كاتب إسرائيلي يحذر من آثار إضعاف حزب الله بمشكلة جديدة تظهر من سوريا
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
تعتبر الأوساط الإسرائيلية أن الهجوم الكبير لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد حزب الله اللبناني أدى إلى إضعاف قوة الحزب ليس فقط في لبنان وصولا إلى اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، بل بإجباره على تقليص قواته في سوريا.
وقال المستشرق الصهيوني والمحاضر ومدرّس اللغة العربية في جامعة حيفا يارون فريدمان: "نذكر أن حزب الله تلقى تعليمات من إيران قبل نحو عقد من الزمان لإرسال آلاف المقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب جيش الأسد، واستفادت إيران جيدًا من الحرب الأهلية في سوريا لإرسال عشرات الآلاف من المقاتلين، من خلال الميليشيات الشيعية من العراق ولبنان".
وأضاف فريدمان في مقال نشره عبر صحيفة "معاريف" أن "التدخل العسكري المباشر للطيران الروسي في عام 2015، بمساندة البحرية الروسية، ساعد في قلب مجريات القتال لصالح الأسد، وتمكنت تحالفات روسيا، والميليشيات الموالية لإيران، وجيش النظام من استعادة السيطرة على نحو 70 بالمئة من الأراضي السورية".
وأوضح "الآن بدأ الاستقرار الذي تحقق في سوريا على مدى ثماني سنوات في التزعزع، لماذا تراجع الدعم للأسد؟ تعرض جيش الأسد للتآكل الكبير خلال سنوات الحرب من 2012 إلى 2017، وأصبح الرئيس يعتمد تمامًا على الدعم الروسي من خلال القواعد الجوية والبحرية في منطقتي طرطوس واللاذقية ووجود الميليشيات الشيعية المنتشرة في أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة دمشق".
وأشار إلى أنه "منذ عام 2022 تراجعت مشاركة روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، والآن نتيجة الحرب في لبنان، تراجع دعم حزب الله لنظام الأسد، وهناك شك كبير حول ما إذا كانت الميليشيات الشيعية من العراق يمكنها ملء الفراغ في ظل ضعفها العسكري".
واعتبر أن "الأزمة الاقتصادية في سوريا تعكس تأثيرًا سلبيًا على معنويات جيش النظام، حيث أن رواتب جنوده بالكاد تكفي للعيش، تركز معظم اهتمامات الرئيس السوري في الشمال، حيث لا يزال هناك إقليم كامل (إدلب في شمال غرب سوريا) تحت سيطرة المعارضة منذ عشر سنوات، هذا الإقليم يقع تحت رعاية تركيا، وتشهد جبهته مع مناطق النظام حرب استنزاف مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.. ويُحتمل أن إيران تتجنب حسم الأمور في المنطقة لتبرير استمرار وجودها في سوريا".
واعتبر أنه "من المهم أن نعرف أن أقوى فصيل معارض في إدلب هو "هيئة تحرير الشام" (جبهة تحرير سوريا)، وهو النسخة الحديثة من "جبهة النصرة"، وهي فرع لتنظيم القاعدة في سوريا، ويفرض هذا التنظيم إرهابًا داخليًا على جميع مناطق إدلب ويحظى بدعم من تركيا بالأسلحة والمال. ومن المحتمل أن المنظمات الإسلامية في المنطقة تتلقى أيضًا دعمًا من قطر".
وقال فريدمان إن "استغلال الحرب في لبنان خلال الحرب الأخيرة للجيش الإسرائيلي في لبنان، انتشرت العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر نشطاء معارضة في إدلب وهم يحتفلون ويشمتون بالضربات القاسية التي وجهها الجيش الإسرائيلي لحزب الله، وهذا ليس فرحًا لانتصارات إسرائيل، بل فرحًا لمصائب العدو الشيعي الذي دعم نظام الأسد وشارك في المجازر ضد المدنيين في سوريا قبل عشر سنوات".
وبين أن "الضربات الإسرائيلية لم تقتصر على لبنان فقط؛ فقد تم قصف أهداف لحزب الله أيضًا داخل سوريا، بهدف ضرب قواته خارج لبنان ولوقف إمدادات الأسلحة عبر الحدود، والهجوم في إدلب في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/ نوفمبر، استغل المعارضون في إدلب ضعف "محور المقاومة" الموالي لإيران، واخترقوا حدود إدلب جنوبًا نحو مدينة حلب - عاصمة شمال سوريا الاقتصادية".
وأضاف أن "المعارضة حّدت فصائلها وأسست غرفة عمليات مشتركة، في الأسبوع الأخير، هاجمت هذه القوات القرى في أطراف شمال غرب حلب، ويبدو أنهم حفروا أيضًا أنفاقًا للتهريب، حيث ظهرت لقطات في مقاطع الفيديو تظهر مقاتلين يختبئون داخل الأنفاق بينما يحاول الطيران الروسي وقف تقدمهم عبر غارات جوية مكثفة".
