هروب قوات الأسد وقصف روسي وتحرير مساجين.. هذه حقيقة مقاطع فيديو منسوبة إلى معارك حلب
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتشرت مواد مصورة عديدة على هامش هجوم مفاجىء للمعارضة السورية المسلحة استعادت به السيطرة من القوات الحكومية السورية على "غالبية مدينة حلب"، شمالي غرب البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بشعار "ردع العدوان"، تقدمت مجموعات مسلحة، تقودها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، في مدينة حلب، وانسحبت القوات الحكومية التي تسيطر على المدينة منذ عام 2016، فيما أعلن الجيش السوري عزمه التحضير لشن هجوم مضاد.
وبين صور ومقاطع فيديو قديمة أو مقتطعة من سياقها الحقيقي، كانت هناك فورة في المعلومات المُضللة جرى ترويجها بالتزامن مع التحولات الجارية على الأرض.
فيما يلي توضح CNN بالعربية حقيقة أبرز المواد المصورة المتداولة بشكل فيروسي خلال الساعات الأخيرة:
"هروب قوات الأسد"
أعادت حسابات وصفحات على الشبكات الاجتماعية نشر مقطع فيديو، باعتباره من معارك حلب الحالية، مع تعليق يقول: "سوريا.. شاهد عنصر من قوات الأسد يوثق عملية الهروب الجماعي لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية بريف حلب الغربي".
في حين أظهر تحقق CNN بالعربية أن أقدم نسخة منه تعود إلى 29 يونيو/حزيران 2019، في قناة على موقع يوتيوب "phoenix9679@"، التي قالت إنه "فيديو مسرّب من هواتف قتلى جيش النظام في ريف حماة يظهر فيه هروب عدد كبير من عناصر جيش النظام في ريف حماة أمام ضربات الثوار".
وقتها، أعاد تلفزيون أورينت، القريب من المعارضة السورية، بث اللقطات، وأوضح أنها للحظة هروب العشرات من القوات السورية "خلال هجوم الفصائل المقاتلة على قرية الحويز غرب حماة، تزامن ذلك بعدما استهدفت الفصائل المقاتلة بقذائف المدفعية والصواريخ تجمعا" لقوات الأسد "على محور كفر هود شمال المحافظة".
وكان هناك فيديو آخر متداول على أنه للحظة هروب قوات سورية.
وتأكد لنا أن المقطع يعود إلى السياق الأفغاني، حيث نشرته حسابات أفغانية، قائلة إنه من الأيام الأخيرة لخروج القوات الأمريكية من البلاد.
تداولت حسابات على منصة إكس مقطع فيديو منسوب للحظة "تحرير المساجين من معتقلات النظام في حلب".
ويكشف تحقق CNN بالعربية أن الفيديو قديم ويعود إلى مارس/آذار 2015، وأن المقطع المتداول حاليًا مأخوذ من فيديو مدته تزيد عن 6 دقائق، وكان لـ"لحظة تحرير المعتقلين داخل فرع أمن الدولة بمدينة إدلب"، بحسب إحدى أقدم النسخ المنشورة في صفحة "هيئة البحث العلمي لدعم الثورة".
ووسط تقارير عن ضربات جوية روسية تستهدف المجموعات المسلحة التي شاركت في معارك حلب، عاودت حسابات نشر مقاطع قديمة على أنها مرتبطة بالأحداث الأخيرة، قائلة إنها لـ"غارات جوية مكثفة من الطائرات الروسية والسورية على مواقع الإرهابيين في إدلب والمناطق المحيطة بها".
بينما تأكدت شبكة CNN بالعربية من أن الفيديو يرجع عمره 5 سنوات مضت، ففي أغسطس/آب 2019، نشرت قناة الجزيرة الفيديو وقتها - نقلا عن وسائل إعلام سورية - بعنوان "قنابل القصف الروسي تحوّل ليل مدينة إدلب وريفها إلى نهار".
في المقابل، روجت حسابات يعبر خطابها عن تأييد للحكومة السورية، صورًا مقتطعة من سياقها الحقيقي، إحداها تقول إن "الأمن السوري يلقي القبض على (مجموعات مسلحة) صوّرت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بأنه تم السيطرة عليها".
