أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن دستور الدولة وقوانينها تؤكد التزام الدولة بالمحافظة على الآثار ففى المادة 49 من الدستور المصرى " تلتزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها، ورعاية مناطقها، وصيانتها، وترميمها، واسترداد ما استولى عليه منها، وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه" .


وفى المادة 50 من الدستور " تراث مصر الحضارى والثقافى، المادى والمعنوى، بجميع تنوعاته، ومراحله الكبرى، المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته" .


كما حدد  قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته طريقة تسجيل الآثار الثابتة أو المنقولة أو  السلالات البشرية  المادة 1 " الأثر  كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان منذ عصور ما قبل التاريخ، وخلال العصور التاريخية المتعاقبة حتى ما قبل مائة عام متى وجد على أرض مصر وكانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية باعتباره مظهراً من مظاهر الحضارات المختلفة التى أنتجت أو قامت على أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية بها وكذلك رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها " .

يقلل الفرص ويبعد النجاح.. ثقافة الغربية تستعرض طرق التخلص من الخجل الاجتماعي تداعيات الحرب العالمية الثانية.. التعامل مع الدمار الواسع وتقدير الخسائر


وأوضح الدكتور ريحان أن المائة عام المقررة لتسجيل الآثار تحسب من قبل عام 1983 تاريخ وضع القانون أى المبانى والمنقولات التى تعود لعام 1883 وما قبلها تسجل آثار، أمّا المبانى والمنقولات بعد هذا التاريخ يمكن تسجيها طبقًا للمادة 2 ونصها " يجوز بقرار من رئيس مجلس الوزراء بناءً على عرض الوزير المختص بشئون الثقافة أن يعتبر أى عقار أو منقول ذا قيمة تاريخية أو علمية أو دينية أو فنية أو أدبية أثرًا متى كانت للدولة مصلحة قومية فى حفظه وصيانته وذلك دون التقيد بالحد الزمنى الوارد بالمادة السابقة ويتم تسجيله وفقًا لأحكام هذا القانون وفى هذه الحالة يعد مالك الأثر مسئولًا عن المحافظة عليه وعدم إحداث أى تغيير به وذلك من تاريخ إبلاغه بهذا القرار بكتاب موصى عليه بعلم الوصول".


ونوه الدكتور ريحان إلى أن الدستور والقانون يكفل حماية الآثار والمسئولية تقع على الجهة المنوطة بذلك وهى وزارة السياحة والآثار فى تسجيل الآثار لضمان حمايتها .


ومن هذا المنطلق فإن كنيسة العذراء مريم بدقادوس بمحافظة الدقهلية من الكنائس الهامة التى تقع فى مسار العائلة المقدسة وتعد من المحطات الرئيسية علاوة على أهميتها من الناحية التاريخية والمعمارية والفنية واحتوائها على أيقونات ومخطوطات وأوانى كنسية هامة تستحق التسجيل فى عداد الآثار
وتطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بتشكيل لجنة علمية من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار لمعاينة الكنيسة تمهيدًا لتسجيلها فى عداد الآثار وتقدم الحملة مذكرة علمية بأهمية هذه الكنيسة.


وتابع الدكتور ريحان بأن أشهر الكتب التي كتبت عن الكنيسة كتاب " السحابة المتألقة في دقادوس"  للمتنيح الأنبا فيلبس مطران الدقهلية الراحل؛ حيث خصص فصلًا كاملًا من الكتاب بعنوان " دقادوس في التاريخ الكنسي" جاء فيه أن دقادوس مسقط رأس البابا ميخائيل البطريرك 71 من بطاركة الكنيسة القبطية؛ كما جاء ذكر دقادوس في قائمة الكنائس والأديرة؛ وفي المخطوط القبطي رقم 53 بالمكتبة الأهلية بباريس.
تضم الكنيسة جزءًا من رفات الشهيد العظيم مارجرجس، وأشهر ما بها حامل الأيقونات الأثرى ومجموعة رائعة من الأيقونات الأثرية، كما تضم الكنيسة بئر أثري مازل مستخدمًا حتى الآن، كما يوجد بالكنيسة مجموعة من الكتب المقدسة المجلدة بالفضة وصلبان ومباخر أثرية .


كما نشرت عن هذه الكنيسة الأثرية الدكتورة شروق عاشور أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بأحد الأكاديميات الخاصة بحثًا بعنوان "كنيسة السيدة العذراء دقادوس بدلتا مصر دراسة أثرية فنية" جاء فيه وجود كنيسة قديمة تعود إلي القرن الرابع الميلادي أعيد بنائها في القرن السادس الميلادى؛ ثم هدمت وأعيد بنائها مرة أخري في القرن السادس عشر الميلادى، أمّا الكنيسة الموجودة حاليًا؛ فترجع إلى عام 1881م؛ ولقد شيدت على نفس التخطيط القديم وهو طراز الكنائس البيزنطية التي تعتمد في تغطيتها علي القباب مما أعطاها شكل الصليب.


