عربي21:
2025-02-02@12:44:21 GMT

وقفة مع التقرير الأخير لديوان المحاسبة الليبي

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

صدر تقرير  ديوان المحاسبة الليبي عن العام 2023م، وصار مألوفا أن يتأخر صدور التقرير نحو عام عن الموعد الصحيح، وتتعدد المبررات لتفسير دواعي التأخير، إلا أن السياسة حاضرة بشكل ما، وفي ظل الظروف الراهنة كل شي محتمل لتبرير التعثر والتقصير وحتى الانحراف.

التقرير جاء في نحو 580 صفحة، وغطى مختلف القطاعات والمؤسسات العامة، تلك التي تخضع لسلطة حكومة الوحدة الوطنية، وخلا التقرير من أي بيانات عن الحكومة التابعة لمجلس النواب وما يتبعها من أجسام.



ويعكس التقرير حجم الفساد ومدى الهدر في المال العام والتسيب في الإدارة والأداء الوظيفي في جل المؤسسات العامة، حتى صارت الوقائع التي تضمنها التقرير، وهي بالمئات، محل تندر النشطاء والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحضر السخط والغضب في كتابات أغلب من علقوا على مضامين تقرير الديوان في مقالاتهم أو مشاركتهم على القنوات الفضائية.

ومن اللافت أن البيانات المتعلقة بالمالية العامة للدولة أظهرت فروقا كبيرة في رصدها بين المؤسسات السيادية المعنية بإدارة الإيرادات والنفقات، فحجم الإيرادات العامة العام 2023م بلغت، وفقا لتقرير الديوان، ما يزيد عن 176 مليار دينار، فيما أثبتها تقرير المصرف المركزي في نهاية نفس السنة عند 126 مليار تقريبا، وبفارق بلغ نحو 50 مليار دينار.

الارتباط بين الفساد والفوضى السياسية وترهل وهزال الدولة ومؤسساتها مؤكد، لكنه لا ينبغي أن يكون مبررا للقبول به والسكوت عنه، وينبغي أن تتطور بدائل وأدوات التصدي له عبر تفعيل كا ما هو ممكن من قوانين ونظم وإجراءات وأداوت.الهوة ظهرت أيضا بين حجم الإنفاق العام الذي قدره ديوان المحاسبة بنحو 175 مليار دينار فيما بلغ الرقم 125.7 مليار حسب بيان المصرف المركزي، ويعزى ذلك إلى تضمين الديوان قيمة النفط الخام الذي تم مقايضته بمحروقات، والبالغ نحو 42 مليار دينار، فيما لم يدرجه المركزي الليبي في بيانه لإيرادات ونفقات العام نفسه، والفارق بين الجسمين السياديين في بيانات المالية العامة مختلف وبمبلغ كبير حتى مع احتساب مقايضة النفط بالمحروقات، وهذه مسألة تحتاج إلى معالجة.

لم يتضمن التقرير أي بيانات عن أداء حكومة الشرق وما يلحقها من مؤسسات، وليس لديوان المحاسبة في الغرب سلطان على الحكومة التابعة لمجلس النواب، وهناك ديوان خاص بالجبهة الشرقية، وهنا يظهر عوار الانقسام والنزاع، كما تتأكد صعوبة لملمة الشعث والتشظي الذي طال ليس فقط السلطة التنفيذية بل تعداها إلى الهيئات الرقابية وحتى المؤسسات القضائية.

ديوان المحاسبة كان أمام خيار أن يعتمد على مصادر غير مباشرة لرصد أداء المؤسسات في الشرق، وهذا نهج لا يتفق مع طريقة عمل الديوان، وبالتالي لم يكن هذا الخيار محل نقاش، أو أن يتوقف عن إصدار التقرير إلى حين توحيد المؤسسات، وهذا أيضا لم يكن مقبولا، فما لا يدرك كله لا يترك جله، وبالتالي فإن إلقاء اللوم على الديوان في أن التقرير لم يتضمن معلومات عن الحكومة الموازية ربما لم يكن في محله.

القضية الأكبر والأخطر التي كشف عنها تقرير الديوان هو استفحال الفساد وتفشيه بشكل مخيف ومقلق جدا، حتى بات سلوك عاما ينتشر في كافة المؤسسات العامة في الداخل والخارج، وفي كافة المستويات الإدارية، العليا والوسطى وحتى الدنيا، وهناك ما يدلل على وقوع تواطأ بين المستويات الإدارية في المؤسسة الواحدة على الفساد، وكذلك الارتباط الأفقي بين المؤسسات التي تتشابك أنشطتها.

