استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المشروعات الجديدة المنفذة والجاري تنفيذها في قطاع الصحة، مؤكدا أنه على مدار السنوات العشر الماضية، جرى تنفيذ 1220 مشروعا جديدا في قطاع الصحة باستثمارات تجاوزت 180 مليار جنيه، لإنشاء مستشفيات ومراكز جديدة، مشيرا إلى أن السنتين الماضيتين، شهدتا تنفيذ 24 مشروعا بتكلفة نحو 8 مليارات جنيه، ضمت مستشفيات جديدة تم افتتاحها وتشغيلها.

وأضاف في تصريحات تليفزيونية، عقب جولته التفقدية بعدد من المنشآت الصحية في محافظتي الجيزة والقاهرة، لمتابعة أعمال تطويرها ورفع كفاءتها، أن خلال العام المالي الحالي، يجري تنفيذ 20 مشروعا بتكلفة نحو 10.5 مليار جنيه، وأن العام المقبل سيجري تنفيذ 54 مشروعا، الجزء الأكبر منها سيدخل الخدمة بتكلفة نحو 60 مليار جنيه، مؤكدا أن جميع هذه المشروعات ستبدأ الخدمة اعتبارًا من العام المالي المقبل، بما يوفر أكثر من 10 آلاف سرير، وأن مختلف هذه المشروعات يتم تنفيذها بالتوازي مع تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.

وقال «مدبولي»، إنه تفقد ومرافقوه 5 مستشفيات، بل الأصح 5 صروح طبية كبيرة، بدأت بمستشفيي أم المصريين، وبولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، منوها بأن هذه المستشفيات قائمة بالفعل منذ عشرات السنين، وقد تصل إلى أكثر من 60 سنة، ولم تمتد إليها يد التطوير منذ فترات بعيدة، قائلاً: «ما نقوم به اليوم، هو ليس أعمال تطوير فحسب، بل يُعد إنشاء مستشفيات جديدة من البداية، تضمن زيادة عدد الأسرة، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة من خلالها للمواطنين»، مضيفا: نسعى من خلال تنفيذ أعمال التطوير ورفع الكفاءة، في التعامل مع حجم الزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها المناطق التي تتواجد بها هذه المستشفيات.

ولفت إلى أنه انتقل عقب ذلك لتفقد 3 مستشفيات بمحافظة القاهرة وهي: مستشفى أورام دار السلام «هرمل سابقا»، مستشفى بولاق أبو العلا العام الجديد، ومشروع إنشاء مدينة النيل الطبية «مستشفى معهد ناصر»، موضحا أن مستشفى أورام دار السلام، يأتي فى إطار تنفيذ المبادرة الخاصة بالشراكة مع أحد المستشفيات العالمية «مؤسسة جوستاف روسي» الفرنسية، سعيا لأن يكون مركزا لعلاج الأورام على أعلى مستوى فى العالم.

وأضاف: نعمل على تنفيذ مختلف أعمال التطوير للمباني القائمة، بالإضافة إلى إنشاء مبان جديدة، مؤكدا أن التحدي فى هذا الصدد، هو تنفيذ أعمال التطوير والانشاء الجديد، مع عدم التوقف للخدمات المقدمة من خلال المباني القائمة، وهو أصعب بكثير من تنفيذ أعمال إقامة منشأة جديدة.

وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه انتقل ومرافقوه إلى مستشفى بولاق أبو العلا، لتفقد أعمال التطوير، مؤكدا أنه سيكون صرحا طبيا جديدا، موضحا أنه تناقش مع نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، فى كيفية استغلال هذا الصرح الطبي لتقديم خدمات ليس فقط لساكني الحي، بل تمتد خدماته لتشمل مختلف أحياء محافظة القاهرة.

ونوه بأن الجولة التفقدية شملت زيارة مشروع إنشاء مدينة النيل الطبية «مستشفى معهد ناصر»، مؤكدا أن هذا المشروع سيكون الأضخم فى تاريخ وزارة الصحة المصرية، لافتا إلى متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوجيهاته المستمرة لهذا المشروع، ومختلف المشروعات الجاري تنفيذها في قطاع الصحة، وتأكيده أن هذا الصرح يصلح أن يكون مدينة طبية عالمية متكاملة.

