مباحثات نووية بالوقت بدل الضائع بين إيران والثلاثي الأوروبي
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
طهران – بعد توقفها عام 2022، عقب الاحتجاجات التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني، أجرى وفد إيراني مباحثات مع ممثلين عن الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) حول عدد من الملفات العالقة بين الجانبين أبرزها الملف النووي.
فبعد مرور أسبوع فقط على تبني مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ينتقد رسميا طهران بسبب "عدم تعاونها بما يكفي" في برنامجها النووي، أعلن كاظم غريب عبادي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، في تغريدة على منصة "إكس"، أن بلاده اتفقت مع الترويكا الأوروبية على مواصلة الحوار في المستقبل القريب.
وبينما لم يبق سوى أقل من شهرين على عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يعتبر مراقبون في طهران المباحثات الإيرانية الأوروبية في جنيف، محاولة في الوقت بدل الضائع لجس نبض الطرف الآخر من أجل وضع النقاط على حروف خارطة الطريق التي كان قد رسمها كل منهما.
أجندة وأهداف
يذكّر الاجتماع الإيراني الأوروبي الأخير بالمباحثات التي انخرط فيها الجانبان قبل أكثر من عقدين من أجل التوصل إلى حل لبرنامج طهران النووي، بيد أن الباحث في العلاقات الدولية، حسن بهشتي بور، يعتقد أن "الجولة الجديدة بدأت من حيث ما جُمّدت مباحثاتهما عام 2022".
وفي حديث للجزيرة نت، يرى بهشتي بور أن المباحثات الجارية تفتقر إلى خارطة طريق لحل القضايا العالقة بين طهران والترويكا الأوروبية، مستدركا أن من شأنها التحول إلى مفاوضات إن حصل تقدم حول أجندة وهموم الجانبين في الاجتماعات المقبلة.
وأشار إلى أن طهران ترغب من خلال مباحثاتها مع الترويكا الأوروبية بوضع حد للأزمة النووية ومنع تفعيل آلية الزناد قبل يوم النهاية في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، موضحا أن الجانب الأوروبي يحمل في جعبته ملفات عديدة بشأن التطورات الإقليمية والدولية وأن الملف النووي الإيراني لا يمثل سوى أحد هواجسه.
واستدرك الباحث الإيراني، أن الأوروبيين لا يريدون التفريط بفرصة عودة الإصلاحيين إلى السلطة في إيران وعزمهم المعلن لحلحلة القضايا الشائكة على طاولة المفاوضات، وذلك رغم أنهم قد شرعوا بالعمل على تفعيل آلية الزناد خلال الفترة المقبلة.
وخلص إلى أن نتائج المباحثات الإيرانية الأوروبية حتى قبيل عودة ترامب إلى البيت الأبيض سوف تؤثر على طبيعة السياسات الأوروبية حيال إيران من جهة، وإمكانية مواكبتها سياسات الإدارة الجمهورية من عدمها، من جهة أخرى.
الخارجية الإيرانية أعلنت تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة (الجزيرة) تناقض الأولوياتمن جانبه يرى علي بيكدلي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشهيد بهشتي، أن الجولة الأولى من المباحثات الإيرانية الأوروبية لم تلبّ الطموحات والآمال المعقودة لحل القضية النووية؛ لأن الجانب الأوروبي طرح موضوع دعم طهران العسكري لروسيا في حربها على أوكرانيا، وكذلك قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، بما يزحزح الملف النووي من صدارة أولويات المباحثات.
ويلمس الباحث الإيراني تناقضا في أولويات وهواجس الجانبين الإيراني والأوروبي في مباحثات جنيف، موضحا، للجزيرة نت، أنه لم يكن يتوقع حلحلة القضايا العالقة بين الجانبين في اجتماعهما الأول، لكنه لم يكن يتوقع بلوغ الشرخ في توجهاتهما ذروته، بعد فتور خيّم على علاقات طهران والعواصم الأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية.
وحذر الأكاديمي الإيراني، من اتخاذ السياسة الأوروبية منحى تصاعديا لتفعيل آلية الزناد مع حلول شهر مارس/آذار المقبل حيث ستقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا شاملا بشأن برنامج طهران النووي، وحث بلاده على إظهار أكبر قدر من المرونة في سبيل حلحلة القضايا الشائكة بينها والجانب الأوروبي قبيل بدء رئاسة ترامب.
وختم بيكدلي بالقول إنه لابد من استغلال إيران فرصة الحوار مع أوروبا لاحتواء التوتر المتفاقم بينهما، موضحا أن العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على شركة الشحن الوطنية والخطوط الجوية الإيرانية قد تسببت بمشكلات كبيرة للمواطن الإيراني.
يأتي ذلك، بعد يوم من تحذير وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة نشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية الخميس الماضي، من أن بلاده قد تتزود بالسلاح النووي إذا أعاد الأوروبيون فرض عقوبات عليها.
