"مدينة العين" بوابة الحياة الإماراتية واستعادة روح التراث
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
العين- سارة العبرية
في قلب التراث الإماراتي، تبرز مدينة العين كواحة تنبض بالحياة، تجمع بين عبق التاريخ وروعة الطبيعة، مما يجعلها وجهة مثالية للاسترخاء والتجدد بعيدًا عن صخب الحياة اليومية التي تقع على بعد 90 دقيقة فقط من أبوظبي، وتقدم العين تجارب فريدة تتنوع بين استكشاف الحصون العريقة، الواحات الغنية، ونظام الأفلاج التاريخي، إلى جانب التفاعل مع تقاليد أهل المنطقة الأصيلة.
وتم إدراج العين كأول موقع إماراتي على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، لاحتوائها على واحدة من أقدم المناطق المأهولة بشكل مستمر، ومواقع تاريخية تعود لأكثر من خمسة آلاف عام، مع حصون وقصور مُفّعمة بالحكايات التاريخية.
وقامت "الرؤية" بزيارة سياحية على أبرز الأماكن والمواقع التراثية في العين، ومنها:
مركز القطارة للفنون
تأسس عام 2011، يمثل نموذجاً حياً لثراء وتنوع المشهد الفني والثقافي في مدينة العين؛ حيث يوفر منصة تجمع الفنانين والمبدعين ومحبي الفنون للمشاركة في مجالات إبداعية متعددة، ويضم المركز صالة عرض لأعمال فنانين من الإمارات والمنطقة، واستوديوهات تعليمية للموسيقى، والحرف اليدوية، الفخاريات، الخط العربي، والرسم والتلوين.
كما يحتضن معرض القطارة للآثار الذي يبرز الاكتشافات الأثرية من المنطقة، مع تسليط الضوء على التاريخ العريق من العصر الحديدي. وخلال بناء المركز، تم اكتشاف خمسة أمتار من الطبقات الأثرية التي توثق تاريخ المنطقة الممتد من العصر الإسلامي المتأخر إلى العصر الحديدي. وتعرض هذه المكتشفات في معرض دائم في الطابق السفلي للمركز، حيث تُعرض قطع أثرية هامة مثل تمثال الأسد الصغير الذي يعود للعصر الحديدي الثاني. بالإضافة إلى ذلك، تم ترميم بيت بن عاتي الدرمكي ودمجه مع المركز كجزء من التراث المحلي، ويوفر المركز أيضاً ورش عمل فنية ومهرجانات ثقافية، وجولات إرشادية لتعريف الزوار بتاريخ وأهمية هذا المعلم التراثي، إلى جانب مقهى يُعد نقطة تجمع اجتماعية وثقافية.
قصر المويجعي
يُعدُّ أحد الشواهد الحية على مرحلة هامة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتميز بطراز معماري فريد يعتمد على البناء بالطوب اللبن الذي كان سائداً في مطلع القرن العشرين، وشهد القصر ولادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي قضى فيه أيام صباه مستفيدًا من حكمة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويتميز بهيكله المربع وزواياه البارزة وبوابة المدخل الكبيرة، وقد خضع لترميم دقيق للحفاظ على أصالته التاريخية، ويحتضن فناء القصر قاعة عرض محاطة بجدران زجاجية، تروي قصة القصر وسكانه مع التركيز على إنجازات الشيخ خليفة. يُقدم المعرض تسلسلاً زمنياً لأفراد العائلة الحاكمة، ويسلط الضوء على أهمية المياه للحياة في العين وواحاتها، مثل واحة المويجعي، ويضم القصر أيضاً مرافق للزوار تشمل متجرًا للهدايا التذكارية ومقاهي، بالإضافة إلى جولات إرشادية لتقديم لمحة عن تاريخ القصر وأهميته.
قلعة الجاهلي
تُعتبر القلعة واحدة من أكبر القلاع في الإمارات العربية المتحدة، وقد شُيدت في أواخر القرن التاسع عشر بأمر من الشيخ زايد الأول بهدف الدفاع عن المدينة وحماية واحات النخيل، وخضعت "الجاهلي" لعملية ترميم دقيقة، لتصبح اليوم نموذجاً مميزاً للعمارة التقليدية، وتحتوي على معرض دائم مخصص للرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر، الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين في أربعينيات القرن العشرين، كما تُشكل القلعة وجهة مثالية لاستضافة الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تحتفي بتراث المنطقة وتقاليدها، وتقع وسط حدائق منسقة بعناية، وتضم مركزًا للزوار يقدم عروضاً تعريفية عن تاريخ القلعة، وتستضيف القلعة بانتظام جولات إرشادية، ورش عمل تعليمية، وعروضاً تفاعلية توفر فهمًا أعمق لتاريخها وهندستها المعمارية وقصة منطقة العين.
