«وفاء رئيس» ومصر جديدة.. إيه الحكاية؟
مصر الجديدة الصامدة الصابرة رغم الأزمات ليست مثل أى مصر أخرى، مصر تغيرت، نعم تغيرت، إيه الحكاية.. هقول الحكاية، الحكاية هى مصر، ورجال مصر، ورئيس تربى فى مؤسسة تأسست على القيم، والمبادئ، والشرف، الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية أرسى كل هذه القيم والمبادئ، فى كل خطوة كان يبنى فيها مصر الجديدة القوية، لم يكن غريبًا فى خطاباته ان يعطى كل ذى حق حقه، وأن يحيى ذكرى رجال تناسهم الزمن، والحقد، وانعدام الوفاء، نعم كان الرئيس أول من ذكر الرئيس محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر، ويكرمه فى كل وقت منذ تقلد منصب رئيس الجمهورية، لا تفكر كثيرًا، فهو من أرسى أسمى معانى الوفاء عندما شيد أكبر قاعدة برية فى الشرق الأوسط باسم الرئيس محمد نجيب أول رئيس جمهورية لتكريمه بعد سنين من وفاته، وشيد بداخلها متحف محمد نجيب، والذى يحتوى على كل مقتنيات الرئيس محمد نجيب، لا ننسى عندما كرم المشير الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة فى حرب أكتوبر ووزير الحربية الأسبق، عندما كرم الفريق سعد الدين الشاذلى، والمشير طنطاوى، وكل رجال حرب أكتوبر المجيدة فى جميع المناسبات، ورفض أن يضع اسمه على أى منشأة أو كوبرى، أو محور، أو نفق، حتى بدأ الناس يتساءلون: «اسمك فين يا ريس»؟ ولم يكتفِ بذلك، بل وضع أسماء الأبطال، والشهداء القدامى، والجدد، على جميع المنشآت، تخليدًا لتضحياتهم من أجل الوطن، هو رجل يتميز بعزيمة كبرى تحمل داخل طياتها وفاءً نادرًا لجميع من خدم هذا الوطن، وضحى من أجله، لم ينس الزعيم جمال عبدالناصر، والزعيم السادات بتسمية أول حاملتى طائرات مروحية لمصر باسمهما، لم يتناسَ، أو ينسَ أحدًا، ولأنه تربى على القيم، والمبادئ لم يترك شيئًا إلا وغلفه بمفهوم الوفاء.
«مو صلاح» علموا أبناءكم من الأسطورة الحقيقية
لك أن تختار أن تعيش أسطورة تعشقك الملايين، أو تعيش شبورة تلعنك الألسن، أن تكون أسطورة حقيقية لك هدف وقيم راسخة، أو أن تكون أسطورة لأطفال الشوارع، ومثلك الأعلى رفاعى الدسوقى، وعصام النمر، أن تكون أسطورة تحلم بك الأجيال بسبب كفاحك، وتدينك وأخلاقك، أو أن تكون أسطورة فى تعليم الأطفال كيف تكون لصًا، أو تاجر مخدرات وسلاح، وترسم لهم أوهام الجدعنة، وحلاقة الدوجلاس، والانتقام على طريقة «قمصان النوم»، أن تكون أسطورة حقيقية تساعد بلدك وأهلك وناسك بالملايين التى رزقك الله إياها من كفاحك، أو أن تكون أسطورة مزيفة تقف أمام سياراتك الفارهة، وطائرتك الخاصة وبيدك أوراق الدولار على طريقة والله ولعبت يا زهر؟!!
ما فعله الأسطورة صلاح فى إنجلترا، لم يكن وليد موهبة فقط، أو صدفة، فالمواهب الأكثر منه احترافية موجودة، وربما فى لاعبين مصريين مثله وأكثر فى الحرفنة، ولكنهم لم يكن لديهم الإصرار والعزيمة، والتفانى، والإيثار، وروح المصرى الفدائى، الذى ينصر وطنه ودينه، ويكون نموذجًا للعطاء ليس من أجل شهرة، فالشهرة تلاحقه، ولا من أجل مال فالمال يعطيه له الله بغير حساب، ولكن من أجل نصرة وطنه، فالخير الذى يكمن فى قلبه لكل أهله وأصحابه، وجيرانه، يعطى املًا فى أجيال قادمة فقدت البوصلة بسبب أسطورة مزيفة خلقها إعلام هزلى، أو روج لها «سبكى» أو سباك دخل الإنتاج السينمائى ليشوه عادات وتقاليد المصريين دون رقابة أو محاسبة!!
الأسطورة الحقيقية هى من صنعها القيصر صلاح، الذى أصبح معشوق الجماهير ليس لأنه فى وسامة عمر الشريف أو رشدى اباظة، ولكنه لديه وسامة العزيمة، والأخلاق، والتدين، والذى أصر أن يسجد فى بلاد الكفر، بعد كل هدف رغم ما أتاه من اعتراضات، واتهامات، فى بداية مشواره الاحترافى، الأسطورة الحقيقية هى التى دخلت القلوب، قبل العقول، الأسطورة هو من فرض جدارته على العالم كله، حتى احترنا جميعًا، هل نحن من نشجع صلاح، أم أن صلاح من يشجعنا؟!!
