الشيخ أبو بكر جاد الرب يُناشد العاملين بالصحافة والإعلام
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
في ظل التطور الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام والصحافة الإلكترونية، أصبح الإعلام جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل وأداة قوية تؤثر في تشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمع، لكن مع هذه القوة الكبيرة، يأتي معها مسؤولية عظيمة يجب أن يتحلى بها كل من يعمل في هذا المجال، ولا سيما الصحفيين والإعلاميين.
وفي هذا السياق، وجه الشيخ أبو بكر جاد الرب، الداعية الإسلامي المعروف، نداءً مهماً لكل من يعمل في الصحافة والمواقع الإلكترونية، حيث أكد أن الإعلام هو "منبر من منابر الكلمة"، له القدرة على البناء أو الهدم، لكنه لاحظ أن العديد من الصحفيين قد غفلوا عن هذه القيمة العظيمة وراحوا يسعون وراء المشاهدات بأي وسيلة كانت، حتى لو كانت على حساب الحقيقة أو سمعة الآخرين.
أشار الشيخ أبو بكر إلى أن العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية تتخذ أساليب مغلوطة لجذب الجمهور، مثل نشر الأخبار الكاذبة أو المغلوطة، أو استضافة أشخاص لا قيمة لهم، أو اقتطاع الكلام من سياقه بشكل يغير المعنى. وأضاف: "للأسف، أصبحت العناوين المثيرة على غير سياق الموضوع هدفاً تسعى إليه الكثير من وسائل الإعلام، مما يؤدي إلى تشويه الحقائق وإثارة الفتن."
هذا الأمر لا يُحسن فقط صورة الصحافة في المجتمع، بل يضر أيضا بالقيم الإنسانية والأخلاقية. الصحافة، كما أكد الشيخ أبو بكر، يجب أن تكون وسيلة لرفع الذوق العام، وتعزيز الأخلاق، وتوجيه المجتمع نحو الأفضل.
دعوة للمجلس الأعلى للصحافةوفي نداء خاص إلى المجلس الأعلى للصحافة بتشكيله الجديد، دعا أبو بكر إلى اتخاذ خطوات جادة للحد من هذه الممارسات التي تضر بالمجتمع. وقال: "ينبغي أن يتدخل المجلس الأعلى للصحافة لحماية الصحافة من التدهور، وضبط سلوك الإعلاميين والصحفيين، وتحقيق التوازن بين الحرية الإعلامية ومسؤولية النشر."
الصحافة تبني القيم وتنير الطريقوخلص الشيخ أبو بكر إلى أن الصحافة السامية التي تُعنى بنقل الحقيقة، لا ينبغي أن تُستخدم لتدمير سمعة الأشخاص أو نشر الفوضى. الصحافة الحقيقية تبني القيم، وتساعد على تعزيز العدالة والمساواة، وتنير الطريق للأجيال القادمة، ولا تروج للتفاهات أو البلطجة التي انتشرت في بعض الأحيان بسبب السعي وراء المشاهدات والتريندات.
وأعرب عن أسفه لما يحدث اليوم في العديد من الوسائل الإعلامية، حيث أصبح "التريند الملعون" هو الهدف الأساسي، بغض النظر عن الطريقة التي يتم بها الوصول إليه. وأضاف: "الغاية لا تبرر الوسيلة، إلا ما رحم ربي."
في نهاية ندائه، قال الشيخ أبو بكر جاد الرب: "اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد". هذه الكلمات تحمل في طياتها دعوة لتصحيح المسار الإعلامي، لتعود الصحافة إلى مكانتها الحقيقية كأداة لبناء الوعي، وتعزيز القيم، والإسهام في إصلاح المجتمع.
وانتهى أنه إلى الأن يبقى السؤال: هل سيستجيب الإعلاميون والمجلس الأعلى للصحافة لهذه الدعوة، ويتخذون من الصحافة وسيلة للنهوض بالمجتمع بدلاً من أن تكون أداة لتدميره؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلام والصحافة الصحافة الإلكترونية الشيخ الشیخ أبو بکر
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي لحرية الصحافة : أدوار جديدة للإعلام الوطني تمليها التحديات الراهنة والمستقبلية
تحيي الأسرة الإعلامية الجزائرية، غدا السبت, اليوم العالمي لحرية الصحافة وهي تضطلع بمسؤوليات وأدوار جديدة تمليها التحديات الراهنة والمستقبلية, في سياق إقليمي وعالمي مضطرب يستدعي تجندا مستمرا وتشكيل جبهة داخلية موحدة لمواجهة كل المحاولات الرامية لضرب استقرار الجزائر وأمنها وسيادتها.
