بطل الخط وخط البطل
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
أحمد بن محمود اللواتي **
لا أود الدخول في مقالتي هذه بفلسفات عميقة فليس هذا محلها إلا أن الفكرة الأساس تقول بأن للبطل خط وأن للخط بطل فحينما يموت البطل لا يموت الخط ويبقى أنصار نهج هذا البطل مستمرين عملياً عليه.
ولا بُد لي هنا من أن أعرف البطل والخط؛ فالخط هنا هو ما يعكس القيم والمبادئ الأصيلة التي يحتاجها الإنسان في حياته ليجسد حقيقة معنى أن يكون الإنسان إنسانا بكله في هذه الأرض يعيش قيم العدالة والمساواة والإنسانية والتضحية والفداء.
أما البطل فهو الشخص يسخر كل حياته من أجل أن تُطبق تلك القيم والمبادئ والمفاهيم على أرض الواقع ويبذل الغالي والنفيس لتبقى حية على أرض الواقع فيَخلفها في الحياة الدنيا.
وانطلاقاً من هذين التعريفين لا بُد أن أسجل هنا مجموعة من النقاط.
1- التفجع بفقد القائد البطل هو أمر طبيعي تقتضيه الفطرة البشرية السوية وهذه ليست علامة ضعف أو جبن، بل تعبير بشري راق عن التعلق العاطفي السليم بشخص البطل الذي يجسد القيم كما ذكرت سابقاً. ألم يبكِ رسول الله على ولده إبراهيم! ألم تبيض عينا يعقوب حزنًا على فراق يوسف؟!
2- لا يظن ظانٌ أنَّ هذا الفقد هو مدعاة الى الوهن أو الضعف، بل إنه في واقع الأمر مدعاة الى التفكير بخلق بطل آخر، بل أبطال آخرين يحلون محل البطل الأول لأجل أن يكملوا المسيرة. إن دماء البطل قوة لا تفوقها أي قوة فهي تلهم المناصرين إلى إكمال الطريق بروح يكون ملؤها العزم بالنصر المخلوط برغبة بالثأر لبطل الخط.
3- أما الخط، فإن كثر أعداؤه فهو دليل على صحته ما يستلهم روحه من قيم أصيلة بدافع حقيقي مؤشر الحقيقي في الواقع وهو المؤشر الحقيقي على صحة الطريق الذي لا يموت بموت أو استشهاد قائده.
إن التاريخ يثبت -وهو خير دليل- على أن الخط يبقى وأن البطل يبقى رغم استشهاده وقلة عتاده وعدده وخذلان الناصرين والشواهد كثيرة.
"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)".
قائد فريق عمل في شركة تنمية نفط عمان
طالب دكتوراه في القيادة والابتكار في جامعة نيويورك
مدرب في الأكاديمية السلطانية للإدارة
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تظهير اعلامي للمعارضين الشيعة
بعد توقف الحرب الاسرائيلية على لبنان، وفي ظل تراجع حضور "حزب الله "بسبب نتائج هذه الحرب، يبدو ان هناك متغيرات كثيرة تراها بعض القوى الاقليمية والدولية المعارضة للحزب، ومنها الواقع في الشارع الشيعي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن قرارا واضحا اتخذ من بعض الجهات اللبنانية الداخلية بالتوافق مع شخصيات شيعية معارضة بضرورة تفعيل الحضور الاعلامي للمعارضين الشيعة لحجز مكان لهم في الشارع الشيعي.
وتعتقد المصادر ان تركيز الاعلام المعارض للحزب على استضافة المعارضين الشيعة سيزيد من شعبيتهم في بيئة" الحزب" وخصوصا ان في ظل الواقع الحالي والدمار واشكالات اعادة الاعمار.
المصدر: لبنان 24