في هجوم المعارضة الذي أُطلق عليه "ردع العدوان"، تم احتلال 32 قرية وبلدة في مسار إدلب - حلب، وتم إغلاق العديد من الطرق بما في ذلك الطريق 5M - الطريق الرئيسي إلى حلب، كما تم احتلال قاعدة قيادة فوج رقم 46 من جيش النظام السوري التي تحتوي على دبابات.
وفي مقطع فيديو نشر على الإنترنت، ظهرت العديد من الجثث الممزقة لجنود سوريين وأسرى خائفين، بينما وصلت المعارضة إلى بلدة المنصورة، على بعد حوالي 8 كم من مركز مدينة حلب.
وأجاب الكاتب على سؤال "من هم المتمردون أو المعارضة؟ بالقول: تتكون المعارضة في الغالب من متشددين سنيين من التيار السلفي الجهادي، هؤلاء المقاتلون يشبهون من حيث المظهر مقاتلي حماس مع لحى طويلة وأشرطة على الجبهة، هم مزودون بأسلحة خفيفة في معظمها، ولكن يبدو أنهم تلقوا تعزيزات من أسلحة مضادة للطائرات وصواريخ موجهة".
واتهم الكاتب تركيا بتزويد المعارضة بهذه الأسلحة، قائلا إنها "تسعى إلى مواصلة السيطرة التدريجية على شمال سوريا، في الفترة الأخيرة، كثفت القوات التركية هجماتها على الحكم الذاتي الكردي، ونذكر أن تركيا، مثل إيران، استغلت الحرب الأهلية السورية للسيطرة على مناطق واسعة من البلاد".
واعتبر أنه "قبل نحو عقد من الزمان، غزت تركيا شمال محافظة حلب، ثم توجهت إلى عفرين ومنطقة الحسكة في الشرق، واحتلت آلاف الكيلومترات تحت ذريعة إنشاء "حزام أمني" ضد "الإرهاب الكردي".
وأوضح أن أثار ذلك على "إسرائيل" تتركز بـ"تهديد المتمردين للسيطرة على مدينة حلب، التي تعد نقطة استراتيجية هامة، لا تزال فرص ذلك غير واضحة، ويبدو أن جيش الأسد والطيران الروسي سيبذلون قصارى جهدهم لمنع ذلك.. وسقوط حلب في يد المعارضة سيكون كارثة وتحولًا كبيرًا لصالح قوات المعارضة لأول مرة منذ 2017".
وحذر من أنه "إذا سقطت المدينة، ستتقسم سوريا إلى منطقتين تحت سيطرة مختلفة (سوريا - حلب وسوريا - دمشق)، وسيضعف النظام بشكل كبير، وقد يبعد أيضًا عودة المعارضة فرص إعادة إعمار سوريا، إذا شعرت دول الخليج أن البلاد تعود إلى حرب أهلية جديدة".
وأشار إلى أنه "رغم بعد الأسد عن كونه صديقًا لإسرائيل، إلا أنه العدو القديم والمألوف، إضافة إلى أن سوريا لم تشن حربًا ضد إسرائيل منذ أكثر من خمسين عامًا، ولم يقم بشار الأسد بأي عمل لصالح حماس أو حزب الله منذ بداية الحرب في غزة".
وحتم أنه "من المهم أن نوضح طبيعة المعارضة السورية، فهي لا تتبنى الديمقراطية على الإطلاق، وسيطرة المتمردين، وخاصة المنظمات الجهادية المتطرفة، ليست بشرى جيدة للمنطقة، والأسد هو ديكتاتور وقاتل جماعي، ولكنه أيضًا عدو مرير للإسلام السياسي السني، في حالة سوريا، المثل القائل "عدو عدوي هو صديقي" غير صحيح على الإطلاق، بل على العكس، فإن المعارضة الإسلامية التي تسعى لتحويل سوريا إلى مركز جهاد عالمي هي عدو أخطر بكثير، الخيار الذي يبقى لسوريا تحت حكم الأسد برعاية روسية هو أقل الشرين بالنسبة لإسرائيل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية الاحتلال حزب الله سوريا الأسد سوريا الأسد إسرائيل حزب الله الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب فی فی لبنان فی سوریا حزب الله فی إدلب
إقرأ أيضاً:
بين تفاؤل حذر وواقع أليم.. اللبنانيون يبنون الآمال ويعولون على سنة أحلى عسى ألا تدمرها غارات جديدة
في وقت يعاني فيه لبنان من تداعيات الحرب والأزمات المتلاحقة، يعبر المواطنون عن آمالهم الحذرة للعام المقبل، محاولين بناء جسور من التفاؤل وسط الواقع الصعب.
