قال الدكتورمحمد مختار جمعة، الأستاذ بجامعة الأزهر، ووزير الأوقاف السابق أن القرآن الكريم هو المصدر الأسمى للبلاغة والفصاحة، حيث تتدفق بلاغته كما يتدفق البحر الذي لا شاطئ له. وقد تحدى القرآن الكريم العرب - وهم أسياد البلاغة والفصاحة - أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو حتى بسورة واحدة، فعجزوا جميعًا، ويستحيل عليهم ذلك.

بلاغة القرآن الكريم 

وأضاف جمعة أن بلاغة القرآن الكريم تتجلى في أنه أودع كل كلمة في مكانها الصحيح، لا يمكن استبدالها بكلمة أخرى دون أن يختل المعنى، سواء كان ذلك في تقديم أو تأخير أو حذف أو إضافة. نستعرض هنا بعض الأمثلة التي تظهر بلاغة القرآن الكريم وتفرده:

 

كلمة "مفاتح" في آية الغيب

وتابع: كلمة "مفاتح" في آية الغيب: قال تعالى في سورة الأنعام: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ". كلمة "مفاتح" هي جمع لكلمة "مفتح" التي تعني المكان الذي يقع فيه الفتح، مثل المخزن أو الملجأ. وفي هذا السياق، يجمع القرآن بين معنيين عميقين بكلمة واحدة هي "مفاتح"، ليؤكد أن الله سبحانه وتعالى يملك خزائن كل شيء في الكون، سواء كان هذا الشيء ظاهرًا أو خفيًا، حقيقيًا أو غير مرئي. لو استخدم القرآن كلمة "مفاتيح" فقط، لكانت المعنى قاصرًا على الآلة التي تستخدم في الفتح، ولكن بتركيب "مفاتح"، يتم تسليط الضوء على حقيقة أن الله يملك مفاتيح كل شيء، ومعه خزائن كل الغيبيات.

كلمة "القانتين" في سورة التحريم

ووضح جمعة أن كلمة "القانتين" في سورة التحريم: في قوله تعالى عن السيدة مريم: "وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"، نجد أن القرآن عدل عن الجمع المؤنث "القانتات" إلى جمع المذكر "القانتين". هذا العدول ليس مجرد خطأ لغوي، بل هو سر بلاغي. يقول اللغويون إن هذا التعديل يمثل "التغليب"، حيث يُغلب جمع المذكر في مثل هذه الحالات. ولكن ما يعكسه هذا التعديل من بلاغة هو إعطاء السيدة مريم منزلًا عظيمًا في خدمة بيت الرب، مما يجعلها كأحد الرجال الأقوياء في عبادة الله وتقديسه. هذا التصوير البلاغي يؤكد أن التفاضل بين البشر ليس قائمًا على الجنس بل على التقوى والعمل الصالح، وأن المرأة، كما الرجل، يمكن أن تكون في أعلى مراتب العبادة والإخلاص.

وانتهى جمعة إلى أنه في هاتين الآيتين، يظهر بجلاء كيف أن القرآن الكريم يتحدى البلاغة البشرية بتعبيراته الدقيقة والمعبرة عن أعمق المعاني، وهو ما يثبت إعجاز هذا الكتاب العظيم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القرآن القران الكريم بلاغة القران الكريم ايه سورة كلمة جمعة القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

فلكي يمني يكشف أسرار الهالة الشمسية القوسية التي أثارت دهشة الجميع

شمسان بوست  / خاص 

كشف الفلكي الشهير أحمد الجوبي عن تفاصيل ظاهرة طبيعية أثارت اهتمام الرأي العام في اليومين الماضيين.

وأوضح الجوبي أن الظاهرة تعرف بـ “الهالة الشمسية القوسية”، وهي ظاهرة بصرية رائعة تحدث عندما تمر أشعة الشمس عبر بلورات الثلج الدقيقة الموجودة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.


وأشار الجوبي إلى أن هذه البلورات تكون غالبًا موجودة في السحب الرقيقة، حيث تعيد توجيه أشعة الشمس عن طريق عملية الانكسار، مما يؤدي إلى تفرق الضوء الأبيض إلى ألوانه الأساسية، وبالتالي تظهر حلقة ملونة حول الشمس.


وأضاف أن الظاهرة تحدث نتيجة تفاعل أشعة الشمس مع البلورات الثلجية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وأن الشكل والمظهر النهائي للهالة يعتمد بشكل رئيسي على حجم وشكل البلورات، بالإضافة إلى زاوية رؤية المراقب.


وختم الجوبي بأن هذه الظاهرة هي واحدة من العديد من الظواهر الجوية المدهشة التي تلفت انتباه المهتمين بعلم الفلك والطبيعة.

مقالات مشابهة

  • فلكي يمني يكشف أسرار الهالة الشمسية القوسية التي أثارت دهشة الجميع
  • دعاء تحصين المنزل.. من القرآن الكريم والسنة المطهرة
  • سفينة نوح وسد ذو القرنين.. علي جمعة يقترح استحداث علم حفريات القرآن
  • لماذا سورة الكهف الوحيدة التى نقرأها يوم الجمعة ؟
  • علي جمعة يقترح علماً جديداً يواكب تطورات العصر .. اعرف التفاصيل
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
  • تكريم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بالسويق
  • خطيب حوثي يكذب علنًا ويزعم أن رسول الله ''لم يُحِط بعلم القرآن الكريم'' !
  • اختتام مسابقة وزارة التعليم للقرآن الكريم للعام 1446هـ
  • حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور .. الإفتاء تجيب