المسلة:
2025-03-05@18:12:18 GMT

سوريا تشتعل بعد سنين من الهدوء النسبي

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

سوريا تشتعل بعد سنين من الهدوء النسبي

30 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:

حيدر سلمان

المرئي من الامر يفهم ان غلق جبهة لبنان مباشرة فتحت بعدها جبهة سوريا، ولكن الاكيد ان حجم التحضير لهكذا معارك من تدريب وتجهيز كبير ونوعي يحتاج فترة طويلة نسبيا واموال طائلة، وقد وثق الاعلام الغربي تواجد مخابرات اوكرانية في ادلب منذ فترة طويلة، في نية فتح جبهة ضد الروس وحليفته سوريا.

المشكلة الاكبر ‏لا يزال بعض السوريين يرددون كلمة ثورة وطاغية، ولم يتعلموا من السابق، مما سمي انذاك بالربيع العربي، متناسين الان تزامن مايحدث حولهم ليكونوا حطب لحروب غيرهم و وقود لتطرف وتمزق داخلي وخارجي وعودة لحرب اهلية غلقت بشق الانفس.

من الجدير بالذكر ان الوضع في سوريا هدء لسنين وكانت الامور تبشر بخير نحو تفاهم لكن الان ييدو اننا امام موجة عنف جديدة، فان تركتهم سوريا دون رد تمددوا وان صدتهم بقوة تباكوا من اجرام الاسد، فاي شيء يفيد معهم، ولا ارى غير التفاهم وارضاء مشغليهم من تركيا والغرب ولا استبعد مشاركة “بعض” دول العرب والغرب بشكل مباشراو غير مباشر، علما ان ال 2011 كان كذلك باشعال شرارة من الغرب وبعض دول العرب فيما سمي بالربيع العربي الذي حدث مباشرة بعد السودان واليمن وليبيا لكن الدعم توقف بعد دخول سوريا وايران الحرب مباشرة وتطرف المعارضة بالداخل السوري لدرجة كبيرة ففضلوا بقاء الاسد على ان تكون سوريا منطلقا لارهاب عالمي واقليمي.

اعتقد ان على الاخوة في سوريا ادراك ان استمرار الاحتراب الداخلي لاينطوي على تغيير الحكم، بل تمزق اكبر وعودة الكانتونات الى رقع جغرافية يتسابق فيها الكل ضد الكل، وبقاء سوريا بمستنقع التفرق الداخلي وعودة التنكيل ببعضهم البعض.

النصيحة للطرفين مهمة، بان تنفتح سوريا على المفاوضات الجادة مع تركيا وتحييد وضعها بالنسبة للغرب، كما يجب محاولة الانفتاح على المعارضة الحقيقية بمشروع سياسي جامع، اما الطرف الاخر فعليه ان يفهم ان ارادته بالتغيير تصطدم الان بالمزيد من الصراع والدماء وعودة للخلف، كما يجب ان يدرك انه الان دون اي وقت ينفذ اجندة مدمرة لسوريا.

اليوم تحديدا
المعارك تقترب من حلب شرقا، وفي اقرب نقطة لها 7.5 كم جهة الراشدين، وابعد نقطة لها 52 كم جنوبا.

معالم التحالف التركي الغربي وتغير المزاج لدعم وتسليح المعارضة بعد موقف سوريا في الحرب ضد اسرائيل مؤخرا، وقبلها مع الروس في اوكرانيا جعل سوريا في وضع حساس وهو ماحرك الداخل ضدها مجددا، ويبدو ان النظام السوري تناسى ماحدث لسلفه القذافي وله في 2011.

الان تحديدا مايحدث يترادف مع عدة مشاكل

المشكلة الاكبر، اننا عندما نتحدث مع المسؤولين السوريين يفولونه انها زوبعة في فنجان، وهو تقليل وتسطيح للاحداث كما حدث عام 2011 بعد سقطت كل منتطق سوريا وبفيت فقط العاصمة ليطلب النظام النجدة دوليا، ماتىتب عليه اغراق المنطقة بالتطرف وسقوط اربع مدن عراقية بيد داعش و وصول دول لحالة اصبحت شبه منتهية قبل عودتها لجادة الصواب والوقوف بحزم.

المشكلة الثانية، هي عدم ادراك المعارضة السورية انها اصبحت بيدق بيد مصالح دول تحركهم معتقدين انه تحرير واكمال مابدأوه في 2011، متناسين ان سوريا في 2011 كانت الافضل قبل انهيارها بايديهم وضمن مسلسل اسقاط دول المنطقة في الربيع العربي بعد ليبيا مباشرة والان يجب اطمال مابدأوه.

