أعادت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، والتي أدت لسقوط أكثر من 55 قتيلاً ونحو 150 جريحاً، التركيز على قضية تنامي نفوذ بعض المجموعات المسلحة في مناطق غرب ليبيا، خاصة وأنها جاءت بعد حوادث خطف متكررة، وعمليات إغلاق بعض مصافي النفط.

توحيد الجيش الليبي هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا

هناك أهمية قصوى لإحياء مسار العملية السياسية مجدداً وصولاً إلى الانتخابات

ووقعت الاشتباكات بين أكبر قوتين مسلحتين في غرب ليبيا، "اللواء 444" و"قوة الردع"، بعد اعتقال قوة الردع لقائد "اللواء 444" العقيد محمود حمزة، الإثنين الماضي.


وتم الأربعاء، التوصل لاتفاق يقضي بنقل العقيد محمود حمزة إلى "جهة محايدة"، دون تسميتها، مقابل تهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار، واستؤنفت حركة الملاحة الجوية صباح الأربعاء من مطار معيتيقة في طرابلس، لكن شبح التوتر لا يزال يخيم على العاصمة الليبية.

#ليبيا.. ارتفاع حصيلة ضحايا اشتباكات #طرابلس إلى 55 قتيلاً

https://t.co/LR4q3wNAyO

— 24.ae (@20fourMedia) August 16, 2023 ضعف الدبيبة وترى الباحثة المتخصصة في الشأن الافريقي، ومديرة وحدة الدراسات الأفريقية بمركز المستقبل الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، الدكتورة إيمان الشعراوي، أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس تشير إلى تعقد الصراع، واستمراره لفترة طويلة.
وقالت في حديث لـ24: "هذه الاشتباكات تؤكد ضعف حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وعدم قدرتها على السيطرة على الأوضاع الأمنية، حيث التزمت الصمت تجاه ما يجري، وأيضاً إبان الاشتباكات السابقة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تندلع فيها أعمال عنف واشتباكات في ولاية هذه الحكومة".
وأضافت الشعراوي: "ما حدث في ليبيا متوقع وسيتكرر مستقبلاً بين أكثر من طرف، لأنه لا يمكن الحديث عن استقرار أية دولة بالعالم إذا لم يكن بها جيش وطنى موحد تحت قيادة واحدة خاضعة للقانون والدستور والقيادة السياسية والمدنية للدولة، أما ظاهرة انتشار القوات الرديفة، أو ما يطلق عليها القوات الموازية، فإنها تضر بالدولة".
انعكاسات سياسية وأمنية وأكدت الشعراوي، أن "هذه الاشتباكات ستكون لها انعكاسات أمنية وسياسية واجتماعية، فضلاً عن أنها مقدمة لتوتر أوسع في مناطق غرب ليبيا، خاصة بعد تكرار حوادث إغلاق مصافي النفط، وعدم تحييد عمليات إنتاج وتصدير النفط والغاز عن أي خلافات، وما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد الليبي، وكذلك عمليات الاختطاف المتبادلة، وما يترتب عنها من زيادة بؤرة العنف والاشتباكات".
 وأوضحت أنه إذا لم يكن هناك تدخل حاسم من الحكومة الليبية ومن الأطراف الدولية لوقف الاشتباكات، فإن هذه التطورات تهدد بانهيار المسار السياسي في ليبيا، والعودة إلى مربع الفوضى وتعزيز الانقسام في البلاد.
وعن تأثير هذه الاشتباكات على العملية السياسية، قالت الباحثة الشعراوي إن "هذه الاشتباكات ستؤثر سلباً على مستقبل العملية السياسية التي تحاول الأمم المتحدة والأطراف الدولية دفعها للأمام، خاصة ما يتعلق بخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات شاملة، تلبي تطلعات الشعب الليبي".
فشل سياسي وأشارت إلى أن "الفوضى التي غرقت فيها ليبيا كانت نتيجة بالأساس لفشل سياسي في مواجهة العنف وتفتيت البلاد، وانسداد الطريق أمام المبادرات السياسية المختلفة في سبيل ضمان انتقال سلمي وتوافقي، بالإضافة إلى الخلاف الدائم بين نخبها، ليؤكد هذا الفشل".
وشددت على أن توحيد الجيش الليبي هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، والتمكن من إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وحل المجموعات المسلحة وضبط انتشار السلاح المنفلت. انسداد سياسي ويقول الكاتب والمحلل السياسي جمال رائف إن "الاشتباكات في طرابلس تعبر عن حالة الانسداد السياسي التي وصلت إليها الأوضاع في الداخل الليبي، وبالتالي هذه ترجمة للحالة السياسية التي تعثرت، وتعثر معها الجهد في دعم الاستقرار الداخلي الليبي".
وأضاف في حديث لـ24: "هناك أهمية قصوى لإحياء مسار العملية السياسية مجدداً، وصولاً إلى الانتخابات، وبالتوازي إحياء ما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية وأيضاً التعويل على لجنة (5+5) وجهود الأطراف الإقليمية الحاضنة لهذه الاجتماعات، والمضي نحو العمل بالتوازي، مع ما يتعلق بترميم البيت الداخلي الليبي سياسياً وأمنياً".
وتابع "هذه المتغيرات لها آثار سلبية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وحتى السياسية في الداخل الليبي، وتشكل محطة فارقة في المرحلة السياسية الليبية، وإن لم تستطع القوى السياسية الليبية الالتفاف حول فكرة الدولة الوطنية، ودعم فكرة وحدة الصف ودعم المؤسسة الأمنية، سوف تكون هناك عواقب أكثر صعوبة، وربما تتصاعد الأعمال العسكرية".
وأشار إلى أن الداخل الليبي لا يمتلك رفاهية الوقت، مضيفاً "عليه أن ينطلق نحو إحياء المسار السياسي، حتى يكون هناك صوت سياسي وصوت أمني واحد، للمضي نحو بناء مؤسسات الدولة والحفاظ على مقدراتها".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا طرابلس العملیة السیاسیة هذه الاشتباکات فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

