يتزامن الحديث الإسرائيلي عن قرب إنهاء العدوان على غزة، وإعلان الاحتلال رسمياً عن ذلك، وبدء عملية إعادة إعمارها، واتخاذ إجراءات بناء الثقة تجاه الفلسطينيين، مع خطوات موازية بزعم أنها ستقنع السعوديين بمزيد من المرونة في مواقفهم من التطبيع المرتقب مع الاحتلال.

الخبير في شؤون دول الخليج وباحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، يوئيل غوزانسكي، أكد أن "انتخاب جو بايدن للرئاسة الأمريكية قبل أربع سنوات أدى لقطع زخم اتفاقيات التطبيع، ومفاوضات ضمّ السعودية إليها، كما ساهمت حرب غزة، بوقف تلك المفاوضات المتقدمة نحو الاتفاق مع المملكة، لكن انتخاب دونالد ترامب للرئاسة يحمل في موضوع التطبيع العديد من الإيجابيات بما يفوق السلبيات".



وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "هناك العديد من المؤشرات على ذلك، أولها توقعات السعودية بأن يقود ترامب موقفاً أكثر صرامة تجاه إيران من سلفه بايدن، وإذا كان مستعداً لإغلاق الملف النووي الإيراني، من خلال العمل العسكري أو الاتفاق، فإن السعوديين سيكونون على استعداد لقطع شوط طويل تجاهه فيما يتعلق بمسألة التطبيع، لأن إيران هي القضية الساخنة بالنسبة لهم، وسيشعرون بقدر أكبر من الأمان عند خوض المخاطر السياسية مع تحسن الوضع الأمني".


وأشار أن "المؤشر الثاني على قرب التطبيع السعودي الإسرائيلي، أن من وجهة نظر دول المنطقة، يتمتع ترامب بعلاقات وثيقة مع نتنياهو، والأهم من ذلك التأثير الكبير عليه، ويمتلك أداة ضغط أكبر عليه أكثر من سلفه بايدن، مما سيسمح له بالضغط عليه لإنهاء حرب غزة، وانتزاع تنازلات كبيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية التي تزايدت أهميتها".

وأوضح ان "المؤشر الثالث يتعلق بعودة جاريد كوشنير هذه المرة "كمستشار سيرافق فريق ترامب في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتمتع بعلاقات جيدة مع قادتها، ويحظى بثقتهم، وقد أقام علاقات شخصية مع محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، وطوال الحملة الانتخابية، حرص ترامب على وصفه الأخير بـ"الصديق"، وأغدق عليه الثناء، وكجزء من صفقة محتملة، يتوقع أن تتم دعوته لواشنطن، مما سيساعده على استعادة مكانته تدريجيا في الولايات المتحدة".

وأكد أن "المؤشر الرابع الأكثر تأثيرا على ترامب هو غروره، ورغبته في أن تسجل كتب التاريخ عنه باعتباره من جلب السلام، مرة أخرى، من خلال اتفاقيات أبراهام، وتطلعه للحصول على جائزة نوبل، نظرا لشعوره بأنه يستحقها، ولذلك لا يمكن إلغاء الأجندات الشخصية في هذا الأمر، ويرجح أن يريد نتنياهو وابن سلمان حضور الحفل في أوسلو لاستلام الجائزة".


وأضاف أن "المؤشر الخامس يتعلق باهتمامات حكام الخليج لشراء كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية، ومساعدة ترامب في تعزيز اقتصاد بلاده، وهناك توقعات بأن تكون إدارته الثانية أكثر سخاءً من بايدن في الجزرة التي سيعطيها للسعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل، مما يتضع عليها مزيدا من التحديات، بما قد يؤدي لتنازلات منها تتماشى مع توقعات المملكة، خاصة الترويج لحلّ الدولتين، لزيادة فرص تجديد عملية التطبيع، وتسريعها".

وختم بالقول أن "إدارة بايدن أحرزت تقدماً مع السعوديين، ولم يتبق الكثير من العقبات أمام توقيع اتفاق التطبيع مع الاحتلال، لكن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والإعلان الإسرائيلي عن نهاية الحرب، وبدء عملية إعادة إعمار القطاع، واتخاذ إجراءات بناء الثقة تجاه الفلسطينيين، كلها خطوات ستقنع السعوديين بمزيد من المرونة، وسيكون مسعى ترامب الشخصي للحصول على جائزة نوبل حافزا جديدا لإبرام هذا التطبيع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي التطبيع السعودية ترامب بن سلمان إسرائيل السعودية التطبيع ترامب بن سلمان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مستشار ترامب السابق: الرئيس الأمريكي يرى أن التطبيع بين العرب وإسرائيل هو الطريق لحل أزمات الشرق الأوسط|خاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال جابريل صوما، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن السياسة الأمريكية تجاه الملف السوري كانت واضحة منذ البداية، حيث قامت على مبدأ عدم التدخل المباشر، مع التركيز على مراقبة الوضع في سوريا حتى تتضح ملامح المشهد هناك.

وأوضح “صوما” في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أن الإدارة الأمريكية ربطت تعاملها مع الملف السوري بتطورات الأوضاع واستقرارها، مشيرًا إلى أن التوجهات الأمريكية تجاه سوريا ستتجلى بوضوح فور تولي الحكومة الجديدة مهامها.

وفيما يتعلق بمسألة التطبيع بين سوريا وإسرائيل، أكد صوما أنها تعد محورًا أساسيًا في السياسة الخارجية للرئيس ترامب، خاصة في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

 وأوضح أن ترامب يرى في التطبيع وسيلة رئيسية لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي بشكل كامل، معتبرًا أن ذلك يعد عاملًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي. 

وأضاف أن التطبيع يمكن أن يسهم في تخفيف الأزمات التي تعاني منها المنطقة، مما يجعله إحدى القضايا الاستراتيجية التي تحظى باهتمام كبير في السياسة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تدين تصريحات إسرائيلية بشأن السعودية
  • الخارجية المصرية تدين بشدة تصريحات إسرائيلية تستهدف السعودية
  • تصريحات إسرائيلية متهورة| سيادة السعودية خط أحمر.. وخبير: مصر مؤتمنة على الدفاع عن الأمن القومي العربي
  • مستشار ترامب السابق: الرئيس الأمريكي يرى أن التطبيع بين العرب وإسرائيل هو الطريق لحل أزمات الشرق الأوسط|خاص
  • كاتبة إسرائيلية تنقل تعليقات سعوديين على خطة ترامب بشأن غزة.. ماذا قالوا؟
  • صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الخميس
  • أسوأ عملية قتل جماعي .. السعودية تعزي في حادث أوربرو بمملكة السويد
  • أول مزاد عالمي لـ«سوذبيز» في السعودية: تسليط الضوء على أعمال الفنانين السعوديين
  • بعد تصريحات ترامب بشأن غزة.. سفير السعودية السابق بأمريكا يكشف مصير التطبيع
  • الخارجية الروسية: واشنطن يتوجب عليها اتخاذ الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات مع موسكو