كتب عمانية لمؤلفين مجهولين!
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
يخطَّ الناسخ الكتاب، وينشغل به أيامًا وليال طويلة، وحين ينتهي منه، يسهو أن يكتب عنوان الكتاب واسم مؤلفه، وقد يسهو أن يرسم «حَرْدَ المَتْن» في آخر مخطوطته، فتضيع بيانات الكتاب، وبعد سنين طويلة، يتناقله نسَّاخ آخرون، على أنه لمؤلف مجهول!.
وقد تسقط من المخطوط ورقته الأولى أو الأخيرة، فيضيع عنوان الكتاب، واسم المؤلف، واسم الناسخ، وتاريخ النسخ، واسم المنسوخ إليه، ويبقى المخطوط قرونًا من الزمان محفوظًا في الخزائن، ثم تأتي سنون يظهر فيها المخطوط من غياهب الفقدان، لكنه بلا بيانات تعرِّفُ به، فيبدو وكأنه كائن غريب بلا هوية.
وتحتفظ خزائن العلم، بمخطوطات كثيرة مفقودة العناوين، وبعضها لمؤلفين مجهولين، ضاعت أسماؤهم ضمن ما ضاع من ورقات سقطت من المخطوطات، أو بسبب نسيان الناسخ كتابة اسم مؤلف الكتاب، فيضيع جهد المؤلِّف الذي سهر الليالي في تدوينه وكتابته، بتساهل الناسخ وعدم اهتمامه.
وأكثر من مرة، حصلت على مخطوطات قرآنية بديعة الخط، لنسَّاخ مجهولين، بسبب ضياع الصفحات الأولى منها، فضاعت أسماء تلك الأقلام التي أبدعت في كتابة القرآن، وتاريخ الكتابة، ولو أن الفقيه الخطاط عبدالله بن بشير الحضرمي، كاتب «المصحف العُماني» الشامل للقراءات السَّبع، في مسجد «مُوَد» بنزوى، لم يخط اسمه في «حَرْدِ المَتن» نهاية المصحف، ولم يؤرِّخ لتاريخ الفراغ من كتابته: (يوم الأحد، لأربع ليال بقين من شهر ربيع الأول، سنة سبع سنين، وخمسين سنة، ومائة سنة، وألف سنة: (ربيع الأول، 1157هـ)، أي قبل 289 سنة هجرية، لضاعت بيانات المصحف، ولما أمكن المطالبة بتسجيله في «برنامج سجل ذاكرة العالم» بمنظمة «اليونسكو»، وعسى أن تنجح محاولات فريق العمل الوطني لسجل ذاكرة العالم في إدراجه، مثلما نجحت سابقًا في تسجيل المخطوط العماني «معدن الأسرار في علم البحار»، للنوخذة: ناصر بن علي بن ناصر الخضوري (ت: 1962م)، فأصبح أهم مخطوط عماني وعالمي في علم البحار والمرشدات البحرية.
وقبل سنوات، انشغلنا برسالة علمية، قدمها الباحث البحريني د. أحمد العبيدلي حول كتاب «كشف الغمة»، واضعًا لرسالته الماجستير التي قدمها للمعهد العالي للدراسات الإسلامية ببيروت، عام 1984م، عنوان: «كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة لمصنِّف مجهول»، ورغم اجتهاد الباحث آنذاك الوقت، ومحاولته الحصول على نسخة موقعة باسم المؤلف، لكتاب يعد من عيون كتب التاريخ العماني، إلا أنه خلال فترة دراسته، لم يتوصَّل إلى تلك النسخة، حتى ظهرت بعد حين مخطوطة مكتملة، أثبتت أن مؤلفها هو سرحان بن سعيد الأزكوي، كتبه حوالي سنة 1728م، وبسبب ندرة النسخ الكاملة للمخطوطة، كاد أن يضيع اسم مؤلف الكتاب إلى الأبد، حتى صدر مطبوعًا عام 2006م، بتحقيق ودراسة د. حسن النابودة، ثم صدر عام 2012م، بتحقيق وتقديم أ.د. محمد حبيب صالح، ود. محمود بن مبارك السليمي.
