بوابة الوفد:
2025-02-02@21:39:53 GMT

لقاء الله: الأمل الأعظم والموعد الحق للمؤمنين

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

قال الدكتور محمد مختار جمعة، أستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ووزير الأوقاف السابق إنه من أروع المشاهد التي تذكرها كتب السيرة النبوية والقرآن الكريم هو لقاء الله عز وجل، ذلك اللقاء الذي يعبر عن عظمة الخالق ورحلة الإنسان التي لا تكتمل إلا بعودته إلى ربه. 

 

لقاء الله عز وجل 

وتابع جمعة، في آيات عديدة من القرآن الكريم، يتحدث الله سبحانه وتعالى عن اليوم الذي يجتمع فيه المؤمنون مع خالقهم في دار الحق.

يقول الله عز وجل في سورة النبأ: {ذَٰلِكَ ‌الْيَوْمُ ‌الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ: 39]. هذا اليوم هو يوم المرد، يوم يجد فيه كل إنسان جزاء أعماله.

و أضاف جمعة، ويُعرِّف القرآن الكريم لقاء الله على أنه أكبر أمل للمؤمنين، حيث يقول الله سبحانه في سورة العنكبوت: {مَنْ ‌كَانَ ‌يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 5]. فالرجاء في لقاء الله ليس مجرد أمنية، بل هو مبدأ حيوي ينبني عليه سلوك الإنسان في حياته اليومية، وفي معاملاته مع الآخرين، وفي التزامه بالخير والابتعاد عن الشر. إن الإنسان الذي يحب لقاء الله، يحب أن يكون في طاعة الله ورضاه، ويعمل صالحًا حتى يُحسن لقاءه.

حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان

وتابع جمعة، حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان، كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ". هذا الحديث يوضح أن حب لقاء الله هو انعكاس لحب الله لعبدٍ طاهرٍ مخلصٍ في عمله. وفي هذا الإطار، تُنير حياة المؤمن بنور الله، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ". فإذا كان المؤمن يكره الموت، فهو يكره اللقاء الجسدي الذي يبتعد عن الحياة الدنيا، ولكنه عندما يُبشَّر برحمة الله ورضاه وجنته، يتمنى لقاء الله، بل ويحب لقاءه.

أما في جانب آخر، فإن الذين لا يؤمنون بلقاء الله ولا يعملون من أجل هذا اللقاء، يقول عنهم القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: 7، 8]. هؤلاء الذين ينغمسون في ملذات الدنيا ويغفلون عن حقيقة الآخرة، سيكون مصيرهم بعيدًا عن رحمة الله. إنهم يرفضون الاعتراف بحقيقة اليوم الآخر، ويتجاهلون إشارات الله الدالة على عدله ورحمته.

لقاء الله عز وجل لا يقتصر على وعدٍ من الله، بل هو أيضًا اختبار للإنسان في كيفية تقبله لذلك اللقاء. يقول الله سبحانه في سورة فصلت: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} [فصلت: 54]. أما المؤمنون الذين آمنوا بالآخرة وعمِلوا الصالحات، فإنهم يوم القيامة سيجدون جزاءهم في الجنة، وهي دار اللقاء الحق التي لا تحجبها غمامة ولا غموض.

 لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى

ووضج جمعة أنه تتجلى عظَمة هذا اللقاء عندما نعلم أن لقاء الله ليس مجرد لحظة محاسبة، بل هو لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى، يقول الحق في القرآن: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ… وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود: 105-108]. وهذا التفريق بين الفريقين، بين شقي وسعيد، هو ثمرة عمل الإنسان في الدنيا، فما زرع في دنياه من إيمان وتقوى، يلاقيه في لقاء ربه.

إن حب لقاء الله يتطلب منا أن نحب ما يحب الله، وأن نبتعد عن ما يُغضب الله، وأن نخلص النية في العمل والطاعة، فلا كذب ولا غش، ولا خيانة ولا فساد، من أحب لقاء الله، أحب أن يكون عمله في الدنيا صادقًا مع الله، بعيدًا عن الموبقات. نسأل الله أن نكون من أهل هذا اللقاء العظيم، وأن يجعلنا من السعداء الذين يلقون ربهم في دار النعيم، بغير حساب ولا عذاب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الله الإيمان حب لقاء الله الله عز وجل اء الل

إقرأ أيضاً:

في شهر شعبان.. كيف تحقق مناجاة الله الدعاء المستجاب.. جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة أن أركان المناجاة لها أهمية بالغة في حياة المسلم، مشيرًا إلى أننا في شهر شعبان، وهو الشهر الذي نستعد فيه لاستقبال رمضان.

 

فضائل شهر شعبان 

 حيث أكرمنا الله فيه بمكارم عدة، منها استجابته لمناجاة النبي ﷺ، كما جاء في قوله تعالى:

﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ [البقرة: 144].

وأوضح جمعة أن النبي ﷺ كان يناجي ربه ويعلمنا كأمة مسلمة أن نلجأ إلى الله، فالمناجاة سببٌ لاستجابة الدعاء، ولها أركانٌ غفل عنها كثير من الناس.

الركن الأول: الإخلاص

أكد الدكتور علي جمعة أن الإخلاص هو الأساس في المناجاة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:

"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

فالمسلم يجب أن يخلص وجهه لله وحده، فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به، مستدلًا بحديث النبي ﷺ:

"وإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله..."

وأشار إلى أن الإخلاص يعني تحرير القلب من كل شيء سوى الله، بحيث لا يبقى فيه إلا التوجه الصادق إليه سبحانه.

الركن الثاني: الاستمرار في الدعاء وعدم اليأس

أوضح جمعة أن النبي ﷺ لم يدعُ مرة أو مرتين فقط، بل استمر في الدعاء لعدة شهور حتى استجاب الله له، إذ استمر يستقبل بيت المقدس بعد الهجرة لمدة 18 شهرًا، وكان يتمنى أن تكون الكعبة قبلته، فظل يتوجه إلى الله حتى استجاب له.

ومن هنا، فإن الاستمرار والمواظبة على الدعاء من أهم أركان المناجاة، لأن الدعاء نفسه عبادة، ويجب على المسلم أن لا ييأس إذا لم تُستجب دعوته سريعًا، فالله يستجيب في الوقت الذي يراه أنسب لعباده.

 

أكد الدكتور علي جمعة في خطبته أن المناجاة تحتاج إلى إخلاص نية واستمرار في الدعاء، مشيرًا إلى أن شهر شعبان فرصة لإحياء هذه العبادة والتقرب إلى الله، استعدادًا لاستقبال رمضان بقلبٍ نقي وروح متعلقة بالله.

مقالات مشابهة

  • الحق قديم لن يسقط بالتقادم…ويا كاتل الروح وين بتروح
  • انتخابات مجلس الأمة.. لقاء تنسيقي حول حصيلة عملية إيداع ملفات الترشح
  • تفاصيل لقاء مجلس أمناء الحوار الوطني برئيس الوزراء
  • تفاصيل لقاء السيسي ووزير الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي
  • جمعة: المسلم العاقل يستعد لشهر رمضان من خلال شعبان
  • كلية الصيدلة السريرية بجامعة الحديدة تنظم فعالية ثقافية إحياءً لذكرى الشهيد القائد
  • في شهر شعبان.. كيف تحقق مناجاة الله الدعاء المستجاب.. جمعة يوضح
  • فوائد التحصين بسورتي البقرة وآل عمران وفضل قراءتهما
  • العكّاري: درنة أعطتنا الأمل بأن لا صوت يعلو على صوت الحق
  • عبارات عن أول جمعه في شعبان