هذا الوضع الذي بات أشبه بالوباء في الجهاز الحكومي الليبي يتطلب وقفة جادة من كل من يعنيهم من النخبة والنشطاء، وينبغي أن يرتقي الاهتمام بمكحافحته إلى درجة تضمينه في أي خطط أو مبادرات للتسوية السياسية على المستوى الوطني، وأيضا ضمن مشروعات التغيير، سواء كانت عبر الانتخابات أو من خلال التوافقات السياسية.

الارتباط بين الفساد والفوضى السياسية وترهل وهزال الدولة ومؤسساتها مؤكد، لكنه لا ينبغي أن يكون مبررا للقبول به والسكوت عنه، وينبغي أن تتطور بدائل وأدوات التصدي له عبر تفعيل كا ما هو ممكن من قوانين ونظم وإجراءات وأداوت.

ما يقوم به مكتب النائب العام من جهود لملاحقة الفساد والفاسدين عبر التحقيقات والقرارات التي تصدر بضبط من يثبت تورطهم في فساد مثمن، إلا أن الوضع يستدعي مضاعفة هذه الجهود وغلق الفجوات التي تسمح بتسرب الفساد في كافة مستوياته وملاحقة كل ما يتورطون فيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفساد ليبيا فساد ادارة رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیوان المحاسبة ملیار دینار

إقرأ أيضاً:

20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي

اقتربت قيمة صادرات تركيا إلى الدول الأفريقية 20 مليار دولار عام 2024، محققة بذلك ارتفاعا بنسبة 1.7% على أساس سنوي.

وبحسب معلومات من مجلس المصدرين الأتراك، فإن قيمة صادرات تركيا إلى الدول الأفريقية في 2024 بلغت 19 مليار و419 مليون و425 ألف دولار.

وصدرت تركيا إلى 56 دولة أفريقية في العام الماضي، وشكلت المبيعات إلى القارة 7.4% من إجمالي صادرات تركيا في هذه الفترة.

أبرز الدول الأفريقية التي صدرت لها تركيا:

حلت مصر في المرتبة الأولى بين الدول الأفريقية الأكثر استيرادا للمنتجات التركية بقيمة 3.5 مليارات دولار. وجاءت المغرب ثانيا بـ3.1 مليارات دولار لقيمة الصادرات التركية. وليبيا ثالثا بـ2.5 مليار دولار لقيمة البضائع التركية.

أما بالنسبة لنوع البضائع التركية المصدرة:

الأولى في قائمة الصادرات هي الكيميائيات بقيمة 3.1 مليارات دولار. تلتها الحبوب والبقول والبذور الزيتية ومنتجاتها بقيمة 2.5 مليار دولار. ثم الصلب بقيمة مليارَي دولار. أردوغان أعلن تسجيل صادرات بلاده رقما قياسيا خلال عام 2024 (الأناضول) رقما قياسيا

ومطلع الشهر الجاري كان الرئيس التركي رجب أردوغان قد أعلن تسجيل صادرات البلاد رقما قياسيا في تاريخ الجمهورية خلال عام 2024 بواقع 262 مليار دولار.

إعلان

وأوضح أردوغان حينها أن الاقتصاد التركي نما 2.1% في الربع الثالث من عام 2024، ليسجل بذلك نموا متواصلا من دون انقطاع على مدى 17 ربعا.

وقال أيضا إن الاقتصاد التركي وصل إلى معدل نمو قدره 3.2% خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2024.

وذكر أن حجم الاقتصاد ارتفع من تريليون و130 مليار دولار (عام 2023) إلى تريليون و260 مليار دولار بالحساب السنوي في الربع الثالث من 2024.

وتوقع الرئيس أردوغان تجاوز دخل الفرد في تركيا 15 ألف دولار خلال 2024، و17 ألف دولار خلال العام الحالي.

وتابع: "نهدف للوصول إلى معدل نمو قدره 4% خلال عام 2025، بدعم من صافي الصادرات واستثمارات رأس المال الثابت".

مقالات مشابهة

  • وقفة قبلية في السدة بإب إعلاناً للنفير والجهوزية في مواجهة العدو
  • محفوظ: زيادة الإنفاق والانقسام الحكومي يهددان استقرار المالية العامة في ليبيا
  • رقم قياسي... إيرادات السفر تتجاوز 112 مليار درهم العام الماضي
  • مليار دولار أرباح البنك العربي خلال عام 2024
  • وقفة مسلحة لقبائل الزاهر بالجوف إعلاناً للجهوزية لمواجهة أي عدوان
  • أكثر من مليار دولار مبيعات البنك المركزي إلى مصارف أحزاب الفساد خلال الأيام الأربعة الماضية
  • الاتحاد العام لشباب العمال ينظم وقفة عند معبر رفح رفضا للتهجير
  • خوري: ناقشنا مع هيئة الرقابة والنائب العام قضايا الفساد وحقوق الإنسان
  • 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
  • وقفة تضامنية في الضاحية احتجاجاً على الاعتداءات على المؤسسات الثقافية والفكرية