بينما يُظهر تحقق CNN بالعربية أن اللقطة تعود إلى مايو/أيار 2022، خلال القبض على 3 عناصر لـ"خلية نائمة" من تنظيم داعش في شمال مدينة الرقة، وفقًا لما نقلته آنذاك وكالة "نورث برس" الكردية عن قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على الرقة منذ طرد داعش في عام 2017.
في هذه الأثناء، كانت حسابات ناشطة في الشأن العراقي، تقول إن "القوات المسلحة العراقية تتلقى توجيهات بالانتشار وبدء دوريات مراقبة راجلة وتسيير طيران لمراقبة الحدود مع سوريا بعد الأحداث الأخيرة هناك".
أما الصورة نفسها المرفقة مع الخبر فهي لطائرة عراقية من طراز إف-16 بعد تسليمها إلى القوات الجوية في قاعدة بلد الجوية شمال بغداد، وذلك ضمن صفقة أسلحة من الولايات المتحدة. والصورة منشورة عبر وكالتي الأناضول وغيتي للصور، في يوليو/تموز 2015.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش السوري الجيش السوري الحر المعارضة السورية بشار الأسد جبهة النصرة حرب داعش حلب حماة مجموعات مسلحة CNN بالعربیة قوات الأسد القبض على هروب قوات
إقرأ أيضاً:
الداخلية السورية تعتقل أحد مسؤولي مخابرات الأسد.. مسؤول عن تغييب 200 شخص
أعلنت وزارة الداخلية السورية، فجر الخميس، إلقاء القبض على تيسير محفوض أحد المتهمين بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في عهد نظام المخلوع بشار الأسد، مشيرة إلى أنه مسؤول عن تغييب أكثر من 200 شخص.
وقال مدير مديرية أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ، "في إطار عملنا المتواصل لتعقّب مجرمي الحرب وملاحقة كل من تورّط في سفك دماء الأبرياء، وردتنا معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بوجود المجرم تيسير محفوض في مدينة طرطوس".
وأضاف الدباغ في بيان نشرته وزارة الداخلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنه "وبالتعاون مع مديرية أمن طرطوس، تمكنا من تنفيذ كمينٍ محكم أسفر عن إلقاء القبض عليه".
ولفت مدير أمن دمشق إلى أن "المجرم كان يعمل لدى فرع الأمن العسكري 215 (سرية المداهمة)"، لافتا إلى أنه "متورط بجرائم حرب ضد المدنيين في العاصمة دمشق، وتحديداً في أحياء المزة وكفرسوسة".
وبحسب الدباغ، فإن تيسير محفوض "مسؤول عن تغييب أكثر من 200 شخص، غالبيتهم من أبناء هذين الحيين، في سجون النظام البائد".
وشدد مدير مديرية أمن دمشق على "استمرارهم في ملاحقة كل من تلطّخت يداه بدماء الشعب السوري، حتى ينال جزاءه العادل"، حسب تعبيره.
وتداول ناشطون سوريون مقاطع مصورة تظهر محفوض في قبضة الأمن بعد اعتقاله، كما بثوا مشاهد توثق لحظات مواجهة أحد عناصر الأمن العام مع محفوض، الذي ألقى القبض عليه قبل سنوات في دمشق.
احد عناصر قوات الامن العام يواجه سجانه ( المجرم تيسير محفوض) الذي ضرب نساء بيته اثناء اعتقاله وهو في عمر 16 سنة
عندها كان في رمضان اجبره على الاكل و قام بضربه وتعذيبه pic.twitter.com/ckKRWgby6b — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) April 23, 2025 أحد عناصر قوات إدارة الأمن العام كان معتقل في سجون عصابات الاسد سابقاً، و المجرم تيسير محفوض كان المسؤول عن اعتقال يواجهه بعد اعتقاله ويُذكّره كيف تعامل مع والده
اليوم يوم العدل بعد انتصار الحق pic.twitter.com/WLbKD9QGfV — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) April 23, 2025
وتواصل قوات الأمن في سوريا عملياتها الأمنية ضد المتورطين بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين خلال عهد نظام بشار الأسد.
والأربعاء، أعلنت مديرية أمن اللاذقية إلقاء القبض على العميد سلطان التيناوي، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية، والمتورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين، من بينها مجزرة في منطقة جيرود بريف دمشق في تموز /يوليو عام 2016.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.