اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الأسبوع الماضي، السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، لرسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهو المعروف بتشدده تجاه الصين، وإيران، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي طعنت واشنطن في إعادة انتخابه مرتين.

وروبيو سياسي ونائب ومحامٍ ولد في 28 مايو  (أيار) 1971 في مدينة ميامي بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة، وهو عضو في مجلس النواب من الحزب الجمهوري منذ 2011.

وكان روبيو أول من أعلن دعمه للرئيس المنتخب بعد الفوز في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، ومنذ ذلك تقارب الرجلان تدريجياً إلى درجة التوافق اليوم على السياسات ضد أعداء الولايات المتحدة التاريخيين، من الصين إلى روسيا، مروراً بإيران والدول اللاتينية مثل فنزويلا، فكيف سيغير روبيو المعروف بانتمائه إلى تيار "الصقور"، السياسة الخارجية الأمريكية؟

رسمياً.. ترامب يعيّن ماركو روبيو وزيراً للخارجية - موقع 24قرر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الأربعاء، تعيين السناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية في الإدارة المقبلة للبيت الأبيض، وعضو الكونغرس الديمقراطية السابقة تولسي غابارد لتولي منصب مديرة المخابرات الوطنية. تغييرات بعيدة المدى

وفي هذا الشأن، سلطت "ذا ناشيونال انترست" الأمريكية، في تقرير اليوم السبت، الضوء على ترشيح  الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، روبيو لمنصب وزير الخارجية، والتغييرات التي يمكن أن تدخل على السياسة الخارجية الأمريكية، في ولاية تلرامب.

وقال التقرير إن اختيار ترامب لروبيو "هو قرار من شأنه أن يحدث تغييرات بعيدة المدى في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يرجح أن يدعو روبيو إلى استراتيجية دعم الاحتجاجات الشعبية في الدول الشمولية، لتغيير هذه الدول من الداخل".

وحسب التقرير ، فإن روبيو يتمتع بسجل طويل في الكونغرس في قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان، فضلاً عن تعزيز الدعم الأمريكي لحركات الاحتجاجات الشعبية في أمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط، وآسيا . 

وأشارت التقرير إلى أن روبيو كان دائماً من المدافعين عن دعم الولايات المتحدة لحركات الاحتجاجات الشعبية، أبرزها الاحتجاجات المناهضة لمادورو في فنزويلا، وللاحتجاجات الشعبية في إيران بعد إعلان فشل مرشح قوى المعارضة مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية في 2009 والتي سميت بـالحركة الخضراء، و"حركة المظلات" في هونغ كونغ.

ومن المتوقع، وفقاً للتقرير، أن تحاول إدارة ترامب الجديدة  استعادة الديمقراطية في فنزويلا، وإطلاق حملة لتغيير نظام إيران الحالي، وذلك بدعم حركات أشبه بحركة " المرأة والحياة والحرية " التي شهدتها إيران، بعد وفاة مسها أميني، وحملة أوسع نطاقاً وأكثر تأثيراً على سلوك الحزب الشيوعي الصيني بتسليط الضوء على انتهاكاته لحقوق الإنسان في  الصين.

ويرى التقرير، أنه لتحقيق هذه الأجندات الخارجية للولايات المتحدة تجاه أعداءها، فإن عليها أن تركز في الوقت نفسه على تمكين حركات المعارضة وإضعاف قدرة الدول الاستبدادية على قمع المعارضين وفرض عقوبات جماعية لا يمكن لهذه الدول تحمل تكلفتها.

“The American foreign policy elite, and many mainstream Democrats, immediately lined up to hail Trump’s selection of Rubio, who holds hard-line views on Iran, China, Venezuela, and, in particular, Cuba,” @aidachavez writes in @thenation.https://t.co/cgSMXRFJoW

— Belly of the Beast (@bellybeastcuba) November 16, 2024 فنزويلا

فعن فنزويلا، أوضح التقرير، أن تقويض حكومة مادورو يتطلب استمرار الضغوطات الأمريكية على نظامه، بتقييد عائداتها من الطاقة، ما يعني الحفاظ على العقوبات المفروضة على قطاعي النفط والمصارف في فنزويلا وتعزيزها. 

ويشير التقرير إلى أن "تحول فنزويلا إلى صديقة لخصوم الولايات المتحدة، بما فيها إيران، وروسيا، والصين، وجماعة حزب الله اللبنانية، يرفعها إلى مرتبة التهديد الأمني ​​الكبير للولايات المتحدة".

وعليه فإن البيت الأبيض مطالب بالنظر في اتخاذ تدابير استثنائية، بما فيها العمليات السرية والعلنية، لإضعاف قدرة النظام الفنزويلي على تحمل تكلفة العقوبات. 