وأشار في هذا السياق، إلى أن حجم الإنشاءات الجديدة، من شأنها أن تسهم في أن يستوعب هذا المستشفى نحو ضعفي عدد الأسرة الموجودة حاليا، حيث سيصل عدد الاسرة بهذا الصرح العالمي إلى أكثر من 2000 سرير، منوها بمستوى التطور الذي من شأنه ان يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة، وما يجعل الدولة المصرية فخورة بالمستوى الذي يتم به تنفيذ مشروعات وزارة الصحة على مستوي الجمهورية لتقديم خدمات متميزة للمواطنين.

وفي السياق ذاته، أشار رئيس الوزراء، إلى لقائه مع نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان لعرض المرحلة الثانية من تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في المحافظات الخمس: دمياط، والمنيا، وكفر الشيخ، وشمال سيناء، ومطروح، موضحا أنه جرى اتخاذ القرار بتنفيذ دخول هذه المحافظات تباعًا للخدمة في خلال السنوات الثلاث القادمة باستثمارات حوالي 115 مليار جنيه.

وأكد أن هذه الاستثمارات منفصلة تماما عن الانفاق المعتاد لمشروعات قطاع الصحة علي مستوي الجمهورية، وكذا بخلاف الاستثمارات الخاصة بمشروع المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

وردا على ما يثار من تساؤل عن مدي اهتمام الدولة بقطاع الصحة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن ما يتم تنفيذه من مشروعات وحجم الاستثمارات المخصصة يعكس مدي اهتمام الدولة بهذا القطاع، ويبرز حجم مجهودات الدولة في هذا القطاع الهام جدًا للمواطن المصري.

وأضاف: نعمل على معالجة التراكمات التي شهدتها الفترة الماضية وأدت إلي وجود عجز كبير في عدد الأسرة المطلوبة وتواضع في مستويات الخدمة، مؤكدا سعي الدولة لتطوير المنشآت القائمة وسد هذه الفجوة، مع مواجهة الزيادة السكانية المتوقعة وتوفير الخدمات الكافية لها، كل ذلك في إطار منظومة متكاملة للقطاع الصحي، الذي يشغل اليوم جزءاً كبيراً من محور التنمية البشرية.

وتابع: دائما ما يُثار الحديث حول أهمية قطاعي الصحة والتعليم، وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن الدولة تتحرك في هذه الملفات بقوة وبسرعة، في إطار الإمكانيات المتوفرة، وبما يتجاوز أيضاً تلك الإمكانات المتاحة.

وأعرب رئيس الوزراء عن سعادته بما شهده اليوم من أعمال تطوير، وتقدم بالشكر للدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والسادة المحافظين، وجميع المسئولين بوزارة الصحة، على الجهد المبذول، وفي ذات الإطار، مشيراً إلى توجيه السادة المحافظين بأهمية تطوير المناطق المحيطة بالمشروعات التي يتم تنفيذها، مثل: الشوارع، والمباني، والعمارات السكنية المحيطة، وأماكن انتظار السيارات، موجهاً بضرورة عمل تصور وتخطيط واضح لها، حتى تتمكن الدولة من تنفيذ منظومة تطوير شاملة.

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، خلال حديثه، إلى ما سبق أن تحدث عنه يوم الخميس الماضي بالمؤتمر الصحفي المنعقد بميناء دمياط، وما تم تناوله بشأن الوضع الاقتصادي وموضوع سعر الدولار، وفي هذا السياق، قال: اننا لن نُكرر الأخطاء السابقة، حيث كان هناك اعتقاد سابق بأن تثبيت سعر الصرف هو دليل قوة ومتانة الدولة، وأنه لا ينبغي أن نترك سعر العملة للتحرك المرن، وكانت النتيجة هو أننا كنا نظل متمسكين لفترة زمنية معينة بعدم تغيير سعر الصرف، ثم تحدث مشكلة، ونضطر إلى تنفيذ التعويم بأرقام كبيرة تتراوح بين 40% و 30% من سعر العملة، ولذلك كان هناك أهمية لوجود سعر صرف مرن.

وفي هذا الإطار، تناول بالحديث نتائج تطبيق سعر الصرف المرن منذ مارس الماضي وحتى هذه اللحظة، مشيراً إلى أن الحركة التي حدثت في سعر الدولار تتراوح من 4% إلى 5%، حيث بدأنا بسعر 47، ووصل اليوم إلى 49، مؤكداً أن ذلك طبيعي ومنطقي فى هذا الصدد.

