جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-03@09:10:37 GMT

مبادرة "رنين" والاستثمار الثقافي

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

مبادرة 'رنين' والاستثمار الثقافي

 

 

خلفان الطوقي

 

 

"رنين" مبادرة ثقافية وباتت حديث الناس، وقد أقيمت في مطرح في بعض المواقع في حلة العرين وفي بعض المعالم والمنازل والأزقة التاريخية مثل قلعة مطرح وبيت الخنجي وبيت الحوري وغيرها من تاريخ 21 إلى 30 نوفمبر 2024، وأرى أنه من الواجب وضعها في خانة الاستثمار الثقافي ومن أنجح المبادرات على الإطلاق، ولا يعني أنه لم تكن هناك مبادرات وقصص نجاح سابقة، وبكل تأكيد وبدون أي شك ستكون هناك مبادرات مستقبلية ناجحة ومميزة.

لكن السؤال: لماذا يجب وضع فعالية "رنين" في خانة الاستثمار الثقافي؟ الإجابة عن هذا السؤال تتلخص في أن معظم الفعاليات الثقافية لا تلقى التفاعل الكبير إلّا من المهتمين والمتخصصين، غير أنَّ هذه المبادرة النوعية أثبتت عكس ذلك، وكان قيمة مضافة من جميع النواحي، وأهم ما حقق ما يلي:

- الأثر الاقتصادي المباشر: الأعداد التي توافدت إلى هذه الفعالية، وما صرفته من مأكل ومشرب ومواصلات ومشتريات، خاصة وأن هذه الفعالية ملاصقة لسوق مطرح الشهير، والذي يرتبط به معظم العُمانيين والمقيمين والزوار بذكريات غنية وجميلة.

- الأثر الثقافي: اجتماع أكثر من 20 فنانًا من داخل عُمان وغير عُماني، تقليديين ومعاصرين، ومشاركة الكثير من المصورين والموسيقيين والكتاب والشعراء وكل ما له علاقة بالفن تحت مُحيط واحد لتبادل الأفكار ووجهات النظر، وسقف مليء بالإلهام والتحفيز لمزيد من العطاء والابتكار والتنافس الإبداعي الخلاق.

- الأثر التراثي: تم اختيار المكان بعناية فائقة، بوجوده في حارة قديمة لكنها تضم معالم وبيوت معروفة، وهذه الفعالية أثبتت أنه يمكن إحياء الحارات التراثية القديمة بوضع لمسات شبابية فنية عصرية.

- متنفس مجتمعي: هذه الفعالية أثبتت بأن عُمان متعطشة للمناسبات النوعية المميزة والعصرية والشبابية.

- السياحة الداخلية: بسبب احتواء فعالية "رنين" على مزج عدد من عناصر النجاح التي تم ذكرها في المقالة، تمكنت هذه المناسبة من خلق سياحة داخلية لكل المواطنين والمقيمين والزوار.

- تنشيط المجتمع المحلي: من خلال إشراكهم في الفعاليات بشكل أو بآخر، وبذلك تحقق مبدأ المحتوى المحلي، أضف إلى ذلك ما سوف تتركة الفعالية في المجتمع المحلي من أثر إيجابي وذكريات وانطباعات جميلة، وستظل باقية في أذهانهم لأمد طويل.

- المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: وخاصة العُمانية منها والمشاركة في اللوجستيات قبل وأثناء الفعالية، الظاهر منها أو من خلف الكواليس.

- الوظائف المؤقتة: والتي تحققت قبل الفعالية منذ بداية الفكرة إلى التنفيذ الفعلي، وفي باقي أيام الفعالية الممتدة لأيام، والتي ستتيح لهم المشاركة في فعاليات مستقبلية قادمة.

- مثال للتكامل: هذه الفعالية ليست بالسهلة بل السهل الممتنع وذلك بحكم ضرورة تكامل كثير من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع المدني والمجتمع المحلي، فبالرغم من التحديات التي واجهت القائمين بالتنظيم، إلا أن هذه الفعالية كانت خير مثال للانسجام والتكامل التعاون، وأثبتت أنه مهما كان الحمل ثقيلا، يبقى خفيفاً إن تكاملت الجهود، وصدقت النوايا، وتوافقت الشعارات الجميلة مع الأفعال المخلصة.

- بيئة إبداعية: وهذا أثر معنوي يحتاجه المجتمع للإثبات للمواهب أنَّ هناك حضانات للمجتهدين، فكانت "رنين" حاضرة لهم، وإلهام غيرهم من أصحاب المبادرات الإبداعية والهمم العالية.

