بوابة الوفد:
2025-03-23@00:16:53 GMT

عالم أزهري يرد على من يكتفي بالقرآن ويترك السنة

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

في إطار الجدل المتصاعد حول الموقف من السنة النبوية الشريفة، قال الدكتور مختار مرزوق عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر أنه يبرز بعض الأفراد الذين يدعون إلى الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط، مستغنين عن السنة النبوية بحجة أنها غير ضرورية، وهذا الطرح لا يختلف كثيرًا عن ما سعى العديد من العلماء والمفكرين الإسلاميين إلى الرد عليه، وفي هذا الصدد، نستعرض بعض النقاط التي وضحها مرزوق وقد تجيب على هذه الرؤية، مستندين إلى ما ذكره العالم الجليل، الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله.

القرآن والسنة: توأمان لا ينفصلان

يقول الدكتور الذهبي: "إن النظر في القرآن الكريم والسنة النبوية يظهر بجلاء أن وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم هي بيان وتوضيح كتاب الله". بمعنى أن القرآن الكريم ليس سوى كتاب شامل يُظهر المبادئ الأساسية، بينما جاءت السنة لتشرح وتوضح هذه المبادئ بشكل عملي. ومن المعروف أن السنة النبوية هي التي فصلت الكثير من الأحكام التي جاءت مجملة في القرآن الكريم.

دور السنة في بيان القرآن

القرآن الكريم نفسه يشير إلى ضرورة شرح السنة لما في الكتاب، حيث يقول الله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" (النحل: 44). هذا التوجيه القرآني بديهي في فهم العلاقة بين القرآن والسنة، إذ أن السنة هي المصدر الذي يبين ويشرح ويضيف التفاصيل التي قد تكون غائبة أو غير واضحة في النصوص القرآنية.

وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود، قال: "ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه"، وفي هذا إشارة واضحة إلى أن السنة ليست مجرد تفسيرات بشرية، بل هي وحي من عند الله تعالى، ومكملة لما جاء في القرآن الكريم.

السنة هي الوضوح في التفاصيل

بعض القائلين بالاكتفاء بالقرآن الكريم يجهلون أو يتجاهلون أن السنة تشرح وتفصل ما جاء في القرآن. فمثلاً، في موضوع الصلاة، لا يذكر القرآن في تفصيله طريقة أداء الصلاة، ولا عدد ركعاتها. إلا أن السنة، من خلال الأحاديث الصحيحة، جاءت لتوضح كيفية الصلاة وعدد ركعاتها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي". وهو حديث يبيّن أن التفسير العملي لما جاء في القرآن يأتي من السنة.

السنة وتفسير آيات القرآن

أحد أوجه التفسير المشترك بين القرآن والسنة يتعلق بتفسير ما هو مجمل أو مبهم في النصوص القرآنية. على سبيل المثال، قوله تعالى: "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" (البقرة: 187)، بيّنته السنة النبوية بوضوح من خلال الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوضح المقصود بذلك. في هذا الصدد، يرى العلماء أن السنة تقوم بدور التوضيح والتفسير لما قد يكون غامضًا في القرآن الكريم.

تحذير النبي من إهمال السنة

في حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يوشك أن يطأ رجل منكم أريكته، فيقول عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فاحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه"، وهو حديث يحذر من فكرة الإعراض عن السنة، ويشدد على أن تفعيل القرآن الكريم لا يكون إلا من خلال السنة التي هي المصدر التفسير والتطبيق العملي لما ورد في القرآن.