وأضاف: عندما تحدثت في هذا الأمر، أشرتُ إلى أنه من الوارد أن ينخفض سعر الصرف أو يرتفع بنفس النسب، فمن الممكن أن تؤدي حركة الطلب على الدولار إلى انخفاض السعر إلى 46 جنيهًا أو 47 جنيهًا، ومن الممكن أن يزيد أيضًا بنفس النسبة بمعدل 4% أو 5%.

وتابع: ما قصدته وقتها بوضوح شديد هو أننا بدأنا تطبيق سياسة سعر صرف مرن، وعندما تحدثنا مع الاقتصاديين، أكدوا أهمية عدم تكرار نفس أخطاء الماضي التي كانت تُطبق منذ عشرات السنين، لافتين إلى أهمية أن يكون هناك نظام مرن لسعر الصرف، وأن يكون هناك ثقة بالأسواق في أن الدولة تتبنى هذا النظام ومُصرّة على تطبيقه بالطريقة الصحيحة، وبالتالي هذا يُعطي أريحية واستدامة لمختلف المستثمرين والقطاع الخاص الذي يعلم جيدًا كيف تسير الأمور في هذا الصدد.

وأكد رئيس الوزراء أن التحرك في حدود هذه النسب، سيكون أمرا طبيعيا ومنطقيا ولن يضرنا في شيء، بل بالعكس يؤكد المستثمرون لنا أنهم مطمئنون، وأن استمرار تطبيق نفس السياسة يجعلهم قادرين على وضع توقعاتهم لمدة 15 أو 20 سنة في السوق المصرية، وهذا ما يُسهم في تحقيق ما نتحدث عنه دائمًا من خلق بيئة مواتية للاستثمار وأن يكون اقتصادنا اقتصادا مرنا، وهو ما أكدته دومًا.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أننا نعيش اليوم في عالم واسع مُتكامل مع بعضه وتتأثر فيه الدول بعضها ببعض، وبالتالي عندما تزيد العملة على مستوى العالم، يؤثر هذا على كل الدول، والأمر كذلك عندما تنخفض العملة عالميًا، سنجد تأثير هذا الانخفاض في كل الدول.

وأضاف: سيُقال لديكم فجوة، ماذا تصنعون لحلها، وهنا أقول إننا نفعل ما تتابعونه يوميًا من جهود تتم في مختلف المجالات من أجل زيادة إيراداتنا من العملة الأجنبية، ففي قطاع الصناعة نبذل جهودًا كبيرة من أجل الارتقاء بالقطاع وزيادة معدلات التصدير، وكذا النهوض بموارد قطاع السياحة، فبالرغم من ظروف عدم الاستقرار الموجودة في كل المنطقة نُحرز نموًا في هذا القطاع، ولدينا مستهدفات واضحة لمضاعفة اعداد السياحة خلال الفترة المقبلة.

وتحدث رئيس الوزراء عن تحويلات المصريين من الخارج، باعتبادها واحدة من أهم موارد العملة الصعبة، مشيرًا إلى أن المواطنين المصريين العاملين في الخارج عندما يطمئنون أن هناك سعر صرف واحد ومرن، يقومون بتحويل أموالهم في الإطار الرسمي، وهو ما حدث خلال الفترة الماضية، وبالتالي تختفي السوق السوداء.

ثم انتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن إيرادات قناة السويس التي تُعد موردًا مُهمًا للغاية للدولة المصرية، مشيراً إلى أنها تأثرت بشدة بسبب الظروف المحيطة الخارجة عن إرادة الحكومة المصرية، مؤكدًا أنه باستقرار الأمور سوف يعود هذا المصدر الهام، وبالتالي تتحرك الدولة نحو الهدف بالقضاء على الفجوة الموجودة حالياً بين حجم احتياجات الدولة وحجم مواردها.

وأشار إلى عدم تحقيق هذا الهدف في الوقت القريب، لكن نحن نسير علي المسار الصحيح باتخاذ كافة الملفات التي تمت الإشارة إليها من الخبراء الاقتصاديين وكل البرامج وفي جميع مواقع التواصل الاجتماعي من قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكداً ندعم هذه الملفات لزيادة الصادرات المصرية وبالتالي زيادة الموارد وهو ما يتحقق ويتم تنفيذه من الحكومة المصرية، يومياً نتخذ قرارات وإجراءات لتسهيل وتيسر وتشجع كافة هذه القطاعات للنمو بمعدلات سريعة للوصول إلي الحلم و الهدف بالقضاء على هذه الفجوة في أسرع وقت ممكن.

