بوابة الوفد:
2025-03-06@08:58:04 GMT

لقاء الله: الأمل الأعظم والموعد الحق للمؤمنين

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

قال الدكتور محمد مختار جمعة، أستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ووزير الأوقاف السابق إنه من أروع المشاهد التي تذكرها كتب السيرة النبوية والقرآن الكريم هو لقاء الله عز وجل، ذلك اللقاء الذي يعبر عن عظمة الخالق ورحلة الإنسان التي لا تكتمل إلا بعودته إلى ربه. 

 

لقاء الله عز وجل 

وتابع جمعة، في آيات عديدة من القرآن الكريم، يتحدث الله سبحانه وتعالى عن اليوم الذي يجتمع فيه المؤمنون مع خالقهم في دار الحق.

يقول الله عز وجل في سورة النبأ: {ذَٰلِكَ ‌الْيَوْمُ ‌الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ: 39]. هذا اليوم هو يوم المرد، يوم يجد فيه كل إنسان جزاء أعماله.

و أضاف جمعة، ويُعرِّف القرآن الكريم لقاء الله على أنه أكبر أمل للمؤمنين، حيث يقول الله سبحانه في سورة العنكبوت: {مَنْ ‌كَانَ ‌يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 5]. فالرجاء في لقاء الله ليس مجرد أمنية، بل هو مبدأ حيوي ينبني عليه سلوك الإنسان في حياته اليومية، وفي معاملاته مع الآخرين، وفي التزامه بالخير والابتعاد عن الشر. إن الإنسان الذي يحب لقاء الله، يحب أن يكون في طاعة الله ورضاه، ويعمل صالحًا حتى يُحسن لقاءه.

حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان

وتابع جمعة، حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان، كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ". هذا الحديث يوضح أن حب لقاء الله هو انعكاس لحب الله لعبدٍ طاهرٍ مخلصٍ في عمله. وفي هذا الإطار، تُنير حياة المؤمن بنور الله، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ". فإذا كان المؤمن يكره الموت، فهو يكره اللقاء الجسدي الذي يبتعد عن الحياة الدنيا، ولكنه عندما يُبشَّر برحمة الله ورضاه وجنته، يتمنى لقاء الله، بل ويحب لقاءه.

أما في جانب آخر، فإن الذين لا يؤمنون بلقاء الله ولا يعملون من أجل هذا اللقاء، يقول عنهم القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: 7، 8]. هؤلاء الذين ينغمسون في ملذات الدنيا ويغفلون عن حقيقة الآخرة، سيكون مصيرهم بعيدًا عن رحمة الله. إنهم يرفضون الاعتراف بحقيقة اليوم الآخر، ويتجاهلون إشارات الله الدالة على عدله ورحمته.

لقاء الله عز وجل لا يقتصر على وعدٍ من الله، بل هو أيضًا اختبار للإنسان في كيفية تقبله لذلك اللقاء. يقول الله سبحانه في سورة فصلت: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} [فصلت: 54]. أما المؤمنون الذين آمنوا بالآخرة وعمِلوا الصالحات، فإنهم يوم القيامة سيجدون جزاءهم في الجنة، وهي دار اللقاء الحق التي لا تحجبها غمامة ولا غموض.

 لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى

ووضج جمعة أنه تتجلى عظَمة هذا اللقاء عندما نعلم أن لقاء الله ليس مجرد لحظة محاسبة، بل هو لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى، يقول الحق في القرآن: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ… وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود: 105-108]. وهذا التفريق بين الفريقين، بين شقي وسعيد، هو ثمرة عمل الإنسان في الدنيا، فما زرع في دنياه من إيمان وتقوى، يلاقيه في لقاء ربه.

إن حب لقاء الله يتطلب منا أن نحب ما يحب الله، وأن نبتعد عن ما يُغضب الله، وأن نخلص النية في العمل والطاعة، فلا كذب ولا غش، ولا خيانة ولا فساد، من أحب لقاء الله، أحب أن يكون عمله في الدنيا صادقًا مع الله، بعيدًا عن الموبقات. نسأل الله أن نكون من أهل هذا اللقاء العظيم، وأن يجعلنا من السعداء الذين يلقون ربهم في دار النعيم، بغير حساب ولا عذاب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الله الإيمان حب لقاء الله الله عز وجل اء الل

إقرأ أيضاً:

المؤتمر: لقاء الرئيس السيسي ومفوضة الاتحاد الأوروبي يهدف تعزيز العلاقات الدولية والإقليمية

ثمن القبطان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر بالقاهرة الكبرى، لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، حيث تمت مناقشة عدد من الملفات المهمة التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة.

وقال القبطان وليد جودة في بيان له ، إن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز علاقاتها الدولية والإقليمية لدعم الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط.

وأوضح أمين مساعد حزب المؤتمر، أن اللقاء يعكس إدراك مصر لأهمية دور الاتحاد الأوروبي كشريك استراتيجي في المنطقة، ويعزز من التعاون المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه دول المتوسط.

وتابع أمين مساعد حزب المؤتمر، أن هذا التعاون سيساهم في تحقيق تقدم ملموس في جهود إرساء الاستقرار في ليبيا والسودان، بما يدعم التنمية والازدهار للشعبين الشقيقين.

وأكد أمين مساعد حزب المؤتمر، أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستواصل بذل كل الجهود الممكنة للتعاون مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق الأهداف المشتركة.

وأشار أمين مساعد حزب المؤتمر، إلى اللقاء تطرق إلى تطورات الأوضاع في كل من ليبيا والسودان، حيث أعرب الرئيس عن قلق مصر العميق إزاء استمرار حالة عدم الاستقرار في البلدين الشقيقين، وأكد على أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل دعم الحلول السياسية التي تحقق الأمن والسلام للشعبين الليبي والسوداني، كما شدد الرئيس على أن مصر تظل ملتزمة بدورها المحوري في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية والسودانية.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع الرئيس المصري واهم ملفات اللقاء
  • طوفان انتصار.. لا انكسار
  • "خذلت جيشك يا ريّس".. لقاء عون والشرع يفجّر غضب اللبنانيين ويُعيد إلى الأذهان معركة جرود عرسال
  • الهلال السعودي يسقط أمام باختاكور الأوزبكي بهدف نظيف بدوري أبطال آسيا
  • دعاء اليوم الرابع من رمضان مستجاب.. ماذا كان يقول النبي؟
  • أرتيتا يكشف فوائد لقاء أيندهوفن.. ويعترف بالتحدي الذي ينتظره
  • لقاء موسع لمناقشة سير تنفيذ البرنامج الرمضاني في الصافية
  • بيسيرو: الزمالك كان يستحق الفوز في لقاء زد الأخير
  • المؤتمر: لقاء السيسي ومفوضة الاتحاد الأوروبي يهدف لتعزيز العلاقات الدولية والإقليمية
  • المؤتمر: لقاء الرئيس السيسي ومفوضة الاتحاد الأوروبي يهدف تعزيز العلاقات الدولية والإقليمية