تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لفتت مجلة "بولتيكو"الأوروبية إلى أنه في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا والتحديات الكبرى التي تواجهها كييف في سعيها لحماية أراضيها واستعادة سيادتها، شهدت الأيام الأخيرة تطورًا مهمًا في العلاقات الدولية للأزمة الأوكرانية حيث عين الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الجنرال المتقاعد كيث كيلاوج كمبعوث خاص له إلى أوكرانيا وروسيا، مما أثار مزيجًا من القلق والتفاؤل في الأوساط السياسية الأوكرانية.

 
وعلى الرغم من أن كيلاوغ يُعتبر من المؤيدين لمبدأ "السلام من خلال القوة"، إلا أن الاستراتيجية التي ينتهجها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواصل إظهار مرونة دبلوماسية، قد تشكل مفترق طرق حاسم في تحديد مستقبل العلاقات بين كييف وواشنطن، وكذلك مسار الحرب في أوكرانيا. وهذا التعيين، والتطورات الأخيرة على صعيد المواقف الدولية، يفتحان الباب أمام أسئلة متعددة حول الخيارات المتاحة لإنهاء الحرب، وكيفية التوازن بين المصالح الأمنية والضغوط السياسية الداخلية والخارجية. 
ويبرز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كمنسق دبلوماسي محنك، إذ كشف في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية عن استعداد كييف للنظر في حلول مبتكرة لإنهاء "المرحلة الساخنة" من الحرب. وكان زيلينسكي قد اقترح قبول أوكرانيا في حلف الناتو،ولكن على أن تكون مظلة الحلف سارية فقط على الـ 80% من الأراضي الأوكرانية التي لا تزال تحت سيطرة كييف. هذا قد يترك أوكرانيا حرة في وقت لاحق لحل مسألة الأراضي المحتلة دبلوماسيًا، كما اقترح. 
وتعكس تصريحات زيلينسكي دقة المناورة السياسية التي يتبعها، حيث يسعى إلى تعزيز مكانته في واشنطن، في ظل توقعات بأن ترامب قد يبذل جهدًا لوقف الحرب بسرعة، رغم التحديات القانونية والسياسية المتعلقة بعضوية أوكرانيا في الناتو. 
من جهة أخرى، يرى المحللون أن أي خطوة نحو تسوية قد تكون محفوفة بالمخاطر، في ظل تمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمطالبه في الأراضي الأوكرانية، ورفضه لعضوية كييف في الحلف العسكري.
ووفقًا للخبراء، يتطلب الوضع الأوكراني تحركات دبلوماسية دقيقة وحلول توازن بين الضغوط الداخلية والخارجية، حيث يعلق الكثيرون الآمال على قدرة زيلينسكي في تحفيز الولايات المتحدة على لعب دور محوري في دفع جهود السلام، مع ضمان عدم تحميل كييف مسؤولية فشل المبادرات. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب أوكرانيا روسيا الحرب في اوكرانيا زيلينسكي

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى سلام حقيقي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، إن الأوكرانيين بحاجة إلى "سلام حقيقي"، مشيرا إلى أن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة والأوروبيين وأنها "تأمل كثيرا في دعم واشنطن على طريق السلام".

وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا هي أكثر من يريد السلام، لأن "الحرب تدمر مدننا وبلداتنا ونفقد شعبنا"، لافتا إلى أنه يواصل العمل مع من سماهم الشركاء، قائلا "أجرينا محادثات بالفعل وهناك خطوات أخرى قادمة قريبا".

وأضاف زيلينسكي، في منشور عبر حسابه على منصات التواصل، أن السلام مطلوب في أقرب وقت ممكن و"يجب أن نوقف الحرب ونضمن الأمن"، مشيرا إلى أن من المهم أن "نجعل دبلوماسيتنا فعالة حقا لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن".

تحذيرات ترامب

واليوم، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة "لن تتسامح طويلا" مع موقف الرئيس الأوكراني حيال إبرام وقف لإطلاق النار مع روسيا، بعد أيام من مشادة كلامية بينهما في البيت الأبيض.

ونشر ترامب، عبر منصته الاجتماعية تروث سوشيال، صورة لتقرير ينقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب لا تزال بعيدة للغاية.

