عبدالقيوم يحذر: بند المصروفات السياسية في السفارات خطر على الدولة الليبية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
ليبيا – اعتبر المحلل السياسي عيسى عبد القيوم أن معظم تقارير الديون الليبية في السنوات الأخيرة تُحجب وتُنشر لأسباب سياسية، وليس بناءً على اعتبارات فنية أو قانونية. وأوضح أن حجب تقرير ديوان المحاسبة وتسريبه يرتبطان بصفقات سياسية، تهدف إلى إقصاء شخصيات أو التشهير بها، أو ممارسة ضغوط لتحقيق أهداف محددة.
التقارير خارج الإطار الطبيعي للإدارة
وفي مداخلة له عبر برنامج “هنا الحدث” على قناة “ليبيا الحدث“، تابعها موقع “المرصد“، أكد عبد القيوم أن الأمور في ليبيا لا تسير وفق تسلسل إداري طبيعي، وإلا لكانت التقارير تصدر في توقيتها القانوني وبشفافية.
الإنفاق على السفارات: أرقام فلكية ونهب ممنهج
وأشار عبد القيوم إلى أن مصروفات السفارات الليبية في الخارج تعد واحدة من أبرز مظاهر الفساد، واصفًا إياها بأنها “غنيمة للصراع السياسي”. وأوضح أن الإنفاق في السفارات يتسم بأرقام كبيرة وغير مبررة، مع وجود دلائل على التلاعب بالودائع، والتزوير في الجوازات وأرقام الهوية الوطنية. واعتبر السفارات أداة تُستخدم كرشاوى لشراء الولاءات أو مكافآت لبعض الشخصيات المرتبطة بالسلطة.
وأكد عبد القيوم أن وزارة الخارجية، بوضعها الحالي، تحتاج إلى إصلاح جذري مع أي حكومة قادمة، مشيرًا إلى ضرورة تقليص حجمها إلى الثلث على الأقل.
“القرطاسيات” كمظهر فساد في زمن التكنولوجيا
انتقد عبد القيوم بند “القرطاسيات” في الإنفاق الحكومي، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية في طرابلس أنفقت ما يقارب 39 مليون دولار على قرطاسيات فقط لبلدية طرابلس، وهو رقم يصفه بالمهول وغير منطقي في عصر الإنترنت والتقنيات الحديثة. وأوضح أن هذا البند يُستخدم كذريعة لإهدار الأموال ونهبها بطرق غير مقنعة.
الوظائف السيادية كغنائم سياسية
ورأى عبد القيوم أن التوظيف في المناصب السيادية بات يُنظر إليه كمكسب وغنيمة لبعض القبائل لتحقيق منافع شخصية، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعكس غياب المساءلة والشفافية في العمل الحكومي.
إنفاق السفارات في العمل السياسي
سلط عبد القيوم الضوء على بند “المصروفات السياسية” في السفارات، واصفًا إياه بالخطير جدًا، حيث يُستخدم في عمليات مشبوهة، مثل التواصل مع أحزاب معارضة وجلب مصالح لا تخدم الدولة. وأكد أن هذا البند يحتاج إلى مراقبة صارمة لضمان نزاهة استخدامه.
المليشيات وغياب الرقابة
اختتم عبد القيوم حديثه بالإشارة إلى أن المجموعات المسلحة والمليشيات تستغل أوصافًا أمنية لتبرير مصروفاتها، في غياب رقابة برلمانية وجهات أمنية صارمة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويفتح المجال للفساد المالي والإداري.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس مجموعة ضغط يحذر من خطر نتنياهو على مستقبل إسرائيل
أكدت تصريحات رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك" رونين بار، في إفادته أمام المحكمة العليا التي جاء فيها أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حاول تفعيل جهازه ضد المتظاهرين، بل طالبه بطاعته وليس المحكمة في حالة حدوث أزمة دستورية، أنها دليل قاطع يثبت مدى خطورته على مستقبل دولة الاحتلال.
وقال رئيس الفرع الاسرائيلي لمجموعة الضغط "جي ستريت" نداف تامير: إنه "في لقائهما الأخير في البيت الأبيض، جلس نتنياهو مُهانا بجانب الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن للعالم استئناف المحادثات مع إيران، وحينها أشاد بالرئيس التركي أردوغان، وكأنه يعلن أن ما هو جيد لإسرائيل لا يعني ما هو جيد لنتنياهو".
وأضاف تامير في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن نتنياهو يخشى تعميق التمييز بينه وبين دولة إسرائيل، رغم أنه منذ سنوات، يرى نفسه الملك "لويس نتنياهو" (لويس السادس عشر هو آخر ملوك فرنسا) وهي ذريعة يقوم من خلالها بالإضرار بالدولة برمّتها".
وأوضح أنه "في كل مرة يحاول فيها نتنياهو تعريف نفسه بالدولة، والعكس صحيح، يأتي ترامب بدبّوس حادّ ويفجر على الفور بالون أنا الدولة، الذي أطلقه نتنياهو، ولم يكن الأمر يحتاج سوى طفل واحد ليصرخ بأن "الملك عارٍ"، لكن الدعوة في هذه الحالة لم تأتِ من طفل، بل من رئيس الولايات المتحدة، الذي نقل رسالة دقيقة للعالم أجمع: أن نكون جيدين مع إسرائيل لا يعني بالضرورة الاستماع لنتنياهو، وغالبا ما يكون العكس".
وذكر أنه "ليس سهلا الاعتراف بأن ترامب الذي يفتقر للقيم الإنسانية على حق، لكن مناسب الآن أن يصل نداءه لكل من لم يدركوا بعد أن نتنياهو يتصرف في كثير من الأحيان بطريقة تتعارض مع مصالح الدولة، ومن أجل اعتباراته الشخصية والسياسية، يقود سياسة حرب لا نهاية لها تخدم حكومته على حساب أمن الدولة، وعلى حساب حرية المخطوفين، وربما حتى على حساب حياتهم، ولنفس الأسباب التي تؤدي لتآكل الأسس التي بنيت عليها الدولة، فإنه يسحق نظامها السياسي، ويقاتل "حرّاس البوابة" لإخراج نفسه ورفاقه من السجن".
وأشار إلى أن "ترامب أثبت أنه تعلم درس نتنياهو، على أمل استمراره بالتمسك بهذه الرؤية الحيوية، والآن جاء دور المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وحول العالم، وكثيرين غيرهم في المجتمع الدولي، الأصدقاء الحقيقيين لإسرائيل كي يفهموا أن من يقودها رجل يتعارض مساره مع مسار الدولة، ويحرفها عن مصالحها الأساسية، وبالتالي يُعرّضها لخطر داهم وكبير، ولذلك فإن دعمها الحقيقي لا يعني دعمه، بل معارضته، وتعزيز البدائل لسياساته،ـ سواء فيما يتصل بإيران، أو إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، أو ترويج بديل فلسطيني لحكم حماس في غزة، كأساس لتسوية سياسية شاملة تقوم على تطبيق حل الدولتين".
وختم بالقول إن "كل هذه الأهداف تتجه الآن نحو اتجاه واحد، وهو الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي يقوده نتنياهو، وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين أدركوا مدى الضرر الذي يسببه لهم وللدولة، والآن جاء دور أنصارها حول العالم للوقوف بجانبها، وليس بجانب زعيم فاسد حوّل الدولة أداة لخدمة مصالحه الشخصية ومصالح عائلته".