المشكلة الثالثة، ان الدول الساندة لسوريا ضاقت بها ذرعا مع عدم قدرتها للوصول الى تسوية مع المعارضة وعدم استغلال الفرص الدولية للتفاوض، ولاحتى تقوية وضعها الداخلي.

المشكلة الرابعة، الان تركيا تلقي بكل ثقلها لصالح فصيلين تحديدا لكي لا يتشتت جهودها وتركز على الجيش الوطني (اسسته تركيا) وهيئة.نحرير.الشام (النصرة.سابقا)، وتدفع باسلحة ثقيلة واخرى نوعية لصالحهما.

المتوقع، سيكون هناك تحشيدا بالمقابل لكن اتوقعه سيكون متاخرا بعد ان تصل الامور لاسوأها ولندخل لموجة جديدة من التطرف وكتابات تحريضية انهم قتلونا وهجرونا متناسين من بدا هذه المعارك وكيف بدأها ولصالح من، مركزين فقط على رد الفعل.

الحقيقة ان حسابات محور المقاومة كانت مندفعة وتبين عدم صحتها بدخولها بحرب طاحنة ضد اسرائيل باسناد غزة وهم لم يكونوا يملكون قدرة الفوز، ناهيك عن انهم داخليا غير مستقرين، وصفحة مابعد التقدير الخاطيء بدات وكذلك سيدركون انهم تاخروا ان توسع الامر اكثر مما عليه الان.

الخلاصة: الكل الان في حالة ترقب وحيرة ولغة الطوائف والتطرف هي الغالب الان وتناسي ان مايحدث لافائز فيه، والكل خائف من عودة التخندق الطائفي لمرحلة تعيد سيناريو ال2014 في العراق ومأسيه التي خلفت مدن محتلة مهدمة ومدن ممتلئة بصور الشهداء وهي خاوية من الأموال، خاصة وان “العراق يعيش الان” بحالة من الفساد وتفرق وتسابق حزبي يجعله جاهزا لاي سيناريو مماثل.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

واشنطن وطهران على مفترق طرق.. هل تنجح الدبلوماسية أم تشتعل المواجهة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وسط تصاعد التوترات النووية في الشرق الأوسط، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق اختراق دبلوماسي مع إيران، في محاولة لاحتواء الأزمة النووية المتفاقمة وضمان عدم امتلاك طهران لسلاح نووي. 
وبينما يرى بعض المراقبين أن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة، فإن آخرين يعتقدون أن الظروف الحالية قد تفرض على الطرفين إعادة النظر في مواقفهما المتشددة، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران، والتحديات الاستراتيجية التي تواجهها واشنطن.

إيران تقترب من القنبلة النووية وواشنطن تفقد نفوذها
يُعد البرنامج النووي الإيراني أحد أكبر التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية، خاصة مع تسارع وتيرة تخصيب اليورانيوم واقتراب طهران من القدرة على إنتاج سلاح نووي. 


فبعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا والعراق، وتراجع نفوذ حلفائها الإقليميين مثل "حماس" و"حزب الله"، تبدو إيران أكثر إصرارًا على استخدام برنامجها النووي كأداة ردع ضد أي تهديد عسكري محتمل.

في المقابل، تجد واشنطن نفسها أمام معضلة كبيرة، حيث ينتهي هذا العام العمل بآلية "سناب باك" التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائيًا، وإذا لم تتحرك الإدارة الأمريكية بسرعة، فقد تخسر أحد أهم أدوات الضغط الدبلوماسي، مما يمنح طهران مساحة أوسع للمناورة.

عقبات معقدة أمام أي تفاوض محتمل
لطالما كانت المفاوضات مع إيران عملية معقدة، لكن هذه المرة تبدو الأمور أكثر صعوبة، نظرًا لتداخل الملف النووي مع قضايا أخرى، مثل:
الدور الإيراني في الحرب الروسية الأوكرانية: حيث يُنظر إلى الدعم العسكري الإيراني لروسيا، خاصة الطائرات المسيّرة، على أنه تهديد مباشر للمصالح الغربية.
الملف الإقليمي: تتهم واشنطن طهران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط عبر دعم الفصائل المسلحة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.
الاقتصاد الإيراني: رغم العقوبات، تمكنت طهران من تعزيز صادراتها النفطية، خاصة إلى الصين، مما يقلل من تأثير الضغوط الاقتصادية الغربية.


انعدام الثقة بين الطرفين: لا تزال إيران متشككة في نوايا ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018 واغتيال الجنرال قاسم سليماني، فيما يعزز تهديد إيران باغتيال ترامب موقفه المتشدد تجاهها.
نتنياهو يضغط لعمل عسكري ضد إيران
وسط هذه التوترات، كشف تقرير أمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس ضغوطًا على إدارة ترامب لدفعها نحو تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. 


