بوابة الوفد:
2025-05-01@18:07:09 GMT

فروا إلى الله: طريقك للنجاة والسعادة الحقيقية

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

في وقتٍ تعصف فيه التحديات والنزاعات بالأرواح، تأتي دعوة القرآن الكريم التي أضاء بها قلوب المسلمين، "فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ"، تلك الكلمة التي دعانا فيها الله سبحانه وتعالى للرجوع إليه والفرار من كل ما يعكر صفو الحياة، ليضعنا على الطريق الصحيح نحو الاستقرار النفسي والسعادة الحقيقية.

الرجوع إلى الله سبيل للرحمة والطمأنينة

يقول الدكتور جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله سبحانه وتعالى دعا عباده بالفرار إليه ليدخلوا في رحمته التي وسعت كل شيء، "وإن رحمة الله بركة، سعادة واستقرار"، واصفًا فرارنا إلى الله كما لو أننا نلجأ إلى حضنه العظيم الذي يزيل عنّا كل هم وغم.

"لن تندموا أبدًا على الدخول في رحمة الله، لأنها الرحمة التي تؤدي إلى السعادة الدائمة، والطمأنينة الحقيقية".

التوبة كطريق إلى الله

ويؤكد جمعة أن "فروا إلى الله" تعني التوبة الصادقة والرجوع إليه بقلوبٍ نقية، كقول ابن عباس رضي الله عنه: "فروا إليه بالتوبة، اتركوا ذنوبكم وتوجهوا بقلوبكم نحو طاعته". ويضيف الدكتور جمعة بأن التوبة لا تعني فقط التخلي عن المعاصي، بل تعني أيضًا العودة إلى الله في كل لحظة من حياتنا، والعمل على رضا الله باتباع أوامره وترك نواهيه.

فروا من الشرور إلى رحمة الله

وفي تأملاته حول معنى هذه الدعوة القرآنية، يوضح جمعة أن الفرار إلى الله يعني النجاة من جميع مصادر الشر والضلال. كما كان يقول الإمام الجنيد: "الشيطان داعي إلى الباطل، ففروا إلى الله"، معتبرًا أن الرجوع إلى الله هو الهروب من الشيطان وأهوائه. ويضيف: "فروا من الجهل إلى العلم، ومن الفقر إلى الغنى بالله، ومن النفس الأمارة بالسوء إلى طاعة الرحمن".

فروا إلى الله بكل لحظة وقرار

ويتساءل جمعة: متى يمكن للمسلم أن يفر إلى الله؟ ويجيب: "تستطيع أن تفر إلى الله بسهولة ويسر في كل لحظة، خاصة حينما تقول: 'بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ'، لأنها بداية جمال، ونهاية رحمة". ويعتبر الدكتور علي جمعة أن التوجه إلى الله في كل بداية، بتذكره باسم الله، يعزز من قدرة الإنسان على السعي نحو الطمأنينة في ظل رعاية الله.

فروا إلى الله... وابدأوا من جديد

ويختتم جمعة حديثه قائلًا: "فروا إلى الله الجميل الذي يحميكم ويستر عيوبكم، ويغفر ذنوبكم، ففي كل لحظة من حياتنا، علينا أن نعود إلى الله بكل إخلاص وثقة". مشيرًا إلى أن الفرار إلى الله ليس فقط في أوقات الشدة، بل في كل لحظة من حياتنا، لأن ذلك هو الطريق الوحيد الذي يضمن لنا السعادة والاستقرار في الدنيا والآخرة.

الفرار إلى الله هو دعوة مستمرة للنجاة، دعوة للعودة إلى الذات السليمة والتخلص من كافة الملوثات التي يمكن أن تضر بها. إن الفرار إلى الله هو العودة إلى النقاء، إلى صفاء القلب والعقل، لتحقيق الاستقرار الداخلي وتحقيق أسمى غاية في الحياة، وهي رضا الله سبحانه وتعالى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله ف ف ر وا إ ل ى الل ه القران الكريم قلوب المسلمين فروا إلى الله فروا إلى الله فی کل لحظة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم الرسول

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، إن مدخل حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقود إلى تعظيمه والارتباط به، مشيرًا إلى أن المسلم إذا أحب النبي حقًّا فإنه يعظّمه ويقف عند حدّه ويتصل به اتصالًا روحيًا عميقًا، مؤكدًا أن هناك ثلاث وسائل رئيسية لغرس هذا التعظيم والمحبة في القلوب: قراءة السيرة، والإكثار من الصلاة عليه، وتتبع ما ورد عنه في القرآن الكريم.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست «مع نور الدين»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: «من مدخل الحب، إذا أحب المسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يعظمه ويقف عند حدوده أمامه، ويكون متصلاً به اتصالاً تامًا. هذا الحب يتولد من أمور عدة، أولها قراءة السيرة النبوية».

وأضاف: لو أن المسلمين قرأوا السيرة النبوية وأكثروا منها، لرأوا حال النبي صلى الله عليه وسلم واشتاقوا إلى أن يفعلوا مثله، ولرأوا ذلك الإنسان الكامل الذي تحول إلى إنسان رباني، ثم بعد رحلة الإسراء والمعراج، تحول إلى نور، كما ورد في القرآن الكريم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وهذا النور هو حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم."

وتساءل قائلاً: «كيف تعلقت قلوب الأمم بقراءة السيرة؟ كانت السيرة تُقرأ في الأزهر الشريف يوميًا بعد صلاة الفجر، حيث يكون الذهن متفتحًا والناس في نشاطها، وأول ما يستقبلونه هو السيرة النبوية».

وأشار إلى أن مؤلفات السيرة النبوية المطبوعة بلغت حوالي 450 كتابًا حتى الآن، وقد يكون العدد وصل إلى 500، أما المخطوطات، فهي أكثر من ذلك بكثير، على سبيل المثال، قام المرحوم صلاح المنجد بعمل معجم جامع لكل ما كُتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحواله ومواقفه وأشيائه وخدامه وأزواجه وأبنائه، وكلما قرأت عنها، زاد حبك له ولم تمل.

وأردف: «هذا هو الطريق الأول لعلاج المسلم المعاصر، حتى إذا ما ذهب في هذا البحر اللجي من الحمق والتحامق والاستهانة بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد قلبه يصده ويطمئن إلى تعظيمه».

وأضاف: «الأمر الثاني الذي أمرنا الله به، وجربه المسلمون، هو الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)».

وذكر: "المسلمون تفننوا في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا حوالي 43 صيغة واردة في الحديث، على سبيل المثال، الشيخ الجزولي رحمه الله في القرن الثامن الميلادي، ألف مجموعة سماها 'دلائل الخيرات'، ما رأيكم أن عدد مخطوطات 'دلائل الخيرات' فاق عدد المصاحف؟، الأمة لم تجتمع وتقرر أن تعمل نسخًا أكثر، ولكن سبحان الله، أراد الله ذلك، فوجدنا حوالي 20 مليون مخطوطة إسلامية على وجه الأرض، منهم حوالي 2 مليون نسخة فقط لـ«دلائل الخيرات»، وهذا غير كتب الصلوات الأخرى، مثل «كنوز الأسرار» للهروش، و«سعادة الدارين» للنبهان، و«الكنز الثمين»، وغيرها من المجاميع التي جمعت الصلوات وتتبعت فضلها، وعرف المسلمون فضلها كثيرًا، إما بالتجربة أو بالرؤى».

وشدّد: «الالتزام بالنصوص عندنا شكله إيه؟ نحن ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم العميق، ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم الذي لا يضرب بعض الشريعة فيه بعض، إنما كله متفق على نمط واحد، فإذا كان الأمر الأول هو السيرة، والأمر الثاني هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأمر الثالث هو تتبع ما ورد عن سيدنا في القرآن الكريم».

وتابع: «ربنا في القرآن الكريم أكثر من ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، هو لم يُذكر باسمه محمد إلا أربع مرات، وأحمد مرة واحدة، لكن المقصود ليس ذلك، المقصود أنه وصفه وذكر عينه وذكر يده وذكر كل أعضاء جسمه، فقراءة السيرة مع الصلاة على النبي، مع تتبع القرآن، تجعل الإنسان يرسم هذه الصورة لسيدنا».

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم الرسول
  • علي جمعة: الكذب حرام والتلبيس أشد منه لانه من الكبائر
  • سبع وصايا نبوية تديم الستر و تُنقذك يوم القيامة.. علي جمعة يوضح
  • كنت في شبابي سيئ الخلق وتبت فهل أرى عملي في ابنتي؟.. علي جمعة يرد
  • هل رفض عريس لمجرد أنه ليس وسيما حرام وتكبر على نعمة الله؟
  • هذه الصلاة تغفر ذنوبك وتساعدك على التوبة.. علي جمعة يوضحها
  • 8 لاعبين يمثلون “ألعاب القوى” في “خليجية الشباب” بالدوحة
  • علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
  • ما فضائل شهر ذي القعدة؟.. إشارة من الله و3 فرص للنجاة
  • علامة قبول التوبة من الذنب وشروطها.. المفتي السابق يحدد