حديث عبد الحي الأخير هل يعد تكفيراً للبرهان؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
ما هي دلالات تسريب حديث عبد الحي يوسف عن البرهان، وإلى أي مدى يكتسب أهميته السياسية أثناء الحرب، وهل هو بالضرورة يعبر عن وجهة نظره أم طائفة من الإخوان المسلمين، وكيف يفهم حديثه على ضوء صراعات الإسلاميين التي خرجوها بأنها ملمح من الخلاف الشوري، وإلى أي مدى تكشف تناقضات الشيخ في تفسيراته العلمانية لوقائع الصراعات السياسية، أو هل يستند عبد الحي على الفقه الإسلامي في السياسة أم يغلب مصلحته وتنظيمه بالبراغماتية التي هي أس النهج العلماني في قراءة تجليات علاقات البشر السياسية؟ هذه الأسلة دارت في ذهني ليس من أجل البحث فقط عن مخارج لتعرية فكر عبد الحي السياسي الذي يستخدمه دائماً في المتاجرة بالدين، وإنما قصدت أيضاً بحث العلامات الناتئة - Connecting the dots - كما يعتمد خبراء التحليل البوليسي للتوصل إلى الوكر الذي انطلقت منه الجريمة.
suanajok@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة عبد الحی
إقرأ أيضاً:
إرتكازات ثلاثية الأبعاد لإجهاض مشروع الثورة في بناء الدولة المدنية [4 -2]
بقلم / عمر الحويج
كما أوردنا في مقالنا السابق ، أن هناك ثلات إرتكازات إعتمدت عليها الثورة المضادة ، كيزانها وملحقاتهم ، سنداً يرتكز عليه ظهرها المتداعي ، بفعل ثورة ديسمبر المجيدة ، وبداية إنطلاقة العمل لإجهاضها في مهدها باكراً ، قبل أن تستفحل ، وتصبح قادرة على الإجهاز على تنظيمهم مهيض الجناح ، مهدوم الذمم ، وإحالتهم ورميهم غير مأسوف عليهم ، فى مزابل التاريخ ، وإن لم يكن بما لديهم من قيم ، ليس مثلهم ، لفعَّلوا شعارهم ندوسهم دوس ، كما يردد الهاتفون ، ويكتب الكاتبون والمعلقون .
فلو دقننا النظر ، طيلة سنوات الخمس إضافية لعمر الإنقاذ/الترابي-بشيرية ، التي مددها البرهان ورهطه من جماعة مجلسه العسكري ، نجدها إرتكزت على ثلاث محأور أو مرتكزات ، شيدت بها برنامج العودة إلى سلطتها المغبورة ، وقد تركز جهدها لإنفاذ هذا البرنامج على العمل السري من خلف ستار ، وهذا عمل أجادته منذ يفاعتها ، عند قدوم قائدها الجديد ، بعد ركله كل أسس التربية الإسلامية ، التي قام عليها تنظيم الأخوان المسلمين ، ودخوله البرجماتي للعمل السياسي بالبدلة والكرفتة للأناقة مع العطر الباريسي ، وأول منافعه ، من هذا الدخول الجزافي في العمل السياسي ، هي تأثره بتنظيم الحزب الشيوعي السوداني في بناء الكيان الحزبي وتحالفاته وسط الجماهير ، وليس بأحزاب الطائيفية ، وإن كان قد قادها من رسنها ، ولما إستنفد أغراضه منها ، رماها خلفه ، كليمونة معصورة ، بعد أن إرتشف رحيقها حتى قاعها الأخير ، كما ظلت عداوته قائمة ومحتدة وعنيفة ، وبدأها بحله وطرد نوابه من البرلمان ، وفي اواخره ، لم يبخل عليهم بدخول ببيوت الأشباح وفقدالعديد من عضويته ومن غيرهم من المعارضين ، ومع ذلك أنجح الغرض غير الحسن ، الذي اقترضه خلسة ، كما اعتادوا بعدها الإقتراض غير الحسن ، إختلاساً بيناً وبايناً ، وكان غرضه الأول من خزينة الحزب الشيوعي لإدارة تنظيمه دون إذن أو أوراقاً ثبوتية ، ومارس هذا الحق المختلس ،حتى رحيله عن دنيانا الفانية . وقد اعترف بهذا الإختلاس علانية الراحل بعضمة لسانه وردده كثيراً ، وجاراه في ذلك الإعتراف المعلن كثر من جماعتهم ، أصدقهم صدقية كان د/المحبوب عبدالسلام في كتبه ومكاتيبه ، وغيره تفاخروا بين أنفسهم وقالوا بسلاحه ، سيقتلعون الحزب الشيوعي من جذوره ، سألوه لاحقاً عن من هو أقرب الأحزب اليكم ؟؟ . رد دون تلعثم أو تردد ، الحزب الشيوعي السودني ، وهذه قصة أخرى !! .
