جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@20:43:21 GMT

مبادرة "رنين" والاستثمار الثقافي

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

مبادرة 'رنين' والاستثمار الثقافي

 

 

خلفان الطوقي

 

 

"رنين" مبادرة ثقافية وباتت حديث الناس، وقد أقيمت في مطرح في بعض المواقع في حلة العرين وفي بعض المعالم والمنازل والأزقة التاريخية مثل قلعة مطرح وبيت الخنجي وبيت الحوري وغيرها من تاريخ 21 إلى 30 نوفمبر 2024، وأرى أنه من الواجب وضعها في خانة الاستثمار الثقافي ومن أنجح المبادرات على الإطلاق، ولا يعني أنه لم تكن هناك مبادرات وقصص نجاح سابقة، وبكل تأكيد وبدون أي شك ستكون هناك مبادرات مستقبلية ناجحة ومميزة.

لكن السؤال: لماذا يجب وضع فعالية "رنين" في خانة الاستثمار الثقافي؟ الإجابة عن هذا السؤال تتلخص في أن معظم الفعاليات الثقافية لا تلقى التفاعل الكبير إلّا من المهتمين والمتخصصين، غير أنَّ هذه المبادرة النوعية أثبتت عكس ذلك، وكان قيمة مضافة من جميع النواحي، وأهم ما حقق ما يلي:

- الأثر الاقتصادي المباشر: الأعداد التي توافدت إلى هذه الفعالية، وما صرفته من مأكل ومشرب ومواصلات ومشتريات، خاصة وأن هذه الفعالية ملاصقة لسوق مطرح الشهير، والذي يرتبط به معظم العُمانيين والمقيمين والزوار بذكريات غنية وجميلة.

- الأثر الثقافي: اجتماع أكثر من 20 فنانًا من داخل عُمان وغير عُماني، تقليديين ومعاصرين، ومشاركة الكثير من المصورين والموسيقيين والكتاب والشعراء وكل ما له علاقة بالفن تحت مُحيط واحد لتبادل الأفكار ووجهات النظر، وسقف مليء بالإلهام والتحفيز لمزيد من العطاء والابتكار والتنافس الإبداعي الخلاق.

- الأثر التراثي: تم اختيار المكان بعناية فائقة، بوجوده في حارة قديمة لكنها تضم معالم وبيوت معروفة، وهذه الفعالية أثبتت أنه يمكن إحياء الحارات التراثية القديمة بوضع لمسات شبابية فنية عصرية.

- متنفس مجتمعي: هذه الفعالية أثبتت بأن عُمان متعطشة للمناسبات النوعية المميزة والعصرية والشبابية.

- السياحة الداخلية: بسبب احتواء فعالية "رنين" على مزج عدد من عناصر النجاح التي تم ذكرها في المقالة، تمكنت هذه المناسبة من خلق سياحة داخلية لكل المواطنين والمقيمين والزوار.

- تنشيط المجتمع المحلي: من خلال إشراكهم في الفعاليات بشكل أو بآخر، وبذلك تحقق مبدأ المحتوى المحلي، أضف إلى ذلك ما سوف تتركة الفعالية في المجتمع المحلي من أثر إيجابي وذكريات وانطباعات جميلة، وستظل باقية في أذهانهم لأمد طويل.

- المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: وخاصة العُمانية منها والمشاركة في اللوجستيات قبل وأثناء الفعالية، الظاهر منها أو من خلف الكواليس.

- الوظائف المؤقتة: والتي تحققت قبل الفعالية منذ بداية الفكرة إلى التنفيذ الفعلي، وفي باقي أيام الفعالية الممتدة لأيام، والتي ستتيح لهم المشاركة في فعاليات مستقبلية قادمة.

- مثال للتكامل: هذه الفعالية ليست بالسهلة بل السهل الممتنع وذلك بحكم ضرورة تكامل كثير من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع المدني والمجتمع المحلي، فبالرغم من التحديات التي واجهت القائمين بالتنظيم، إلا أن هذه الفعالية كانت خير مثال للانسجام والتكامل التعاون، وأثبتت أنه مهما كان الحمل ثقيلا، يبقى خفيفاً إن تكاملت الجهود، وصدقت النوايا، وتوافقت الشعارات الجميلة مع الأفعال المخلصة.

- بيئة إبداعية: وهذا أثر معنوي يحتاجه المجتمع للإثبات للمواهب أنَّ هناك حضانات للمجتهدين، فكانت "رنين" حاضرة لهم، وإلهام غيرهم من أصحاب المبادرات الإبداعية والهمم العالية.

- أثر تشجيعي: وخاصة للمجتمع المحلي من أهالي الحارات القديمة في عُمان بأن بإمكان استثمارها وتعظيم العائد بتجديد بيوتهم التاريخية والتراثية سواء ببناء النزل التراثية أو إقامة مقاهٍ ذات قيمة مضافة أو معارض وفعاليات نوعية، وما فعالية رنين إلا مثالا وقصة نجاح يمكن أن تتكرر في بعض الأحياء التراثية بجهود وأفكار نوعية وابتكارية شبابية جذابة ومقنعة.