- أثر تشجيعي: وخاصة للمجتمع المحلي من أهالي الحارات القديمة في عُمان بأن بإمكان استثمارها وتعظيم العائد بتجديد بيوتهم التاريخية والتراثية سواء ببناء النزل التراثية أو إقامة مقاهٍ ذات قيمة مضافة أو معارض وفعاليات نوعية، وما فعالية رنين إلا مثالا وقصة نجاح يمكن أن تتكرر في بعض الأحياء التراثية بجهود وأفكار نوعية وابتكارية شبابية جذابة ومقنعة.

وختامًا.. إنَّ فعالية رنين قصة نجاح وقاعدة يمكن البناء عليها خاصة وأننا مقبلون على فعاليات ليالي مسقط ومعرض مسقط للكتاب وغيرها من الفعاليات، والتي لا أشك للحظة أنه يمكن للمختصين في الحكومة توفير خلطة التميز وجمع عوامل النجاح تحت سقف واحد لتتميز عُمان في مشاريعها وفعاليتها وقوانينها، ولا يوجد ما يمنع ذلك، ورنين خير دليل على ذلك.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع

شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، على أنه "لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه" قبل الحرب مع قوات الدعم السريع، وأبدى استعداده في ذات الوقت "للانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب وتضمن العودة الآمنة للمواطنين".

جاء ذلك في خطاب للبرهان بثه تلفزيون السودان الرسمي بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال البلاد عن الاحتلال الإنجليزي (1 كانون الثاني/ يناير 1956).

وقال البرهان: "ونحن نعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني لا يمنعنا ذلك من الانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين إلى مواطنهم وانتفاء ما يهدد حياتهم مرة أخرى".



وأضاف: "تعددت المبادرات والمنابر الداعية لوقف الحرب، فكان طريقنا واضحا وهو طريق الشعب، وأنه لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 نيسان/ أبريل 2023، ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى".

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

واندلعت حرب السودان قبل انتهاء عملية سياسية بناء على "الاتفاق الإطاري" الذي وقعه في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2022، المكون العسكري في السلطة الانتقالية آنذاك وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي" وفشلت فيها الأطراف بحل مسألة دمج "الدعم السريع" داخل المؤسسة العسكرية.

وكان بين حميدتي والبرهان، خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في "الاتفاق الإطاري" لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.

وفي خطابه، أشار البرهان إلى أن "الشعب السوداني يتعرض في كثير من ربوع البلاد لتقتيل وتشريد وتجويع وإفقار وانتهاك للحرمات على يد مليشيا الدعم السريع والمتعاونين معها والداعمين لها".

وأوضح أن "التلاحم الشعبي غير المسبوق والتدافع الوطني الوثاب مكننا جمعيا من السير على طريق النصر الحاسم"، مشددا على أن "ساعة النصر قد اقتربت ووقت الحسم قد أزف".

وذكر أنه "رغم استمرار الحرب وتداعياتها، استجابت الحكومة لكل مطلوبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين وستظل الحكومة ملتزمة بهذا الأمر".

وتابع: "تبذل الحكومة جهودا مقدرة لتيسير حياة الناس وأمنهم ودعم صيانة البنى التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والزراعية".

ولفت إلى أن "ما يشاع عن المجاعة محض افتراء وقصد منه التدخل في الشأن السوداني".

وأعرب البرهان عن شكر حكومة وشعب السودان "لكل من وقف إلى جانبهم سنداً ودعما من دول شقيقة وصديقة ومنظمات طوعية والأمم المتحدة ووكالاتها".



وفي 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، نشرت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرها عن السودان، وهذه اللجنة بمثابة مرصد عالمي للجوع يضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة.

وأشار التقرير إلى أن السودان يشهد أزمة مجاعة غير مسبوقة وأن 24.6 مليون شخص (ما يقرب من نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. الأوقاف و الأعلى للشئون الإسلامية يطلقان الفعالية الكبرى لقاء الجمعة للأطفال
  • وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يطلقان الفعالية الكبرى «لقاء الجمعة للأطفال»
  • تكليف رئيس جامعة الموصل السابق بمهام الملحق الثقافي في لندن
  • خبير أثري: المتحف المصري الكبير أيقونة انتشار الوعي الثقافي| فيديو
  • أوقاف الفيوم.. ختام الأسبوع الثقافي بالإدارات الفرعية
  • اجتماع يناقش خطوات توطين صناعة العصائر والصلصة
  • 2024.. حصاد فلسطين الثقافي غير العادي
  • السوداني: حماية المنتج المحلي زاد نسبة الإنتاج إلى 50% بالعراق
  • البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
  • متاحف قطر تنظم فعالية خُبز المدن المبدعة لتعزيز التبادل الثقافي مع إيطاليا