاب كلية التربية النوعية بجامعة الفيوم أنظار الجميع.
وتحكي الدكتورة ندى محمود، مسئول الأنشطة الطلابية بالكلية، أنّهم شاركوا في المهرجان بالعديد من الفنون التي يتميز بها طلاب الكلية دون غيرهم، خصوصاً التي تتعلق بإعادة التدوير بطريقة مبهرة، منها مجسمات صُنعت من إعادة تدوير بقايا المعادن، وتابلوهات مميزة صُنعت من إعادة تدوير الأقمشة البالية والمتهالكة، وكذلك أثاث صُنع من إعادة تدوير إطارات السيارات البالية: «المهرجان أسعد قلوب الطلاب المشاركين كثيراً ليس فقط بالبيع، ولكن هذه المرة الأولى التي تُعرض فيها منتجاتهم وفنهم خلال مهرجان كبير».
واصطفت مجموعة من الطالبات ينشدن الأغاني الوطنية، والأنشودات الدينية، مرتديات الشال الفلسطيني، ومرددات بعض الأناشيد دعماً لفلسطين.
شارك في فعاليات المهرجان الفنانة إلهام شاهين، والفنانة رانيا فريد شوقي، والفنانة داليا مصطفى، والمخرج هاني لاشين، رئيس مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قرية تونس محافظة الفيوم مهرجان تونس الحرف اليدوية محافظ الفيوم نائب محافظ الفيوم الخزف والفخار قریة تونس من إعادة
إقرأ أيضاً:
صالون الملتقى الأدبي.. ثلاثة عقود من الإبداع والتأثير الثقافي
فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظّمت دائرة الثقافة والسياحة بالمجمع الثقافي في أبوظبي، جلسة أدبية، جاءت احتفاءً بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس «صالون الملتقى الأدبي»، تزامناً مع يوم المرأة العالمي. وقد شهدت الفعالية حضور نخبة من المثقفات والفنانات، بينهن الفنانة التشكيلية نجاة مكي، إلى جانب عضوات الصالون وجمهور الثقافة والفكر.
أدارت الحوار الشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، التي أكدت في مستهل الجلسة أن هذا اللقاء لا يحتفي فقط بمسيرة صالون الملتقى، بل يسلط الضوء أيضاً على دور المرأة في الثقافة والإبداع، مشيدةً بدور النساء في تأسيس هذا الفضاء الثقافي الذي أصبح منبراً للفكر والتأثير على مدار العقود.
بيئة ملهمة
خلال حديثها، أوضحت الغانم أن صالون الملتقى الأدبي لم يكن مجرد مساحة للنقاشات الفكرية، بل كان بيئة ملهمة جمعت بين الأدب، والفن، والفكر، وأسهم في تعزيز ثقافة القراءة، ودعم الإبداع والمواهب، خاصةً النسائية منها. وأضافت أن الصالون لم يكتفِ بالاحتفاء بالأدب العربي، بل كان أيضاً شاهداً على تحولات ثقافية وفكرية هامة في دولة الإمارات، حيث استقطب العديد من المفكرين والأدباء من مختلف الاتجاهات.
محطات البدايات
من جانبها، استرجعت أسماء صديق المطوع، مؤسسة الصالون، محطات البدايات، مشيرةً إلى أن الفكرة انطلقت من المجمع الثقافي في أبوظبي، حيث كانت اللبنة الأولى لهذا الملتقى من خلال حضورها وزميلاتها الفعاليات الثقافية والفنية. وقالت المطوع: «كانت البداية أشبه بزرع بذرة ورعايتها، حتى أصبحت نخلة باسقة، تُؤتي ثمارها الأدبية والثقافية.
وأشارت المطوع إلى أن أولى استضافات الملتقى كانت للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، حيث لم يكن في ذلك الوقت الكثير من الكتب المترجمة متاحة في المكتبات، ما جعل الصالون مساحة حيوية لمناقشة الرواية العربية التي تعكس تحولات المجتمع.
التحديات والاستمرارية
رغم الصعوبات التي واجهها الصالون، أكدت المطوع أن الإصرار والإيمان بالفكرة جعلا منه تجربة ثقافية مستدامة. وقد أثمرت هذه الجهود عن تسجيل الملتقى ضمن منظمة اليونسكو، إلى جانب حصوله على جوائز عدة، تقديراً لدوره في المشهد الثقافي. كما أعلنت عن إطلاق جائزة «أسماء» لأفضل رواية أولى لكاتب ناشئ، والتي تم تخصيص وقف خاص لها من إرث العائلة، في بادرة تهدف إلى دعم المواهب الأدبية الصاعدة.
نحو المستقبل
أكدت المطوع أن الملتقى سيواصل مسيرته، مشددةً على أهمية القراءة والنقاشات الفكرية في بناء مجتمع ثقافي متفاعل. وأضافت: «نحن لا نقرأ الروايات فحسب، بل نعيش معها، ونتفاعل مع أحداثها، لنفهم أعمق ما في مجتمعاتنا وثقافتنا». وفي ختام الأمسية، أجمع الحاضرون على أن صالون الملتقى الأدبي لم يكن مجرد مبادرة ثقافية، بل كان ولا يزال جزءاً من الحراك الفكري في الإمارات والمنطقة العربية، يحمل على عاتقه مسؤولية تعزيز الحوار والإبداع، وتمكين الأجيال القادمة من التواصل مع الأدب والفكر بعين ناقدة ورؤية مستنيرة.