بوابة الوفد:
2025-04-07@18:30:08 GMT

لقاء الله: الأمل الأعظم والموعد الحق للمؤمنين

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

قال الدكتور محمد مختار جمعة، أستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ووزير الأوقاف السابق إنه من أروع المشاهد التي تذكرها كتب السيرة النبوية والقرآن الكريم هو لقاء الله عز وجل، ذلك اللقاء الذي يعبر عن عظمة الخالق ورحلة الإنسان التي لا تكتمل إلا بعودته إلى ربه. 

 

لقاء الله عز وجل 

وتابع جمعة، في آيات عديدة من القرآن الكريم، يتحدث الله سبحانه وتعالى عن اليوم الذي يجتمع فيه المؤمنون مع خالقهم في دار الحق.

يقول الله عز وجل في سورة النبأ: {ذَٰلِكَ ‌الْيَوْمُ ‌الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ: 39]. هذا اليوم هو يوم المرد، يوم يجد فيه كل إنسان جزاء أعماله.

و أضاف جمعة، ويُعرِّف القرآن الكريم لقاء الله على أنه أكبر أمل للمؤمنين، حيث يقول الله سبحانه في سورة العنكبوت: {مَنْ ‌كَانَ ‌يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 5]. فالرجاء في لقاء الله ليس مجرد أمنية، بل هو مبدأ حيوي ينبني عليه سلوك الإنسان في حياته اليومية، وفي معاملاته مع الآخرين، وفي التزامه بالخير والابتعاد عن الشر. إن الإنسان الذي يحب لقاء الله، يحب أن يكون في طاعة الله ورضاه، ويعمل صالحًا حتى يُحسن لقاءه.

حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان

وتابع جمعة، حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان، كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ". هذا الحديث يوضح أن حب لقاء الله هو انعكاس لحب الله لعبدٍ طاهرٍ مخلصٍ في عمله. وفي هذا الإطار، تُنير حياة المؤمن بنور الله، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ". فإذا كان المؤمن يكره الموت، فهو يكره اللقاء الجسدي الذي يبتعد عن الحياة الدنيا، ولكنه عندما يُبشَّر برحمة الله ورضاه وجنته، يتمنى لقاء الله، بل ويحب لقاءه.

أما في جانب آخر، فإن الذين لا يؤمنون بلقاء الله ولا يعملون من أجل هذا اللقاء، يقول عنهم القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: 7، 8]. هؤلاء الذين ينغمسون في ملذات الدنيا ويغفلون عن حقيقة الآخرة، سيكون مصيرهم بعيدًا عن رحمة الله. إنهم يرفضون الاعتراف بحقيقة اليوم الآخر، ويتجاهلون إشارات الله الدالة على عدله ورحمته.

لقاء الله عز وجل لا يقتصر على وعدٍ من الله، بل هو أيضًا اختبار للإنسان في كيفية تقبله لذلك اللقاء. يقول الله سبحانه في سورة فصلت: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} [فصلت: 54]. أما المؤمنون الذين آمنوا بالآخرة وعمِلوا الصالحات، فإنهم يوم القيامة سيجدون جزاءهم في الجنة، وهي دار اللقاء الحق التي لا تحجبها غمامة ولا غموض.

 لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى

ووضج جمعة أنه تتجلى عظَمة هذا اللقاء عندما نعلم أن لقاء الله ليس مجرد لحظة محاسبة، بل هو لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى، يقول الحق في القرآن: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ… وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود: 105-108]. وهذا التفريق بين الفريقين، بين شقي وسعيد، هو ثمرة عمل الإنسان في الدنيا، فما زرع في دنياه من إيمان وتقوى، يلاقيه في لقاء ربه.

