جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-30@07:04:36 GMT

التعليم ورؤية القائد المفدى

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

التعليم ورؤية القائد المفدى

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

الزيارة الكريمة لمولانا حضرة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- أعزه الله- التي تفضل بها إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي بولاية العامرات، تشريفٌ لكل صروح العلم في وطننا العزيز، وهي في ذات الوقت رسالة ذات قيمة عظيمة وعميقة لكل فرد في المنظومة التعليمية ومسؤولية كبيرة للعمل بجهد أكبر خلال المرحلة القادمة التي تتطلب نوعية مختلفة من التعليم والتدريب والخبرات، وعملاً أكثر تركيزا على بناء القدرات والمهارات والكفايات التي تناسب التطور الذي يشهده العالم خاصة في المجال التقني والتكنولوجي.

ولا ريب أن التعليم يمثل حجز الزاوية للتنمية وقد وضعته الأمم المتحدة كهدف رابع من الأهداف السبعة عشر في المشروع الإنمائي للتنمية المستدامة 2030، وذلك لأهميته الكبيرة في خطط التنمية لأي بلد، وهو القاطرة الأساسية التي تجر بقية القطاعات نحو تحقيق معدلات النمو المستدام والمستهدفة في أي بلد، وقد تضمن هذا الهدف تقديم التعليم الجيِّد الذي يكسب المتعلم مهارات القرن الحادي والعشرين ويمكنه من شغل وظائف المستقبل والتفاعل مع التطور التكنولوجي والعلمي بإيجابية وفاعلية.

ولم يعد هدف التعليم محو الأمية مثلما كان في السابق، بل إنّ تعريف الأمية ذاته قد طرأ عليه تغيير، فلم تعد الأمية هي عدم معرفة القراءة والكتابة مثلما كان في بداية عصر النهضة بل تغير ليكون أكثر اتساعًا وشمولية، فالأمية اليوم كمفهوم أصبحت تشمل الأمية الرقمية والأمية التكنولوجية والأمية المعرفية المرتبطة بالثقافة وأمية المهارات التي يحتاجها الفرد في مختلف المجالات، وأصبح هدف التعليم وغايته هو إعداد فرد بمستوى مهارات عالٍ وتفكير إبداعي ناقد ومعارف متنوعة.

وأيًا ما كان حاضرًا في مشهد زيارة جلالة السلطان- حفظه الله- إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي من مشاهد إبداعية متميزة شاهدها سلطاننا المعظم فهو يدرك أنَّ مسيرة التعليم يجب أن تستمر في النمو والتطور وأن تكون هذه المظلة بنفس الجودة في كل شبر من أرض سلطنة عُمان، وأن تلامس كل فرد من أبنائها في أي بقعة بنفس الجودة والتميز، وما شاهده من منجز في هذا الصرح سوف يكون هو المستوى المرجعي الذي تقاس به الخدمة التعليمية التي تقدم لأبناء الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه، وهذه مسؤولية كبيرة على عاتق القائمين على منظومة التعليم.

لقد امتدت مسيرة التعليم لتشمل جميع ربوع سلطنة عُمان، وقد حرص السلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- على التعليم أيما حرص، وكان من أول الأولويات التي قدمها لأبناء الشعب إيمانًا منه بأهمية التعليم ودوره في إحداث الفارق الكبير الذي تنشده الدولة في التنمية، وإن إخراج الشعب من الجهل كفيل بتحقيق بقية الأهداف التنموية الأخرى، وانتشرت مظلة التعليم لتشمل جميع ربوع الوطن وينعم بها أبناؤه جميعًا بعد أن كانت حكرًا على فئة محددة، وتطور التعليم ليضع بصمته الواضحة على مسيرة النهضة المُباركة.

وفي هذا العهد الميمون المتجدد، يحرص جلالة السلطان المعظم- حفظه الله- على أن يستمر التعليم في النمو والتطور، ولذلك جاء التعليم كأولى أولويات رؤية "عُمان 2040"، وهذا مؤشر هام حول قيمته وتأثيره على بقية القطاعات، ولابد من أن تواكب منظومة التعليم المتغيرات العالمية الحديثة في هذا القطاع، وقد أشار إلى ذلك جلالته- حفظه الله- في كلمته التي ألقاها أثناء الزيارة الكريمة وبشكل صريح، وهي مسؤولية أخرى تتطلب إعادة النظر في السياسات العامة للتعليم واستراتيجيته التي تبنى عليها المناهج والتقويم وجميع عناصر التعليم.

إنَّ الصورة الجميلة التي ظهر عليها التعليم أمام المقام السامي هي مسؤولية كبيرة، حيث لابد أن تكون هي الصورة الدائمة في ذهن القائد، وأن تكون جميع المدارس بنفس هذه الصورة من تميز وقوة وقدرة ونشاط، وأن تعمل المنظومة بهذه الكفاءة، فنحن اليوم نحتفل بأربعة وخمسين عامًا من نهضة التعليم في وطننا الغالي، ولم يعُد التعليم يواجه تلك الصعوبات التي واجهها سابقًا، وعليه فإنِّه لا مجال لأن يُعاني التعليم من إشكاليات الماضي، خاصة وأن الدولة سخَّرت كل ما يُمكن لخدمة هذا القطاع وتبقى الكرة في مضرب الحقل التعليمي ومسؤوليه؛ ليبرهنوا للقائد أنَّ التعليم يسير في الاتجاه الصحيح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن

قوي سياسية وناشطون علي السوشل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد و امن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت الي مجموعات كلها علي نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب علي حساب الوطن واستقراره وامنه وسلامة انسانه بعد انقسام تقدم الي صمود و غيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن و الأجهزة الامنية الوطنية سهوة السلطة ولو علي سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم علي الناس وصولتهم علي أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول شاعرها السودان :
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر علي
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم انسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
٢-
لم يكتفي المتربصون بالاجهزة الامنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمي الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الامن القومي عقب الانتفاضة في ٦ ابريل ١٩٨٥م .ولا التامر علي الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٩م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها كنداكة جات بوليس جرا .بوليس بحب الجرجرة … معليش معليش ما عندنا جيش وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكري الاولي للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين .
اما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين .وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها .من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة .
٣ –
بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية .
أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين .
٤-
بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة و عودة قوات الشرطة لاستكمال دورها ووجودها …بدات إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة (( الم اقل لكم)) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية و هي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين ا سلاف القراى أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة الي ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت تسعة طويلة علي الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م علي الاوضاع في السودان .
٥-
كانت ٩ طويلة عصابات اجرام منظمة لها إمكانات علي رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء علي رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران علي حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض علي عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضي الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية .
ختاما
الشعب السوداني قادر علي إسناد ودعم قوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .
المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها .
الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء علي أن يتولي أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط .
إذا لم يقم السودانيون بهذ ه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات العربية المتحدة لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبر يون بكل ما فيها من شر مستطير .

د.حسن محمد صالح

الاربعاء
٢٣ ابريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المكاتب الحكومية بصنعاء تُحيي الذكرى السنوية للصرخة
  • قطاع المياه في ذمار ينظم فعالية ثقافية بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • جميع الأرقام القياسية التي حققها لامين جمال جوهرة برشلونة
  • دعاء الذي يقال عند بلوغ سن الاربعين
  • سمو الأمير ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني يبحثان تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • بالأسماء.. جلالة السلطان يمنح أوسمة لشخصيات هولندية
  • بالأسماء.. جلالة السلطان يمنح أوسمة لعدد من الشخصيات