بوابة الوفد:
2025-01-18@04:23:10 GMT

عالم أزهري يرد على من يكتفي بالقرآن ويترك السنة

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

في إطار الجدل المتصاعد حول الموقف من السنة النبوية الشريفة، قال الدكتور مختار مرزوق عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر أنه يبرز بعض الأفراد الذين يدعون إلى الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط، مستغنين عن السنة النبوية بحجة أنها غير ضرورية، وهذا الطرح لا يختلف كثيرًا عن ما سعى العديد من العلماء والمفكرين الإسلاميين إلى الرد عليه، وفي هذا الصدد، نستعرض بعض النقاط التي وضحها مرزوق وقد تجيب على هذه الرؤية، مستندين إلى ما ذكره العالم الجليل، الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله.

القرآن والسنة: توأمان لا ينفصلان

يقول الدكتور الذهبي: "إن النظر في القرآن الكريم والسنة النبوية يظهر بجلاء أن وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم هي بيان وتوضيح كتاب الله". بمعنى أن القرآن الكريم ليس سوى كتاب شامل يُظهر المبادئ الأساسية، بينما جاءت السنة لتشرح وتوضح هذه المبادئ بشكل عملي. ومن المعروف أن السنة النبوية هي التي فصلت الكثير من الأحكام التي جاءت مجملة في القرآن الكريم.

دور السنة في بيان القرآن

القرآن الكريم نفسه يشير إلى ضرورة شرح السنة لما في الكتاب، حيث يقول الله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" (النحل: 44). هذا التوجيه القرآني بديهي في فهم العلاقة بين القرآن والسنة، إذ أن السنة هي المصدر الذي يبين ويشرح ويضيف التفاصيل التي قد تكون غائبة أو غير واضحة في النصوص القرآنية.

وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود، قال: "ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه"، وفي هذا إشارة واضحة إلى أن السنة ليست مجرد تفسيرات بشرية، بل هي وحي من عند الله تعالى، ومكملة لما جاء في القرآن الكريم.

السنة هي الوضوح في التفاصيل

بعض القائلين بالاكتفاء بالقرآن الكريم يجهلون أو يتجاهلون أن السنة تشرح وتفصل ما جاء في القرآن. فمثلاً، في موضوع الصلاة، لا يذكر القرآن في تفصيله طريقة أداء الصلاة، ولا عدد ركعاتها. إلا أن السنة، من خلال الأحاديث الصحيحة، جاءت لتوضح كيفية الصلاة وعدد ركعاتها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي". وهو حديث يبيّن أن التفسير العملي لما جاء في القرآن يأتي من السنة.

السنة وتفسير آيات القرآن

أحد أوجه التفسير المشترك بين القرآن والسنة يتعلق بتفسير ما هو مجمل أو مبهم في النصوص القرآنية. على سبيل المثال، قوله تعالى: "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" (البقرة: 187)، بيّنته السنة النبوية بوضوح من خلال الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوضح المقصود بذلك. في هذا الصدد، يرى العلماء أن السنة تقوم بدور التوضيح والتفسير لما قد يكون غامضًا في القرآن الكريم.

تحذير النبي من إهمال السنة

في حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يوشك أن يطأ رجل منكم أريكته، فيقول عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فاحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه"، وهو حديث يحذر من فكرة الإعراض عن السنة، ويشدد على أن تفعيل القرآن الكريم لا يكون إلا من خلال السنة التي هي المصدر التفسير والتطبيق العملي لما ورد في القرآن.

 

في خضم هذه النقاشات حول سنة النبي الكريم والقرآن، فإن الدكتور الذهبي رحمه الله يقدم تفسيرًا بالغ الأهمية: إن السنة ليست مجرد إضافة أو تأكيد على ما جاء في القرآن، بل هي جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية التي تكمل ما بدأه القرآن، وتشرح كيف نطبق تعاليمه في حياتنا اليومية. من هنا، يصبح من غير الممكن تجاهل السنة النبوية أو التقليل من أهميتها، فهي الأساس في فهم القرآن وتطبيقه بشكل صحيح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السنة القرآن القرآن والسنة تفسير آيات القرآن النبي إهمال السن صلى الله علیه وسلم فی القرآن الکریم السنة النبویة أن السنة