وختامًا.. إنَّ فعالية رنين قصة نجاح وقاعدة يمكن البناء عليها خاصة وأننا مقبلون على فعاليات ليالي مسقط ومعرض مسقط للكتاب وغيرها من الفعاليات، والتي لا أشك للحظة أنه يمكن للمختصين في الحكومة توفير خلطة التميز وجمع عوامل النجاح تحت سقف واحد لتتميز عُمان في مشاريعها وفعاليتها وقوانينها، ولا يوجد ما يمنع ذلك، ورنين خير دليل على ذلك.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد زيارة «الشرع».. قفزة مرتقبة بـ«التجارة والاستثمار» بين السعودية وسوريا

أشارت صحيفة “الاقتصادية” السعودية في تحليل لها، إلى توقع قفزة في التجارة والاستثمار بين السعودية وسوريا.

وحسب تحليل أجرته وحدة التحليل المالي في “الاقتصادية”، فإن من “المتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين السعودية وسوريا نمو ملحوظا خلال المرحلة المقبلة في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها سورية بعد تولي أحمد الشرع رئاسة البلاد والمضي في عمليات إعادة الإعمار”.

وعبر استنادها إلى بيانات الهيئة العامة للإحصاء، أوضحت “الاقتصادية”، أن “حجم التجارة بين السعودية وسوريا بلغ 9.1 مليار ريال (نحو 2.4 مليار دولار) خلال العشرة الأعوام الماضية بفائض الميزان التجاري لصالح سوريا 6.8 مليار ريال (نحو 1.8 مليار دولار)”.

ووفقا للصحيفة السعودية، “بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال 2024 حتى شهر نوفمبر 1.2 مليار ريال (نحو 320 مليون دولار) بفائض تجاري لصالح سوريا بـ135 مليون ريال (نحو 36 مليون دولار)”.

ورجح تقرير “الاقتصادية”، “زيادة مضطردة في حركة التجارة والاستثمار بين البلدين، بالتزامن مع الانفتاح الذي تنتهجه الحكومة السورية نحو الاقتصاد الحر ورغبتها في تطوير تعاونها مع محيطها العربي”.

وأشارت الصحيفة إلى ‘أهم السلع التي تصدرها السعودية لسوريا: اللدائن ومصنوعاتها والبن والشاي والبهارات والتوابل، بالإضافة إلى المنتجات الكيماوية العضوية وغير العضوية ومواد الإسمنت ، فضلا عن المواد الغذائية”.

وحسب التقرير، فإن “أبرز ما تستورده السعودية من سوريا: محضرات الخضر، فواكه وأثمار أو محضرات من أجزاء أخرى من النباتات، بالإضافة إلى الشحوم والدهون والزيوت الحيوانية أو النباتية”.

وذكر التقرير أن “حجم صافي الاستثمار الأجنبي المباشر بين السعودية وسوريا  بلغ نحو 3.5 مليار ريال خلال الأعوام الخمسة الماضية، بينما بلغ حجم صافي الاستثمار خلال 2023 نحو مليار ريال ليشكل ثلث الإجمالي تقريبا بمعدل 28%”.

وكشفت “الاقتصادية” أن “الجنسية السورية جاءت رابع أعلى الدول حصولا على تراخيص للاستثمار الأجنبي في السعودية خلال الربع الثالث من العام الماضي، بـ246 ترخيصا، تمثل 6% من الإجمالي البالغ 3810 تراخيص”.

وقالت الصحيفة إن “السعودية تقود جهودا دبلوماسية رفيعة المستوى لرفع العقوبات المفروضة على سوريا بأسرع وقت، لإتاحة الفرصة للنهوض باقتصاد البلاد، ودعم العيش الكريم للشعب السوري”.

وبين التقرير أن سوريا “جاءت بين أعلى الدول تلقيا للمساعدات السعودية بقيمة 7.4 مليارات دولار أي ما يعادل 27.5 مليار ريال تقريبا”.

وكان أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأحد، أن مناقشاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تناولت تعزيز التعاون السوري السعودي على كافة الأصعدة.

جدير بالذكر أن زيارة الشرع هذه تعتبر أول زيارة رسمية له إلى المملكة العربية السعودية، حيث رافقه وزير الخارجية أسعد الشيباني، ولهذه الزيارة أبعاد إقليمية أهمها عودة سوريا إلى حضن العلاقات العربية التي عانت خلال السنوات الماضية من فتور بين دمشق والعواصم العربية.

وكانت إدارة العمليات العسكرية في سوريا قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي إسناد منصب رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية إلى أحمد الشرع، وذلك بعد أقل من شهرين على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

آخر تحديث: 3 فبراير 2025 - 10:02

مقالات مشابهة

  • الإمارات والأرجنتين تستكشفان فرصا جديدة للتجارة والاستثمار
  • الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار
  • الإمارات والأرجنتين تستكشفان فرصاً جديدة للتجارة والاستثمار
  • رنين الصمت.. قصة كفاح وإرادة تناقشها ندوة بمعرض الكتاب
  • المدينة المنورة.. ضبط مواطن مخالف لنظام البيئة لنقل الحطب المحلي
  • معرض الكتاب يُناقش "رحلة تحدي الصمم" لفايدة عبد الجواد في "رنين الصمت"
  • الرياضة المورد المعطل
  • المختبر والمحتوى المحلي..
  • بعد زيارة «الشرع».. قفزة مرتقبة بـ«التجارة والاستثمار» بين السعودية وسوريا
  • تعزيز المحتوى المحلي.. ومستقبل التوظيف