جاء هذا فى إطار استغاثة أرسلت إلى حملة الدفاع عن الحضارة من المهندس ماجد الراهب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصرى أرسلها عادل نجيب من كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدقادوس بخصوص أعمال تجديدات تتم فى الكنيسة حاليًا فى ظل غياب الآثار باعتبارها غير مسجلة تتعارض مع أثريتها حيث يقوم كهنة الكنيسة بسنفرة حامل الأيقونات "الإيكونستاسس" وإضافة قطع  خشبية له تغير من معالمه الأثرية وترميم أيقونة أثرية بالكنيسة بطريقة خاطئة مما أفقدها أثريتها.


وتناشد حملة الدفاع عن الحضارة الكنيسة المصرية بالتدخل السريع لوقف أعمال التجديدات للحفاظ على الطابع الأثرى للكنيسة والاستعانة بخبراء فى الترميم الدقيق لإجراء الترميمات العاجلة المطلوبة، كما تناشد وزارة السياحة والآثار بإرسال لجنة عاجلة لمعاينة الكنيسة تمهيدًا لتسجيلها فى عداد الآثار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: آثار التراث المصري الحضارة المصرية العائلة المقدسة العصور التاريخية الكتب المقدسة المجلس الأعلى للثقافة المصرية القديمة مسار العائلة المقدسة

إقرأ أيضاً:

الجمعة.. محمد خميس يكشف أسرار الحضارة المصرية القديمة في برنامج "معكم منى الشاذلي"

 

يحل الفنان والباحث في علم الآثار محمد خميس، ضيفًا على برنامج "معكم منى الشاذلي" يوم الجمعة المقبلة؛ ليتحدث عن رحلته في كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة، من خلال الفيديوهات التي ينشرها على منصاته والتي لاقت تفاعلًا واسعًا من قبل الجمهور على السوشيال ميديا، والتي كشفت عن جوانب عديدة من تاريخ الأجداد الفراعنة.

قناة "الوثائقية" تتعاقد رسميًا مع محمد خميس

 

وفي خطوة جديدة لتعزيز هذا الدور، أعلنت قناة "الوثائقية" تعاقدها رسميًا مع محمد خميس لتقديم سلسلة وثائقية مخصصة عن الحضارة المصرية القديمة، وقد نشرت القناة عددًا من الصور التي توثق لحظة التعاقد، عبر حسابها الرسمي على موقع "فيسبوك"، معلقة: "حرصًا على تعزيز وعي الأجيال الجديدة بالحضارة المصرية الممتدة إلى آلاف السنين، يعلن قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إنتاج سلسلة وثائقية عن التاريخ المصري القديم، وعرضها على شاشة قناة الوثائقية قريبًا".

وتابعت:" وفي ضوء تلك الخطوة وقع شريف سعيد رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة، مع محمد خميس في مقر القناة مساء الثلاثاء، وتهدف السلسلة إلى تقديم محتوى معرفي مبسط وعميق في آنٍ واحد، يلقي الضوء على صفحات من الحضارة المصرية القديمة".

معلومات عن محمد خميس



محمد خميس ولد في يوم 1 أبريل 1976، وبدأ حياته المهنية كطبيب أسنان قبل أن ينتقل إلى مجال التمثيل، يُعرف بدعمه القوي للسياحة المصرية والتراث، وهو صاحب مبادرة "مصر جميلة" التي تهدف إلى تسليط الضوء على الوجه الحضاري والثقافي لمصر.

شارك خميس في العديد من الأعمال الفنية، أبرزها مسلسل "جعفر العمدة" عام 2023، وكانت بداياته من خلال أفلام "لحظات أنوثة"، "1000 مبروك"، "عسل أسود"، و"ميكروفون"، كما شارك في أعمال درامية مثل "الكبير أوي"، "العراف"، "النهاية"، "شاهد عيان"، و"ممنوع الاقتراب أو التصوير".

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني في غزة: أكثر من 30 شخصا في عداد المفقودين بعد غارة للاحتلال بـ حي الصبرة
  • بالدموع والصلوات.. كنيسة في بغداد تستذكر البابا فرنسيس (صور)
  • علماء: الغالبية العظمى من سكان قرطاجة لم يكونوا من أصول فينيقية
  • "لنا 5 مطالب" العاملون في المجلس الأعلى للآثار يستغيثون برئيس الجمهورية
  • كنيسة باسيليك القديسة مريم الكبرى تستعد لاستقبال زوّار قبر البابا فرنسيس.. صور
  • تظلمات الإسكان «سكن لكل المصريين 5».. مد تصحيح الأوضاع لهذا الموعد
  • ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بـ «إنهاء» الحظر على غزة
  • زاهي حواس: الحضارة والمتاحف المصرية لا يوجد مثيل لها عالميا
  • مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية
  • الجمعة.. محمد خميس يكشف أسرار الحضارة المصرية القديمة في برنامج "معكم منى الشاذلي"