وبالإضافة إلى ذلك على الولايات المتحدة زيادة الدعم السياسي والتواصل مع الرئيس المنتخب في المنفى إدموندو غونزاليس، ودعم ماريا كورينا ماتشادو ، التي تواجد حالياً داخل فنزويلا.

ووفق التقرير، فإن الدعم الأمريكي العلني لهذه الشخصيات المعارضة لا يضفي شرعية أكبر على قضيتهم فحسب، بل يطمئن الفنزويليين أيضاً على أنه في حقبة ما بعد مادورو، ستحظى بلادهم بدعم حليف مستقر وقوي بدل تركها في الفوضى.

كما يوضح التقرير، أنه يمكن لهذا الدعم الأمريكي، فضلاً عن دعم الحلفاء الإقليميين ذوي التفكير المماثل، أن يضع الأساس للتحالف مع مسؤولين في النظام الحالي في فنزويلا من الذين يطمحون إلى انتقال السلطة نحو الديمقراطية.

وتمثل فنزويلا الحلقة الأضعف في مجموعة الأنظمة الاستبدادية المعادية للمصالح الأمريكية، بحسب التقرير.

هل يحيي ماركو روبيو "عقيدة مونرو" في أمريكا؟ - موقع 24اختار الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو لقيادة وزارة الخارجية. ويعرف عن روبيو تشدده في السياسة الخارجية خصوصاً تجاه الصين وإيران. إيران

أما إيران، التي تعتبرها الولايات المتحدة خصماً رئيسياً في الشرق الأوسط، فهي الهدف الثاني على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية.

فمنذ ثورة 1979، حاولت الولايات المتحدة اعتماد استراتيجيات مختلفة لدعم مقاومة الشعب الإيراني ضد قمع النظام. ومع ذلك، فإن التناقض، والاستجابات المتأخرة، والافتقار إلى المثابرة أعاق الدعم الأمريكي.

وكان روبيو من أشد المنتقدين لإهمال إدارة أوباما لـ"الحركة الخضراء" في إيران في 2009 و2010، وهو النقص الذي تكرر في دعم إدارة بايدن الفاتر لحركة "المرأة والحياة والحرية" في 2022 المعارضة للنظام الإيراني. ويرى روبيو أن هذه الفرص الضائعة، تركت الإيرانيين دون الدعم الأمريكي القوي الذي يحتاجون إليه، وفق التقرير.

ويرى التقرير، أن "الولايات المتحدة والشعب الإيراني يجدان أنفسهما الآن عند مفترق طرق جديد، العقوبات الشديدة، والاحتجاجات واسعة النطاق في إيران، والصراع المستمر في الشرق الأوسط، كلها عوامل أضعفت بشكل كبير قدرة النظام على الصمود، ما أتاح فرصة أخرى للولايات المتحدة لتعزيز دعم الاحتجاجات الشعبية".

وفي هذا السياق، على الولايات المتحدة أن تستمر في الضغط على النظام الإيراني باستهداف مصادر الإيرادات التي تغذي آلية قمعه للشعب، وأن تتبع أيضاً نهجاً أكثر مباشرة لمساعدة جهود المعارضة الإيرانية.

وحسب التقرير، يمكن للولايات المتحدة أن توفر للإيرانيين الوصول إلى خدمات الإنترنت المجانية، كما فعلت مع الأوكرانيين، حيث يعد الوصول الموثوق إلى الإنترنت ضرورياً للتواصل والتنسيق بين  الإيرانيين.

ولكن النظام الإيراني، من المتوقع أن يعمل  على قطع الاتصالات و الإنترنت، ما قد يعيق جهود حركات الاحتجاجات الشعبية، كما فعل في الاحتجاجات السابقة

ويقول التقرير إن نجاح الأجندة الأمريكية، يفرض على الولايات المتحدة ليس فقط أن تزيد إرسال الأموال  لفرض نظام مختلف في إيران، ولكن أيضاً دعم هذا النظام.

ويرى التقرير، أيضاً أن  العديد من مؤيدي النظام الإيراني الحالي يسافرون إلى الدول الغربية لأسباب طبية أو شخصية ويحملون استثمارات أو إقامة في دول مثل كندا، لذلك  على الولايات المتحدة أن تفرض العقوبات عليهم، كما يمكنها حظر السفر  بجهود نشطة لتقاضي الذين يسافرون إلى الخارج.

وفي الوقت نفسه، وبينما تدعم الولايات المتحدة احتجاجات الشعب الإيراني، على البيت الأبيض أن يتجنب اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تثبط عزيمته، فعلى سبيل المثال، فرض حظر واسع النطاق على سفر الإيرانيين لا يؤدي إلى إحباط معنويات الشعب فحسب، بل يغذي أيضاً الدعاية المعادية لأمريكا التي يشنها نظام طهران.