نعم «صلاح» خلق فينا روحًا جديدة للتحدى، روحًا افتقدناها، وافتقدتها الأجيال الصغيرة، بسبب حجم حقن العقول بأفلام السبكى، وخالد يوسف اللذين صورا شباب واطفال مصر من المتسولين والبلطجية، وجعلوا مثلهم الأعلى ناصر الدسوقى، وإبراهيم الأبيض، وأأمل أن تقوم وزارة الثقافة بأخذ انتصارات صلاح ورفاقه أمثال المنسى وخالد دبابة ورامى عاشور وحسانين وغيرهم من شهداء وأبطال الوطن الغالي نموذجًا لتصدير مفهوم الأسطورة الحقيقية، مثلما فعلت الشركة المتحدة فى أفلام الممر، وسلسلة مسلسل الاختيار، هذا إن أرادوا لهذا الشعب ان يرتقى، فهنيئًا للشعب المصرى بالأسطورة الحقيقى الذى يسطر أسمى معانى حب وعشق الوطن.
خدعوك فقالوا.. «المذكور مستبعد أمنيًّا»!
بصفتى تشرفت بالعمل محررًا أمنيًّا لشئون وزارة الداخلية، كنت أول من تحمس للعمل الضخم «الاختيار ٢» الذى أعطى صورة حقيقية لتضحيات رجال الشرطة وخاصة عمل ومهام رجال الأمن الوطنى، حيث كنا نعانى ونحن نعمل فى مكافحة الإرهاب لسنوات ما بعد ثورة يناير، من هذه الصورة المظلمة التى كانت تروج لأمن الدولة، ورغم دفاعنا عنهم لأننا نعرفهم جيدًا بحكم العمل، لم يكن ذلك كافيًا، إلى أن جاء أول عمل درامى يروى عن تضحيات هذا القطاع فى استقرار مصر، وحصل على أعظم مشاهدات للأسرة المصرية حتى الأطفال، ومن يستطيع أن ينسى الشهداء العقيد محمد مبروك، والعقيد رامى هلال، والمقدم محمد الحوفى، وغيرهم. المهم، ما يؤلمنى كثيرا هذه الأيام اعتياد بعض القيادات الحكومية إلصاق اتهام شائع ومتداول لكل من يريد استبعاد مدير أو موظف مجتهد مش على «القلب»، من ترقية أو وظيفة أعلى! والديباجة المتكررة أنا بصراحة أدعمك، ولكن أنت مستبعد أمنيًّا! والغريب أن الشخص عندما يذهب للجهة الأمنية المعنية للسؤال يجد الترحاب، ولا يجد أى شىء بخصوصه! أتمنى أن تختفى هذه المقولة على ألسنة المسئولين، والمديرين بأى مصلحة حكومية، ولا تقال إلا رسميًّا لمن لديه مانع أمنى جنائى أو سياسى، يستبعد بسببه، والتحقيق مع أى مسئول يكرر هذه المقولة، بغير الحقيقة، حتى لا نلصق كل شىء برجال يعملون فى صمت، ويضحون بأرواحهم من أجل استقرار هذا الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد صلاح قلم رصاص مصر الجديدة مصر ورجال مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي القيم والمبادئ محمد نجیب من أجل لم یکن
إقرأ أيضاً:
رسالة بخط يد قائد القسام محمد الضيف.. ماذا قال عن المسير من بعده؟
حصلت «الوطن» على رسالة بخط يد محمد الضيف، قائد هيئة أركان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل اغتياله؛ إذ كتب الضيف كلمات كانت دستورا وشعارا له في الحياة وفي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وكان يرددها دوما حتى قبل ساعات قليلة من اندلاع معركة طوفان الأقصى كما ظهر في أحد مقاطع الفيديو التي سبقت العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر 2023.
نص رسالة محمد الضيفوجاء نص الرسالة التي كتبها قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، على ورقة لتقويم سنوي، يظهر من التاريخ المدون أعلاها أن تلك الكلمات تمت كتابتها عام 1442هجريا الموافق 2021 ميلاديا، أي قبل نحو أربع سنوات، وحصلت عليها «الوطن» من خلال إيمان مصطفى، إحدى أقاربه، كالتالي: «كما أنت هنا مزروع أنا ولي في هذه الأرض آلاف البذور ومهما حاول الطغاة قلعنا ستنبت البذور، أنا هنا في أرضي الحبيبة الكثيرة العطاء ومثلها عطاؤنا يواصل الطريق، لا يوقف المسير».
كواليس رسالة محمد الضيفوحول كواليس تلك الرسالة، قالت إيمان لـ«الوطن»: «محمد الضيف هو زوج شقيقتي وداد، وهذه كلمات حمايا نزار ريان بخط أبو خالد محمد الضيـف وتوقيعه، وهي أثمن هدية أكرمنا بها في حياتنا ووسام شرف نعتز به».
وتابعت: «هذه الكلمات شرَّفنا الله بها إذ سمعتها منه، وأخبرنا أنه سمعها عام 1994 من حمايا نـزار ريـان رحمه الله في مسجد فلسـطين، وأنَّه يدَّخرها لتُذاع في يوم نصر، ويكون في خلفيتها جدارية كبيرة للقدس، وطلب ألَّا تُنشر إلى ذلك الوقت».
ويعد محمد دياب المصري، المعروف بـ«محمد الضيف» والمولود في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة، صاحب مسيرة طويلة ومحاطة بالغموض في حركة حماس؛ إذ كانت له قدرة كبيرة على التخفي والإفلات من مطاردة الاحتلال الإسرائيلي الذي وضعه على رأس قائمة المطلوبين منذ عقود.