جلها للدفاع وعجزها 41%.. أوكرانيا تقر ميزانية 2025 وسط توقعات سلبية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
كييف – من رحم الحرب في سنتها الثالثة، أقر البرلمان الأوكراني ميزانية الدولة لعام 2025، وسارع رئيس أوكرانيا فولوديميرزيلينسكي إلى المصادقة عليه بعد نحو شهرين ونصف الشهر من نقاشات طويلة وتعديلات كثيرة.
وجاءت هذه المصادقة على مضاضة، فعجز الميزانية يبلغ نحو 39 مليار دولار من أصل نحو 94 مليار دولار، أي ما يقارب 41% منها، دون أوفق واضح لدعم دولي يسد ذلك العجز في العام المقبل، وفق مراقبين.
ورغم أن حجم الميزانية يقارب ذلك الذي خصص لعام 2024، فإن حصة قطاعي الدفاع والأمن حددت بنحو 61%، أي ما يعادل 54 مليار دولار تقريبا، وفي ذلك زيادة تبلغ 8 مليارات دولار عما كانت عليه في عامي 2023 و2024.
وبحسب رئاسة الوزراء، يشمل ذلك تمويل قوات الأمن والدفاع، وشراء وإنتاج أسلحة وطائرات مسيرة ومعدات عسكرية أخرى؛ ويبدو أنه جاء على حساب قطاعات أخرى على رأسها الرعاية الاجتماعية، التي تراجعت ميزانيتها من 11.4 مليار دولار إلى 10 مليارات، بحسب متابعين.
كما أن مشروع الميزانية المقرة يقضي بإجراءات تقشف عبر:
إعادة النظر في نظام المعاشات التقاعدية حتى منتصف العام المقبل، والذي يستهلك نحو 1.8 مليار دولار من الميزانية سنويا. خطة لقطع برنامج المعونات الحكومية -الذي تبلغ ميزانيته مليار دولار تقريبا- عن نحو 400 ألف نسمة على الأقل. عجز ميزانية أوكرانيا للعام 2025 يبلغ نحو 39 مليار دولار (شترستوك) تطمينات حكوميةوما إن صادق الرئيس على الميزانية حتى سارع مسؤولون إلى طمأنة المواطنين، والتأكيد على أن كل شيء سيكون على ما يرام خلال العام المقبل.
وقال رئيس الوزراء دينيس شميهال إن "الحكومة على يقين واضح بأن السنة المالية المقبلة ستمر بثقة انطلاقا من تماسك فروع السلطة، والدعم القوي من شركائنا"، في إشارة إلى دعم الدول الغربية وصندوق النقد الدولي.
من جهتها، قالت رئيسة لجنة الميزانية في البرلمان الأوكراني روكسولانا بيدلاسا إن "الميزانية معقولة لأنها تركز على الدفاع وتزيد نفقاته اعتمادا على إيرادات الدولة نفسها".
وأضافت، في حديث للجزيرة نت، أن "الميزانية تعفي المناطق الساخنة من إرسال العائدات إلى كييف وفق نظام المركزية المالية، وعلى العكس تزيد من حجم المعونات المخصصة لها".
أما فيما يتعلق بالعجز في الميزانية، فأوضحت بيدلاسا أنه "محدد على أساس الحاجة الماسة ووعود الشركاء وتجارب السنتين الماضيتين".
مؤشرات سلبيةلكن الحكومة الأوكرانية نفسها لم تخف مؤشرات سلبية في توقعاتها المالية للعام المقبل فيما يخص الميزانية والاقتصاد على حد سواء، ومن أبرزها:
1- على عكس السنتين الماضيتين، لم تشر ميزانية 2025 إلى نهاية زمنية متفائلة للحرب، بل جعلتها سببا يبرر "الإجراءات الرامية إلى حماية البلاد من المخاطر والانهيار".
2- تتوقع الحكومة تراجع قيمة العملة المحلية (هريفنيا) أمام الدولار من 41.5 إلى 45.0 باستمرار الحرب، أو البقاء على مستواها الحالي "إذا توقف القتال"، وقد يستقر سعر الصرف عند مستوى أدنى.
3- رغم حديثها عن إمكانية نمو الناتج المحلي بنسبة 2.7% خلال 2025، تتوقع الحكومة زيادة نسب التضخم بواقع 9.5% بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، وارتفاع الأجور وتعريفات المياه والكهرباء والخدمات، مع الانخفاض التدريجي في قيمة هريفنيا.
أسوأ سنة ماليةلكن بعض الخبراء ينظرون بسلبية أكبر للميزانية، ويرون أن أوكرانيا تقف على أعتاب "أسوأ سنة مالية" في تاريخها الحديث لم تشهده منذ أن استقلت عام 1991.