اعلانوبينما يترقبون عاما جديدا، يعيش اللبنانيون في حالة من الشك والخوف، حيث تظل الخروقات الإسرائيلية والغارات المتواصلة عنوانا لحياة مليئة بالتحديات. ورغم كل الصعوبات، لا يزال الأمل في غد أفضل يتسرب إلى قلوبهم، عسى أن يحمل العام القادم انفراجة تخرج البلاد من نفق الأزمات التي طال أمدها.
من على كورنيش بيروت، المطل على البحر الأبيض المتوسط، تحدث محمد محمد عن التحديات التي مر بها لبنان، قائلاً: "نأمل من الله أن يكون العام المقبل أفضل، فقد كان عام 2024 قاسياً جداً علينا".
كلمات محمد تعكس مشاعر العديد من اللبنانيين الذين يواجهون أيامًا صعبة، بينما يتطلعون إلى المستقبل بأمل رغم الواقع المؤلم.
محمد، المنحدر من بلدة مروحين في جنوب لبنان، كان من بين عشرات الآلاف الذين نزحوا خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 14 شهراً والتي شنتها إسرائيل على لبنان.
يقيم حالياً في بلدة جدرا، التي تعرضت أيضاً للقصف خلال الحرب على لبنان، وينتظر انتهاء فترة الستين يوماً التي يتعين بعدها على الجيش الإسرائيلي الانسحاب وفقاً لشروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
بيروت تودّع 2024: تطلعات شعبية نحو السلام والاستقرار- كورنيش بيروت الساحليHassan Ammar/2020 APوقد أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 3800 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، فيما قُتل أكثر من 80 جندياً إسرائيلياً و47 مدنياً في إسرائيل.
من جهتها، عبرت جويل مسلم، وهي مدرّسة من المتن، عن مخاوفها بشأن المستقبل قائلة: "لا شيء يشير إلى أن هناك خيراً قادماً، لكننا نأمل بمعجزة من الله".
وأشارت غادة جابر، المقيمة في بيروت، إلى تأثير الحرب على الجميع قائلة: "المآسي التي مررنا بها ليست سهلة، إنها صعبة للغاية"، وأضافت أنها قضت معظم وقتها خلال الحرب وهي تتابع آخر المستجدات على شاشة التلفاز.
Relatedوفد حكومي تركي في دمشق وأنقرة تُبدي استعدادها لتزويد سوريا ولبنان بالكهرباءكاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أسنان حزب الله وسنقطع رأسه لو عاد لتهديدنالبنان يحتفل بعيد الميلاد بعودة المغتربين وأجواء من الفرح والسلاميذكر أن لبنان يعاني من سنوات من الانهيار الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي وسلسلة من النكبات منذ عام 2019، وقد دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله بعد نحو 14 شهراً من التبادل العسكري عبر الحدود.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجمات الإسرائيلية صوت نصر الله وصوره في الضاحية الجنوبية لبيروت.. الآلاف يحيون ذكرى اغتيال أمين حزب الله في حارة حريك بعد ساعات من هدنة هشة بين لبنان وإسرائيل.. بيروت تستعد لانتخاب رئيس للجمهوريّة في التاسع من يناير السلاماعتداء إسرائيللبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة 2025 حيت تتساوى الأيام والأعوام.. مجازر إسرائيلية تقتل وتصيب العشرات ولا هدنة قبل مجيء ترامب يعرض الآن Next 2024: عام الصراعات الكبرى والتحولات المفاجئة.. ما هي أبرز أحداث السنة؟ يعرض الآن Next نازحو غزة يواجهون شتاءً قاسياً وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية يعرض الآن Next توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية النقل يعرض الآن Next عقوبات أمريكية على مجموعتين روسية وإيرانية لضلوعهما في حملات تضليل ضد الناخبين اعلانالاكثر قراءة عام جديد واحتفالات بقدوم 2025.. نيوزيلندا أول دولة في العالم تودع سنة 2024 اغتصاب جماعي ووفيات غريبة.. تقرير يكشف عن الوجه الآخر لمشروع نيوم الطموح للأمير محمد بن سلمان مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز طالبان والحريات.. الحركة تسوّر نوافذ المنازل المطلة على الشارع لمنع التلصص على النساء في البيوت شاهد: إدارة العمليات في سوريا تشن حملة أمنية واسعة في عدرا واعتقال عناصر من "الشبيحة" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومرأس السنةالسنة الجديدة- احتفالاتدونالد ترامبألعاب ناريةهيئة تحرير الشام قطاع غزةسورياإيرانروسياالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشتاءالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025