أخاف أن أهوى إلى الحضيض بسبب تصرفات الغير.. فكيف أتقي شرهم
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي الفاضلة، تحية لك ولطاقم صفحة أدم وحواء عبر منصة موقع النهار أونلاين ولكل القراء الأوفياء لهذا المنبر المنيع.
لست هنا سوى لثقتي الكبيرة في نصحك وإرشادك فأنا والله في أمس الحاجة لأن أجد لنفسي السند والعزوة حتى أتبين أي طريق أنتهجه فمعضلتي صعبة نوعا ما و مسؤولتي.
صحيح أنني لم أوفق في الدراسة، لكن هذا لم يؤثر على مسار حياتي. لأنني قررت أن أنطلق بخطوات ثابتة في طلب الرزق الحلال و تكوين نفسي، لكن صدقيني كل ومحاولاتي عرفت تعثرات وسقطات، ففي كل محاولة أصادف في طريقي أناس يتميزون بالمكر والحيلة وكذا الدهاء لدرجة أنني لم أجد بينهم لنفسي مكانة. وقد بتّ أحسّ من أنني بلا قيمة أو من أنني منتقص الكيان بين من لا يراعون الشعور ولا يقدرون الطيبة وحسن الأخلاق.
لست أدري إن كان الذنب ذنبي في أنني لم أجد شقّ طريقي. أما أن طريقتي في رؤية الأمور وتسيير تفاصيل حياتي خاطئة و هل يجب علي أن أكون في مثل مكر من حولي لأسلم شرهم؟
ج.أيمن من الوسط الجزائري.
تحية طيبة أخي الفاضل وبعد: بالرغم من أنك كنت مختصرا جدا لما تكابده من هم في رسالتك، إلا أنني قرأت بين طياتها كمية الخير والطيبة التي تحمل بداخلك.ومتيقنة أنا أشدّ اليقين أنه بمقدورك أن تعامل من حولك بما يليق بهم من حيلة و مكر. لكن الأصل فيك غلاب حيث أنك لم تنسق وراء نزعة الانتقام أو الرد بالمثل على السفهاء التافهين.
لست أريدك منهارا أو مغلويا على أمرك بني لكنني أدعوك ببساطة أن تعامل الناس ومهما كانوا بمثل ما تحب أن يعاملونك أنت، “عامل الناس بمثل تحب أن تُعامل” ، وتأكد أنه وفي قانون الحياة معادلة: “كما تدين تُدان”، سواء في الخير أو الشر، فلو أن كل شخص قابل الإساءة بالإساءة لصار. يحكمنا قانون الغاب، لكننا بشر والله أعطانا عقلا نفكر به، وقلبا هو موطن الرحمة.
فالإساءة بالإساءة لن ترشد الناس إلى طريق الفلاح، والإحسان مقابل الإساءة تصرف تأكد أنه سيريحك ويلهمك راحة البال، لهذا أنصحك أخي أن لا تفكر أبدا في أن تكون ماكرا ولا صاحب نية سيئة فأنت لست أهلا لها على ما يبدو. وحاول أن تهدئ من روعك، وأن تبتعد عن العصبية ولا تدع شرهم يشعل فتيل الحقد ويثير غضبك ويؤثر على تعاملك مع الآخرين، فكلنا نعاني من أشخاص سيئين في حياتنا. وما علينا سوى أن نعاملهم بذكاء وفطنة.
أما عن فشلك في اختيار الطريق. فانا أقول لك بلى على العكس، فأنت في بداية مشوارك وبصدد تحديد معالم مستقبلك، ولابد أن تحاول في شتى الطرق لتقرر أيهم تستطيع أن تمضي فيه بجدارة. لا تيأس فقط، ودمت في حفظ الرحمان.
ردت: س بوزيدي
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
حين يُستهدف الرأس: إيران ومصير مشروع المقاومة
7 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: علي قاسم ممتاز
لم تعد إيران اليوم مجرد دولة تُواجه بسبب برنامجها النووي أو صواريخها الباليستية، بل باتت تمثل مشروعًا إقليميًا متكاملًا، تنظر إليه واشنطن وتل أبيب وبعض العواصم العربية باعتباره التهديد الأكبر لتوازنات الشرق الأوسط. الصراع لم يعد تقنيًا أو أمنيًا، بل أصبح سياسيًا-استراتيجيًا، تدور رحاه بين مشروعين: مشروع أميركي-إسرائيلي جديد يسعى لإعادة هندسة المنطقة، وآخر تتزعمه إيران من خلال شبكاتها الإقليمية
من الأطراف إلى الرأس: تحوّل في قواعد المواجهة
على مدى سنوات، اعتمدت الاستراتيجية الغربية على تحجيم نفوذ إيران من خلال استهداف وكلائها الإقليميين، إلا أن النتائج بقيت محدودة. فشلت اسرائيل في القضاء على حزب الله وحماس ، وتنامي قدرات الفصائل في العراق واليمن، دفع واشنطن إلى مراجعة هذا النهج. بدأت تتبلور مقاربة جديدة: ضرب الرأس بدلًا من الذراع، أي استهداف إيران مباشرة كمركز لهذا المشروع.
