في آخر تطورات للأحداث في مدينة حلب، أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم، أن قوات الجيش السوري تواصل التصدي للهجوم الواسع الذي تنفذه الفصائل المسلحة في مناطق ريفي حلب وإدلب، بحسب ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.

آخر تطورات حلب في سوريا

جاء في بيان صادر عن الوزارة نقلته القاهرة الإخبارية: «تستمر قواتنا المسلحة المنتشرة على جبهات ريفي حلب وإدلب، في التصدي للهجوم الكبير الذي تنفذه الفصائل المسلحة، التي تستخدم مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطائرات المُسيّرة، وتعتمد على أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب المصنفين إرهابيين».

وأشار البيان إلى أن الجيش السوري تمكن من «استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية».

خسائر فادحة للفصائل

كما أكدت الوزارة، أن القوات المسلحة ألحقت بالفصائل خسائر فادحة، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من عناصرها، إضافة إلى تدمير عشرات الآليات المدرعة والعربات، وإسقاط 17 طائرة مُسيّرة خلال الاشتباكات.

وأوضحت وزارة الدفاع أن الجيش السوري يعزز نقاطه على كافة محاور الاشتباكات بالعتاد والقوات، في مسعى لمنع أي خروقات جديدة، مشددة على أن العمليات العسكرية ستستمر حتى دحر المسلحين.

إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى حلب

يشار أنه صباح اليوم، أعلن الجيش السوري إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مدينة حلب، وفقًا لما نقلته القاهرة الإخبارية نقلا عن وكالة «رويترز» عن مصادر عسكرية.

وأشار خليل هملو، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في دمشق، إلى وقوع انفجارات في محيط مدينة حمص، تزامنت مع غارات جوية تابعة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت الشريط الحدودي السوري اللبناني قرب منطقة القصير بريف حمص الغربي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية سورية أن دمشق تنتظر وصول دعم عسكري روسي جديد إلى قاعدة حميميم الجوية خلال 72 ساعة، حيث وعدت روسيا بتقديم تعزيزات إضافية لدعم الجيش السوري في مواجهة المسلحين ومنع سيطرتهم على مدينة حلب.

وكان الجيش السوري أعلن في وقت سابق إسقاط 7 طائرات مُسيّرة أطلقتها الفصائل المسلحة في ريفي حماة وإدلب يوم 25 فبراير، وفقًا لوكالة الأنباء السورية «سانا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجيش السوري سوريا حلب أدلب الفصائل المسلحة في سوريا القاهرة الإخباریة الفصائل المسلحة الجیش السوری

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء منع السويداء دخول فصائل المعارضة المسلحة؟

السويداء- في الوقت الذي كان فيه سكان السويداء يحتفلون برأس السنة الميلادية، كانت بعض الفصائل المحلية المسلحة تمنع رتلا عسكريا تابعا لإدارة العمليات العسكرية من دخول المحافظة.

وقد عاد الرتل أدراجه بلا اشتباك أو مواجهة، مما فتح بابا واسعا لتأويلات خلفية هذا المنع وسببه، وهل لدى السويداء مشروع بديل عن المشروع الوطني الجامع لكل السوريين؟

يرى مهند شهاب الدين، الناشط السياسي والمعتقل سابقا، أن دخول تلك القوات دون التنسيق الكافي بين حكومة تصريف الأعمال وغرفة العمليات المشتركة بالسويداء، والحراك الشعبي ممثلا باللجنة السياسية المنتخبة ديمقراطيا، يُحدث خللا في طريقة تطبيق مبدأ الشراكة الوطنية، ويفتح الباب أمام وقوع تجاوزات ربما يفتعلها فلول النظام السابق لإشعال صدام مسلح "مما قد يوصلنا إلى كارثة حقيقية".

بينما يعتبر عدنان أبو عاصي، الناشط السياسي وعضو حزب الشعب الديمقراطي، أن هذا المنع حدث بفعل التجاذبات والصراعات المحلية بين الفصائل المسلحة "التي لا تدين لمرجعية واحدة ولا تمتثل لقرار واحد، عدا عن أن المركز لم يكن موفقا باختيار التوقيت المناسب لدخول الرتل العسكري أراضي السويداء".

توقيت مفاجئ

بدوره، يقول شادي خويص من "ملتقى ساحة الكرامة" للجزيرة نت "كانت هناك مفاجأة بتوقيت دخول القافلة العسكرية القادمة من دمشق الذي حدث في وقت متأخر من ليلة رأس السنة، الأمر الذي جعل الفصائل المسلحة في السويداء ترتاب وتطلب منها العودة، أي أن غياب التنسيق المناسب والتوقيت الخاطئ أعطى هذه الفصائل ذريعة لرفض دخول القوات الحكومية".

إعلان

وحسب مجيب الصحناوي الناشط السياسي المستقل والمعتقل السابق، أثار توقيت دخول القوات القادمة من دمشق الريبة و"كأنها تدخل خلسة، وكان من الأجدر التنسيق بصورة أفضل مع القوى المحلية في السويداء".

وأضاف للجزيرة نت "بالمقابل، كانت طريقة تعامل الفصائل المحلية خاطئة حيث إن معظمها تندرج ضمن قوى الأمر الواقع، وهي من مخلفات نظام الاستبداد البائد، وغير مؤتمنة محليا على الأمن وتطبيق القانون باعتبارها أول من خرقه، وبالتالي تخاف من العقاب والمحاسبة".

أفاد مراسل السويداء 24 عن دخول رتل عسكري يضم عشرات السيارات لهيئة تحرير الشام وجهاز الأمن العام التابع لها إلى محافظة السويداء، ما أدى لاستنفار لفصائل غرفة العمليات المشتركة التي طالبت الرتل بالعودة إلى دمشق، حيث تجاوب المسؤول عن الرتل وعاد به إلى العاصمة بالفعل.

وأوضح مراسلنا… pic.twitter.com/tUSG81K2Lf

— السويداء 24 (@suwayda24) December 31, 2024

شراكة وتنسيق

ويؤكد الناشط شهاب الدين أن لدى العديد من القوى المدنية والسياسية الوطنية في السويداء خطابا سياسيا يريد سوريا واحدة، ونظاما جديدا لا يقصي أحدا، لكنه يضيف سببا جديدا للتخوف داخل السويداء من بعض ممارسات حكومة تصريف الأعمال بدمشق، أبرزها طريقة تشكيل وزارة الدفاع، وتعيين شخصيات توصف بأنها "مرتزقة".

وأكد الناشط ضرورة أن تكون للدولة اليد العليا وأن تفرض سلطة القانون، مع الحفاظ على مبدأ الشراكة الوطنية والتنسيق المسبق، ويتابع: "بعيدا عن مبدأ من يحرر يقرر، فإن السويداء جزء لا يتجزأ من مسيرة تحرير سوريا من طغمة الفساد والاستبداد".

وأوضح "لأن لنا تجربتنا الخاصة إداريا بين 2014 و2024، فإننا نعتبر أنفسنا شركاء في صناعة القرار وذلك بالاعتماد على دستور 1950، وقانون الإدارة المحلية وتعديلاته التي جرت خلال حكم النظام السابق، وهذا يشعرنا بالمسؤولية تجاه تنظيم وترتيب الشأن الإداري للوطن السوري الذي نريده دولة مواطنة للجميع بعيدا عن تغول السلاح والسلطة".

إعلان

من جهته، يريد الناشط الصحناوي سوريا واحدة أرضا وشعبا، ويرفض أي طروحات أخرى تحمل في طياتها "حالة انفصالية بما تتضمنه من لامركزية إدارية أو فدرالية أو إدارة ذاتية أو غيرها"، لكنه ينتقد اقتراب حكومة تصريف الأعمال من مسائل جوهرية كتعديل المناهج الدراسية.

ويقول: "هناك عدم ارتياح لدى الوطنيين السوريين بصورة عامة، وأحرار السويداء بصورة خاصة، من الإجراءات التي تتخذها الحكومة المؤقتة بهذا الشأن وفرض التربية الإسلامية في الجامعة، وتغيير مصطلحات كثيرة توحي بأن الدولة تتجه نحو أسلمة المجتمع، علما أنها ليست من اختصاصها، ويُفترض بها أن تكون حكومة تسيير أعمال ليس أكثر ريثما تتشكل الحكومة الجديدة وتضع دستورا للبلاد".

خصوصية السويداء

أما الناشط أبو عاصي فيرى أن هنالك خصوصية في السويداء تتعلق بطبيعة المجتمع المنفتح للسكان المحليين تجعلهم متوجسين من أي حالة سياسية ناشئة في حكم سوريا، و"قادمة من منابت عقائدية متشددة مثل هيئة تحرير الشام، بالإضافة إلى حدوث تدخلات دولية على الصعيد المحلي تميل باتجاه تحفيز مفاهيم الفدرالية واللامركزية".

ويتابع "لكن مجمل القوى الوطنية في السويداء تنظر إلى دمشق على أنها عاصمتها وبوابتها، وعقدت مؤتمرا في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي تحت شعار "معا لبناء دولة المواطنة، نحو سوريا واحدة موحدة، الجميع فيها رابحون".

وأكد أن "هذه القوى لا تساوم على مكانة السويداء بالنسبة لسوريا ككل، لكننا نعتب على الحكومة المؤقتة وعلى إدارة العمليات العسكرية أنها لم تتواصل مع القوى السياسية والمدنية في السويداء التي تحمل -في خطابها- المشروع الوطني العام، وهذا التجاهل يُعتبر من نقاط ضعف الأداء العام للإدارة الانتقالية بدمشق".

خريطة توضح موقع السويداء في سوريا (الجزيرة)

 

وهذا ما يذهب إليه خويص ويقول: "لن نرضى أن تكون للسويداء خصوصية في التعامل من قبل السلطة السياسية الناشئة بعد سقوط نظام الأسد، فهي جزء من سوريا، ويجب أن تعاملها السلطة مثل باقي المحافظات، مع التحفظ على ممارسات مغلوطة عدة شاهدناها لعناصر إدارة العمليات العسكرية، ونعتبرها شخصية لا تعكس الخط السياسي للإدارة الانتقالية، فسلوكها المنضبط والمطمئن هو ما ينتظره السوريون جميعا".

إعلان

وأضاف "كنا نتمنى أن يكون هناك إعلان دستوري من قبل الإدارة المؤقتة للبلاد وعدم الاكتفاء بالدعوة لمؤتمر حوار وطني، والغالب في الخطاب السياسي للسويداء يتجه نحو اليقين بسوريا موحدة أرضا وشعبا".

وأكد أن "هذا ينفي تهمة اعتماد خطاب يريد انفصالها أو أن تُدار ذاتيا، مما يفرض على الحكومة المؤقتة عدم الاكتفاء بالتواصل مع عدد محدد من المرجعيات الدينية والعسكرية المحلية، وإنما الانفتاح والتحاور مع كامل المشهد السياسي في المحافظة".

وتواصلت "الجزيرة نت" مع مسؤولين في الحكومة المؤقتة لعرض وجهة نظرها في الموضوع لكنهم فضلوا عدم التعليق.

مقالات مشابهة

  • نشرة التوك شو| مذيعة القاهرة الإخبارية تحرج مستشارا بالحزب الجمهوري وتمديد فترة توفيق الأوضاع للمحال العامة
  • القاهرة الإخبارية: ثلاث غارات إسرائيلية على معامل الدفاع والبحوث العلمية في سوريا
  • المعاملة بالمثل.. هل سيخضع ملف حل الفصائل الكردية لـالمساومة؟
  • ماذا وراء منع السويداء دخول فصائل المعارضة المسلحة؟
  • الجيش الروسي يكبد أوكرانيا خسائر فادحة في كورسك
  • مادورو يحذر من "إرهاب رقمي" شلّ المجتمع السوري
  • إعادة بناء الجيش السوري.. مهمة معقدة في مرحلة ما بعد الأسد
  • مراسل "القاهرة الإخبارية": جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • أخبار التوك شو | حالة الطقس ليلة رأس السنة.. رئيس الوزراء يسلم عقود شقق بمشروع أرابيسك .. العالم شهد تطورات دراماتيكيةخلال 2024
  • الجيش السوري ينفذ ضربات قوية على مواقع داعش