ليبيا – اعتبر المحلل السياسي، حسام الدين العبدلي، أن زيارة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى روما تمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية، لكنها تثير تساؤلات حول النتائج المتوقعة منها. وأشار إلى أن العديد من الزيارات التي قام بها الساسة الليبيون للعواصم الغربية في السنوات الأخيرة لم تحقق نتائج ملموسة تخدم الشعب الليبي أو تدفع العملية السياسية إلى الأمام، وغالبًا ما تنحصر في تصريحات منمقة دون أثر حقيقي.

تعزيز اتفاقية الصداقة الليبية-الإيطالية
وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أوضح العبدلي أن الزيارة ركزت على تعزيز اتفاقية التعاون والصداقة الليبية-الإيطالية الموقعة في عام 2008 بمدينة بنغازي، والتي تُعد إطارًا مهمًا للتعاون الثنائي، لكنها لم تُفعّل بالكامل بعد، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية.

الجمود السياسي والانتخابات
تناولت النقاشات أيضًا أسباب الجمود السياسي والعراقيل التي تحول دون إجراء الانتخابات في ليبيا. وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن المجلس قام بدوره عبر إصدار القوانين بالتعاون مع مجلس الدولة وإحالتها إلى المفوضية العليا للانتخابات، مرجعًا الجمود إلى “القوة القاهرة” التي تحدثت عنها المفوضية.

ورأى العبدلي أن تصريحات عقيلة صالح حول العرقلة غير واضحة ومبهمة، وربما لن تقنع الجانب الإيطالي، الذي يُدرك جيدًا الأطراف المعرقلة للعملية السياسية في ليبيا.

ملف السجناء الليبيين في إيطاليا
فيما يتعلق بملف السجناء الليبيين، شدد العبدلي على أهمية الإسراع في معالجة هذه القضية الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن السجناء أو تسليمهم إلى ليبيا لاستكمال محكوميتهم، من خلال إجراءات مثل تبادل السجناء.

دور إيطاليا في الأزمة الليبية
اعتبر العبدلي أن النقاط الرئيسية الثلاث التي تناولتها الزيارة، وهي تعزيز الاتفاقية الثنائية، مناقشة الجمود السياسي، وملف السجناء، تُعد محورية، لكنها تُبرز أن إيطاليا لا تملك نفوذًا كبيرًا في حل الأزمة الليبية. وأشار إلى أن دورها يقتصر في الغالب على الاستثمار وتبادل المصالح دون تقديم خارطة طريق سياسية واضحة.

الحل السياسي أولوية
اختتم العبدلي تصريحه بالتأكيد على أن الحل السياسي في ليبيا يجب أن يكون أولوية، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود للوصول إلى انتخابات تقود البلاد نحو الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام السياسي.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

رويترز: المحكمة الجنائية الدولية تطالب إيطاليا بتفسير إعادة نجيم إلى ليبيا

ليبيا – ميلوني: أخضع لتحقيق قضائي بسبب الإفراج عن أسامة نجيم

أكدت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، أنها تخضع لتحقيق قضائي على خلفية قرار حكومي بالإفراج عن أسامة نجيم، الذي كان مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك عقب تسهيل حكومة روما لإعادته إلى ليبيا.

تحقيقات دولية ومطالبات بالتوضيح

وبحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” الأميركية، وتابعته وترجمت صحيفة المرصد، فإن المحكمة الجنائية الدولية طلبت من إيطاليا تفسير قرارها نقل نجيم إلى ليبيا على متن طائرة إيطالية دون التشاور معها، معتبرة أن هذه الخطوة تثير تساؤلات قانونية ودبلوماسية.

ميلوني تدافع عن القرار

ونقل التقرير عن ميلوني قولها:
“أخضع حاليًا لتحقيق من قبل المدعي العام بتهمة المساعدة والتحريض على جريمة، وإساءة استخدام الأموال العامة.”

وأضافت أن نجيم زار ثلاث دول أوروبية خلال 12 يومًا قبل وصوله إلى إيطاليا، ولم تطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله إلا في هذه المرحلة الأخيرة، مما يعكس التعقيدات القانونية والسياسية التي تحيط بالقضية.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • أوحيدة: إيطاليا سلمت “انجيم” تجنبا لكشف علاقتها بالمليشيات الليبية
  • تقرير إيطالي: ارتفاع مفاجئ في أعداد المهاجرين إلى إيطاليا بسبب الفراغ الأمني على السواحل الليبية
  • البدري: البعثة الأممية لم تغير أسلوبها وطريقتها في التعامل مع الأزمة الليبية
  • الأزمة الليبية والمبعوثون الأمميون.. أين الحل؟
  • الأمن الغذائي في ليبيا مهدد مع تصاعد الأسعار واستمرار عدم الاستقرار الاقتصادي
  • رويترز: المحكمة الجنائية الدولية تطالب إيطاليا بتفسير إعادة نجيم إلى ليبيا
  • التكبالي: إيطاليا تراعي مصالحها في ليبيا وتتجنب توترات مع المجموعات المسلحة
  • روفينيتي: رحيل حكومة الدبيبة قد يفتح الباب لكسر الجمود السياسي في ليبيا
  • خبير إيطالي: رحيل الدبيبة فرصة لكسر الجمود السياسي
  • عبد النبي: الأمم المتحدة لن تتمكن من تحقيق نجاح حقيقي في ليبيا