هذه التقديم يدفعني أن أكتب عن كتب عمانية «معلومة» لمؤلفين مجهولين، معلومة بعد النشر والتحقيق، صدرت لمؤلفين مجهولين، ومن أين للمحقق أن يأتي باسم المؤلف، إن كان قد ضاع، أو ضمَّها مجموع من المخطوطات، ليس فيه أي ذكر لاسم المؤلف، وقد أتحفنا «مركز ذاكرة عمان» بنشر أربعة إصدارات، صغيرة في حجمها، وقيِّمة في مضمونها، لمؤلفين مجهولين، لم يتوصَّل المحقق إلى معرفتهم، ولأهمية هذه الكتب فقد صدرت مطبوعة تحت عنوان: «سلسلة تراثنا المفقود»، و«أشتات مؤتلفات»، فإن ضاع اسم المؤلف، فلا ينبغي أن يضيع جهده، ولا يضيع ما أملته ذاكرته وخطته يده، أو ما أملاه الناسخ منه، أو نقله من كتاب المؤلف الأول، لربما بعد النشر يأتي يوم تصبح فيه معلومة المؤلِّف، وحين بحثت في مكتبتي وجدت في متناول اليد هذه كتب، وهي بالأحرى رسائل لعلماء وفقهاء عمانيين، كُتبَتْ بين القرون الهجرية؛ الرابع والتاسع والعاشر والحادي عشر، بقيت هذه النصوص في خزائن العلم، متوارثة بين الأجيال.
* «شرح قصيدة أبي المؤثر الصَّلت بن خميس الخروصي البهلوي»، أحد علماء القرن الثالث الهجري، له قصيدة في علم التوحيد الإسلامي، ولها شرح لمؤلف مجهول، اعتنت بجمعه وترتيبه الباحثة شمسة بنت عبدالله الحوسنية، وصدرت بمراجعة فهد بن علي السَّعدي، عن مركز ذاكرة عمان، 2015م. تؤكد الباحثة في تقديمها، أن الشرح لا يبعد أن يكون لناظم القصيدة، كما لم يرد للشرح عنوانًا، إذ لم يعتن العلماء في تلك المرحلة كما تقول الباحثة، بوضع عناوين لمؤلفاتهم.
يتميز الشرح بغزارة مادته العلمية، واستدلاله بكتاب الله، ومنطق العقل السليم، تبدأ القصيدة بهذا البيت: (هُمُ وَصَفُوا رَبِّي بغيرِ صِفاتِهِ .. وَذا غَضَبٌ يَحْمِي وَيَضْحَى ويَعْرِقُ)، تقع في 24 بيتًا، أما الرِّسالة فقد صدرت في 48 صفحة، وبرأيي أنَّ الشرح ذاته بحاجة إلى شرح جديد، ينير لغته الغامضة، المكتوبة قبل أكثر من ألف عام، وهي لغة عصية على الفهم، فيكون هذا النص نواة لعمل بحثي جديد.
* «رسالة في معرفةِ أهل العِلم وكُناهم وبلدانِهم وقراهُم»: صدرت ضمن عنوان «أشتات مؤتلفات»، من ذخائر التراث العماني، ضبط النص الباحث سلطان بن مبارك الشيباني، لمؤلف مجهول في القرن التاسع الهجري أو قبله بقليل، يفصِّل الباحث في تقديمه للكتاب، علاقته بنص الرسالة، مؤكِّدا أنها تعني الكثير للمشتغلين بعلم التراجم العمانية، فهم يدركون أنَّ عشرة قرون من تاريخ عمان مضت - والحديث للشيباني – دون أن يؤثَر فيها كتاب واحد، في سِيَر أهلها أو تراجمهم، حتى أتى العلامة محمد بن عبدالله بن مدَّاد الناعبي (ت: 917هـ)، فقطع الصَّمت المطبق، بتأليف كتاب يُعَدُّ فتحًا في بابه، وهو سيرته الموسومة بـ«صفة نسب العلماء»، ثم تكاثرت على الباحث نسخ أخرى، ومما صادفه في هذا المشوار: ورقتان ضمن مجموع، من نفائس مكتبة الشيخ مالك بن محمد العبري بمحافظة مسقط، الغنية بنوادر المخطوطات، كُتِبَ المجموع بخط جميل، لكن الناسخ أغفل ذكره اسمه!، وفي تقديم الباحث تفاصيل كثيرة، تؤكد في مجملها أنَّ الرِّسالة لمؤلف مجهول، وتتضمن سيرة تعريفية مختصرة لخمسة وستين شخصية عمانية.
