جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-03@00:00:24 GMT

عفوًا.. المنتخب ليس معمل تجارب

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

عفوًا.. المنتخب ليس معمل تجارب

 

أحمد بن محمد السلماني

تعيش كرة القدم العُمانية واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا في السنوات الأخيرة، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى المشاريع المطروحة ومصير المنتخب الوطني الذي يبدو عالقًا بين واقع متردٍ وطموحات عالية.

ومع إعلان اتحاد الكرة تعاقده مع المدرب الوطني رشيد جابر لمدة عامين، رُفعت راية "الإحلال والتجديد"، وهو شعار يهدف إلى بناء منتخب قوي قادر على مقارعة منتخبات القارة الآسيوية الكبرى.

لكن المفارقة أن هذه الرؤية جاءت وسط ظروف تثير القلق أكثر مما تبعث على التفاؤل، مع غياب واضح لخطة استراتيجية شاملة تتعامل مع جذور  وأصل وعمق المشكلة.

حاليًا، يمر المنتخب الوطني بفترة حرجة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، حيث جمع 6 نقاط فقط من أصل 15 ممكنة، وهي نتيجة تعكس حالة من التخبط الفني والإداري.

هذا التراجع لا يقتصر على المنتخب الأول فقط، بل يمتد إلى منتخبات الفئات السنية، حيث خرج منتخبا الشباب والأولمبي مبكرًا من سباق التصفيات وتم حل أجهزتهما الفنية، وحده منتخب الناشئين نجح في التأهل بصعوبة، مما يعكس عمق الأزمة التي تعاني منها كرة القدم العُمانية.

اتحاد الكرة، الذي لم يتبقَ من عمر فترته الكثير، لم يعلن عن مشروع تطوير واضح أو خارطة طريق لبناء مستقبل مستدام لكرة القدم العُمانية. ويبدو أن قراره التعاقد مع رشيد جابر لمدة عامين كان اضطراريًا أكثر منه استراتيجيًا؛ حيث لم يُصاحب هذا التعاقد إعلان عن أهداف محددة أو برنامج واضح لتحويل كرة القدم العُمانية إلى منظومة تنافسية.

وما يعمل عليه رشيد جابر حاليًا هو خطة قصيرة المدى تهدف إلى تحسين الأداء السريع للمنتخب. قد تحقق هذه الخطة نتائج إيجابية في البطولات القريبة، لكنها تبقى غير كافية إذا لم تُدعم بمشروع شامل طويل الأمد. المشكلة هنا أن التركيز على الحلول المؤقتة يجعلنا ندور في حلقة مفرغة، لنصطدم مجددًا بنفس القدر عند مواجهة المنتخبات الآسيوية الكبرى.

ولكي نتمكن من امتلاك قدرة تنافسية عالية نحتاج إلى ما يلي:

1. إعداد مشروع للفئات السنية: عبر الكشف المبكر عن المواهب، وإنشاء أكاديميات متخصصة في مختلف المحافظات لرصد المواهب وصقلها، مشروع وطني مدعوم حكوميا ويدعم المدارس بالأندية والفرق الأعلية والأكاديميات. وكذلك التدريب والتطوير، من خلال وضع برامج تدريبية طويلة الأمد تعتمد على أفضل المناهج العالمية في تطوير الناشئين والشباب وقبل ذلك تأهيل الكوادر الفنية واختيارها وفق اعلى المعايير. وتعزيز المشاركات الدولية، وتنظيم مشاركات منتظمة للمنتخبات العمرية في بطولات ودية وقارية لاكتساب الخبرة اللازمة.

2. تطوير مسابقات الأندية: من خلال إعادة إطلاق مشروع دوري المحترفين الذي كان سيقفز بكرة القدم العُمانية لآفاق واسعة، مع ضمان استدامة اقتصادية للأندية. وتوفير الدعم المالي والفني للأندية وخاصة تلك المتعثرة والتي تعاني من أزمات إدارية ومالية تهدد وجودها.