حديقة آثار الهيلي
وجهة فريدة تجمع بين أجواء الحدائق العامة والمواقع الأثرية ذات التاريخ العريق، تشهد على تراث مدينة العين وتجذب زوارها ومجتمعها على حد سواء، وتقع الحديقة ضمن مواقع الهيلي الأثرية، المُدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وتحتوي على عدد كبير من المدافن والمباني التاريخية ونظم الري والزراعة التي تعود إلى العصر البرونزي والعصر الحديدي، ومن أبرز معالم الحديقة مدفن الهيلي الكبير، الذي يُعتبر من أقدم المستوطنات في الإمارات، ويبلغ قطره 12 مترًا، ويعود تاريخه إلى حوالي 2500-2000 قبل الميلاد، ويرتبط بحضارة أم النار.
ويمكن للزوار استكشاف أنظمة الري القديمة "الأفلاج" التي تسلط الضوء على الابتكارات المبكرة في الزراعة وإدارة المياه، كما توفر الحديقة عروضًا تعريفية ولوحات معلومات تروي التاريخ المبكر للمنطقة وثقافتها العريقة، وتضم ممرات مخصصة للمشي، مما يجعلها وجهة مفضلة للنزهات العائلية والتجارب التعليمية لاستكشاف تاريخ المنطقة.
سوق العين للجمال
يقع السوق على بُعد 15 كم من وسط المدينة، ويُعتبر واحدًا من أسواق الماشية التقليدية القليلة المتبقية في الإمارات؛ حيث يُباع فيه الجمال والماعز والأغنام، ويوفر السوق للزوار فرصة رؤية الجمال عن قرب والتعرف على أهميتها في الثقافة والحياة اليومية، بالإضافة إلى التعرف على الممارسات التجارية التقليدية، ويضم مجموعة من السلع المتعلقة بالماشية، مثل علف الحيوانات والمعدات والحرف اليدوية، كما تُعقد مزادات خاصة للجمال، تعرض أفضل الجمال في المنطقة. يفتح السوق أبوابه يوميًا من الساعة 6 صباحًا حتى 7 مساءً، مما يتيح للزوار فرصة كافية لاستكشافه.
بيت محمد بن خليفة
يعود بيت محمد بن خليفة الذي شُيد في عام 1958، إلى المغفور له الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، ويُعتبر معلمًا ثقافيًا مهمًا في العين، خضع البيت لعمليات ترميم دقيقة، وأصبح مركزًا مجتمعيًا نابضًا بالحياة؛ حيث يضم معرضًا دائمًا يحتفي بالتحول الاجتماعي والمعماري في الإمارات خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ويُقدم المعرض تجربة غامرة من خلال عروض تفاعلية متعددة الوسائط، ويحتضن البيت حاليًا مقر مجموعة مسرح العين، ومركز الفنون الإبداعية "رفلكت"، ومقهى "نوتس" مع مخبزه الخاص، مما يجسد التراث المعماري والتاريخي للمنطقة.
المغامرات والتجارب العائلية
حديقة الحيوانات بالعين، التي أسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1968، تمتد على مساحة 900 هكتار وتُعد من أكبر حدائق الحيوان في الشرق الأوسط. تحتضن أكثر من 4,000 حيوان من 200 نوع مختلف، مثل الظباء العربية والقطط الكبيرة. توفر الحديقة تجارب تفاعلية متنوعة، بما في ذلك إطعام الزرافات، وعروض الطيور، وجولات السفاري. كما تحتوي على مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء الذي يعكس رؤية الشيخ زايد في الحفاظ على البيئة، ويتضمن خمسة معارض تسرد تراث وثقافة أبوظبي، تضم أيضًا سفاري العين أكبر سفاري اصطناعية في العالم، التي تقدم تجربة مُميزة عبر مرشدين إماراتيين في بيئة برية طبيعية.
منتزه جبل حفيت الصحراوي يقع عند سفح جبل حفيت في العين، ويمتد على طول تسعة كيلومترات، ويعدُّ منتجعًا بيئيًا يوفر تجارب إقامة متنوعة تشمل التخييم الفاخر، مع خيارات متعددة للطعام وأماكن ترفيهية للأطفال.