تقديرات إسرائيلية بعودة القتال في غزة بهذا الموعد.. رسالة أمريكية

أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء الاثنين، أنّ التقديرات الإسرائيلية تشير إلى عودة القتال واستئناف الحرب على قطاع غزة خلال أيام قريبة، مشيرة إلى أن رسالة أمريكية وصلت إلى تل أبيب بخصوص حركة حماس.

وقالت الصحيفة إن "التقديرات في إسرائيل لدى القمة السياسية هي العودة إلى الحرب خلال 10 أيام، إذا لم تكن هناك اتفاقات مع حماس"، مضيفة أنّ "هذه التقديرات نابعة من التفسير الذي سُمع في المشاورات، وكذلك الرسالة الأمريكية بشأن حماس".

وأوضحت أن الولايات المتحدة بعثت برسالة مفادها: "اقتلوا الجميع حتى آخرهم، حماس هي عقبة أمام التطبيع"، منوهة إلى أنه المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط ستيف ويتكوف لن يصل إلى إسرائيل في الأيام القادمة، بحسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون كبار.

ولفتت إلى أن ويتكوف أجرى الأسبوع الماضي مقابلات مع عدة وسائل إعلام أمريكية، وقال إنه "يعتزم زيارة الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل"، لكن لاحقا قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنّ "زيارة ويتكوف تم تأجيلها لأسباب فنية، نظرا للجداول الزمنية والحاجة لمعالجة القضايا المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية".

ونوه مسؤولون في البيت الأبيض، إلى أنه لا علاقة بتأجيل زيارة ويتكوف بتعثر المفاوضات حول استمرار وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.



ونقلت "معاريف" عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات، أنّ ويتكوف لن يأتي إلى المنطقة، طالما لا يوجد تقدم في المفاوضات، وسيأتي فقط لإغلاق الصفقة.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أنه "لا يوجد تقدم بالوقت الحالي، وحماس لا تزال على موقفها".

وبحسب "معاريف"، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون تحديد موعد نهائي للجهود التي يبذلها الوسطاء لإقناع "حماس" بمواصلة الصفقة، فيما تبدي تل أبيب استعدادها إعطاء هذه الجهود عدة أيام، دون تحديد تاريخ محدد.

وأكدت أنه بعد جولة من المحادثات في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي ورفض "حماس" مقترح ويتكوف، طلب الوسطاء عدة أيام للضغط على الحركة ودفعها للمرونة.

وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات سموتريتش والتي أكد فيها أن الخطوة التالية في غزة: "هجوم قوي وفتاك"، معتبرا أن وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، وتم اتخاذها بفصل السياسية التي تقودها الحكومة والمجلس الوزاري.

وشدد سموتريتش على أن "هذه مجرد البداية"، موضحا أن "المرحلة التالية ستكون قطع الكهرباء والمياه، وفتح أبواب الجحيم على غزة بهجوم قوي وفتاك وسريع، سيؤدي إلى احتلال المنطقة، وبدء تنفيذ خطة ترامب لتشجيع هجرة سكان غزة".

مقالات مشابهة

  • تقديرات إسرائيلية بعودة القتال في غزة بهذا الموعد.. رسالة أمريكية
  • وجود كيكل في الصينية أثناء الاشتباكات كان خطأً فادحًا، لا يمكن تبريره
  • ليبيا تكشف موقفها من استقبال لاجئين فلسطينيين
  • التصريح بدفن 4 جثث من ضحايا الاشتباكات بين عائلتين في الفيوم
  • أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة اليمنيين (صور)
  • وزير العمل الليبي يشدد على أهمية تفعيل التأشيرات العمالية لضبط دخول العمالة المصرية إلى ليبيا
  • السنوسي: انتخابات برلمانية دون رئاسية قد تهدد وحدة ليبيا
  • الغلاء وانهيار الخدمات يفقد المواطنين في المحافظات المحتلة بهجتهم باستقبال شهر رمضان
  • عودة الاشتباكات بين العماليين والجيش التركي شمالي دهوك
  • أستاذ علاقات دولية: مصر تسعى لإنهاء الجمود السياسي في الداخل الليبي