3. استقطاب خبرات دولية: من خلال الاستفادة من النماذج الدولية كالنموذج المغربي والبلجيكي وبالتعاون مع الاتحادين القاري والدولي. وأيضًا من التعاقد مع خبير فني دولي يرسم استراتيجية طويلة الأمد بالتعاون مع مدربي المنتخبات والأندية والفنيين باتحاد الكرة والمحللين.

وكان مشروع دوري المحترفين في عُمان خطوة استراتيجية مهمة لم تُمنح حقها. المشروع كان يعد بتوفير 21 ألف وظيفة خلال سبع سنوات، إلى جانب رفع مستوى الكرة العُمانية لتكون قادرة على المنافسة قارياً ودولياً. محاربة هذا المشروع في السابق كانت خطأ فادحًا، ويجب إعادة طرحه كأحد الحلول الأساسية لإنعاش كرة القدم في البلاد.

كلمة أخيرة.. إنَّ كرة القدم العُمانية بحاجة إلى تدخل عاجل ومشروع وطني شامل يعالج التحديات الحالية ويضع الأسس لمستقبل واعد. الجمع بين خطة قصيرة المدى مثل تلك التي يعمل عليها الكابتن رشيد جابر، وخطة طويلة الأمد تُبنى على أسس علمية واضحة، هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق الطموحات العُمانية. علينا أن ندرك أن المنتخب الوطني ليس معمل تجارب، بل هو مرآة للمنظومة الرياضية ككل، التي تحتاج إلى رؤية واستراتيجية لا مكان فيها للعشوائية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رسمياً.. البحرين بـ 10 لاعبين تتجاوز الكويت وتحط الرحال في نهائي خليجي 26

حسم المنتخب البحريني بطاقة النهائي الثانية في خليجي 26 بعد فوزه على المنتخب الكويتي صاحب الأرض والجمهور بهدف نظيف في نصف النهائي الذي أقيم في استاد جابر الأحمد الدولي.

بدأ اللقاء بسيطرة زرقاء على المباراة وبداية هجومية مميزة من الأزرق لكن دون خطورة حقيقية على حارس مرمى البحرين إبراهيم لطف الله.

منتخب البحرين كان له بعض المحاولات أبرزها كان في الدقيقة 35 عندما تصدى الحارس خالد الرشيدي لهدف محقق، ثم فهد الهاجري أبعد الكرة من على خط المرمى.

ومع انطلاق الشوط الثاني وفي الدقيقة 47 وقفت العارضة مع أصحاب الدار عندما ارتطمت الكرة بها بعد تسديدة قوية من محمد مرهون.

وفي الدقيقة 52 تحصل اللاعب مهدي عبد الجبار من منتخب البحرين على البطاقة الصفراء الثانية وغادر ملعب المباراة ليترك فريقه بعشرة لاعبين.

ورغم النقص العددي لمنتخب البحرين إلا أن الفريق لم يتوقف عن المحاولات ونجح الأحمر البحريني في تسجيل هدف المباراة عن طريق محمد مرهون في الدقيقة 75.

وعلى الرغم من العودة إلى تقنية الفيديو للتأكد من صحة الهدف إلا أن الحكم الروماني كوفاتش أنه صحيح ولم يقم بإلغائه.

وبهذا الفوز يضرب المنتخب البحريني موعدًا مع نظيره العماني في نهائي خليجي 26 في الرابع من يناير المقبل في استاد جابر الأحمد.

مقالات مشابهة

  • هيثم العلوي: الصعود تحقق بتظافر جهود الجميع
  • سالم النجاشي: الأحمر قدم نسخة أداء مغايرة في كأس الخليج
  • 7 طائرات لنقل جماهير البحرين لحضور نهائي خليجي 26
  • عبيد الجابري: خالفنا التوقعات والثبات الانفعالي سر تألقنا
  • عبد العزيز الريامي: الهجمات المرتدة كانت سلاحنا الناجح
  • الإطلاع على تجارب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالداخلية
  • رسمياً.. البحرين بـ 10 لاعبين تتجاوز الكويت وتحط الرحال في نهائي خليجي 26
  • موعد مباراة عمان والبحرين في نهائي كأس الخليج
  • موعد مواجهة البحرين وعُمان في نهائي كأس الخليج العربي
  • تشكيل منتخب عُمان أمام السعودية في نصف نهائي كأس الخليج