مفتاح الحلوفي السياق، يقرأ أستاذ الجغرافيا السياسية، عطا تقوي أصل، هذا التحذير في سياق مساعي طهران لاستثمار التطور الذي حققته في برنامجها النووي إثر الانسحاب الأميركي عام 2018 من خطة العمل الشاملة المشتركة، واصفا هذه الإنجازات النووية بأنها "سلاح ذو حدين" قد تحوّل إيران إلى كوريا شمالية ثانية في الشرق الأوسط، وتبرر للأطراف الأخرى في الاتفاق النووي التحرك لتفعيل آلية الزناد.
وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد تقوي أصل، أن تجربة إيران الطويلة مع المفاوضات النووية تثبت بشكل واضح أنه لا يمكن حل هذه المشكلة من دون التفاوض بشكل مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة، مستدركا أن التفاوض مع الجانب الأوروبي مرحب به من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية.
ورأى، أن الطريق الأساس لرفع العقوبات وتذليل العقبات في العلاقات المتوترة بين إيران والقوى الغربية يمر عبر خفض التوتر بين طهران وواشنطن، مضيفا أنه يمكن النظر إلى تجربة الاتفاق النووي أنها نجحت إثر قرار كل من الرئيسين الأسبقين الإيراني حسن روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما وضع حد للمشكلة.
وتابع، أنه من شأن عودة الرئيس الأميركي المنتخب إلى البيت الأبيض نسف كل ما سيتوصل إليه الجانبان الإيراني والأوروبي حتى 20 يناير/كانون الثاني المقبل، مشددا على ضرورة التركيز في مباحثات إيران مع الترويكا الأوروبية على القضايا الثنائية حتى اتضاح سياسة ترامب حيال ملف طهران النووي.
ولدى إشارته إلى أن إسرائيل وحلفاءها الغربيين يعملون على تقويض قدرات حلفاء إيران في المنطقة، يعتقد المتحدث نفسه أن التطورات الإقليمية تتخذ منحى أكثر تعقيدا بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، مما يحتم على إيران أن تأخذ تهديدات تل أبيب بضرب منشآت طهران النووية على محمل الجد.
وخلص تقوي أصل، إلى أن حكومة الرئيس مسعود بزشكيان أوكلت مهمة التفاوض مع الجانب الأوروبي إلى الوفد الذي أنجز الاتفاق النووي عام 2015، وحث وفد بلاده المفاوض على الاستفادة من التجربة السابقة لتذليل العقبات والعبور بإنجازات البلاد إلى بر الآن من خلال حل القضايا الشائكة مع الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الترویکا الأوروبیة الجانب الأوروبی الاتفاق النووی طهران النووی إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران: مواصلة التهديد قد يدفعنا إلى امتلاك أسلحة نووية
28 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس، أن “قرار ضخ الغاز في آلاف أجهزة الطرد المركزي الإيراني يأتي نتيجة الضغوط الحالية”.
وقال عراقجي، في مقابلة صحفية، إن “النقاش النووي داخل طهران من المرجح أن يتحول نحو امتلاك أسلحة نووية إذا مضى الغرب قدما في التهديد بإعادة فرض جميع العقوبات على إيران”.
وأضاف أن “إيران تمتلك بالفعل القدرة والمعرفة اللازمتين لإنتاج الأسلحة النووية، لكن ذلك لا يشكل جزءا من الاستراتيجية الأمنية”، متبعا: “طهران مستعدة لمواصلة إمداد حزب الله في لبنان بالأسلحة”.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد الماضي، عن عقدها اجتماعا مرتقبا بين نواب وزراء خارجية 3 دول أوروبية خلال الأيام المقبلة، لمناقشة قضايا إقليمية ودولية، من بينها الملف النووي.
وقال المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، في بيان: “سيعقد اجتماع بين نواب وزراء خارجية إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، يوم الجمعة المقبل الموافق 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وهذه الجولة من المحادثات، التي تم التخطيط لها منذ لقاء نيويورك، ستتناول مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك موضوع فلسطين ولبنان، إلى جانب الملف النووي”، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
يأتي هذا بعدما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الخميس الماضي، أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أصدر تعليمات لاتخاذ تدابير فعالة بما في ذلك تشغيل مجموعة كبيرة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتقدمة من مختلف الأنواع، وذلك ردا على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران.
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدر، يوم الخميس الماضي، قرارا ينتقد إيران لعدم تعاونها في الملف النووي.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر دبلوماسية، قولها: “تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروع قرار أمريكي فرنسي ألماني بريطاني ينتقد إيران لعدم تعاونها في الملف النووي”، مشيرة إلى أن “19 دولة من أصل 35 وافقت على المشروع، فيما صوتت روسيا والصين وبوركينا فاسو ضد القرار بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts