رشيد جابر: لا أملك عصا سحرية وأحمل على عاتقي معول بناء المشروع !
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
أقر مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم رشيد بن جابر اليافعي بأنه لا يملك عصا سحرية لتغيير شكل وواقع أداء المنتخب الوطني خلال مدة وجيزة لا تتعدى شهرا ونصف، مبينا في الوقت عينه إلى أنه بأمس الحاجة لمساحة زمنية كافية من أجل تثبيت دعائم المشروع الفني الذي يعمل عليه راهنا وفق رؤية ومنهجية وفلسفة تدريبية واضحة على حد وصفه وتعبيره.
وقال اليافعي في تصريحات صحفية خاصة أدلى بها لـ"عمان" قبيل انطلاق الحصة التدريبية التي أجراها الأحمر مساء الخميس الماضي ضمن معسكره التحضيري الداخلي القصير الذي يختتم مساء الغد على أرضية استاد السيب الرياضي تأهبا للاستحقاقات الدولية المقبلة: لا يمكننا أن نقفز فوق الواقع الحالي خلال مدة لا تتجاوز شهرا نصف، فكما تعلمون أن تغيير هوية وفلسفة أداء المنتخب الوطني تتطلب مساحة زمنية كافية من الوقت والجهد والصبر، ونأمل أن تهب رياح التغيير خلال المرحلة القادمة بحيث ننجح في تأطير مساعينا الحثيثة والدؤوبة في إحداث ثورة تغيير عاصفة على صعيد أداء ونتائج المنتخب الوطني مقرونة بغرس هوية وفلسفة جلية المعالم وواضحة الأطر والأركان بما يخدم توجهاتنا في تطوير شكل وأسلوب الأداء مشفوعا باستراتيجية عمل واضحة مبنية على أسس وأطر سليمة.
وتابع اليافعي قائلا: نرغب في إرساء دعائم مشروع تقويم البناء في المنتخب الوطني ونحمل على عاتقنا معول البناء الذي يستهدف خلق هوية فنية جلية المعالم للأحمر في خضم تحضيراته للاستحقاقات الدولية القادمة بما فيها كأس أمم آسيا 2027 بالمملكة العربية السعودية، على اعتبار أن عقدي مع المنتخب الوطني يمتد لعامين، وهنا تكمن أهمية تكثيف العمل المضاعف والحرص على رفع وتيرة تحضيرات الأحمر للاستحقاقات الدولية القادمة.
وأردف اليافعي قائلا: سنعمل بكل ما أوتينا من جهد خلال أيام الفيفا الدولية لتطوير واقع منظومة العمل لدى المنتخب الوطني على كافة الأصعدة الفنية والبدنية والذهنية والمعنوية على النحو الذي يفضي لبلورة نتائج إيجابية، مستلهمين دوافع التغيير الجامحة التي نمني النفس في قطف ثمارها عاجلا غير آجل.
وعرج اليافعي إلى تبيان أهداف المعسكر الحالي للأحمر معللا إقامته بالقول: إن الهدف من إقامة المعسكر الحالي القصير لمنتخبنا الوطني هو منح الفرصة للوجوه الشابة الجديدة لإثبات قدراتها وإمكانياتها الفنية لاسيما وأنها لا تحظى بخوض دقائق لعب كافية مع أنديتها وأردت أن أقف على مستوياتهم وجاهزيتهم الفنية عن كثب وحرصت على إتاحة الفرصة لهم في المعسكر الحالي من أجل تفجير مواهبهم الإبداعية الكامنة، وصقلها من خلال المتابعة والتقييم مقرونة برصد الملاحظات الفنية التي تفضي إلى تطوير قدراتهم وإمكانياتهم على النحو الذي يشفع لهم استمرارية النسج على منوال الجهد والعطاء الغزير.
وأضاف: دون أدنى شك أردنا إفساح المجال لهذه الدماء الشابة من أجل مساعدتنا في النهوض بمشروع البناء والعمل التراكمي الذي انتهجناه مؤخرا باعتبارهم جزء لا يتجزأ من هذه المرحلة، لاسيما وأنهم يتمتعون بمؤهلات فنية جيدة لذا فإن انخراطهم في المعسكر الحالي واندماجهم في الحصص التدريبية اليومية رغم قصر مدته سيعزز من جوانب رفع منسوب الثقة لديهم وسيمنحهم مساحة كافية لخلق روح المنافسة الشريفة في المجموعة بحثا عن نيل شرف الدفاع عن ألوان الأحمر خلال الاستحقاقات الدولية المقبلة.
واستدرك مدرب منتخبنا الوطني قائلا: معظم هؤلاء اللاعبين هم نتاج منتخبات المراحل السنية التي سبق وأن مثلت الأحمر ودافعت عن لوائه أثناء تنقلها وتدرجها تصاعديا من فئة الناشئين مرورا بالشباب وانتهاء بالمنتخب الأولمبي، بيد أنهم لم تتسن لهم الفرصة للعب مع أنديتهم بشكل مستمر، لذا أردنا أن تتاح لهم هذه المساحة ليفجروا قدراتهم وإمكاناتهم من خلال المعسكر الحالي، علما بأننا قمنا باستدعاء عشرة لاعبين من قائمة منتخب الشباب الذي شارك مؤخرا في كأس أمم آسيا للشباب تحت إشراف المدرب الوطني أحمد بن مبارك الغيلاني.
واسترسل اليافعي بقوله: نود اكتشاف عناصر جديدة في خضم مراحل الإعداد الحالية التي تتصاعد حدتها ووتيرتها يوما تلو الآخر، وذلك بهدف خلق أجواء تنافسية شريفة بين أفراد المجموعة والسعي جاهدا لتقويم مراحل البناء في مشروعنا الفني الدؤوب الذي يستند ويرتكز على أسس وأدوات معينة تشفع لنا تحقيق أهدافنا المرسومة خلال المرحلة القادمة، وبطبيعة الحال فإن هذه الأسماء التي نعمل معها حاليا موجودة رسميا في قوائم الاتحاد العماني لكرة القدم باعتبارها تمثل مخرجات منتخبات المراحل السنية، والسواد الأعظم منهم يمثلون مواليد 2001 و2002 و2003، مما يعكس واقع رغباتنا وتطلعاتنا في ترميم عامل معدل أعمار اللاعبين المرتفع لدينا، ونأمل حقيقة أن تعصف بنا رياح التغيير إيجابا في هذا الجانب بهدف تجديد الحيوية في تشكيلة الأحمر وتطعيمه بعناصر جديدة تكفل له ديمومة العطاء واستمراريته ردحا كافيا من الزمن.
وأوضح اليافعي: هذا المعسكر كان مخططا له سلفا في برنامج الإعداد وعلى وجه التحديد قبل شهر من الآن، بمعنى أنه لم يكن وليد الصدفة وكما أسلفت الذكر نطمح ونتطلع من خلاله لاكتشاف عناصر جديدة ودمجها في روح المجموعة من منطلق حرصنا النابع على تكريس واقع التجديد والتطوير في فلسفة وهوية المنتخب الوطني بما ينسجم ويتفق مع أهمية الاستحقاقات الدولية القادمة.
وتعقيبا حول آمال وحظوظ منتخبنا الوطني فيما تبقى من سباق المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، قلل اليافعي من تأثير النتائج السابقة على آمال وحظوظ الأحمر رغم تأزم موقفه وتضاؤل حظوظه في منافسات المجموعة الثانية التي يحتل فيها راهنا المركز الرابع برصيد 6 نقاط معلقا بالقول: لا أتفق مع من يقول إن منتخبنا الوطني قد وضع آماله وحظوظه في الصعود للمونديال على شفا حفرة من الانهيار، بل على النقيض تماما أرى أن معادلة الصعود التاريخية للمونديال لا زالت قائمة بالرغم من صعوبة المأمورية واشتداد حمى المنافسة في المجموعة الثانية، وسنعمل بكل إخلاص وتفان لترجيح كفة الأحمر فيما تبقى من مشوار التصفيات المونديالية تحقيقا للهدف المنشود الذي نصبو إليه جميعا.
