المبروك: التذكير بقيمة الصلح واجب على العلماء والمجتمع الليبي
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
ليبيا – أكد عضو الاتحاد العالمي للمسلمين وعضو جماعة الاخوان المسلمين، ونيس المبروك، أن الصلح والمصالحة والإصلاح من القيم العظيمة الثابتة التي جاء بها الإسلام، وهي الوسيلة التي ارتضاها لحل الخلافات وفض النزاعات، سواء كانت قضايا مالية أو اجتماعية أو سياسية أو حتى في أوقات الحرب.
وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك“، قال المبروك: “أقول إنها قاعدة، لأن هناك استثناءات في حال تعذّر الرجوع إليها.
النموذج الإسلامي في الإصلاح والصلح
وتطرق المبروك إلى مواقف نبوية وأخرى من الجاهلية للتأكيد على قيمة الصلح، قائلاً: “النبي صلى الله عليه وسلم أقسم بقوله: والذي نفسي بيده، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها. وقبله في بدر قال عن عتبة بن ربيعة: إن يكن في القوم خير، فعلى صاحب الجمل الأحمر. عتبة طالب بحقن الدماء رغم انتقادات قومه”.
وأضاف أن الجاهلية كانت تصف من يجنح للصلح بالجبن، وهو وصف لا يزال يتردد لدى البعض حتى اليوم، مشيرًا إلى أن ليبيا اكتوت بنار الحرب، لكن بفضل الله وضعت الحرب أوزارها، وأصبحت الدولة والمجتمع في أمس الحاجة للتذكير بقيمة الصلح والمصالحة.
الحاجة إلى حكومة موحدة وخطة شاملة
وأوضح المبروك أن المصالحة لا تؤتي ثمارها إلا من خلال حكومة موحدة، مصحوبة بخطة ثقافية واجتماعية وقانونية لتحقيق العدالة وجبر الضرر. كما دعا إلى فتح حوار مجتمعي شامل لمناقشة أصول المصالحة ووسائل تحقيقها، خاصة في ظل التغيرات التي تعصف بالمنطقة، والتي تستوجب الاتحاد والقوة.
دعاء للوحدة والاستقرار
وختم المبروك منشوره بالدعاء قائلاً: “اللهم اجمعنا على كلمة سواء، وأبدلنا من بعد خوفنا أمناً، واحفظ هذا البلد وسائر بلاد المسلمين من كل سوء”.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تجدّد التأكيد على فتوى وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج
المناطق_واس
جدّدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار العلماء ببيانها المؤرخ في 12 شوال 1445هـ، بخصوص وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج دون تصريح فهو آثم.
وقال معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: “إن فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص استندت إلى عددٍ من الأدلة والقواعد الشرعية، يأتي في طليعتها ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم الحجاج، بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء مناسكهم بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تُقرره أدلة الشريعة.
وهو كذلك -أي الالتزام باستخراج التصريح- يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج، ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعدِّدة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، وفق الأعداد المصرَّحة لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرَّح لهم، كان ذلك محقِّقًا لجودة الخدمات التي تُقدّم للحجاج، وهذا مقصود شرعًا، كما في قوله تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
وأضاف معاليه: “إن الالتزام باستخراج التصريح هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، والنصوص في ذلك كثيرة كلها تؤكد وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، وحرمة مخالفة أمره، والالتزام باستخراج التصريح من الطاعة في المعروف، يُثاب من التزم به، ويأثم من خالفه، ويستحق العقوبة المقرَّرة من ولي الأمر”.
وأوصت هيئة كبار العلماء بالالتزام باستخراج التصريح؛ ذلك أن الالتزام بذلك يدفع -بحول الله- أضرارًا كبيرة، ومخاطر متعدِّدة تنشأ عن عدم الالتزام باستخراج هذا التصريح، منها التأثير على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدَّمة لهم وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر.
وأوضحت الهيئة أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتِّب عليه على الحاج نفسه، وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرَّر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر، وفي الحديث المتفق عليه عنه صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وعنه صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”.
وختمت بيانها بأن الالتزام باستخراج التصريح هو من تقوى الله تعالى؛ فإن هذه الأنظمة والتعليمات ما قُرِّرت إلا لمصلحة الحجاج، يقول الله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).