بوابة الوفد:
2025-04-07@11:00:38 GMT

«اعمل الصح!»

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

من منا لم يحلم بتأسيسٍ أسرةٍ سعيدةٍ تنعم بالاستقرار يلتف فيها الأبناء حول آبائهم ويعيشون معًا فى حبٍ وتفاهمٍ ويتكاتفون معًا فيما قد تواجهه أسرتهم الصغيرة من تحديات؟

ولأن تأسيس أسرة ناجحة تمهيدًا لبناء عائلةٍ متماسكة يبدأ من اختيار شريك الحياة المناسب؛ فإن السؤال المهم هنا حول الفرق بين زيجات اليوم والأمس، حيث كان ينعم أجدادنا بحياة أسرية مستقرة وعائلات ممتدة، وزيجات اليوم، فى ضوء ما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى التقرير الصادر عنه من أن عدد حالات الطلاق فى مصر عام 2022 سجلت نسبة ارتفاع قدرها 5.

9%.

أما الزواج قديمًا (أو ما يسمى زواج الصالونات) يبدأ بأن يسأل الشاب عن الفتاة وعن أهلها، وفى بعض الأحيان قد يكون على سابق معرفة بها عن طريق أخيها الذى يمثل أحد أصدقائه، أو ابنة الجيران التى يصادفها أحيانًا فى النافذة أو فى الطريق إلى المنزل، وغيرها من الحالات المبنية على الصدفة وعدم القصد أو سابق المعرفة، ومهما كان مصدر المعرفة فإن الشاب كان يذهب إلى منزل الفتاة بعد التأكد بشكل مبدئى من موافقتهم عليه، ليجلس فى (الصالون) ويرى الفتاة وتراه جيدًا ويتعرف عليها، فإذا أعجبته خطبها، وتكون فترة الخطوبة للتأكد من حسن الاختيار ثم الزواج. وقد جرت العادة على تسمية هذا النوع من الزواج بـ«زواج الصالونات» كأنك دخلت الصالون وتزوجت بالإكراه... فالاسم منفر نوعَا ما! لكن كثيرين يرون أنّ الزواج التقليدى أو زواج الصالونات، حيث يختار الطرفان بعضهما دون معرفةٍ أو ارتباطٍ مسبقين، هو الطريقة الأمثل لزواج ناجح.

بينما يرى البعض أن هذه الطريقة فى الزواج قد تواجهها العقبات؛ فمن الممكن ألا يتوافق الزوجان ويقود الأمر إلى كثير من المشاكل، فضلًا عن صعوبة الطلاق أو الانفصال فى عديد من الأحيان بسبب ارتباط العائلات، بالإضافة إلى عدم أخذ المشاعر بعين الاعتبار فى بعض حالات الزواج التقليدى، كما أن تدخل العائلة لإصلاح بعض المشاكل وبخاصة فى فترة التعارف التى تسبق الزواج قد تمنع الطرفين من قطع العلاقة وتقود إلى إجبار الشريكين على ارتباط سيئ.

أما الزواج الحديث؛ وفيه يكون التقاء الشاب بالفتاة فى الدراسة أو العمل، ففى هذه الحالات يكون الاتفاق فيها بين الشاب والفتاة، ومن ثمّ يخبران الأهل برغبتهما لإتمام الزواج. ومع التطورات التى طرأت على وسائل الإعلام وظهور مواقع التواصل الاجتماعى وانتشار استخدامها، أصبحت هذه المواقع بمثابة فضاء اتصالى يتيح استخدامه فرصة تكوين علاقات اجتماعية لكل من الشاب والفتاة قد يتم استثمارها للحصول على شريك الحياة المناسب.

ورغم رؤية البعض بأن هذا النوع من الزواج قد نجح فى التغلب على العقبات التى تواجه زواج الصالونات، إذ تزداد مساحة العلاقة بين الشاب والفتاة لتكوين أرض ثابتة يمكن من خلالها قيام كل طرف بالحكم على الطرف الآخر بعيدًا عن تدخل الأهل؛ إلا أن هذا لا يمنع ما قد يشوب هذا النوع من الزيجات من وجود قدر من التصنع لدى كل طرف فى محاوله منه لإبهار الطرف الآخر، فضلًا عن سيطرة بعض الأفكار الخيالية المبنية على نقص الخبرة لدى كل من الشاب والفتاة، والتى سرعان ما تصطدم بشروط الأهل من شبكة (وعادة تكون زى شبكة بنت خالة العروسة) وقايمة (ولازم يكتبو فيها الدهب بالجرام) وشقة (ولازم تبقى تمليك علشان الناس متاكلش وشنا).. وغير ذلك من متطلبات الزواج.