وأردف قائلا: بطبيعة الحال مباريات تصفيات كأس العالم تأخذ طابع الكر والفر ولكن نحن لسنا ببعيدين عن حسابات التأهل شريطة استجماع قوانا وإعادة ترتيب صفوفنا والعمل على تغليب روح المجموعة واستحضار أقصى درجات التركيز المقرونة بتلاحم وتضافر الجهود ورفع منسوب الحضور الذهني والبدني إبان المرحلة القادمة التي نمني النفس من خلالها في رفع زخم وتيرة تحضيراتنا العملية للاستحقاقات الدولية القادمة بما يوائم أهدافنا ومآربنا المشروعة.
واستدرك قائلا: تبقت 4 مباريات في قطار المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال تحمل بين طياتها 12 نقطة، لذا ننشد تغليب لغة الانتصارات تصحيحا للمسار ومصافحة أكف الحلم المونديالي المنشود، وذلك لن يؤتي أكله إلا بتوحيد جهود المنظومة واتساق رؤيتها وأهدافها بما يتوازى مع أهمية المرحلة القادمة ويواكب حاضر معطياتها ومتطلباتها الجوهرية الثمينة.
وزاد اليافعي: لا تزال أمامنا مساحة كافية للعمل ومن الضروري بمكان أن نستلهم دوافع حصد النقاط الكاملة خارج قواعدنا إذا ما أردنا أن نكون رقما صعبا خلال مشوارنا المتبقي من هذه التصفيات المونديالية، والأهم من ذلك الآن أن نعمل جاهدين لتصحيح الأخطاء التي وقعنا في مصيدتها خلال المباريات الست السابقة من منافسات المجموعة الثانية، وأن نستخلص العبر والدروس الفنية المستفادة منها بحثا عن تقويم المسار المتعرج ومعالجة مواطن الضعف ومكامن الخلل لدينا على النحو الذي يضمن لنا نفض غبار نتائجنا السلبية في هذه التصفيات وينهض بنا من جديد في سباق حسم التأهل التاريخي للمونديال.
وأضاف: لا شك أن مراحل بناء هوية وشخصية المنتخب الوطني بحاجة إلى عمل تراكمي وتسلسلي طويل لاسيما وأنها تمر بإصلاحات فنية جوهرية تتطلب قسطا وافرا من الجاهزية النموذجية على صعيد الحضور الذهني والبدني في آن واحد، لذا نمني النفس أن تنجح المجموعة الحالية من اللاعبين في الاندماج والانغماس والانصهار في بوتقة الجاهزية المثالية، وأن تتماشى مع أفكارنا ورؤانا وقناعاتنا وفقا لفلسفتنا ومنهجية عملنا القائمة على إضافة أسماء والنحت على صخر التطوير الذي ننشد غاياته ومآربه في المرحلة القادمة، لاسيما وأننا مقبلون على تحديات جمة على غرار بطولة كأس خليجي 26 بالكويت والمشوار المتبقي في خضم المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026، فضلا عن كأس العرب وبطولة غرب آسيا علاوة على نهائيات كأس أمم آسيا 2027 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأكمل اليافعي مساحة حديثه بالقول: نحن مقبلون على تحديات جسيمة خلال المرحلة القادمة أبرزها اضطلاعنا بمسؤوليات إحداث الإحلال والإبدال التدريجي في منتخبنا الوطني، إذ بات في حكم المؤكد أن تهب عواصف التغيير على بعض أفراد الحرس القديم في المنتخب الوطني نظرا لتقدمهم في عامل السن، وهذا هو الناتج الطبيعي لتجليات المشهد الكروي القادم لدينا، لذا نأمل أن يكون حضورنا بصورة ملفتة وبراقة تزامنا مع تبعات وتداعيات المرحلة القادمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدولیة القادمة المرحلة القادمة المنتخب الوطنی المعسکر الحالی منتخبنا الوطنی من خلال
إقرأ أيضاً:
سالم النجاشي: الأحمر قدم نسخة أداء مغايرة في كأس الخليج
أكد المدرب الوطني سالم بن سلطان النجاشي بأن منتخبنا الوطني كان خارج دائرة الترشيحات قبل بدء منافسات بطولة خليجي 26 بالكويت ولكن الزخم التفاؤلي ازداد مع توالي مباريات البطولة، مشددا بأن كاس الخليج تعتبر بمثابة البطولة المفضلة والمحببة لدى منتخبنا الوطني.