أول مرتكزاتهم لمحاربة المد الثوري للإنطلاقة الجماهيرية لتورة ديسمبر المجيدة ، هي بداية إقتلاعهم التي تمت يوم 11/ ٤ / 2019 الذي سجله التاريخ بأنه ، كان يوم نفيهم من السلطة، ولكن وللمفارقة ، فقد كان ذاته هو يوم جديد عودتهم للسلطة مجدداً ، "شفت كيف !!؟ ، السطو المسلح عز النهار .. عز الجمر !! " ، ومن خلف دثار ، فقد كان الإقتلاع والنفي الإجباري للطرفين ، بواسطة لجنتهم الأمنية ، منهم وفيهم !! ، بقيادة طرفيها العسكركوز " الجيش" ، يتزعمهم البرهان . والجنجوكوز "الدعم السريع" ، ويتزعهم حميدتي ، وهذا الأخير لكي يصبح عضواً شرعياً في نظامهم الجديد ، نصبوه نائباً للرئيس ، بما لم تأت به الأوائل في البنود التي أقرتها نواقص الوثيقة الدستورية المعيبة ، وكانت هذه ضربة البداية لخرق هذه الوثيقة ، "وأزهري الخرق الدستور" وكلها ، قديمها في الخرق وجديدها جنايات ، في حق الوطن ، المكتول كمد ، ورحمك الله شاعر الحب والسلام والحرية صديقنا الراحل عثمان خالد رحمه الله .
وقد كان مصير الوثيقة ، تمزيقها نهائياِ ، إرباً إرباً في إنقلاب 25 اكتوبر عام 2021 وإدخال طرفها الآخر وإيداعه سجونهم غير آمنين وهم والمنقلبون غير آبهين .
ولكن هذه العلاقة التبادلية ، مشبوهة المنافع والمصالح ، بين اللجنة الأمنية والحركة الإسلاموية ، ظل يشوبها المد والجذر أكثرها الخلافات الداخلية ، ولا نريد سردها وإنما حصائلها في النهاية فقط صفرية ، فشريط التفاصيل تحمله ذكرى المرارات التي أورثوها لشعب السودان في سنتهم الأولى ، وكانت تدور حول تنفير الثوار/ت من سرعة حركة دفع الثورة إلى غاياتها ، ساعدهم في ذلك ، حكومة الثورة الإنتقالية ، التي تفرغت لكسب كراسي السلطة بمناصبها والغنائم ، في حين كان الثوار في الشوارع ، يهتفون ليل نهار كما المغني ، التونسي لطفي بو شناق في رائعته الوطنية ، " خدو المناصب والمغانم وخلو لينا الوطن" . فقد اسهمت حكومة الثورة ، في تسليم الجمل بما حمل ، إلى اللجنة الأمنية ، أو بالمعنى الأصح للحركة الإسلاموية ، تسليم مفتاح ، وبهذا أضيفت خمس سنوات جديدة للنظام البائد ، حلالاً بلالاً ، لم يكن يحلم بها ، ففي المراحل الأولى كانت عضويتهم في حالة كمون وهروب وتخفي دون كسوف او خجل ، رغم هيبة المشد أمام شعبهم وأهلهم ومعافهم ، إلى أن أعادهم البرهان بعد انقلابه المشؤوم ، وبذلك استولوا على السلطة رسمياً ، فأصبح مرتكزهم الأهم تحت يدهم كاملاً بلا منازع ، ورغم ذاك ظلوا في تسترهم ، وأدخلوا برهانهم بوصفه الرئيس الشرعي للسودان وماهو إلا رئيس حكومة أمر واقع غير شرعية ، وإن كان يحوز فقط البرهان تحت يديه ، وظيفة رئيس المجلس العكسري بالأقدمية وليس بالوطنية الثورية ، فوضع جيش السودان الوطني في محنة ، والشعب السوداني في محنة أكبر ، هل يؤيدونه في حرب يديرها من وراء ستار ، تنظيمات النظام البائد الإرهابية ، ام يطالبونه بتنقية صفوفه من هؤلاء ، وأن لا يستجيب لهم لإطالة زمن الحرب لصالحهم للحفاظ عليه كي لاينهار كموسسة حماية رسمية فحول المشهد إلى نعم للحرب امزلا الحرب واحتم الصراع بين المواطنين .
