القرآن الكريم، ببلاغته العميقة وأسلوبه الفريد، يزخر بالعديد من الأسرار والهدايات التي لا تنتهي. من بين هذه الأسرار، تكرار حرف الجر في قوله تعالى: "آمنا بالله وباليوم الآخر"، هذا التكرار يحمل في طياته معاني ودلالات عظيمة، تم تفسيرها من قبل العديد من العلماء والمفسرين عبر العصور.

تفسير الإمام الكرماني

في تفسيره، يشير الإمام الكرماني إلى أن تكرار حرف الجر في الآية ليس مجرد تكرار لفظي، بل هو وسيلة للتأكيد والتوضيح، فعادةً ما يستخدم التكرار في القرآن لتوكيد المعنى، وهو أسلوب يميز الخطاب القرآني.

في هذه الآية، تكرار "بـ" مع "الله" و"اليوم الآخر" يأتي ليؤكد على الإيمان الكامل والشامل بكلا المفهومين، مما يعكس أهمية العلاقة بين الإيمان بالله وضرورة الإيمان باليوم الآخر.

ويضيف الكرماني أن هذا التكرار يعكس كذلك كيفية محاكاة الخطاب المنافقين، الذين كانوا ينفون الإيمان في أنفسهم ويؤكدون كذبهم. في قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}، ينفي الله سبحانه وتعالى عنهم الإيمان، رغم ادعائهم الإيمان. ومن خلال تكرار حرف الجر، يرسخ القرآن هذه المعاني بوضوح.

الإيمان بالله واليوم الآخر: التلازم في القرآن

من خلال تتبع تكرار حرف الجر "بـ" في القرآن، نجد أن هذا التكرار يظهر في أماكن أخرى أيضًا. على سبيل المثال، في سورة النساء وفي سورة التوبة، يتكرر القول {وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين الإيمان بالله واليوم الآخر. وهذا يشير إلى أن الإيمان بالله وحده لا يكفي دون الاعتراف باليوم الآخر، وهو جزء لا يتجزأ من أركان الإيمان.

تفسير ابن جماعة

من جانبه، يتناول ابن جماعة موضوع التكرار في القرآن فيقول إن تكرار حرف الجر يأتي ليكون بمثابة تأكيد للمعنى المطلوب، وفي حال الإيمان بالله واليوم الآخر، يعزز هذا التكرار التلازم بين الإيمانين بشكل لا يحتمل الشك. هذا التكرار يظهر قوة اليقين في الاعتقاد بالآخرة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من حقيقة الإيمان.

 

إن تكرار حرف الجر في الآية "آمنا بالله وباليوم الآخر" ليس مجرد أسلوب لغوي، بل هو جزء من الحكمة القرآنية التي تهدف إلى التأكيد على ضرورة الإيمان الكامل بالله واليوم الآخر. وهذا التكرار يساهم في تأكيد هاتين العقيدتين كأساسين في الدين الإسلامي، ويعكس المعنى العميق الذي يجسد العلاقة بين الإيمان بالغيب والعمل الصالح في الدنيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القرآن القران الكريم الله اليوم الآخر الايمان بالله واليوم الاخر الإیمان بالله بین الإیمان فی القرآن

إقرأ أيضاً:

حذاري من تكرار تفجير سامراء في النجف وكربلاء!

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا :
يبدو ان هناك جهات داخلية وطابور خامس داخل العراق يريدان احراق العراق و بأوامر خارجية للقيام بأعمال قذرة في العراق . فتريد الجهة الخارجية قلب الطاولة في العراق بهدف اشعال حرب طائفية وأهلية في العراق لقطع الطريق على مشروع الشرق الأوسط الجديد وللاسف على حساب دماء شيعة العراق بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام . اي اقحام شيعة العراق في حمام دم طائفي خطير للغاية!
ثانيا:-
فالمعلومات الاستخبارية لدى دولتين مجاورتين للعراق تؤكد ان هناك مشروع خطير جدا على العراق والعراقيين من خلال استهداف الاماكن المقدسة في ( النجف وكربلاء) والهدف إشعال الحرب الطائفية واتهام بعض الدول على انها وراء هذه التفجيرات من خلال الذئاب الضالة لتنظيم داعش ..( وسوف يعطون خرائط وهمية من اين أتوا هؤلاء الدواعش, واين كانوا واين مضافاتهم لإلهاب مشاعر الشيعة العراقيين ) بهدف اشعال الحرب الطائفية واتهام سوريا الجديدة ودول خليجية ومناطق سنية في العراق على انها هي التي خططت وهي التي نفذت !
ثالثا:-
وطبعا هناك خطة باتت موضوعة ( حسب التقارير الاستخبارية التي اشرنا لها) وهي عندما تحدث التفجيرات في الاماكن المقدسة في كربلاء والنجف لا سمح الله ويهب شيعة العراق للدفاع عن مقدساتهم هنا يبدأ الطابور الخامس والخلايا التابعة والجيوش الإلكترونية التابعة لهذا المشروع البغيض بضخ الشعارات الطائفية والانتقام من ( السنة) ومن سوريا والسعودية . وعندما يتعالى لهيب النار والحريق هنا سوف ( تتدخل إيران عسكريا في العراق بحجة حماية شيعة العراق ) وهو بيت القصيد !
رابعا:-
فعلى الرموز الشيعية العاقلة في العراق الاستعداد النفسي واليقظة لمنع هذا المخطط الخطير من جهة ومن جهة اخرى عدم الوقوع في المخطط والفتنة. وكذلك على الإعلام الحر والإعلام الوطني الشروع من اليوم بافشال هذا المخطط .وعلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة بصفتها هي المسؤولة عن حماية العراق والعراقيين بحكم تواجدها وبحكم اتفاقها مع الامم المتحدة حماية العراقيين بشكل عام وحماية الشيعة العراقيين العرب بشكل خاص ( عليها تنفيد البند الموجود في اتفاقية الاطار الاستراتيجي وهو حماية النظام العراقي وحماية العراق ضد اي دولة تخترق حدود العراق وتحاول فرض امر الواقع في العراق ) .
خامسا :
نطالب المجتمع الدولي بحظر جوي فوق المقدسات الشيعية في النجف وكربلاء والكوفة بسرعة .وايضا نطالب المجتمع الدولي بمراقبة المقدسات في كربلاء والنجف والكوفة من خلال الأقمار الاصطناعية والاستخبارية .
حمى الله العراق والعراقيين … وحمى الله مقدسات المسلمين من الاستهداف لاهداف سياسية وإجرامية !
سمير عبيد
٣ يناير ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • لمنع تكرار فاجعة الهارثة.. البصرة تباشر بإنشاء مدارس وجسور مشاة
  • حذاري من تكرار تفجير سامراء في النجف وكربلاء!
  • هجومان روعانها.. أميركا تهدد داعش “لا ملاذ آمناً على أرضنا”
  • جمعة يكشف السبب والحل للخوف والذعر الذي يُصيب الناس
  • 3 أعمال تبيض بها صحيفتك في شهر رجب يغفلها الكثيرون
  • قائد الثورة الاسلامية بايران يحذر يحذر دولا من مصير مثل سوريا
  • خامئني يحذر دولا من مصير مثل سوريا وعراقجي يؤكد استمرار المقاومة
  • باحثون يطورون علاجاً آمناً لتسكين الآلام
  • باحثون يطورون علاجا آمنا لتسكين الآلام
  • د. عبدالعظيم عوض يكتب: لا للرأي الآخر