وقال النجاشي في تصريحات صحفية " لعمان ": المنتخب تغير بصورة لافتة رفقة المدرب رشيد جابر في بطولة كأس الخليج الحالية حيث استطاع أن يمتص غضب الجماهير ووسائل الاعلام المحلية، وقدم لنا نسخة أداء مغايرة عما شاهدناها في مباريات تصفيات كأس العالم، وقد تجلت عوامل الثقة المتبادلة بين الجهاز الفني واللاعبين في مباريات خليجي 26 مشفوعة بالرغبة وعدم الرهبة والجدية والحماس والإرادة الصلبة، وكل هذه العوامل الإيجابية توافرت لدى لاعبينا ليظهروا بالشكل المطلوب في منافسات البطولة.
وتابع: مباراتنا أمام السعودية كانت صعبة حيث واجهنا منتخبا كبيرا ومعروف على المستويين الإقليمي والقاري، وبالرغم من الظروف الصعبة ونقص اللاعبين إلا أننا استطعنا الخروج بنتيجة إيجابية، حيث افتقدنا لخدمات محمد المسلمي وأمجد الحارثي وصلاح اليحيائي وإبراهيم المخيني، ولكن بكل أمانة لم يشعرنا المنتخب الوطني بنقص اللاعبين حيث ظهرنا بشكل جيد ولعبنا ببدائل قوية ساعدتنا على حسم نتيجة الفوز والتأهل.
وأضاف: المنتخب السعودي مارس ضغطا كبيرا علينا ولكننا دخلنا في أجواء المباراة بعد عشرة دقائق من البداية، وكنا الأميز والأكثر تماسكا بفعل طريقة اللعب المثالية التي انتهجها المدرب رشيد جابر في التحرك بكرة وبدون كرة، والتي ساهمت في الحد من خطورة المنتخب السعودي حتى بعد طرد المنذر العلوي، متحكما بنسق وإيقاع اللعب.
وأردف قائلا: يحسب للمدرب رشيد جابر واللاعبين الهدوء والتركيز داخل أرضية الميدان والرغبة في تخطي عقبة المنتخب السعودي، وهنا لا بد من الإشادة باللحمة التي كانت بين اللاعبين والجهاز الفني والإداري للمنتخب الوطني دون إغفال دور جماهيرنا في المساندة والمؤازرة الحاشدة للاعبين في المدرجات.
وزاد: لعبنا على نقاط ضعف المنتخب السعودي وأبرزها اللعب على المساحات خلف متوسطي قلب الدفاع علي البليهي وحسان تمبكتي، حيث أجبرناهم على الضغط الهجومي مما أرغمهم على ارتكاب الأخطاء، لاسيما وأنه الخطوط الثلاثة لمنتخبنا الوطني كانت متقاربة بفضل الربط الجيد من قبل ثلاثي وسط الميدان حارب السعدي وعبدالله فواز وأرشد العلوي.
وأكمل النجاشي: فريقنا لعب ككتلة واحدة في الدفاع والهجوم بالاعتماد على تقارب الخطوط والميلان مع اتجاه الكرة، وخط دفاعنا لم يرتكب أي هفوة للأمانة ونتمنى أن نستمر على ذات النهج والمنوال في المباراة النهائية أمام البحرين.