وأرفق ترامب صورة التقرير بتعليق قال فيه "هذا أسوأ تصريح يمكن لزيلينسكي أن يدلي به، وأميركا لن تتسامح معه طويلا"، ورأى أن "هذا الشخص لا يريد أن يكون ثمة سلام طالما يحظى بدعم أميركا".

إعلان

كما ألمح ترامب إلى قادة دول حليفة لأوكرانيا يتقدمهم الأوروبيون، غداة عقدهم قمة في لندن بحضور زيلينسكي، معتبرا أنهم "قالوا بصريح العبارة إنهم غير قادرين على القيام بالمهمة من دون الولايات المتحدة".

من جهة أخرى، أكد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب سيجتمع بكبار مستشاريه اليوم الاثنين لبحث الخطوات المقبلة بشأن أوكرانيا بعد التوتر مع زيلينسكي.

وقد اتهم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الرئيس الأوكراني بإفشال محادثات السلام في أوكرانيا، خلال اللقاء الذي جمعه في واشنطن بالرئيس ترامب الجمعة الماضي.

كما شدّد روبيو على أنّ إنهاء الحرب غير مرجّح إذا لم يجلس الطرفان إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أهمية جلب روسيا إلى طاولة التفاوض، وعدم التعامل معها بـ"عدائية".

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إنه مستعد لتقديم استقالته، شرط حصول أوكرانيا على عضوية حلف الناتو.

واستبعد زيلينسكي الحديث عن أي تنازلات، أو الاعتراف بما سماه "الاحتلال الروسي" للأراضي الأوكرانية، قائلا إنه يعتقد أن بوسعه إنقاذ علاقته بنظيره ترامب، لكنه أوضح أن المحادثات يجب أن تستمر خلف الأبواب المغلقة، مستبعدا أن توقف الولايات المتحدة مساعداتها لأوكرانيا.

وقد عقد نحو 15 من قادة الدول الحليفة لأوكرانيا قمة في لندن أمس الأحد للبحث في مسألة الضمانات الأمنية الجديدة في أوروبا إزاء المخاوف من تخلي واشنطن عنها، والتي ارتفع منسوبها بعد المشادة الكلامية بين الرئيسين ترامب وزيلينسكي.

وتنظر أوكرانيا وأوروبا بقلق إلى التقارب بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أن أطلقت موسكو وواشنطن مباحثات من "دون دعوة أوكرانيا أو الأوروبيين إليها".

وكان زيلينسكي حضر اجتماعا في واشنطن الجمعة الماضي مع ترامب وجيه دي فانس في محاولة لكسب المزيد من الدعم لجهود كييف الحربية ضد موسكو.

إعلان

لكنه غادر البيت الأبيض بشكل مبكر بعد أن تحول اللقاء إلى مواجهة كلامية غير مسبوقة مع ترامب في المكتب البيضاوي، و"تهديد" الرئيس الأميركي ضيفه بالتخلي عن أوكرانيا إذا لم يقدم تنازلات لتسوية النزاع مع روسيا.

كما لم يُوقَّع الاتفاق بشأن "الاستغلال المشترك" للثروات المعدنية الأوكرانية الذي كان على رأس ملفات زيارة زيلينسكي لواشنطن.

وألغي مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين، غير أنّ ترامب قال على شبكته الاجتماعية تروث سوشيال إن ضيفه "يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام"، في حين قال زيلينسكي إنه لا يدين لترامب باعتذار، لافتا إلى أن "من الممكن إصلاح العلاقة".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • موقف السودان بعد الخلافات الأمريكية الأوكرانية ووقف الدعم عن كييف
  • زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى سلام حقيقي
  • تصعيد عسكري وتزايد التوترات الدبلوماسية شرق الكونغو الديمقراطية
  • الكرملين: بيان قمة لندن لا يهدف لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية
  • بعد المشادة التاريخية مع ترامب.. هل يرحل زيلينسكي عن الرئاسة الأوكرانية؟
  • زيلينسكي وميلوني يبحثان سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • بريطانيا وفرنسا تتجهان لإعداد خطة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • الدفاع الروسية: أكثر من 38 ألف مقاتل خسائر كييف فبراير الماضي