تم إدراج المنتزه ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2011؛ نظرًا لاحتوائه على مواقع أثرية تعود إلى العصر الحجري ومدافن جبل حفيت التاريخية، كما يقدم المنتزه أنشطة خارجية مثل المشي وركوب الدراجات ومراقبة الحياة البرية، إضافة إلى مناطق للتنزه والتخييم، إلا أنه يُغلق في فصل الصيف من منتصف مايو إلى سبتمبر.
نادي العين للفروسية والرماية والجولف يُعتبر وجهة رياضية وترفيهية متكاملة في العين منذ افتتاحه عام 2007، ويتميز بتقديم مجموعة واسعة من الأنشطة والمرافق الحديثة، يضم ملعب جولف من 18 حفرة بمعايير عالمية، وإسطبلات ومضامير للفروسية، بالإضافة إلى ميدان رماية مجهز للرماية بالبندقية والقوس، كما يوفر النادي مرافق إضافية مثل مطاعم متعددة، ملاعب تنس، حوض سباحة، ومركز لياقة متكامل، ويستضيف فعاليات رياضية وبطولات تجذب محبي الرياضة من المنطقة.
التجدد والاستجمام
واحة العين، أول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تجمع بين جمال الطبيعة والتاريخ العريق. تحتضن الواحة آلاف أشجار النخيل والأشجار المثمرة التي تُروى بنظام الأفلاج التقليدي. يعرض مركز الزوار معلومات حول أساليب الزراعة التقليدية وطرق الحفاظ على النظام البيئي، ويشمل عروضًا تفاعلية ونموذجًا ثلاثي الأبعاد لنظام الأفلاج. يتيح المكان جولات ممتعة بين الممرات المظللة والحدائق، إضافة إلى معارض تعليمية وورش عمل تثقيفية، ما يجعله وجهة مثالية للزوار من مختلف الأعمار.
منتجع تلال العين
يقع في قلب صحراء العين، مجسداً أصالة الضيافة الإماراتية بلمسة من الفخامة العربية، حيث يوفر غرفًا وأجنحة وفللاً بديكورات تراثية وحمامات سباحة خاصة، يقدم المنتجع تجارب مميزة تجمع بين التراث والثقافة الإماراتية في "قرية زمن لوّل"، مع أنشطة مُمتعة تشمل ركوب الجمال والخيل، وقيادة الدراجات الرباعية، ورحلات السفاري.
كما يضم المنتجع مرافق استجمام متكاملة تشمل السبا والمسابح، ومجموعة من المطاعم الإماراتية والعالمية، ويتيح لضيوفه فرصة استكشاف الحياة البرية وزيارة مدرسة محمد بن زايد للصقارة للتعرف على فنون الصقارة التقليدية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: بالإضافة إلى فی الإمارات مدینة العین الشیخ زاید آل نهیان فی العین تجمع بین محمد بن التی ت مرکز ا الذی ی ی عتبر
إقرأ أيضاً:
الأطفال.. زينة «مهرجان الشيخ زايد»
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يشهد «مهرجان الشيخ زايد» أجواء مبهجة، وحضوراً بارزاً للفعاليات والأنشطة والعروض التي تعيد إحياء حياة الأجداد، وتعزيز الهوية الوطنية من استعراضات حرفية وتجارب تعلم تفاعلية تستحضر زمن الأسلاف، وتنقل أسلوب حياتهم إلى الأجيال.
فعاليات كثيرة تستقطب الزوار ضمن المهرجان المتواصل في منطقة الوثبة، ويجد فيها الأطفال الكثير من الاستفادة، حيث يستمتعون بالأنشطة والعادات والتقاليد، والتي تحيي ماضي الأسلاف ضمن ساحة تزهو بالأهازيج وأصوات الفرح المزينة بألوان العلم. خيارات واسعة من الأنشطة والأكلات الشعبية ورائحة الماضي تفوح من السوق القديم الذي يوفر الأزياء التراثية والعطور والبخور، وما يطلبه الأطفال عبر «دكان الطيبين» من حلويات وألعاب زمن «لوّل».
مشاعر خاصة
هنا على أرض «مهرجان الشيخ زايد» ألوان وأشكال تثير المشاعر، وتصور الحياة الاجتماعية القديمة المفعمة بالأصالة، من ملابس شعبية مطرزة بخيوط الفضة والمشغولات من الخوص والجرار من الطين لحفظ الماء ومختلف الاستعمالات والأواني المعدنية الخاصة بالطعام والشراب والضيافة، والأكسسوارات والعطور والبخور والأحاديث والجلسات الخارجية والحضيرة والصقار ومظاهر الضيافة. مسرح مفتوح على آفاق عصرية تحدث التمازج بين الماضي والحاضر، حيث يستمتع الأطفال بزينتهم وملابسهم التراثية، ما يعزز لديهم الهوية الوطنية عبر المشاهد الحية والصور الاجتماعية.