ولتعقيدات وضع البرهان السياسي ، ومع تردي علاقته الدولية ، ظلت علاقته مع الحركة الإسلامية في توتر دائم ، رغم تنفيذه لمطلوباتهم التآمرية بحرفياً وبالكامل ، التي جعلت من البرهان "خشخيشة" في يدهم ، يتلقى الأوامر من أجهزة أمن النظام بقيادة رئيسه السابق والحالي المستتر المدعو قوش ، يزيع إعلانها ، مرتزقة اللايفات و"على رأسهم رئشة" صوت الإنصرافي المارق ، وخاصة بعد اشعالهم الحرب اللعينة ، الذين نجحوا في جعله صاغراً ينفذ لهم كل مطالباتهم ومماطلاتهم في رفض وقف الحرب ، والإستماتة في منع وقفها ، بحيل ما أنزل الله بها من سلطان ، وحولوها إلى حرب كرامة ووطنية ، وهي لا كرامة فيها ولا وطنية في مواصلتها . وبالفوضى التي اشاعوها في البلاد ، كان لابد أن تصلهم نار فوضاهم ، فتفرقوا شيعاً وقبائل واحزابا ، وعلى الطرفين سرت العدوى ، فالأول إلى أحزاب ثلاثة ، خلافهم جرار لا يزال ، في تتنازع الإسم والمواقف المتناهضة ، وآخرها توقف الناس حيرة ، في موقف الفقيه الذي تحول إلى سياسي ، لا يتحدث بلسانه إنما بلسان الحركة الإسلاموية، هل ياترى تحت الأكمة مشروع حزب رابع ؟؟ ، بزعامة الفقيه أية الله يوسف عبدالحي ، الذي ضرب بقوة على جميع الجبهات بما فيها البرهان الذي قال عنه ما لم يقله مالك في الخمر ، وهو المعروف ، "بعطية المزين الضخمة بغير العادة" الفضائية .. يتساءل الناس .
اما عن عدوى الآخر من طرف الحرب ، فهو يعاني من خلل بنيوي فهو مكون جند لايسيطر عليه غير هدفه الوحيد ، العبث في البلاد تعميماُ لتكوينه النهبوي ونشر الفوضى ليعمل فيها تقتيلاً وتشريداً وأغتصاباً ، وفي الحانب الآخر ، مستشارية تقلص دورها ملاحقة جندها الفالت ، لنفي جرائمه وفي بعضها تبريرها ، وحين رأت فشل خططها في تلبية طموحات قائدها حميدتى ، بدعوى تبنيه لديمقراطية ملفقة ، يصلون بها إلى طموحات فائدهم لرئاسة الدولة ، وقنعوا من خير في تلك الخطة التي نسجوها كذباً بديقراطية يشيدونها ، وفي ثورة ، جاوا ليدعموها ودولة وطنية يقيموها ، وها هم وجدناهم زايدوا خصمهم في رفضها ، بل شتمها وتتفيههاَ ، "ومافيش حد "أخس" من حد " ، فرضيوا من الغنيمة بالإياب ، فعادوا إلى مراجعهم ، المتأصلة فيهم ، قبليتهم وعنصريتهم وإلى كتابهم الأسود هم عائدون ، بعضهم يريدها دولة تحكمها نخبة دارفور ، بعد هدم دولة 56 وطرد نخبتها من الحكم ، وبعضهم يريدها دولة دارفور ، ووحدة السودان إلى الجحيم ، ومستجد زعامة آخر ينازعهم بدولة النهر والبحر ، و"الحشاش يملأ شبكتو" ، وآخرون يريدونها ، دولة الساحل والصحراء ، وآخرون .. وآخرون وآخرون!! .. ودقي يامزيكة .
-القادم الإرتكاز الثالث عن الحرية والتغيير سابقاً ، وتقدم "حالياً" وأتخاذها كبش فداء والهجوم المتواصل عليها ، من قبل مناصري الحرب ، بغرض هدم البناء بالكامل : ثورة ديسمبر والدولة المدنية الديمقراطية .
omeralhiwaig441@gmail.com