جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-02@08:32:13 GMT

بطل الخط وخط البطل

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

بطل الخط وخط البطل

 

أحمد بن محمود اللواتي **

لا أود الدخول في مقالتي هذه بفلسفات عميقة فليس هذا محلها إلا أن الفكرة الأساس تقول بأن للبطل خط وأن للخط بطل فحينما يموت البطل لا يموت الخط ويبقى أنصار نهج هذا البطل مستمرين عملياً عليه.

ولا بُد لي هنا من أن أعرف البطل والخط؛ فالخط هنا هو ما يعكس القيم والمبادئ الأصيلة التي يحتاجها الإنسان في حياته ليجسد حقيقة معنى أن يكون الإنسان إنسانا بكله في هذه الأرض يعيش قيم العدالة والمساواة والإنسانية والتضحية والفداء.

أما البطل فهو الشخص يسخر كل حياته من أجل أن تُطبق تلك القيم والمبادئ والمفاهيم على أرض الواقع ويبذل الغالي والنفيس لتبقى حية على أرض الواقع فيَخلفها في الحياة الدنيا.

وانطلاقاً من هذين التعريفين لا بُد أن أسجل هنا مجموعة من النقاط.

1- التفجع بفقد القائد البطل هو أمر طبيعي تقتضيه الفطرة البشرية السوية وهذه ليست علامة ضعف أو جبن، بل تعبير بشري راق عن التعلق العاطفي السليم بشخص البطل الذي يجسد القيم كما ذكرت سابقاً. ألم يبكِ رسول الله على ولده إبراهيم! ألم تبيض عينا يعقوب حزنًا على فراق يوسف؟!

2- لا يظن ظانٌ أنَّ هذا الفقد هو مدعاة الى الوهن أو الضعف، بل إنه في واقع الأمر مدعاة الى التفكير بخلق بطل آخر، بل أبطال آخرين يحلون محل البطل الأول لأجل أن يكملوا المسيرة. إن دماء البطل قوة لا تفوقها أي قوة فهي تلهم المناصرين إلى إكمال الطريق بروح يكون ملؤها العزم بالنصر المخلوط برغبة بالثأر لبطل الخط.

3- أما الخط، فإن كثر أعداؤه فهو دليل على صحته ما يستلهم روحه من قيم أصيلة بدافع حقيقي مؤشر الحقيقي في الواقع وهو المؤشر الحقيقي على صحة الطريق الذي لا يموت بموت أو استشهاد قائده.

إن التاريخ يثبت -وهو خير دليل- على أن الخط يبقى وأن البطل يبقى رغم استشهاده وقلة عتاده وعدده وخذلان الناصرين والشواهد كثيرة.

"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)".

قائد فريق عمل في شركة تنمية نفط عمان

طالب دكتوراه في القيادة والابتكار في جامعة نيويورك

مدرب في الأكاديمية السلطانية للإدارة

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المصارعان رماش وبوروفة يحرزان ذهبيتين في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء

أبدع المصارعان الجزائريان، ضياء الدين رماش وبوروفة نور الدين، اليوم الخميس، في بطولة إفريقيا للمصارعة الإغريقية - الرومانية تحت 20 سنة.

التي تحتضنها مدينة الدار البيضاء المغربية. بعد تتويجهما بالميداليتين الذهبيتين في وزني 82 كلغ و97 كلغ على التوالي، في عروض أبهرت المتابعين وأكدت سطوة المدرسة الجزائرية على الصعيد القاري.

في فئة وزن 82 كلغ، قدّم البطل ضياء الدين رماش أداءً خارقًا، حيث أطاح بمنافسيه من المغرب، مصر، جنوب إفريقيا والكونغو بسهولة تامة، منهياً جميع نزالاته في أقل من دقيقة. بسبب عدم التكافؤ الفني، وهو ما يعكس تحضيره الجيد وتفوقه البدني والتقني الواضح.

أما في فئة وزن 97 كلغ، فقد تألق البطل بوروفة نور الدين بدوره، ونجح في حسم المنافسة لصالحه، ليضيف ذهبية جديدة إلى رصيد الجزائر. مؤكدًا مكانته كأحد أبرز الوجوه الصاعدة في المصارعة الإفريقية، بعد أداء قوي وذكي مكنه من التفوق على منافسين أقوياء من عدة دول.

مقالات مشابهة

  • مصطفى غريب عن المخرج خالد دياب: لازم فنان يموت عشان يوقف التصوير
  • رؤساء المشيخات الإسلامية في البلقان يشيدون بجهود الإمارات لترسيخ القيم الإنسانية
  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • المصارعان رماش وبوروفة يحرزان ذهبيتين في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء
  • شاهد | تصعيد خطير في ريف دمشق بين فصائل الجولاني ومجموعات درزية وإسرائيل تدخل على الخط
  • توتر أمني في ريف دمشق وإسرائيل تدخل على الخط
  • قبل عرضه.. عصام السقا يكشف كواليس تصوير «المشروع X» (صورة)
  • الملاكم محمد علي وحرب فيتنام: البطل الذي رفض التجنيد فعوقب على مواقفه ثم انتصر
  • العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت
  • «شبكة الاتصال الحكومي» منصة استراتيجية لتعزيز تفاعل الأفراد مع القيم المجتمعية