وفي حديث للجزيرة نت، يقول الخبير إيغور إلشيشين، وهو عضو مجموعة "أرها" للتطوير والاستثمار، "أسوأ ما في الأمر أننا ننتظر وصول إدارة أميركية جديدة غير متحمسة لدعم أوكرانيا ماليا أو بالمجان، ونخشى أن ينعكس ذلك على مواقف كثير من العواصم الغربية التي تبني قراراتها على أساس ما تفعله واشنطن".
ويضيف "نواجه تحديات أكبر بكثير مما سبق، فقطاع الطاقة -على سبيل المثال- هو الأكثر تضررا وإصلاحه مكلف للغاية، لكن الميزانية لم تراعِ أو لا تستطيع مراعاة هذا الواقع تماما. هذا ينعكس على الصناعات، ويهددها بالتوقف أو بزيادة الأسعار إلى مستويات قد لا يتحملها المستهلكون".
ولفت الخبير أيضا إلى أنه "حتى زيادة متوسط الدخل المتوقعة في الميزانية الحكومية (من 500 إلى 600 دولار) تحمل في طياتها مؤشرات سلبية، فهي مبنية على أساس أن الدولة فرضت ضريبة عسكرية على المؤسسات قيمتها 1.5%، وقد تضطر لرفع ضرائب أخرى".
وقال أيضا "كثير من الشركات مجبرة على الاستجابة للحد من نقص العمال الذكور الناجم عن موجات التعبئة في الجيش، لكن هذا سينعكس على الأسعار ونسب التضخم، وقد يتجاوز حاجز 9.5% المتوقع حكوميا".
سنة تقشف صعبةوأمام هذا الواقع، تبدو الخيارات محدودة أمام كييف للتعامل مع أزمتها المالية الصعبة، لكنها بدأت بالفعل اتخاذ إجراءات وتخطط لأخرى.
ويقول الخبير إلشيشين "ربما لم يشعر الأوكرانيون سابقا بأن حياتهم تغيرت لأن المساعدات الدولية، وخاصة مساعدات أو قروض صندوق النقد، كانت توجه إلى جميع القطاعات. لكن هذا لن يحدث في 2025، فإصلاح الطرق مثلا سيكون من عائدات الدولة بالدرجة الأولى، أما المساعدات فستصب في صندوق الميزانية لصالح أولوياتها".
ويرى الخبير أن المخرج الوحيد هو تطبيق تقشف حكومي بدت ملامحه، واستمرار "الدعم المالي المستقر، وهذا لحسن الحظ سيتكشف في وقت مبكر من العام المقبل بعد وصول دونالد ترامب إلى حكم البيت الأبيض"، على حد قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العام المقبل ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
ردود أفعال سلبية من الإعلام الإسباني تجاه برشلونة بسبب أولمو
أثار فشل نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، المتجدد، في تسجيل داني أولمو لعام 2025، وسط المشاكل المالية، ردود أفعال سلبية من وسائل الإعلام الإسباني، حيث أصبح موسم الفريق الكتالوني مهددا بالانهيار.
ردود أفعال سلبية من الإعلام الإسباني تجاه برشلونة بسبب أولمووذكرت رابطة الدوري الإسباني مرة أخرى أنها لن تسجل أولمو، لاعب لايبزج السابق، وأيضا ب أو لوبيز لعام 2025 بسبب قواعد الحد الأقصى للرواتب الفعالة.
وسيتوجه برشلونة الآن إلى الاتحاد الإسباني في محاولة لحل الوضع قبل مواجهة فريق باراسترو، الناشط بدوري الدرجة الرابعة، يوم السبت المقبل في كأس إسبانيا.
وكتبت صحيفة ماركا "برشلونة في يأس"، بينما وصفت صحيفة "لا فانجوارديا" المهزلة بأنها "سخافة غير مسبوقة".
وتعاقد أولمو مع برشلونة في أغسطس قادما من لايبزج وغاب عن مباراتين قبل أن يتم تسجيله في النهاية. تعني تعقيدات النظام الإسباني أنه يجب إعادة تسجيله لعام 2025.
وقدم برشلونة بداية جيدة للموسم تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك، ولكنه تراجع للمركز الثالث في الدوري الإسباني بعد خسارته لآخر مباراتين في 2024.
يبدو أن مغادرة أولمو النادي - حتى وإن كان ذلك بشكل مجاني - أصبحت احتمالا واقعا، وذكرت صحيفة "سبورت": "تترقب أوروبا بسعادة وضع برشلونة وأولمو"، وأشارت إلى أن أندية باريس سان جيرمان، وتشيلسي، وبايرن ميونخ وأرسنال ومانشستر سيتي مهتمة بضم اللاعب.
ويعاني برشلونة من أزمة مالية منذ سنوات، وكانت سببا رئيسيا في رحيل ليونيل ميسي. ورغم الجراح المالية، يتم إعادة بناء ملعب نو كامب بالكامل.