إن حب لقاء الله يتطلب منا أن نحب ما يحب الله، وأن نبتعد عن ما يُغضب الله، وأن نخلص النية في العمل والطاعة، فلا كذب ولا غش، ولا خيانة ولا فساد، من أحب لقاء الله، أحب أن يكون عمله في الدنيا صادقًا مع الله، بعيدًا عن الموبقات. نسأل الله أن نكون من أهل هذا اللقاء العظيم، وأن يجعلنا من السعداء الذين يلقون ربهم في دار النعيم، بغير حساب ولا عذاب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الله الإيمان حب لقاء الله الله عز وجل اء الل

إقرأ أيضاً:

طاعات بعد رمضان.. عبادات احرص عليها في هذه الأيام

من الطاعات التي تعقب شهر رمضان صيام الست من شوال، فعن ثوبان مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» [رواه ابن ماجه].

ماذا بعد رمضان؟.. الإفتاء توضح كيفية التخلص من الفتور في العبادةعبادات يجوز أداؤها عن الغير .. أمين الفتوى يكشف عنهاطاعات بعد رمضان

يقول ابن حجر الهيتمي: «لأن الحسنة بعشر أمثالها، كما جاء مفسرا في رواية سندها حسن ولفظها «صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام – أي: من شوال – بشهرين فذلك صيام السنة» أي: مثل صيامها بلا مضاعفة نظير ما قالوه في خبر: ﴿قل هو الله أحد﴾ تعدل ثلث القرآن وأشباهه، والمراد ثواب الفرض وإلا لم يكن لخصوصية ستة شوال معنى؛ إذ من صام مع رمضان ستة غيرها؛ يحصل له ثواب الدهر لما تقرر فلا تتميز تلك إلا بذلك.

واستطرد: حاصله أن من صامها مع رمضان كل سنة تكون كصيام الدهر فرضاً بلا مضاعفة ومن صام ستة غيرها كذلك؛ تكون كصيامه نفلا بلا مضاعفة كما أن يصوم ثلاثة من كل شهر تحصله أيضا» [تحفة المحتاج].


الذكر بعد رمضان

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المأثور من الذكر المساعد على الثبات على العبادة بعد رمضان، هو ترديد ذكر "يا وارث" 1000 مرة ما بين المغرب والعشاء، وهذا ما ورد من المجربات عن العلماء السابقين.

وقال “جمعة”: عليك أخي الكريم بذكر الله؛ لما ورد فى قوله- تعالى-: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. [الرعد : 28].

علامات قبول الطاعة بعد رمضان

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المخاصمة سبب لعدم قبول الأعمال عند الله أو التوبة من الذنوب، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس؛ فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا".

وطالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال أحد الدروس الدينية، بالتخلق بخلق المسامحة، حتى ولو أخطا الآخر في حقنا، وأضاف: "فقد كنا قديما عندما يعتدى علينا أحد؛ نقول له: "الله يسامحك" التي لم نعد نسمعها الآن، وأيضًا كنا نقول "صلي على النبي-صلى الله عليه وسلم-"، وأيضًا: "وحدوا الله"، فنحتاج هذه الأدبيات والأخلاق، وتراثنا الأصيل المشبع بأخلاق الإسلام يجب أن يعود مرة أخرى".

واستطرد: "القصاص لا نستوفيه من أنفسنا، وإنما يكون من خلال القضاء الذي وضعه الشرع لنا كضابط، فعندما يظلمنا أحد؛ لا نقتص منه بأيدينا، وإنما نلجأ للقاضي؛ ليقتص لنا".

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة تنظم لقاء تعريفيا استعدادا لانتخابات برلمان طلائع مصر الإلكترونية
  • في نَصرِ اللهِ وسُننه
  • حكم من سها في الصلاة ونسي سجود السهو .. علي جمعة يوضح
  • طاعات بعد رمضان.. عبادات احرص عليها في هذه الأيام
  • صنعاء ..لقاء يناقش تعزيز الحماية والصمود المجتمعي
  • لقاء بصنعاء يناقش تعزيز الحماية والصمود المجتمعي
  • علي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟
  • عوامل النصر.. وصناعة الفتن.
  • 3 دعوات مستجابة لا يردها الله أبدا.. علي جمعة: اغتنمها
  • درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية