بخاش كرّم البروفسور انطوان الغصين: له الفضل في إكتشاف علاج الجمرة الخبيثة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
كرم نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش البروفسور الراحل أنطوان شاهين الغصين، تقديرًا لعطاءاته في مجالي الطب ونقل المعرفة والعمل الإنساني.
وقال بخاش في كلمة القاها قبل تقديم الدرع الى عائلته: "قيل وكُتب الكثير عن البروفسور أنطوان الغصين، ولكني أود بدوري الإضاءة على بعض مراحل مسيرته المليئة بالعمل والدروس لي شخصيًا وللزملاء الأطباء والجراحين، هو من مواليد زحلة سنة 1925، تخرج من المعهد الطبي الفرنسي (الجامعة اليسوعية) عام 1949 وتخصص بالجراحة العامة عام 1953 عن عمر 28 سنة، وفُتحت له أبواب العاصمة من مال وشهرة ومناصب، ولكن لشدة تأثره بالطبيب الانساني ألبير شويتز الذي كرس حياته للقارة الأفريقية، آثر وصمم على خدمة أهل الريف والمعوزين وخاصة في منطقة زحله والبقاع التي كانت محدودة الموارد والخدمات الطبية والاستشفائية حيث لم يكن يتواجد سوى مستشفى تل شيحا ومستشفى المعلقة الحكومي، وقد ترأس قسم الجراحة في م.
وتابع: "أما عن مزايا البروفسور الغصين فهو الطبيب الأكاديمي والباحث والعالم، فكان يعتبر بأن البحث العلمي والمساهمة في تطوير الطب هو جزء من رسالة الطبيب، فكتب الكثير من المقالات والابحاث في أكبر المجلات المحلية والعالمية، والجدير ذكره بأن أول مقالة علمية كتبها في عام 1954 عن عمر 29 سنة وقد صدرت من مستشفى تل شيحا وآخر مقالة أصدرها وكان عمره 84 سنة ولم يشأ أن يتقاعد من النقابة إلا عند بلوغه 96 سنة. ونتيجة هذه الأعمال الاكاديمية الناجحة دفعت بالكثير من المؤسسات أن تكرم البروفسور أنطوان الغصين فنال الدروع والميداليات عن جدارة واستحقاق. وانه المعلم وقد نال هذا اللقب عن جدارة نظرًا لما تميز به من سعة إطلاع وحرص على امتلاكه المادة ونقلها الى تلاميذه، فكان يجول على المرضى برفقتهم شارحًا بإسهاب الحالة المرضية ويراقب في طرق تشخيصهم وذلك خدمة للمرض وللطالب في آن معا، فاستحق أن يُعد بفضل كفاءته التربوية العالية علمًا من أعلام أساتذة الطب في منطقتنا. وقد كان لي تجربة شخصية معه، حيث تعارفنا سنة 1997 في م. تل شيحا من خلال مشاركتي معه في بعض الأعمال الجراحية وقد عرفني على البروفسور أسعد رزق، وبفضله كانت انطلاقتي الى المستشفيات الجامعية، مرددًا لي "بأن كل شخص يصل الى المركز الذي يستحقه فلذلك عليك أن تتحضر لكي تكون أهلا له. الى جانب هذه الصفات ميزة الإنسان رافقت أنطوان الغصين معتبرًا أن المريض هو أب أو أخ أو ابن له ويستحق كل الاهتمام وكان يولي كل الاهمية لشرح عوارض المرض وتشخيصه وبالتالي العلاج الذي يصفه، وكانت الابتسامة ترافقه فور خروجه من غرفة العمليات فيواكب الاهل ويشرح لهم كافة الجوانب للوضع الصحي للمريض ومراحل العلاج والنتائج المتوقعة، وفي حال انعدام أي أمل في الشفاء كان يضع الحالة بين يدي الله هو الشافي الأول والأخير . وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نذكر أنطوان الغصين المتواضع، فبالرغم من كل المراكز الذي ترأسها، كان خلال حضوره المؤتمرات يتقبل أي إنتقاد تطال طريقة عمله ويعاكس نهجه الجراحي برحابة صدر، فكان يتحاور معهم الى حين أن يفرض رؤيته الصائبة دائما. ليعود له الفصل بأي استفسار طبي أو جراحي. فهو الجراح الأبرع والمثقف الألمع والإداري الأجدر".
وختم بخاش:"في تكريمنا للبروفسور أنطوان الغصين نحن نكرم زحله المدينة الذي أبصر النور فيها، نكرم م. تل شيحا المستشفى الذي بدأ فيها مسيرته المهنية، نكرم جامعة القديس يوسف الذي إحتضنته كأستاذ ومعلم، نكرم م. أوتيل ديو التي شهدت على إنجازاته الطبية ونكرم نقابة الأطباء في تطبيقه لقسم أبوقراط وقانون الآداب الطبية بكل حذافيره وحوّل هذه المهنة الى رسالة انسانية. ونكرم أنفسنا لأنه نجد في داخلنا ما زرعه أنطوان الغصين وما زال حي فينا، فأذهب بسلام وضميرك مرتاح وروحك مع الابرار والصديقين لأن كل شخص تتلمذ عل يد أنطوان الغصين يحتفظ بجزء منه في داخله وجميعنا لدينا الحلم ذاته الذي حلم به أنطوان غصين وحققه".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
علاج شائع للسكري قد يحميك من جراحة الركبة
أظهرت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة موناش الأسترالية أن دواء الميتفورمين، الشائع استخدامه لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، قد يكون له دور فعّال في تخفيف آلام التهاب مفاصل الركبة لدى المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، مما قد يؤخر الحاجة إلى عمليات استبدال الركبة.
وشملت الدراسة 107 مشاركين، من بينهم 73 امرأة و34 رجلًا، بمتوسط أعمار بلغ 60 عاما، تم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ حصلت المجموعة الأولى على جرعة يومية من الميتفورمين بلغت 2000 ملغ لمدة ستة أشهر، فيما تلقت المجموعة الثانية دواءً وهميًا (Placebo).
ووفقًا للنتائج المنشورة في موقع جامعة موناش الرسمي مصدر، أبلغ المرضى الذين تناولوا الميتفورمين عن تحسن ملحوظ في شدة الألم، حيث انخفضت مستويات الألم لديهم بمقدار 31.3 نقطة على مقياس من 0 إلى 100، مقارنة بانخفاض 18.9 نقطة فقط لدى المجموعة الأخرى.
وصرحت البروفيسورة الباحثة الرئيسية ورئيسة قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى ألفريد فلافيا سيكوتيني، ، أن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لعلاج هشاشة العظام في الركبة.
وأكدت أن "الميتفورمين يمثل خيارًا آمنًا وميسور التكلفة، وقد يكون جزءًا مهمًا من استراتيجيات العلاج المستقبلية لتخفيف الألم وإبطاء تقدم المرض."
وأشارت الدراسة إلى أن معظم خيارات العلاج المتاحة لهشاشة العظام مثل فقدان الوزن، وممارسة التمارين الرياضية، والعلاج الدوائي التقليدي (مثل مضادات الالتهاب والمسكنات)، تعاني من محدودية الفعالية أو صعوبة التطبيق المنتظم، مما يجعل الحاجة ملحة لعلاجات جديدة وآمنة.
وإضافة إلى تخفيف الألم، كشفت أبحاث سابقة أن الميتفورمين يمتلك خواص مضادة للالتهابات وقد يساهم في حماية الغضاريف من التدهور، وهي العوامل التي تلعب دورًا أساسيًا في تطور هشاشة العظام مصدر.
وتجدر الإشارة إلى أن الميتفورمين معتمد بالفعل لعلاج السكري منذ أكثر من 60 عامًا، ويُعرف بملفه الآمن ومضاعفاته الجانبية القليلة نسبيًا مقارنةً بأدوية أخرى.
ورغم النتائج المبشرة، شددت البروفيسورة سيكوتيني على ضرورة إجراء مزيد من التجارب السريرية واسعة النطاق لتأكيد الفاعلية، وتحديد الجرعات المثلى والفئات الأكثر استفادة من هذا العلاج.
ختامًا، يمثل هذا الاكتشاف بارقة أمل لملايين المرضى حول العالم، الذين يعانون من ألم مفاصل الركبة ويبحثون عن بدائل فعالة للعلاجات التقليدية والجراحات المكلفة والمؤلمة.