من هذا المنطلق، فإن أي عمل عسكري ضد إيران لن يُقرأ داخل محور المقاومة على أنه ضربة تكتيكية، بل محاولة ممنهجة لإنهاء مشروع وجودي. وبالتالي، فإن الردّ المتوقع سيكون على مستوى الإقليم بأكمله، انطلاقًا من اليمن والعراق ولبنان، باعتبار أن سقوط إيران يُنذر بانهيار المنظومة كلها كما أن العهد القائم بين إيران وهذه الفصائل، لم يعد مجرد دعم سياسي أو لوجستي، بل هو تحالف وجودي قائم على مبدأ “الوحدة في المصير”. أي ضربة توجه إلى إيران، لن تُعتبر عدواناً على دولة فقط، بل على محور كامل، ما يستدعي تدخلاً مباشراً من جميع فصائل هذا المحور.
العقيدة الأميركية: السلام في ظل القوة
الولايات المتحدة، لاسيما في عهد الرئيس دونالد ترامب، تبنّت مبدأ “السلام في ظل القوة” كركيزة لسياستها الخارجية. هذا المبدأ يقوم على أن الاستقرار لا يتحقق من خلال التفاهمات، بل من خلال استعراض القوة وفرضها عند الضرورة. وعليه، فإن تصاعد الخطاب التصعيدي تجاه إيران، بما في ذلك العقوبات القصوى والتهديد بالخيار العسكري، يُمكن فهمه ضمن هذه المقاربة التي تفضل فرض الشروط من موقع الهيمنة، وليس عبر التفاوض المتكافئ.
ضرب إيران: إشعال للمنطقة وتهديد للنظام العالمي
إذا تعرضت إيران لضربة عسكرية، فإن تداعياتها لن تكون محصورة في الجغرافيا الإيرانية. بل إن الرد سيكون على شكل تصعيد شامل يشمل قواعد أميركية في الخليج، ومصالح إسرائيلية، وهجمات منسقة من قبل حزب الله في الشمال، والفصائل العراقية واليمنية في العمق الإقليمي. الحرب ستكون إقليمية، وقد تتطور لتصبح عالمية.
النفط والقواعد: مفاتيح الرد الإيراني
أي رد إيراني لن يكون عشوائياً. من المرجح أن ترد طهران باستهداف حقول النفط في الخليج، ما يعني إشعال أسعار الطاقة عالمياً، والدفع باتجاه أزمة اقتصادية شاملة. كما أن القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا ودول الخليج ستكون أهدافاً محتملة، ما يفتح الباب أمام دخول أطراف دولية إضافية في الصراع.
روسيا والصين: مراقبون أم شركاء؟
في حال تطورت الأمور إلى مواجهة شاملة، فإن الموقفين الروسي والصيني سيكونان بالغَي الأهمية. روسيا، المنهكة من حرب استنزاف طويلة مع الناتو في أوكرانيا، قد ترى في سقوط إيران تمهيدًا لاستهدافها لاحقًا. أما الصين، المرتبطة بإيران عبر مبادرة الاتفاقية الاقتصادية والعقود النفطية، فلن تكون بمنأى عن التداعيات الاقتصادية والاستراتيجية.
يبقى السؤال: هل ستكتفي موسكو وبكين بلعب دور الوسيط، أم أنهما سترى المساس بإيران تهديدًا مباشرًا لمصالحهما، يستدعي تدخلًا فاعلًا أو تصعيدًا مضادًا
المشروع يتجاوز الجغرافيا
في ضوء كل ما تقدم، يتبيّن أن استهداف إيران ليس مجرد عمل عسكري محتمل، بل يمثل لحظة فارقة في تاريخ التوازنات الإقليمية والدولية. إن إقدام واشنطن على ضرب إيران لن يُنظر إليه كحدث معزول، بل كإعلان صريح بفشل الحلول الجزئية، والتوجه نحو تصفية المشروع من جذوره.
لكن مثل هذا القرار لا يمكن اتخاذه بمعزل عن كلفته، ليس فقط العسكرية، بل السياسية والاقتصادية والإنسانية، سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى النظام الدولي ككل
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts