جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@03:28:39 GMT

التعليم ورؤية القائد المفدى

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

التعليم ورؤية القائد المفدى

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

الزيارة الكريمة لمولانا حضرة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- أعزه الله- التي تفضل بها إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي بولاية العامرات، تشريفٌ لكل صروح العلم في وطننا العزيز، وهي في ذات الوقت رسالة ذات قيمة عظيمة وعميقة لكل فرد في المنظومة التعليمية ومسؤولية كبيرة للعمل بجهد أكبر خلال المرحلة القادمة التي تتطلب نوعية مختلفة من التعليم والتدريب والخبرات، وعملاً أكثر تركيزا على بناء القدرات والمهارات والكفايات التي تناسب التطور الذي يشهده العالم خاصة في المجال التقني والتكنولوجي.

ولا ريب أن التعليم يمثل حجز الزاوية للتنمية وقد وضعته الأمم المتحدة كهدف رابع من الأهداف السبعة عشر في المشروع الإنمائي للتنمية المستدامة 2030، وذلك لأهميته الكبيرة في خطط التنمية لأي بلد، وهو القاطرة الأساسية التي تجر بقية القطاعات نحو تحقيق معدلات النمو المستدام والمستهدفة في أي بلد، وقد تضمن هذا الهدف تقديم التعليم الجيِّد الذي يكسب المتعلم مهارات القرن الحادي والعشرين ويمكنه من شغل وظائف المستقبل والتفاعل مع التطور التكنولوجي والعلمي بإيجابية وفاعلية.

ولم يعد هدف التعليم محو الأمية مثلما كان في السابق، بل إنّ تعريف الأمية ذاته قد طرأ عليه تغيير، فلم تعد الأمية هي عدم معرفة القراءة والكتابة مثلما كان في بداية عصر النهضة بل تغير ليكون أكثر اتساعًا وشمولية، فالأمية اليوم كمفهوم أصبحت تشمل الأمية الرقمية والأمية التكنولوجية والأمية المعرفية المرتبطة بالثقافة وأمية المهارات التي يحتاجها الفرد في مختلف المجالات، وأصبح هدف التعليم وغايته هو إعداد فرد بمستوى مهارات عالٍ وتفكير إبداعي ناقد ومعارف متنوعة.

وأيًا ما كان حاضرًا في مشهد زيارة جلالة السلطان- حفظه الله- إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي من مشاهد إبداعية متميزة شاهدها سلطاننا المعظم فهو يدرك أنَّ مسيرة التعليم يجب أن تستمر في النمو والتطور وأن تكون هذه المظلة بنفس الجودة في كل شبر من أرض سلطنة عُمان، وأن تلامس كل فرد من أبنائها في أي بقعة بنفس الجودة والتميز، وما شاهده من منجز في هذا الصرح سوف يكون هو المستوى المرجعي الذي تقاس به الخدمة التعليمية التي تقدم لأبناء الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه، وهذه مسؤولية كبيرة على عاتق القائمين على منظومة التعليم.

لقد امتدت مسيرة التعليم لتشمل جميع ربوع سلطنة عُمان، وقد حرص السلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- على التعليم أيما حرص، وكان من أول الأولويات التي قدمها لأبناء الشعب إيمانًا منه بأهمية التعليم ودوره في إحداث الفارق الكبير الذي تنشده الدولة في التنمية، وإن إخراج الشعب من الجهل كفيل بتحقيق بقية الأهداف التنموية الأخرى، وانتشرت مظلة التعليم لتشمل جميع ربوع الوطن وينعم بها أبناؤه جميعًا بعد أن كانت حكرًا على فئة محددة، وتطور التعليم ليضع بصمته الواضحة على مسيرة النهضة المُباركة.

وفي هذا العهد الميمون المتجدد، يحرص جلالة السلطان المعظم- حفظه الله- على أن يستمر التعليم في النمو والتطور، ولذلك جاء التعليم كأولى أولويات رؤية "عُمان 2040"، وهذا مؤشر هام حول قيمته وتأثيره على بقية القطاعات، ولابد من أن تواكب منظومة التعليم المتغيرات العالمية الحديثة في هذا القطاع، وقد أشار إلى ذلك جلالته- حفظه الله- في كلمته التي ألقاها أثناء الزيارة الكريمة وبشكل صريح، وهي مسؤولية أخرى تتطلب إعادة النظر في السياسات العامة للتعليم واستراتيجيته التي تبنى عليها المناهج والتقويم وجميع عناصر التعليم.