تعزيز الهوية
محمد سلطان الذي يزور المهرجان برفقة أبنائه، قال: إن الحدث العالمي بما يشمله من فعاليات تراثية، ومشاركات عالمية يُعد أجمل وجهة لتعزيز الهوية الوطنية، والاطلاع على موروث الأسلاف من عادات وتقاليد وقيم ومثل عليا خلال هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا. كما يُعد فرصة للحديث مع كبار المواطنين من حرفيين، حيث يُطلعون الأبناء على الحياة الاجتماعية قديماً، ما يزيد من تقديرهم لما قام به الأسلاف في سبيل رفعة الوطن، مؤكداً أن الأطفال يجدون ما يثير انتباههم ليقفوا عند الكثير من تفاصيل أجدادنا، وكيف استثمروا موارد الطبيعة بذكاء، من خلال الصناعات التراثية التي تزين ساحة المهرجان في مختلف بيئاته، فتجد من يصنع التلي والخوص وصباغة الملابس وحياكة الصوف وصناعة الحبال، وسواها من الحرف الحية.
مدرسة الأوّلين
قالت الأم شيخة المنصوري إنها وجدت في «مهرجان الشيخ زايد» فرصة للاستمتاع برفقة أبنائها بأجواء الماضي، حيث الأهازيج والعروض الموسيقية والسوق القديم الذي يستعرض العديد من مستلزمات وأدوات تُسعد الأطفال، من زينة وأعلام وألعاب وملابس. كما أن ساحة المهرجان وما تشتمل عليه من زينة وإضاءة وحرف وسوق قديم ضمن أزقة تعبق برائحة العطور والبخور والأكلات الشعبية والخوص، تنقلنا إلى ماضي الأجداد، وتعزز في الأبناء حب التراث، وتغرس فيهم معاني الولاء والانتماء.
دكان الطيبين
دفق من الفعاليات الجميلة التي تجذب الأطفال يقدمها المهرجان ضمن مختلف ساحاته، وتُعيد إحياء جزء من الماضي، منها «دكان الطيبين» صور من الحياة المجتمعية في الإمارات قديماً، ويوفر كل ما يحتاج إليه الأطفال من الألعاب والسكاكر والعصائر التي ارتبطت بزمن الأجداد والآباء، مما يجعلهم يستكشفون حياة الماضي. وقال محمد مناعي المشرف على «دكان الطيبين» في المهرجان: إن هذا النشاط يستقطب الأطفال الذين يرغبون في التعرف على الحلويات والألعاب ومختلف المواد التي كانت تسعد الآباء والأجداد، كما يوفر مجموعة من الحلويات والمشروبات القديمة التي يبحث عنها هذا الجيل، ويقدم لمحة عن الدور الاجتماعي الذي كان يقوم به الدكان قديماً، حيث كان سكان القرية يجتمعون حوله ويتقاسمون الأحاديث ويتداولون الأخبار.
أهازيج تراثية
ساحات نابضة بالحياة تتزين بألوان العلم والإضاءة التي تضفي بهجة على الفعاليات والأنشطة، وتُبرز حضارة الإمارات وجوانب متعددة من ثقافتها وموروثها الشعبي، حيث يبتهج الزوار بالأهازيج واستعراضات الفنون الشعبية التي ينخرط فيها الأطفال ويتغنون بحب الوطن. وقال مبارك العتيبة، قائد فرقة العيالة في المهرجان: إن الحدث العالمي تحوّل إلى عرس ثقافي وتراثي، لاستعراض أجمل الكلمات في حب الوطن، حيث تتنافس الفرق الشعبية على نظم القصائد لإلقائها بهذه المناسبة الوطنية السعيدة. كما تعمل الفرق على نقل هذا الشغف للأجيال، من خلال السماح بالانخراط في الفرق أثناء الاستعراضات، لتعزيز الهوية والانتماء للوطن.
رسائل
يحتفي المهرجان بالقيم الأصيلة للمجتمع، وينقلها بفخر للأجيال لتعريف شعوب العالم بها، وبحضارة الإمارات ورسالتها الإنسانية، مع إقامة الفعاليات والبرامج الممتعة التي تحقق المشاركة، والاهتمام بالتراث الشعبي والاعتزاز به ورعايته وحمايته والحفاظ عليه، والتواصل الحضاري والثقافي وتبادل الخبرات وسط أجواء مليئة بالسعادة والمرح، وتعزيز الابتكار والتنوع الثقافي كقوة محدثة للتنمية والسلام.