* «رسالة في معرفة كتب أهل عُمان»: لمؤلف مجهول من القرن العاشر الهجري أو بعده بقليل، اعتنى بها تقديمًا وتحقيقًا سلطان بن مبارك الشيباني، وصدرت عام 2014م في 56 صفحة، ضمن سلسلة «أشتات مؤتلفات»، من ذخائر التراث العماني، يؤكد الباحث أنَّ الرسالة ذات شأن كبير من جانبين، أولهما ندرة ما أُلِّف في فنها في التراث العُماني، وربما تكون الأقدم تاريخيًا، وثانيهما أنَّ النديم في كتابه «الفهرس» وحاجي خليفة في «كشف الظنون» وغيرهما، لم يذكروا مِعْشار ما قيَّدته هذه الرِّسالة من أسامي الكتب العُمانية.
تتضمن الرسالة سرد عناوين 85 كتابًا عمانيًا، مع توثيق أسماء مؤلفيها، مُفتَتِحًا المؤلف المجهول رسالته بهذه الجملة: (وَجَدتُ عدد كتب أهل عُمان ثلاثمئة وستة عشر كتابًا، والله أعلم، لعله غير المناثِر والأرَاجيز والسِّير)، ثم يشرع في تفصيل ذلك، ولكن لا يبلغ هذا العدد الذي ذكره المؤلف في التقديم، ثم يسرد أسماء الفقهاء من ذوي العاهات، كالصُّم والعُمْي.
* «الإيضاح في ما أودع الله من الحِكمَة في النجوم والرِّياح»: رسالة لمؤلف مجهول في القرن الحادي عشر الهجري، تقع في 39 صفحة، صدرت عن ذاكرة عمان، ضبط نصها سلطان بن مبارك الشيباني، نسخة فريدة، تمثل إضافة لعلم الظواهر المناخية، أو «علم الأنواء»، تتناول الغلاف الجوي، وعناصر المناخ، يقول الشيباني في تقديمه للنص: إن الكتيِّب من مصنفات أواخر القرن الحادي عشر الهجري، في العهد الأول من دولة اليعاربة، وقد بخل علينا مؤلفه باسمه، على الرغم مما في الكتاب من سهولة العبارة وحسن التنظيم، ويشير الباحث أنَّ المؤلف نَصَّ على تأليفه في صفر من سنة 1089هـ، ورصد ما وقع قبل هذه السنة من ظواهر طبيعية في عمان.
إن الحديث عن الكتب مجهولة المؤلف، أكثر من أن تحصرها مقالة، وتسليط الضوء عليها قد يكشف عن كتب أخرى، وما يزال طريق جمع «أشتات مؤلفات» شاق وطويل، ويزداد صعوبة كلما تم الكشف عن مخطوط جديد، يمثل فتحًا في هذا العِلْم المهم والملهم، علم المخطوطات بتعدد تخصصاته، والذي لولاه لضاعت نفائس التراث الثقافي والفكري.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بن مبارک ف مجهول کتاب ا
إقرأ أيضاً:
كلاكيت خامس مرة.. ياسمين الخطيب تدخل عش الزوجية بشكل سري|والعريس مجهول
فاجئت الإعلامية ياسمين الخطيب متابعيها بزواجها للمرة الخامسة حيث نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك صورة تجمعها بزوجها الذي اختارت اخفاء هويته، وذلك من أمام برج إيفيل بفرنسا.
ومازالت هوية من معها في الصورة مجهولة حتى الآن حيث اكتفت بهذه الصورة فقط للإعلان عن هذا الحدث دون إضافة أي تفاصيل أخرى أو الإشارة إلى أحد ، وبالفعل أثار هذا الخبر الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،وهل زوجها فنان أو إعلامي مشهور أم من خارج الوسط الفني والإعلامي .
زيجات ياسمين الخطيبولعل أكثر ما أثار الجدب هو عدد زيجاتها الذي وص للـ 5 حيث تزوجت المرة الأولى من المستشار أحمد جلال إبراهيم القاضي، وأنجبت منه طفلين هما "أدهم، وجلال"، لكنهما انفصلا بعد 6 سنوات.
والزيجة الثانية كانت من قاض، لكنها لم تكشف عن اسمه أو هويته، واستمر زواجهما 3 سنوات.
وفي وقت سابق وفق تصريحات إعلامية لياسمين الخطيب كانت أعلنت عن زواجها من المخرج خالد يوسف سرًا وذلك عقب انتشار صورة تجمعهما ، مما دفع الكتابة ياسمين الخطيب لإعلان طبيعة علاقتها بالمخرج.
وقالت: "لقد أعلنت انفصالي عن خالد يوسف في مارس 2017، الناس كانت تعلم من الذي كنت متزوجة منه، ولكن الناس تفاجأت بالصورة التي تسربت لي مع خالد يوسف، فكان لابد أن أوضح طبيعة علاقتي به".
وأضافت، أن زواجها من المخرج خالد يوسف لعنة تطاردها في حياتها وهي فترة غير معتزة بها في حياتها، موضحة أن الطلاق حدث قبل تسريب الصورة التي تجمعهما معا والتي أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل.
وكان زواجها الرابع من على رجل الأعمال رمضان حسني الذي أقيم في أحد فنادق القاهرة الكبرة وتم عقد القران على يد مأذونة.
من هي ياسمين الخطيبولدت ياسمين سيد عبد اللطيف الخطيب في عام 1981 بالقاهرة لأب مصري، وأم تركية لبنانية، والدها الناشر سيد الخطيب، وجدها المفكر عبد اللطيف ابن الخطيب مؤسس أكبر مطبعة في مصر والشرق الأوسط في الأربعينات "المطبعة المصرية" ، ومؤلف كتاب "الفرقان" الذي أثار ضجة كبيرة.
بدأت كتابة المقالات عام 2010، وكان مقالها الأول عن أوجه التشابه بين نشأة الأحزاب الشيوعية في مصر ونشأة الدولة القرمطية، لتنتظم بعد ذلك في كتابة المقالات الأسبوعية في الشأن السياسي والتشكيلي والعام، وكتبت في معظم الصحف المصرية.
أصدرت العديد من الكتب كان أولها كان كتاب "التاريخ الدموي"، الذي تناولت فيه 5 فرق خرجت من عباءة الإسلام، ثم كتاب "قليل البخت يلاقي الدقن في الثورة"، ثم كتاب "كنت في رابعة" الذي سردت به تفاصيل مغامرتها متخفية بالنقاب في اعتصام رابعة العدوية قبل فضه، وأخيرا كتاب "ولاد المرة" الذي تضمن مقالات سياسية ونسوية، وتسبب عنوانه في ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأت العمل الإعلامي بأحد برامج قناة روتانا مصرية من خلال فقرة ثقافية عن أهم الكتب والجوائز الأدبية، ثم شاركت الإعلامي تامر أمين لمدة عام ونصف، تقديم حلقة أسبوعية من برنامجه السابق "من الآخر"، وكانت مخصصة للحديث عن المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأسرة المصرية.