 

في خضم هذه النقاشات حول سنة النبي الكريم والقرآن، فإن الدكتور الذهبي رحمه الله يقدم تفسيرًا بالغ الأهمية: إن السنة ليست مجرد إضافة أو تأكيد على ما جاء في القرآن، بل هي جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية التي تكمل ما بدأه القرآن، وتشرح كيف نطبق تعاليمه في حياتنا اليومية. من هنا، يصبح من غير الممكن تجاهل السنة النبوية أو التقليل من أهميتها، فهي الأساس في فهم القرآن وتطبيقه بشكل صحيح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السنة القرآن القرآن والسنة تفسير آيات القرآن النبي إهمال السن صلى الله علیه وسلم فی القرآن الکریم السنة النبویة أن السنة

إقرأ أيضاً:

مفتي الديار المصرية ومحافظ الإسماعيلية يشهدا حفل تكريم الفائزين بمسابقة جسور المحبة للقرآن الكريم

بحضور فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، شهد اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية مساء اليوم، حفل تكريم الفائزين بمسابقة جسور المحبة للقرآن الكريم والتي نظمتها مبادرة جسور.

بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم قدمها القارئ الطالب/ محمود وائل سعيد، تلاها تقديم أنشودة (مولاي) للطالب أسامة خالد، والتي حازت على إعجاب الحضور.

وألقى فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لكل من كان سببًا في هذا اللقاء المُبارك ومع هذا الجمع المُبارك وفي هذا الحدث المُبارك، كما توجه بشكرٍ خاص لأسرة محافظة الإسماعيلية وعلى رأسها اللواء أكرم جلال والحضور الكريم كلًا باسمه وصفته.

كما تحدث عن فضل القرآن الكريم ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، فما زال القرآن الكريم على مر العصور يؤكد على تفرده، حيث تكفل الله بحفظه ووقايته، فقال تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، فلقد حفظت ألفاظه من التحريف ومعانيه من التبديل، وختامًا فإن الأمة التي تريد العلو فعليها أن تعمل على صناعة الأجيال ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التمسك بنور ربها، وبالقرآن الكريم الذي يعدُّ من أعظم المعجزات التي تحدت الفصحاء والبلغاء وعجزوا عن الإتيان بمثله، كما أن القرآن الكريم لم يكن مجرد نصوص تتلى بل هو نبض دروبنا، فحيا الله الوجوه التي جاءت حبًا لهذا الكتاب المبارك.

وخلال كلمته، أعرب محافظ الإسماعيلية عن سعادته بمشاركته اليوم هذه الاحتفالية المباركة لتكريم حفظة القرآن الكريم، والتي تأتي برعاية مبادرة جسور والتي توافق شهر رمضان المعظم.

مضيفًا، اليوم نرى أمامنا خير أبناء هذه الأمة الذين أقبلوا على كتاب الله حفظًا وفهمًا فاستحقوا هذا التكريم المبارك بحضور فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية.

وأشاد محافظ الإسماعيلية بمبادرة جسور والتي نظمت هذه المسابقة ولجهودها الحثيثة وإيمانها العميق بدور حفظة القرآن الكريم في بناء مجتمع قائم على الأخلاق والاعتدال والمعرفة، فالقرآن الكريم هو الجسر الذي يربط بين الفرد وخالقه وهو النبراس الذي يضيء طريقنا نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وسلامًا.

مؤكدًا أن دعمنا لحفظة القرآن الكريم اليوم هو استثمار في مستقبل مشرق لأنهم ليسوا فقط حفظة لكتاب الله بل هم حملة رسالة السلام والمحبة والتسامح التي يحملها القرآن الكريم.

واختتم محافظ الإسماعيلية كلمته بالتوجه بخالص الشكر والتقدير لتشريف فضيلة مفتي الديار المصرية بالحضور وتقديم خالص الشكر والتقدير لمبادرة جسور ولكل من ساهم في إنجاح هذه الاحتفالية، داعيًا المولى أن يبارك في جهود كل من سعى لتعليم أبنائنا وبناتنا الحافظين لكتابه الكريم، وأن يحفظ الله بلادنا وأوطاننا من كل مكروه وسوء.

وقام الدكتور محمود حمزة باستعراض تفاصيل ومراحل مسابقة جسور المحبة والتي تنقسم ألى ثلاث مستويات، وقام بالتحكيم فيه لجنة متخصصة من علماء الأزهر الشريف والمحكمين المعتمدين برئاسة فضيلة الشيخ سيد هارون.

