مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة وهيئة التراث يطلقان مدوَّنة ” نَقْش”
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
الرياض : البلاد
أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة اليوم، مدوَّنة (نَقْش) – بالتعاون مع هيئة التراث – خلال فعاليات النسخة الثانية من معرض الأسبوع السعودي الدَّولي للحِرف اليدوية (بَنان)، الذي تُنظمه الهيئة في (واجهة روشن) بمدينة الرياض، ويستمر حتى (30) من نوفمبر الجاري، بمشاركة (25) دولةً من مختلف أنحاء العالم، وأكثر من (500) حِرفيٍّ وحِرفيَّةٍ من المملكة.
وتهدف المدوَّنة إلى حفظ التراث العربي الثقافي واللُّغوي، وتوفير مصدر موثوق للباحثين والمهتمين بالآثار، والتاريخ، واللُّغةالعربيَّة، والدراسات المقارنة، إضافةً إلى تعزيز المرجعية العلمية للبيانات اللُّغوية العربيَّة الموثوقة، وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي في تحليل النقوش وتفسيرها؛ توافقًا مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية (أحد برامج رؤية السعودية 2030)، والإستراتيجية الوطنية للثقافة.
وأوضح الأمين العام للمجمع الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي أنَّ مسار المدوَّنات اللُّغوية مسار يخدم العلماء والباحثين في الحقول اللُّغوية، ضمن أعمال المجمع، ومشروعاته، ومبادراته المؤسسيَّة اللُّغوية.
ومدوَّنة (نَقْش) هي مدوَّنة لُغوية موثَّقة بصريًّا للنصوص العربيَّة المنقوشة على الحجارة، أو الألواح، أو الصخور، أو أي آثار أخرى في المملكة العربيَّة السعوديَّة، تضمُّ النقوش التذكاريَّة، والدينيَّة، والأدبيَّة، والتجاريَّة التي تعكس الظروف الثقافيَّة والاجتماعيَّة على مر العصور، وتُسهم في إبراز الأهمية التاريخية واللُّغوية للنقوش العربيَّة، وفهم التطور اللُّغوي والثقافي في المنطقة كما انها تعد مصدراً مهما لدراسة تطور الكتابة والخط العربي عبر العصور.
وقد أُطلقت في بداية هذا العام منصة (فَلَك) للمدوَّنات اللُّغوية، التي تضمُّ أكثر من عشر مدوَّنات لُغوية تتضمن أدواتٍحاسوبيةً متقدمةً؛ لتيسير عمليات تحليل النصوص، وتوسيم البيانات اللُّغوية، وتمكين المهتمين باللُّغة العربيَّة من العمل الجماعي في خدمة حوسبة اللُّغة العربيَّة، وتعزيز المرجعية العلمية للبيانات اللُّغوية العربيَّة الموثوق بها، وهي إحدى مبادرات المجمع البارزة في مسار الحوسبة اللُّغوية؛ إذ تحتوي على أكثر من مليار ونصف مليار كلمة.
ويسعى المجمع إلى أن تكون منصة (فَلَك) بوابةً شاملةً للمدوَّنات اللُّغوية العربيَّة التي تستقي مفرداتها من سياقات ومستويات لُغوية متنوعة متدرجة بين الفصيح والعامي، ومن مصادر لُغوية متعددة، مثل: الكتب، ووسائل التواصل، والمواقع الإخبارية، والتقارير الرسمية وغيرها، على أن تتَّسم بالتطوير والتحسين المستمرَّين، بالاستعانة بما يصل إليها من ملحوظات جمهور المستخدمين وتعليقاتهم.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
نوادر رمضان.. كيف ظهر الشهر الكريم في التراث العربي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ القدم، ارتبط شهر رمضان بمظاهر احتفالية فريدة، ولم تخلُ رؤية الهلال من القصص الطريفة والمواقف النادرة، حيث كانت تتم بالعين المجردة، مما جعلها مجالًا للكثير من النوادر والمواقف الغريبة التي سجلها الكاتب أحمد الصاوي في كتابه "رمضان زمان".
يروي الصاوي أن الصحابي أنس بن مالك، وكان قد قارب المائة عام، حضر مع جماعة لرؤية هلال رمضان، فأقسم أنه رآه وظل يشير إليه، بينما لم يره أحد سواه. وعندما فحصه القاضي إياس، المعروف بذكائه الحاد، لاحظ أن شعرة بيضاء من حاجب أنس قد انثنت فوق عينه، فقام بتسويتها، ثم طلب منه أن ينظر مرة أخرى، فقال أنس: "الآن لا أراه"!
وفي موقف آخر، اجتمع الناس لرؤية الهلال، وبينما لم يره أحد، صاح رجل مؤكدًا أنه رأى الهلال، فتعجب الحضور من حدة بصره. لكنهم فوجئوا به يضيف قائلاً: "وهناك هلال آخر بجواره!"، فضحكوا منه، وعرفوا أنه كان يبالغ في ادعائه.
كما يُروى أن صبيًّا هو أول من شاهد الهلال، وعندما أخبر الحاضرين، قال له أحدهم مازحًا: "بشّر أمك بالجوع المضني"، تعبيرًا عن بدء الصيام.
أما أحد الظرفاء، فقد سئل ذات مرة: "أما تنظر إلى هلال رمضان؟"، فأجاب ساخرًا: "وما حاجتي إليه؟! إنه مجرد مُحصّل ديون، ومُقرب للأحزان، ومؤذن بالجوع!".
لم يكن استطلاع الهلال مجرد حدث ديني، بل كان مناسبة احتفالية كبرى، خصوصًا خلال العصر الفاطمي. فقد بلغ اهتمام الحاكم بأمر الله بإنارة المساجد في رمضان أنه أمر بصناعة تنور ضخم من الفضة الخالصة لإضاءة محراب الجامع الأزهر، وكان ضخمًا لدرجة أن القائمين لم يتمكنوا من إخراجه بعد انتهاء الشهر إلا بعد هدم الحائط المجاور!
أما في عهد محمد علي باشا، وحتى أواخر القرن التاسع عشر، فقد كانت احتفالات رؤية الهلال مشهداً مهيباً. كان الموكب الرسمي ينطلق من محافظة القاهرة إلى المحكمة الشرعية، وسط عزف الموسيقى، وقرع الطبول، ومشاركة الجنود. وعند ثبوت رؤية الهلال، تُطلق المدافع، وتُضاء المآذن، وتُشعل الألعاب النارية، ثم يطوف الموكب في شوارع القاهرة ليعلن بداية الصيام وسط أجواء احتفالية رائعة.
لم يكن رمضان مجرد شهر صيام، بل كان مناسبة يعم فيها الفرح، حيث تتنوع الطقوس بين الجدية والطرافة، ويظل استطلاع الهلال لحظة مميزة تُحيط بها النوادر، التي جعلت من رمضان شهرًا له نكهته الخاصة في ذاكرة المصريين عبر العصور