لجريدة عمان:
2025-01-05@04:29:46 GMT

خطأ المرأة وازدواجية المعايير

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

يعثرُ الرجل بسهولة على ملايين الأعذار لرجل مثله يجنح عن جادة الصواب ويأتي بأفعال مُستهجنة غير سوية، فأخطاؤه استنادًا إلى تفسيرنا الضيق لمفهوم «الذكورية» ونتيجة للصورة الذهنية العالقة في أذهاننا لامتيازاتها «قابلة للرتق» والإصلاح بقليل من الجُهد وإن عظُمت.

تتجاوز المجتمعات المتكئة على التقاليد المتوارثة والأعراف السالبة عن أخطاء أبنائها الذكور بل وتتفاخر بها في بعض المواقف ولو كانت بصورة غير مُعلنة فالقاتل شجاع لا يهاب الموت من أجل أخذ ثأر قديم، واللص رجل ذكي استفاد من ظروف مواتية كان سيستفيد منها غيره لولا نباهته والمتغطرس صاحب شخصية قوية يصعب تكرارها والمتحايل قناص للفرص، وفاقد المروءة منفتح تخطى مرحلة التحفظ والتزمت في الوقت الذي تُحسب فيه على المرأة أصغر زلاتها وتُعاملُ نتيجة لذلك كمجرمة تستحق الطرد من رحمة الله ورأفة عباده.

تُلاحِق المرأة أخطاء الماضي التي لن تخرج بطبيعة الحال عن كونها «بشرية» وتطاردها حتى في قبرها فعند أصغر موقف تُبعث سيرتها وتُفتّح الملفات القديمة دون أدنى اعتبارات لكرامة ميت أو اتقاء لجرح حي.

وليس من الغرابة أن تنعكس نتيجة تلك الهفوات على الأجيال التي ستأتي مستقبلًا كون الذاكرة الجمعية للمجتمعات التقليدية مُحصّنة لا يأتيها النسيان من بين يديها ولا من خلفها إذ تنقُل الأجيال للأجيال التي تأتي بعدها حيثيات ما سُجل من عثرات وتضيف لها بما يتفق والموقف إلى حد أنها تتسبب في تعثر علاقات إنسانية عذبة مهيأة للولادة وقابلة للإزهار أو تسهم في تدمير ما هو قائم منها.

إن عدم الموضوعية التي تتعاطى بها بعض المجتمعات مع ماضي المرأة يثير الدهشة وهو إن دل على شيء فإنما يدل على ازدواجية المعايير التي نوظفها في الحكم على الأشخاص إذا ما اعتبرنا أن مفهوم «الخطأ» واحد وطبيعة مرتكبه البشرية واحدة وأن ما قد تقع المرأة فيه من أخطاء حتمًا سببه رجل وليس كائنا قادما من الفضاء.

ولعل الغريب في الأمر أن مستوى الوعي والتعليم والثقافة الذي قد يناله الأفراد لم يتمكن بعدُ من القضاء على الفكرة السائدة بأن خطأ المرأة صغُر أم كبُر «عار» لا يمكن غسله بينما خطأ الرجل لا يعدو أن يكون «سوء تقدير» قابل للتصويب وأن ما يمكن أن يعيبه فقط هو جيبه، ما يدعو للدهشة أننا نتجاوز حقيقة أن لدى رب البشر جميعهم تعريفا واحدا لمفهومي الخير والشر لا ثالث لهما وأنه لا يُفرق بسبب الجنس في الجزاء الذي يكون على صورة ثواب أو عقاب.

النقطة الأخيرة..

يقول دوستويفسكي:

«إذا ركبت القطار الخطأ، حاول أن تنزل في أول محطة، لأنه كلما زادت المسافة، زادت تكلفة العودة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خبراء يحذرون من أخطاء شائعة عند تخزين زيت الزيتون

تخزين زيت الزيوت من أهم الأمور للحفاظ على جودته وخواصه حيث يحذر خبراء Which وهي مؤسسة بريطانية غير ربحية متخصصة في اختبارات الأغذية من أن طريقة تخزين زيت الزيتون قد تؤثر بشكل كبير على جودته وطعمه.

رغم أن العديد من الأشخاص يفضلون الاحتفاظ بزيت الزيتون بالقرب من الموقد لسهولة الوصول إليه أثناء الطهي، فإن هذه العادة قد تسرّع في تلف الزيت.

وينصح الخبراء بتخزين زيت الزيتون في مكان بارد ومظلم بعيدا عن الضوء والحرارة والأكسجين، لضمان الحفاظ على جودته لفترة أطول وأوضحوا أن "الاحتفاظ بزيت الزيتون في خزانة بعيدة عن هذه العوامل يساعد في إطالة عمره ومنع تلفه السريع".

أما بالنسبة لتخزينه في الثلاجة، فبينما يعتقد البعض أن ذلك يساعد في الحفاظ على الزيت إلا أن الخبراء لا يوصون بذلك، حيث أن درجات الحرارة المنخفضة قد تؤثر على قوامه ونكهته.

ولا يقتصر الأمر على مكان التخزين فقط، بل أيضا نوع العبوة التي يعبأ فيها زيت الزيتون. وينصح الخبراء بتجنب الزيت الذي يعبأ في زجاجات بلاستيكية شفافة، حيث إن الضوء الذي يمر من خلالها قد يؤثر سلبا على نكهة الزيت ويفضل استخدام عبوات زجاجية داكنة تمنع الضوء وتحافظ على جودة الزيت.

وأوضح الخبراء أيضا أنه عند فتح زجاجة زيت الزيتون، يبدأ الزيت في التفاعل مع الأكسجين، ما يؤدي إلى تدهوره بسرعة لذا، يجب استخدامه في غضون شهرين من فتح الزجاجة للحصول على أقصى استفادة من طعمه وفوائده الصحية.

مقالات مشابهة

  • «الحفنى»: استراتيجية متكاملة لتطبيق المعايير والإجراءات الدولية لتحقيق الاستدامة البيئية بالتعاون مع الإيكاو «ICAO«
  • أخطاء شائعة في «المطبخ» قد تسبب أمراضاً خطيرة.. احذرها!
  • حسني بي: الدينار الليبي لا يمكن أن يكون أقل من 5.5 للدولار
  • أخطاء شائعة في تخزين زيت الزيتون قد تؤدي إلى فساده
  • انتبه، نشال!: المرأة التي غزت الانترنت لمكافحتها الجريمة بشوارع البندقية
  • حملة التشجير في بنغازي: ضرورة التزام المعايير البيئية لتجنب الأضرار
  • بطيء المشية.. أعجوبة الخلق الذي لا يمكن تدميره حتى بالإشعاع
  • خبراء يحذرون من أخطاء شائعة عند تخزين زيت الزيتون
  • النعيمي: الإمارات حريصة على توافر الخدمات الطبية وفق أعلى المعايير
  • وفاة جوسلين وايلدنشتاين.. "المرأة القطة" التي دمّرها التجميل