كما أضاف الدكتور مصطفى مدبولي: هناك جهد كبير يتم من الدولة في كل القطاعات ونعمل عليه يوما بيوم، كل يوم نستعد لنشر خبر جديد إيجابي بجذب استثمارات جديدة في جميع القطاعات لتوفير فرص عمل وزيادة إيرادات دولارية جديدة وجذب استثمارات اجنبية مباشرة خلال الفترة المقبلة.

ورافق رئيس الوزراء خلال الجولة، الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، والدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، والدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، وعدد من قيادات الوزارة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أعمال التطوير أعمال تطوير أم المصريين إبراهيم صابر اتخاذ القرار اتصالات وتكنولوجيا استثمارات اجنبية استثمارات جديدة الإنشاءات الجديدة أبو العلا الوزراء للتنمیة البشریة الدکتور مصطفى مدبولی وزیر الصحة والسکان رئیس مجلس الوزراء أعمال التطویر رئیس الوزراء ملیار جنیه قطاع الصحة سعر الصرف نائب رئیس مؤکدا أن إلى أنه فی قطاع أن یکون إلى أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب: مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية يُنهي الصراع بين المريض ومقدم الخدمة

أكد الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض يعد من أهم المشروعات التى سيناقشها مجلس النواب فى جلساته البرلمانية خلال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعى الثانى، سيما أنه ينظم العلاقة بين مقدم الخدمة الطبية ومتلقى الخدمة، سواء فى المستشفيات الحكومية أو القطاع الخاص.

وأشار إلى أن مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض مر بعدة مراحل من النقاش، بدأت بتقديمى ومعى عدد من النواب لمشروع قانون للمسئولية الطبية بهدف تنظيم العلاقة بين الطبيب والمريض، ونتيجة لحالة الشد والجذب سعت الحكومة إلى تقديم مشروع قانون متكامل حتى وصل إلى محطته الأخيرة فى المناقشة داخل لجنة الصحة بحضور جميع الأطراف المعنية، سواء من النقابات الطبية وكذلك كبار الأطباء من جميع التخصصات وأعضاء مجلس النواب.

وأوضح رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب فى حوار لـ«الوطن»، أن مجلس النواب حريص على مناقشة مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض مادة مادة للتأكد من اتفاقه مع نصوص الدستور، لافتاً إلى أن 90% من مطالب نقابة الأطباء تحققت فى مواد مشروع القانون، وهذا يعنى أننا راعينا كل المقترحات لإنهاء المعارك الوهمية المثارة حول هذا القانون، مبيناً حرص رئيس مجلس النواب على متابعة التفاصيل المتعلقة بمشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض، فإلى نص الحوار:

90% من مطالب الأطباء تحققت في مواد مشروع القانون.. واللجنة العليا للمسئولية الطبية جهة خبرة استشارية تختص بالأخطاء الطبية

كيف ترى مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض؟

- مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض استغرق أكثر من عامين فى النقاش والحوار للخروج بصياغات دقيقة تراعى الهدف المنشود من صدوره، فضلاً عن اتفاقه مع النصوص الدستورية، وبالتالى الصياغات النهائية لمشروع القانون حققت 90% من مطالب الأطباء.

ما الأسباب الحقيقية وراء تأخر إصدار مشروع القانون؟

- مشروع القانون مر بمراحل مختلفة منذ الإعلان عن إعداد مسودته الأولى التى تقدمت بها و60 عضواً إلى رئيس مجلس النواب، وتمت إحالته إلى لجنة الصحة باعتبارها اللجنة البرلمانية المختصة بالمناقشة، ودعوة جميع الجهات المختصة والنقابات الطبية، وفى مقدمتها نقابة الأطباء والعلاج الطبيعى والأسنان والتمريض، فضلاً عن كبار الشخصيات فى مجال الطب، وللأسف لم يتم الاتفاق على مواده، وتمت إحالة المواد التى أثير حولها اللغط إلى مجلس الدولة لمراجعة صياغتها القانونية والدستورية، بعدها بفترة تقدمت الحكومة بمشروع قانون متكامل للمسئولية الطبية، وذلك لحرصها الشديد على تحقيق ما كفله الدستور المصرى فى المادة 18 بأن لكل مواطن الحق فى الصحة والرعاية الصحية المتكاملة.