وكانت مبادرة جسور قد أطلقت مسابقة تحت رعاية محافظ الإسماعيلية بعنوان جسور المحبة بالتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم.

وتأتي المسابقة في إطار تشجيع الطلاب على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وتعزيز القيم الدينية والروحية بين الشباب، وذلك تأكيدًا للجهود التي تبذلها مبادرة جسور لدعم التعليم بالمدارس ودعم الأنشطة المختلفة.

تلا ذلك تكريم قيادات التربية والتعليم والأزهر الشريف والأوقاف من محافظ الإسماعيلية وفضيلة مفتي الديار المصرية، على جهدهم الدائم في دعم وتنسيق فعاليات مبادرة جسور على أرض محافظة الإسماعيلية.

وفي أجواء طيبة قام محافظ الإسماعيلية ومفتي الديار المصرية بتكريم الفائزين بالمستويات الثلاث بالمسابقة، وتقديم التهنئة لهم وحثهم على مزيد من التقدم والنجاح متمنين لهم دوام التوفيق.

حيث فاز بالمستوى الأول من طلبة المعاهد الأزهرية، المركز الأول فاز الطالب محمد أبومدين أحمد، معهد محمد جبر إدارة التل الكبير، وبالمركز الثاني تبيان سعيد أحمد معهد ف آل نوح، إدارة الإسماعيلية، وبالمركز الثالث نور أحمد محمد عطية معهد ف التل الكبير ع/ث إدارة التل الكبير.

وفاز بالثلاث مراكز الأولى بالمستوي الثانى: المركز الأول رحمة علي محمد علي، مدرسة مصطفى كامل ب إدارة جنوب، وبالمركز الثاني مريم محمود عبد الستار، مدرسة مصطفى الخياط الرسمية ب، إدارة شمال، وفاز بالمركز الثالث منة أحمد السيد محمد، مدرسة الشهيد إبراهيم عبد الحليم ع، إدارة جنوب.

كما فاز بالمستوى الثالث: المركز الأول عبد الله محمد عبد الله محمد، مدرسة سعد زغلول ع بنين، إدارة فايد، وبالمركز الثاني محمد عبد الرحمن محمد، مدرسة الشهيد محمد عبد الرحمن ب، إدارة جنوب، وفاز بالمركز الثالث يوسف حسين فراج، مدرسة أحمد زويل الرسمية لغات ب، إدارة القنطرة شرق.

وحرص محافظ الإسماعيلية وفضيلة المفتي على التقاط الصور التذكارية مع الفائزين من حفظة القرآن الكريم مثنيين على الحفل والقائمين على تنفيذ هذه الفعالية وموجهين الشكر لأولياء الأمور والمعلمين الذين لم يدخروا جهدًا نحو دعم وتعليم أبنائهم.

مقالات مشابهة

  • مفتي الديار المصرية ومحافظ الإسماعيلية يشهدا حفل تكريم الفائزين بمسابقة جسور المحبة للقرآن الكريم
  • بالقرآن الكريم.. دعاء يوم 22 من شهر رمضان المبارك 2025
  • المفتي يوجه رسالة لمن يدَّعي التمسك بالقرآن الكريم ويرفض السنة
  • حسام موافي: العبودية لله وحده.. وهذا سر تكرارها في القرآن الكريم
  • دعاء ختم القرآن الكريم مكتوب.. أجمل الأدعية المأثورة عن النبي
  • خالد القاضي مُمثلاً عن مصر في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بجدة
  • دعاء ختم القرآن الكريم.. اللهم اجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا
  • مفتي الجمهورية: خلق الحِلْم من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث عليها النبي الكريم
  • وزير الأوقاف: أختلف مع تفسير الشيخ الشعراوي في توضيح الفرق بين السنة والعام بالقرآن
  • بالقرآن الكريم.. دعاء اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك 2025