ترامب يختار السيناتور روبيو وزيراً للخارجية - موقع 24قالت مصادر، الإثنين، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اختار السيناتور ماركو روبيو، ليكون وزيراً للخارجية، مما يجعل السياسي المولود في فلوريدا أول لاتيني يتولى منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة بمجرد تولي الرئيس الجمهوري منصبه في يناير (كانون الثاني). الصين

و حسب التقرير، تظل الأولوية الأكبر والأكثر أهمية في استراتيجية السياسة الخارجية للولايات المتحدة، في دعم الاحتجاجات الشعبية، هي الجهود لتغيير سلوك الحزب الشيوعي في الصين ، المتورط حسب التقرير في التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد أقلية الأويغور في منطقة شينغ يانغ المتمتعة بالحكم الذاتي، فضلاً عن التبتيين في منطقة التبت.

ويرى كاتب التقرير، أن على روبيو أن يسلط الضوء على هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان وأن يعالجها بشكل شامل.

وعلى حد تعبيره "يمكن أن يتخذ دعم الولايات المتحدة أشكالاً عديدة، بما في ذلك بيانات الدعم المعنوي، وفرض عقوبات مستهدفة على الذين يقمعون حرية التعبير والتجمع السلمي، وتطوير أدوات الوصول إلى الإنترنت لمكافحة الرقابة، وتوفير ملاذ آمن للمضطهدين".

وفي الوقت نفسه، على الولايات المتحدة أن تدعم الاختيار الحر لتايوان بين الاندماج في الصين الكبرى، أو البقاء مستقلة. ويشمل الدعم تسليح وتجهيز وتدريب القوات المسلحة التايوانية، والحفاظ على خطط الطوارئ لحمايتها من الغزو الصيني، وضمان حرية الملاحة عبر مضيق تايوان.

Trump has assembled a team of #China hawks. How will Beijing respond?
But unlike eight years ago, Chinese leaders may not be caught off-guard by a more confrontational approachhttps://t.co/93PeNV5La1

— Giovanni Staunovo???? (@staunovo) November 30, 2024

ويرى الكاتب في ختام تقريره، أن "تعيين ماركو روبيو وزيراً للخارجية من شأنه أن يخلف عواقب بعيدة المدى على الأمن القومي الأمريكي"، إذا أنه وللمرة الأولى منذ الحرب الباردة، قد تعمل الولايات المتحدة، بجهود كبيرة واستثنائية لدعم الاحتجاجات الشعبية، ضد الأنظمة الاستبدادية لهذه الدول"، ولكن "يمكن أيضاً لهذه الاستراتيجية أن تثبت فعاليتها البالغة"، حيث "من المتوقع أن تكون فنزويلا، وإيران، والصين من بين أهم أولويات الأجندة السياسية الخارجية للإدارة الأمريكية المقبلة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة ترامب فنزويلا إيران الصين عودة ترامب ترامب الصين فنزويلا إيران أمريكا السیاسة الخارجیة الأمریکیة الرئیس الأمریکی المنتخب على الولایات المتحدة للولایات المتحدة الدعم الأمریکی دونالد ترامب روبیو وزیرا مارکو روبیو فی فنزویلا المتحدة أن فی إیران

إقرأ أيضاً:

“الخارجية” تعرب عن إدانة المملكة حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية

تعرب وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز بالولايات المتحدة الأمريكية، ونتج عنه وفاة وإصابة عددٍ من الأشخاص.

وتؤكد المملكة رفضها ونبذها التام لكافة أشكال العنف، معبرةً عن تضامنها وصادق تعازيها لأسر المتوفين وللولايات المتحدة حكومةً وشعباً، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

مقالات مشابهة

  • ترامب: فترة بايدن الرئاسية كانت كارثة بالمطلق على الولايات المتحدة
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي
  • الخارجية: المملكة تدين حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية
  • مصالح بكين.. ماذا يعنى سقوط الأسد بالنسبة للصين؟
  • “الخارجية” تعرب عن إدانة المملكة حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية
  • ترامب: معدل الجريمة في الولايات المتحدة بلغ مستوى لم تشهده من قبل
  • روسيا وإيران تنفيان اتهامات التدخل في الانتخابات الأمريكية
  • ماذا سنشهد حول العالم في عام 2025؟
  • انقسامات بين الجمهوريين تهدد تعيين رئيسا لمجلس النواب الأمريكي
  • عقبتان أمام حل دبلوماسي بين ترامب وإيران