إنَّ الصورة الجميلة التي ظهر عليها التعليم أمام المقام السامي هي مسؤولية كبيرة، حيث لابد أن تكون هي الصورة الدائمة في ذهن القائد، وأن تكون جميع المدارس بنفس هذه الصورة من تميز وقوة وقدرة ونشاط، وأن تعمل المنظومة بهذه الكفاءة، فنحن اليوم نحتفل بأربعة وخمسين عامًا من نهضة التعليم في وطننا الغالي، ولم يعُد التعليم يواجه تلك الصعوبات التي واجهها سابقًا، وعليه فإنِّه لا مجال لأن يُعاني التعليم من إشكاليات الماضي، خاصة وأن الدولة سخَّرت كل ما يُمكن لخدمة هذا القطاع وتبقى الكرة في مضرب الحقل التعليمي ومسؤوليه؛ ليبرهنوا للقائد أنَّ التعليم يسير في الاتجاه الصحيح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بحث التعاون البحثي والأكاديمي بين جامعتي السلطان قابوس وتالين

 

 

مسقط- الرؤية

استقبلت جامعة السلطان قابوس وفدا من جامعة تالين بجمهورية إستونيا برئاسة الأستاذ الدكتور تونو فيك رئيس الجامعة، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين المؤسستين، مع التركيز على مجالات العلوم الإنسانية وتقنيات التعليم والتبادل الثقافي.

وكان في استقبال الوفد الزائر صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، بحضور صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية.

وفي مستهل الاجتماع، قدّم صاحب السمو السيد الدكتور رئيس الجامعة لمحة عامة عن رؤية الجامعة ورسالتها، موضحًا انسجامها مع أهداف رؤية "عُمان 2040". وأكد أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية مع مواكبة التطورات المستمرة في مختلف المجالات، لا سيما في مجالي التكنولوجيا والتعليم.

من جانبه، قدم البروفيسور تونو فيك لمحة عن الإطار الثقافي والأكاديمي لجامعة تالين، مسلطًا الضوء على الجهود المبذولة للتوازن بين البحث العلمي باللغة الإنجليزية وتعزيز الثقافة واللغة الإستونية، واستعرض هيكل الجامعة الذي يضم كليات في مجالات العلوم الإنسانية، والتقنيات الرقمية، وعلوم التربية، والعلوم الطبيعية، والصحة، وأشار إلى اهتمام الجامعة المتزايد بالدراسات العربية.

وتناول الاجتماع أيضًا تأثير الاتجاهات العالمية الراهنة- مثل الاعتماد المتزايد على الشاشات، وصعود الذكاء الاصطناعي، وأهمية الثقافة الرقمية- على التعليم والبحث العلمي والحياة اليومية، كما استعرض الجانبان سبل التعامل مع هذه التحديات ضمن السياق الأكاديمي.

وتطرقت المناقشات إلى المبادرات البحثية الجارية والناشئة في سلطنة عُمان، والدعم الذي تقدمه جامعة السلطان قابوس لتعزيز بيئة بحثية فاعلة. وأكد صاحب السمو أن هدف الجامعة لا يقتصر على تخريج دفعات من الطلبة، بل إعداد أجيال قادرة على الاستمرار في النجاح والإسهام الإيجابي في المجتمع.

ومن المقرر أن تشمل زيارة الوفد جولات في عدد من كليات الجامعة، ومركز الدراسات العُمانية، ومركز الابتكار ونقل التكنولوجيا، بما يسهم في تعزيز الحوار والتعاون بين المؤسستين.

مقالات مشابهة

  • بحث التعاون البحثي والأكاديمي بين جامعتي السلطان قابوس وتالين
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”:الجهاد عامل حماية ونهضة للأمة
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • خطيب المسجد الحرام: جميع العبادات بمضمار السباق في رمضان باقية للتنافس
  • عاجل | السيد القائد: العدو الإسرائيلي استأنف الإجرام منذ أكثر من نصف شهر بذات الوحشية والعدوانية التي كان عليها لمدة 15 شهرا
  • عاجل | السيد القائد: المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزع الخبر لأبناء الشعب الفلسطيني
  • "قميص السعادة" على مسرح قصر ثقافة ديرب نجم