إقرأ أيضاً:

أيهما أفضل يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل ؟

قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن قيام الليل والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الجمعة من أفضل الأعمال، فأيهما أفضل؟

أيهما أفضل يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل ؟

وأضاف عاشور، خلال لقائه ببرنامج "دقيقة فقهية"، في إجابته عن سؤال «أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لنا وظائف الأوقات، أي أنه قال فى وقت الصلاة علينا أن نركع ونسجد ونقوم ولا نقرأ القرآن إلا في حال القيام فقط وهو الذى بين لنا هذا، كذلك بين لنا أن الاستغفار أولى في الثلث الأخير من الليل بدلا من قراءة القرآن.

وأشار إلى أن الأوقات التي بين لنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمالا محددة لها فضائلها وعلينا أن نلتزم بها لنأخذ هذا الثواب، ثم بعد ذلك نقرأ القرآن في أي وقت، مُشيرًا إلى أن الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي الأفضل في يوم الجمعة من قراءة القرآن.

كيفية صلاة قيام الليل


الأفضل في صلاة الليل أن تكون مثنى مثنى، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خَشي أحدُكمُ الصُّبح، صلَّى ركعةً واحدةً تُوترُ له ما قد صلَّى وأقل الوتر ركعة واحدة يصليها بعد صلاة العشاء، فإن أوتر بثلاث ركعات فالأفضل أن يسلّم بعد الركعتين ويأتي بواحدة، وإن أوتر بخمسة فيسلم بعد كل ركعتين ومن ثمّ يأتي بركعة واحدة، ويراعي في صلاته الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، فيخشع في صلاته ولا يتعجل فيها، فأن يصلي عددًا قليلًا من الركعات بخشوعٍ وطمأنينةٍ؛ خيرٌ له مما هو أكثر بلا خشوع.

ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل


يقوم المسلم بأداء ركعتين ركعتين، والمقصود أن يسلّم بعد كلّ ركعتين يؤدّيهما، ثمّ يؤدّي الوتر، وذلك اقتداءً بفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قيامه، وإن خاف المسلم أن يدرك صلاة الصّبح وهو لم يوتر بعد فيجوز له أن يوتر بركعةٍ واحدةٍ، يتلو فيها بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص، ثمّ يدعو دعاء القنوت.

وصلاة قيام اللّيل تكون في أوّل اللّيل، أو أوسطه، أو آخره، لكن في الآخر أفضل، وهو الثّلث الأخير، وعددها من حيث الأفضل أن تصلّى إحدى عشر ركعة، أو ثلاثة عشر ركعة، ومن السّنة أن يقوم المسلم بترتيل الآيات الكريمة عند القراءة، وقراءة ما تيسرّ له من القرآن الكريم، ومن المستحبّ عند القراءة أن يستعيذ بالله عند قراءة الآيات التي فيها وعيد، وأن يسأل الله الرحمة عند الآيات التي فيها رحمة، وأن يسبّح حينما تمرّ به آية تسبيح، وأن يطمئنّ في صلاته، ويخشع في ركوعه وسجوده.

والوتر إما أن يكون ركعةً واحدةً، أو ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا، أو تسعًا، فعدد ركعات الوتر فرديّة، وقد رُوي عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّه قال: « الوترُ حقٌّ، فمن شاءَ أوترَ بخمسٍ، ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ، ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ».

مقالات مشابهة

  • حميد النعيمي: قراء القرآن الكريم سفراء رسالة الإسلام السامية
  • عالم أزهري: عمليات التجميل جائزة بشرط (فيديو)
  • دعاء النبي قبل النوم .. ردد هذه الأدعية النبوية للحفظ من كل مكروه
  • عالم أزهري: التجميل في الإسلام تحسين المظهر بشرط ألا يؤدي إلى ضرر
  • أحمد نعينع يفتتح شعائر صلاة الجمعة بتلاوة القرآن الكريم من مسجد مصر الكبير
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • عالم أزهري: الأوراد في التصوف طريق للتقرب إلى الله
  • أهم صفات العارفين بالله .. عالم أزهري يحددها
  • أيهما أفضل يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل ؟
  • علي جمعة: القرآن الكريم أثبت نورانية النبي