وفي خضم هذه المرحلة الحساسة, يلقى الإعلام الوطني دعما متواصلا ومرافقة حثيثة من قبل جميع مؤسسات الدولة التي “تقف إلى جانبه عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن صورة الجزائر وعن مواقفها المشرفة”, مثلما أكد عليه وزير الاتصال, محمد مزيان, الذي استحضر في أكثر من مناسبة مواقف رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, الذي يكن كل المودة والتقدير والاحترام للأسرة الإعلامية, وهو ما تجسد عبر عدة قرارات تاريخية ومكاسب هامة لفائدة الصحافيين أعلن عنها على مدار السنوات الماضية.
وتأكيدا للأهمية التي يوليها لهذا القطاع الحساس, استقبل رئيس الجمهورية مطلع العام الجاري, مديري ومسؤولي مؤسسات إعلامية عمومية وخاصة, في لقاء استمع من خلاله لانشغالاتهم واقتراحاتهم القطاعية للمساهمة في مزيد من تطوير وتحسين الظروف المهنية, كما يحرص على الالتقاء بشكل دوري بممثلي وسائل الإعلام الوطنية للإجابة بكل شفافية عن تساؤلاتهم بشأن مختلف الملفات الوطنية والدولية.
وتنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, بادرت وزارة الاتصال بتنظيم لقاءات جهوية في الأيام الماضية بكل من وهران, قسنطينة, ورقلة والجزائر العاصمة, تمت خلالها مناقشة الآفاق والتحديات التي تواجه مهنة الصحافة والمنتسبين إليها وسبل الارتقاء بالممارسة الإعلامية إلى مستويات أعلى تواكب التطورات الكبيرة التي تعرفها البلاد في كافة المجالات.
وخلال هذه اللقاءات، نوه وزير الاتصال بالتجاوب الكبير الذي لمسه من الصحافيين مع مسعى استحداث جبهة إعلامية وطنية موحدة كفيلة بالرفع من إنتاج المضامين الإعلامية الوطنية, بما يجعلها تتجاوب مع تحديات المرحلة الراهنة.
وبهدف ضمان ممارسة إعلامية وطنية احترافية تكرس قيم المسؤولية وترسخ مبدأ الحق في الإعلام, تجسيدا للإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية, يواصل القطاع مساعيه في تنفيذ استراتيجية واعدة تستند إلى منظومة قانونية تستجيب للمقاييس الدولية في الممارسة الإعلامية وتحدد الحقوق والواجبات.
وفي هذا الصدد, أعلن وزير الاتصال مؤخرا عن استكمال إعداد كافة النصوص التنظيمية التي تؤطر العمل الصحفي, والمتعلقة بالقانون العضوي للإعلام والقانون المتعلق بالصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية وكذا القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري, وذلك بهدف تعزيز الاحترافية والمهنية ودعم آليات الضبط.
كما بادر القطاع باستحداث قانون أساسي خاص بالصحفي يحدد شروط ممارسة المهنة والحقوق والواجبات المرتبطة بها ويؤسس لخطاب صحفي مسؤول بعيدا عن المعلومات الزائفة أو المغرضة أو المضللة مع احترام قواعد وآداب وأخلاقيات المهنة.
وفيما يتم التحضير لتنصيب المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي بمجرد صدور النصوص التنظيمية المتعلقة به لتعزيز ثقة الجمهور في وسائل الإعلام, تلقت الأسرة الإعلامية بارتياح قرار إعادة تفعيل صندوق دعم الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية وأنشطة تكوين الصحفيين ومهنيي الصحافة، والذي يمثل استثمارا حقيقيا تعول عليه الدولة لبناء إعلام قوي ومتنوع يتميز بالفاعلية والنجاعة وقادر على منافسة كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية.
ويعد التكوين المستمر والمتخصص حجر الزاوية في تنشئة صحافيين مدركين للمتغيرات المحيطة بهم محليا وعالميا ومسلحين بالمفاتيح المعرفية التي تجعلهم قادرين على التعاطي مع الأحداث بوعي وملتزمين بالدفاع عن مصالح الوطن والمجتمع, مع الحفاظ على قيم المصداقية والموثوقية والاحترافية.
وقد تجلت, في الآونة الأخيرة, بوادر التئام جهود وسائل الإعلام الوطني في سبيل تكوين جبهة وطنية إعلامية سخرت لها كافة الإمكانيات من أجل الدفاع عن صورة الجزائر وعن مواقفها المشرفة في المحافل الدولية ونصرة القضايا العادلة في العالم ومجابهة بعض وسائل الإعلام الدولية التي تحولت إلى أدوات دعائية بحتة تخدم أجندات معادية, أصبح الاكتفاء بموقف الحياد تجاهها خيانة للوطن.