  المشرع المصري حريص على تحديد الالتزام الأساسي ودرجة العناية المطلوبة لكل من يزاول إحدى المهن الطبية.. ويحظر على مقدم الخدمة تقديمها للمريض دون رضاه

من وجهة نظرك لماذا أقدمت الحكومة على تقديم هذا المشروع وسط رفض الأطباء؟

- الأضرار الطبية التى شهدها المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة هى المحرك الأساسى لإعداد مشروع القانون، وبالمناسبة الأخطاء الطبية واردة وتحدث فى كل دول العالم، لذلك حرص المشرع المصرى على تحديد الالتزام الأساسى ودرجة العناية المطلوبة لكل من يزاول إحدى المهن الطبية، وكذلك التأكيد على الحقوق الأساسية لمتلقى الخدمة الطبية أياً كان نوعها، لإنهاء حالة الصراع بين المريض والكادر الطبى التى انتشرت فى السنوات الأخيرة.

الأضرار الطبية التى شهدها المجتمع المصرى خلال الآونة الأخيرة هى المحرك الأساسى لإعداد مشروع القانون

لماذا تضمن مشروع القانون إنشاء لجنة عليا للمسئولية الطبية؟

- الهدف من إنشاء اللجنة العليا للمسئولية الطبية هو وجود جهة خبرة استشارية تختص بالأخطاء الطبية، فتقوم ببحث الشكاوى الواردة إليها، وأتصور أنه من الأمور المهمة جداً لتحقيق التوازن قبل اتخاذ الرأى النهائى فى تحديد الخطأ الطبى، وبالتالى اللجنة العليا هى الخبير الفنى لجهات التحقيق أو المحاكمة فى القضايا المتعلقة بالمسئولية الطبية.

البعض يرى أن مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض أنصف المرضى على حساب الأطباء؟

- غير صحيح، وأؤكد أن أكثر من 90% من مطالب الأطباء تم التوافق عليها خلال اجتماعات اللجنة التى حضرتها الحكومة ممثلة فى وزيرى الصحة والمجالس النيابية، فضلاً عن النقابات الطبية المختصة، وهناك حقوق لم يتقدم الأطباء بها وراعى مشروع القانون الجديد تحقيقها لصالح الكادر الطبى، ومن بينها التأمين الإلزامى للمنشآت الطبية ومقدمى الخدمة من مزاولى المهن الطبية، وهو ملزم للقطاع الحكومى والخاص، بحيث يختص بالتأمين على العاملين فى القطاع الصحى سواء الأطباء أو التمريض، ويتولى المساهمة فى التعويضات المستحقة عن الأخطاء الطبية لتغطية الأضرار.

وما الهدف من إصدار مدونة السلوك الطبى ضمن مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض؟

- مدونة السلوك الهدف منها الحفاظ على حقوق الأطباء والمرضى، فعلى سبيل المثال يحظر على مقدم الخدمة تجاوز حدود الترخيص، أو تقديم الخدمة الطبية لمتلقى العلاج دون رضاه فيما عدا الحالات الطارئة أو التى تشكل خطراً على حياته، وكذلك الامتناع عن تقديم الخدمة فى الحالات الطارئة أو الانقطاع عن استمرار تقديم الخدمة للمريض دون التأكد من استقرار حالته الصحية، إلا إذا كان الانقطاع راجعاً لأسباب لا دخل لإرادة مقدم الخدمة فيها.

كثير من النقاشات دارت حول العقوبات الواردة فى مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض؟

- نعم كثير من اللغط شهده مشروع القانون بسبب العقوبات الواردة فى مواده، ومجلس النواب كان حريصاً من البداية على مراعاة جميع وجهات النظر التى تقدمت بها النقابات الطبية، وتم حذف المواد التى تتضمنها عقوبة الحبس، مع الإبقاء على عقوبة الحبس للطبيب فى حالات الخطأ الجسيم وأصبحت سنة ولا تجاوز 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 500 ألف جنيه ولا تجاوز مليون جنيه حالة وقوع مضاعفات.

وما أبرز التعديلات التى أجرتها لجنة الصحة بمجلس النواب على مواد مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض؟

- جميع التعديلات تمت بالتوافق، ومن بينها تعديل مسمى مشروع القانون ليصبح مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض بدلاً من حماية المريض، وراعت اللجنة تحديد الفارق بين الخطأ الطبى والخطأ الطبى الجسيم، فضلاً عن الاكتفاء بحالات الحبس حال وقوع الخطأ الطبى الجسيم.