وقد جاء ذلك خلال اجتماع جمعه بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في القدس، حيث ناقش الطرفان "ضرورة إحباط الطموحات النووية الإيرانية".


وفي هذا السياق، صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز لقناة "فوكس نيوز" في 16 فبراير 2025، بأن إدارة ترامب "لن تدخل في مفاوضات مع إيران ما لم تتخلَّ عن برنامجها النووي بالكامل"، في موقف يعكس توجهًا أمريكيًا أكثر تشددًا تجاه طهران.


إيران ترفض الضغوط وتؤكد استمرار برنامجها النووي
في المقابل، ردّت إيران على هذه التحركات بتصريحات قوية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي: "عندما يتعلق الأمر بدولة مثل إيران، فإنهم لا يستطيعون فعل شيء"، مشددًا على أن "التهديدات لن تثني طهران عن موقفها النووي".


ويبدو أن إيران تعتمد استراتيجية "الردع النووي الكامن"، أي البقاء على عتبة امتلاك سلاح نووي دون تجاوزه رسميًا، مما يمنحها قدرة تفاوضية أكبر دون التورط في مواجهة عسكرية مباشرة.
إيران بين ثلاث سيناريوهات خطرة
وفقًا لمحللين دوليين، تواجه إيران ثلاثة خيارات رئيسية خلال الأشهر المقبلة:

الاحتفاظ بقدراتها النووية عند مستوى "الردع الكامن"، أي الإبقاء على القدرة التقنية لإنتاج سلاح نووي عند الحاجة، دون تجاوز الخطوط الحمراء الدولية.
التسريع نحو امتلاك قنبلة نووية، في حال تصاعد التهديدات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية.
خيار التفاوض، وهو الحل الأقل احتمالًا حاليًا، لكنه قد يصبح ضروريًا إذا تزايدت الضغوط الاقتصادية والعسكرية على طهران.
تأثير حرب غزة 2023 على حسابات إيران النووية
لعبت حرب غزة عام 2023 دورًا مهمًا في تغيير موازين القوى الإقليمية، حيث شهدت إيران تراجعًا في نفوذها على حلفائها التقليديين، مثل "حزب الله" و"حماس". 
كما أن الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق أضعفت قدرة طهران على استخدام وكلائها في المواجهات الإقليمية. 

في ظل هذا الوضع، أصبح البرنامج النووي هو أداة الردع الأهم بيد النظام الإيراني.

هل تلجأ واشنطن إلى الخيار العسكري؟
رغم التصريحات القوية من إدارة ترامب، فإن خيار الضربة العسكرية ضد إيران يبقى محفوفًا بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة تشمل الخليج العربي، مع احتمال شن "حزب الله" و"الحوثيين" هجمات ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

في الوقت نفسه، فإن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مع احتمال قيام السعودية ودول أخرى بالسعي لامتلاك قدرات مماثلة.

ما هي فرص نجاح الدبلوماسية؟
إذا قررت إدارة ترامب الدخول في مفاوضات مع إيران، فإن نجاحها يعتمد على عدة عوامل، أهمها:

إعطاء الأولوية للملف النووي دون ربطه بالقضايا الإقليمية الأخرى.
تقديم ضمانات اقتصادية لإيران مقابل التزامها بتقييد برنامجها النووي.
كسب دعم الصين وروسيا لمنع طهران من استخدام تحالفاتها لتعطيل أي اتفاق جديد.
تعزيز آليات التفتيش الدولية لضمان عدم قدرة إيران على استئناف أنشطتها النووية سرًا.
 

 

مقالات مشابهة

  • عاصفة ترابية قادمة من سوريا تؤثر على تركيا
  • تركيا.. استطلاع رأي يرصد الثقة الاقتصادية في المعارضة
  • توتر بين تركيا وإيران بعد خلاف بشأن سوريا
  • توتير بين تركيا وإيران بعد خلاف بشأن سوريا
  • عثمان الخميس وحماس.. أين جذور المشكلة؟!
  • ابو الغيط: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو أساس المشكلة بأسرها
  • التنمية بغزة: وقف دخول المساعدات ينذر بكارثة إنسانية وعودة للمجاعة
  • تركيا : ضرورة رفع كامل العقوبات المفروضة على سوريا من دون شروط مسبقة
  • تركيا: اعتقال رئيس بلدية معارض بتهمة "الفساد"
  • واشنطن وطهران على مفترق طرق.. هل تنجح الدبلوماسية أم تشتعل المواجهة؟