أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان لها أن الشريعة الإسلامية تحث على الحفاظ على حياة الإنسان، وتؤكد على أهمية المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية، من خلال توجيه المؤمنين إلى التداوي والوقاية من الأمراض، والنهي عن قتل النفس أو إلحاق الضرر بها أو بالآخرين، هذه المبادئ تأتي في إطار اهتمام الإسلام العميق بحماية الإنسان وحفظ حياته من كل ما يعكر صفوها أو يهددها.

الإسلام والتداوي: ضرورة الوقاية والعلاج

أوضحت دار الإفتاء أن من أبرز مظاهر دعوة الإسلام للمحافظة على الإنسان هو الحث على التداوي والوقاية من الأمراض. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة على أهمية طلب العلاج عند المرض، حيث قال: "تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء". وهذا الحديث يشير إلى أن التداوي ليس فقط مشروعًا بل هو واجب، وأن الله سبحانه وتعالى قد وضع لكل مرض علاجًا، مما يحفز المسلمين على البحث عن العلاج والوقاية.

كما أضافت الدار أن الإسلام يشجع على اتخاذ الأسباب الصحية السليمة للوقاية من الأمراض، مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، اتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات. هذه التدابير، بحسب الشريعة الإسلامية، تُعتبر جزءًا من الإيمان بالعناية بالنفس التي هي أمانة من الله.

النهي عن قتل النفس: قيمة الحياة في الإسلام

أما في ما يتعلق بحماية النفس البشرية، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام يحرّم قتل النفس بغير حق، ويعتبر ذلك من أعظم الكبائر. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" [الإسراء: 33]. هذا التحريم يشمل جميع أشكال قتل النفس، سواء كان من خلال الانتحار أو القتل العمد. وأوضحت دار الإفتاء أن الإسلام يضع حياة الإنسان في مقام عالٍ، ويُعتبر أي اعتداء على هذه الحياة جريمة عظيمة لا يغفرها الله إلا في حالات محددة، مثل القتل بحق من خلال القصاص.

النهي عن إلحاق الضرر بالنفس أو بالغير

كما شددت دار الإفتاء على أن الإسلام ينهي أيضًا عن إلحاق الضرر بالنفس أو بالآخرين. هذا يشمل كل ما يؤدي إلى الإيذاء الجسدي أو النفسي، سواء كان ذلك عن طريق العنف، أو الإساءة اللفظية، أو نشر الأكاذيب والشائعات. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "لا ضرر ولا ضرار"، مما يعني أن المسلم يجب أن يتجنب إلحاق الأذى بنفسه أو بالآخرين، وأن يسعى إلى السلامة والراحة للجميع.

الختام

في ختام البيان، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام في جوهره يدعو إلى المحافظة على الحياة البشرية وحمايتها من جميع المخاطر، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو نفسية. هذه القيم الإسلامية تتجسد في الأوامر والنواهي التي تحث على العناية بالنفس، واتباع سبل العلاج والوقاية، وتحرّم الاعتداء على الحياة أو الإضرار بها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء دار الافتاء المصرية الإسلام دار الإفتاء أن الإسلام قتل النفس

إقرأ أيضاً:

هل صيام المرأة غير المحجبة باطل؟.. الإفتاء تحسم الجدل

كشفت مروة سعد الدين، أمينة الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، عن حكم صيام المرأة غير المحجبة ، مشيرة إلى أن ارتداء المرأة للحجاب فريضة وعدم الالتزام بما فرضه الله يعد إثمًا.   

وأوضحت “سعد الدين”، في تصريحات تلفزيونية اليوم، الأحد، أن ارتداء الحجاب والصيام فرضان مستقلان، ولا يؤثر عدم ارتداء الحجاب على صحة الصيام أو قبوله. 

أحكام النساء في رمضان.. 10 وقفات للمرأة لأداء الصيامهل يجوز صيام المريض العاجز؟ مفتي الجمهورية يوضح | فيديو

وأضافت أمينة الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى يحاسب الإنسان على كل فريضة بشكل منفصل، فمن تلتزم بالصيام دون الحجاب تكون آثمة في تقصيرها بفرض الحجاب، لكنها لا تفقد بذلك أجر الصيام. 

وأضافت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس اليوم الأحد، أن شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله، داعية الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب خلال الشهر الفضيل إلى الاستمرار عليه بعد انتهائه، مؤكدة أن الثبات على الطاعة نعمة من الله. 

أما فيما يخص الصيام دون صلاة، فقد شددت أمينة الفتوى على أن الصلاة ركن أساسي في الإسلام، ولا يجوز التهاون فيها، وأن ذلك لا يؤثر على صحة الصيام، مشيرة إلى أن رمضان فرصة عظيمة للالتزام بالصلاة والمحافظة عليها بعد الشهر المبارك.

حكم صلاة وصيام المرأة غير المحجبة

وكانت دار الإفتاء المصرية، قالت إن الزي الشرعي للمرأة المسلمة أمر فرضه الله تعالى عليها، كما حرم عليها أن تُظهِر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب.

وأضافت الإفتاء، في فتوى لها عن حكم صلاة وصيام المرأة غير المحجبة، أن الزي الشرعي هو ما كان ساترًا لكل جسمها ما عدا وجهها وكفيها؛ بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف. 

وأوضحت الإفتاء أن الواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها في الأداء؛ فمن صلَّى مثلًا فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صَلَّتْ وصَامَتْ فإن ذلك لا يبرِّر لها ترك ارتداء الزي الشرعي.

مقالات مشابهة

  • بطريرك الروم الأرثوذكس بسوريا: في الصوم الكبير يناجي كلٌّ منا الله
  • هل يُقبل صيام المرأة غير المحجبة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل تتضاعف الحسنات والسيئات في شهر رمضان؟.. الإفتاء تجيب
  • هل صيام المرأة غير المحجبة باطل؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • نائب: الشهداء صنعوا بدمائهم سياجا يحمي مصر من أنياب الفوضى
  • هل صلاة الفجر غير صلاة الصبح ؟.. الإفتاء توضح
  • بطانة الرحم المهاجرة.. أعراضه وطرق العلاج والوقاية
  • هل يُقبل صوم من أصبح على جنابة في رمضان.. الإفتاء توضح
  • ما حكم صيام شهر رمضان.. وحكم من أفطر فيه متعمدا.. الإفتاء توضح
  • كيف تجلب البركة إلى حياتك خلال رمضان من القرآن والسنة.. فيديو