هل الصياغات النهائية لمشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض التى سيناقشها المجلس فى جلساته البرلمانية مرضية للنقابات الطبية؟

- نقباء الأطباء والعلاج الطبيعى والتمريض كلهم شاركوا فى الاجتماعين اللذين عقدتهما لجنة الصحة بمجلس النواب واستمرا لساعات مطولة، وجميعهم توافقوا على الصياغات النهائية لمشروع القانون، وأكدوا أن القانون الجديد يحقق حماية لحقوق المرضى والأطباء.

هل ترى أن مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض تعرض لهجمة شرسة الغرض منها عدم خروجه للنور؟

- نعم.. وللأسف كان هناك تربص شديد وغير مبرر لخروجه إلى النور، رغم أنه يحقق الأمان لمقدم ومتلقى الخدمة، لذلك احتكمنا إلى شيوخ المهنة الذين حرصوا على حضور الاجتماعات التى عقدتها لجنة الصحة لمناقشة مشروع القانون بهدف الخروج بصياغات متزنة تراعى أحكام الدستور المصرى.

كيف ترى اهتمام المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، بمتابعة كافة التفاصيل المتعلقة بمشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض؟

- رئيس مجلس النواب حريص كل الحرص على مراجعة القوانين المتعلقة بالمواطنين فى المقام الأول، لذلك يتابع المناقشات الخاصة بمشروع قانون الإجراءات الجنائية منذ اللحظة الأولى، باعتباره دستوراً حقيقياً للحريات والحقوق، كذلك الأمر خلال مناقشة مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض، كان حريصاً على التشاور والاستماع لنقيب الأطباء على مدار مراحل مناقشة مشروع القانون الجديد، وللتأكيد وللحرص، جميع المناقشات التى سيشهدها مجلس النواب فى الجلسات العامة خلال مناقشة مشروع القانون الجديد سيحضرها الدكتور أسامة عبدالحى، نقيب الأطباء.

متى يصدر مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض؟

- مجلس النواب سيناقش مشروع القانون فى الجلسات البرلمانية مادة مادة، وسيتم التصويت عليه نهائياً ليأخذ دورته الطبيعية فى التصديق عليه من قبل رئيس الجمهورية ونشره فى الجريدة الرسمية، ويبدأ العمل به من اليوم التالى لانقضاء 6 أشهر من تاريخ نشره، كما تصدر القرارات اللازمة لتنفيذ أحكام هذا القانون خلال 6 أشهر من تاريخ العمل به.

فعل يرتكبه مقدم الخدمة ولا يتفق مع الأصول العلمية الثابتة، أو آداب وتقاليد المهن الطبية والمواثيق الأخلاقية المهنية التى يصدرها المجلس الصحى المصرى وتكون عقوبته هى الغرامة، أما الخطأ الطبى الجسيم فيحدد وفقاً لجسامته والضرر الناتج عنه من إهمال أو رعونة أو عدم احتراز، وبالأخص إذا كان مقدم الخدمة متعاطياً مسكراً أو مخدراً عند ارتكابه الخطأ الطبى وتكون عقوبته الحبس.  

مقالات مشابهة

  • الصوفي يطلع على مشروع توسعة المركز الصحي في مدينة حجة
  • المحافظ الصوفي يطلع على مشروع توسعة المركز الصحي في مدينة حجة
  • تنفيذ مشروع "طاقة الريف المستدامة" لاستغلال المخلفات الزراعية في توليد الطاقة النظيفة بالأقصر
  • رئيس الوزراء: الحكومة تعمل على تقديم أعلى مستويات الخدمة الطبية للمواطنين
  • رئيس الوزراء: نسعى لتقديم أعلى مستويات الخدمة الطبية المتكاملة للمواطنين
  • رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات بمجلس الوزراء خلال يناير 2025
  • رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب: مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية يُنهي الصراع بين المريض ومقدم الخدمة
  • رئيس الوزراء العراقي: عملنا بجد مع شركائنا بالقطاع الخاص في تنفيذ خطط البرنامج الحكومي
  • «نهر النيل تاريخ ممتد» ندوة في معرض الكتاب
  • وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر يتفقد الخدمات الطبية في المعمل المشترك وحميات الغردقة