وفى النهاية، يجب أن تعلم أنّه يمكن بناء عائلة متماسكة وسعيدة فى كلٍ من الزواج التقليدى والزواج الحديث، وأنّ كلًا منهما له ميزاته وعيوبه، ويبقى الفيصل فى الاختيار هو المناسب لك؛ بعيدا عن أية ضغوط اجتماعية مثل: قطار الزواج، وكلام الناس، وشكلك قدام بنت خالتك، وغير ذلك.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان شريك الحياة المناسب حول الفرق زيجات اليوم سابق معرفة الشاب والفتاة الزواج قد

إقرأ أيضاً:

اختتام دورة الخطاب الأبرشي في فلسطين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختُتمت دورة الخطاب الأبرشي في فلسطين مساء امس الجمعة، 4 ابريل  2025، والتي استمرت على مدار ثلاثة لقاءات، بمشاركة نحو 24 شابًا وشابة يستعدون لنيل سر الزواج المقدّس.

هدفت هذه الدورة إلى إعداد الأزواج المستقبليين روحيًا ونفسيًا واجتماعيًا، وتعزيز فهمهم لمسؤوليات الحياة الزوجية وفقًا لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية.

لقاءات غنية بالمعلومات والتوجيه
 

في اللقاء الأول، الذي عُقد يوم الجمعة، 21 فبراير  تم التركيز على أهمية الاتصال والتواصل في الحياة الزوجية، حيث قدمت الآنسة سيلينا بلوط من مركز راعوية العائلة عرضًا شاملًا حول كيفية بناء حوار صحي وفعّال بين الزوجين، مما يعزز الاحترام المتبادل ويقوي أسس العلاقة الزوجية. كما قدّم السيد أسامة خليلية من جامعة بيت لحم مداخلة حول التنظيم المالي، موضحًا أهمية التخطيط المالي السليم لضمان استقرار الأسرة وتحقيق حياة زوجية متوازنة.

أما اللقاء الثاني، الذي جرى يوم الجمعة، 14 مارس ، فقد تناول موضوع الصحة الجسدية وأهمية الفحوص المخبرية قبل الزواج، قدمه الصيدلاني جورج فانوس، بهدف توعية الشباب بأهمية التأكد من حالتهم الصحية قبل بدء حياتهم المشتركة. كما تحدث الدكتور بشار رشماوي عن العلاقات الزوجية ووسائل تنظيم النسل، مشيرًا إلى ضرورة فهم هذه الجوانب في ضوء التعاليم الكنسية. وفي نهاية اللقاء، ألقى الأب حنا سالم، كاهن رعية بيت جالا، كلمة تناول فيها البُعد الأخلاقي لهذه المواضيع وفقًا لتعليم الكنيسة، مؤكدًا على قدسية العلاقة الزوجية وأهمية العيش وفقًا للقيم المسيحية.

وجاء اللقاء الثالث والأخير يوم الجمعة، 4 ابريل ، ليكون محطة روحية عميقة، حيث تناول الأب إميل سلايطة، رئيس المحكمة الكنسية في القدس، القوانين الكنسية لسر الزواج المقدّس، موضحًا الجوانب القانونية التي تنظّم هذا السر العظيم، وحقوق وواجبات الزوجين في ضوء الشرع الكنسي.

كما قدّم المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام، كلمة روحية ملهمة، شدد فيها على أن الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو دعوة مقدسة إلى العيش في محبة وشركة حقيقية، تحت رعاية الله. وقد اختتم اللقاء بترؤس سيادته رتبة رياضة درب الصليب، حيث عاش المشاركون لحظات تأملية عميقة، قبل أن يتم منحهم شهادات إتمام الدورة التحضيرية، كتأكيد على استعدادهم لخوض هذه المرحلة الجديدة من حياتهم بوعي وإيمان.

تمنيات بالخير والسعادة
وخلال الختام، "توجه منظمو الدورة بأصدق التمنيات لجميع المشاركين، راجين لهم حياة زوجية مليئة بالحب والسلام والنعمة الإلهية. فالزواج ليس مجرد ارتباط اجتماعي، بل هو رسالة مقدسة تحمل في طياتها معاني العطاء والمغفرة والتعاون لبناء عائلة مسيحية متماسكة تكون شهادة حيّة للإيمان في المجتمع.

نأمل أن يكون هذا الإعداد الروحي والعملي قد ساهم في تعزيز فهم الشباب والشابات لدورهم كأزواج وزوجات، وأن يكونوا على أتم الاستعداد لخوض هذه الرحلة المقدسة بكل ثقة ورجاء". 

مقالات مشابهة

  • مصرع شاب إثر تناول قرص لحفظ الغلال فى طما بسوهاج
  • ما هو الخرس الزوجي وطرق علاجه؟
  • الحياة مش كلها ستات.. أول تعليق من والد حسام حبيب على حقيقة زواج نجله
  • سيدة تلاحق مطلقها لسداد 4 ملايين جنيه بعد 21 سنة زواج وتطليقها غيابيا
  • خطيب نارين بيوتي يعتنق الإسلام من أجل الزواج منها
  • اختتام دورة الخطاب الأبرشي في فلسطين
  • بينها زواج الأقارب.. ارتفاع معدل الجريمة في العراق لهذه الأسباب
  • هل الزواج له علاقة بالخرف لدى الرجال؟.. دراسة تجيب
  • الصحّة العالمية: إصابات ووفيات الكوليرا ارتفعت 50% في عام 2024
  • هل الزواج في شهر شوال مكروه؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل