العقيقة تُعد من السنن المؤكدة التي حث عليها الإسلام، وهي تعبير عن الشكر لله على نعمة المولود. 

لكن ماذا لو اختار أحدهم أن يعق بعجل صغير بدلاً من الشاة؟ هذا السؤال تطرحه إحدى السيدات التي قالت إن زوجها نحر عجلًا صغيرًا لمولودتهما الأولى، ثم فعل الشيء ذاته عند ولادة ابنهما. فهل هذا جائز شرعًا؟

أوضح الشيخ أبو بكر الشافعي، أحد علماء الأزهر والأوقاف، أن العجل الصغير لا يصلح عقيقة وهو خطأشائع ، لأن شروط العقيقة مشابهة لشروط الأضحية.

 يجب أن يكون العجل قد أتم سنتين من العمر إذا كان من البقر أو الجاموس، أو سنة إذا كان من الماعز أو الغنم. 

وأضاف أن السنة في العقيقة تنص على ذبح شاتين للولد وشاة واحدة للبنت، ولكن يجوز الاكتفاء بشاة واحدة للولد إذا لم تسمح الظروف.

كما أشار الشيخ الشافعي إلى أن توزيع العقيقة يمكن أن يكون نيئًا أو مطبوخًا، وكلاهما جائز شرعًا، مع جواز دعوة الناس إلى تناولها.

حكم نحر العجل كعقيقة عن جميع الأبناء 

من جانبه، صرح الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، بأنه يجوز نحر عجل كعقيقة عن أكثر من شخص، حيث يكفي العجل أو الجمل عن سبعة أشخاص، باعتبار حكم العقيقة مشابهًا للأضحية. وأكد أن الشخص إذا كان قادرًا على أداء العقيقة عن نفسه أو أبنائه فليحرص على ذلك، لأنها ليست مرتبطة بزمن معين، مستشهدًا بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي عق عن نفسه.

شروط نخر البقرة في العقيقة

الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أشار إلى أن السنة الثابتة عن النبي في العقيقة هي ذبح شاتين عن الغلام وشاة واحدة عن الجارية.

 لكنه أوضح أنه يجوز استبدال الشاة ببقرة، بشرط أن تكون البقرة مُسنة، أي أتمت سنتين ودخلت في الثالثة، أو أن يكون وزنها لا يقل عن 350 كيلوجرامًا.

وأضاف أن الغاية من هذه الشروط هي وفرة اللحم، التي تعد المقصد الشرعي من العقيقة، فإذا توفرت الكمية المطلوبة من اللحم، فإنها تُحقق الغرض الشرعي حتى لو لم تكن البقرة بالسن المطلوبة.

خلاصة الحكم

العقيقة ليست مجرد نحر، بل هي عبادة شرعية لها ضوابطها وأحكامها. يُفضل اتباع السنة النبوية بالالتزام بالشاة، ولكن يمكن استخدام العجل أو البقرة بشرط استيفاء الشروط الشرعية المتعلقة بالعمر والوزن. وفي النهاية، الغاية من العقيقة هي التقرب إلى الله، والشكر له، وتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العقيقة المزيد المزيد فی العقیقة

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للمريض جمع صلاتين؟.. الإفتاء تفند رأي المذاهب الأربعة

أعلنت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أنه يجوز جمع الصلاتين للمريض، وذلك وفقًا لما أقره بعض المذاهب الفقهية، حيث أكد الحنابلة وبعض الشافعية على جواز الجمع بين الظهر والعصر وبين العشاءين في وقت إحداهما للمريض الذي يعاني من مشقة أو ضعف، بناءً على الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الصلاتين من غير خوف ولا مطر، وفي رواية أخرى من غير خوف ولا سفر، مما يعد دليلًا على جواز الجمع للضرورة المرضية.

ونقل العلامة البهوتي في "كشاف القناع" أن الجمع بين الصلاتين جائز للمريض الذي يلحقه مشقة أو ضعف، حيث ذكر أنه يجوز الجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، وكذلك بين العشاءين في وقت إحداهما.

 وأضاف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جمع بين الصلاتين دون أن يكون هناك خوف أو سفر أو مطر، وبالتالي يكون المرض هو العذر الوحيد المتبقي لهذا الجمع. 

كما استند الإمام أحمد بن حنبل إلى جواز الجمع للمستحاضة باعتبارها نوعًا من المرض، مؤكدًا أن المرض أشد من السفر.

ردا على المساواة في الميراث.. دار الإفتاء: الثوابت ليست محل تصويت أو استفتاء شعبيهل ثواب العمل الصالح يتضاعف في مكة؟.. دار الإفتاء تكشف الحقيقةهل أقطع قراءة القرآن وأردد الأذان خلف المؤذن؟.. دار الإفتاء توضح

وفي "روضة الطالبين" للإمام النووي، أشار إلى أن المشهور في المذهب الشافعي هو أنه لا يجوز الجمع في حالة المرض، لكن بعض من أصحاب المذهب كالخطابي والقاضي حسين أجازوا الجمع للمريض. 

كما استحسن الروياني ذلك، معتبرًا أنه من الأفضل للمريض أن يراعي ما يحقق له الرفق بنفسه، فإذا كان يشعر بالمشقة في وقت الصلاة الثانية، فإنه يمكنه أن يقدم الصلاة الأولى إلى وقتها، وإذا كان يشعر بالمشقة في وقت الصلاة الأولى، فإنه يمكنه تأخيرها إلى وقت الثانية. وقد أقر النووي في النهاية أن القول بجواز الجمع للمريض هو القول الأقوى والأصح.

أما المالكية فقد أجازوا للمريض الجمع الصوري بين الصلاتين، وذلك بأن يؤدي الصلاة الأولى في آخر وقتها والثانية في أول وقتها. 

ويهدف هذا الجمع إلى الخروج من الخلاف حول جواز الجمع في حالات المرض، حيث أكد العلامة الخرشي في "شرحه على مختصر خليل" أن هذا الحكم يشمل المريض الذي يواجه مشقة في الوضوء أو القيام لأداء الصلاة، كما يمكن أن يشمل أيضًا من يعاني من مرض البطن أو أي حالة مرضية أخرى قد تؤثر على قدرته على أداء الصلاة بشكل عادي.

وبناءً على هذه الآراء الفقهية، فإنه يجوز للمريض جمع بين الظهر والعصر وكذلك بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما، كما يجوز له أداء الصلوات بشكل صوري بحيث يصلي الظهر والمغرب في آخر وقتيهما، والعصر والعشاء في أول وقتيهما. 

وهذا يحقق التخفيف على المريض في حالات العذر المرضي ويضمن له أداء الصلوات بما يتناسب مع حالته الصحية.
 

طباعة شارك جمع صلاتين الإفتاء دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • "سناء جميل: 95 عامًا من الإبداع والجَدَل... أيقونة الفن المصري التي لا تنسى"
  • هل يجوز دفن المسلم في مقابر غير المسلمين؟ الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • طبيب يحذر النساء من نظام غذائي شائع يهدد خصوبتهن
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • هل يجوز للمريض جمع صلاتين؟.. الإفتاء تفند رأي المذاهب الأربعة
  • هل يجوز الحج عن الوالدين المتوفيين في حجه واحدة.. الموقف الشرعي
  • في ذكرى العزة والكرامة.. محافظ القاهرة يضيع إكليل من الزهور على أضرحة الشهداء
  • دراسة تدقّ ناقوس الخطر.. فيروس شائع يسبب مرض خطير
  • بري: لا تأجيل للإنتخابات وهذا الشيء لا يجوز
  • الشيخ السحيباني يوضح حكم الاشتراك في العجل للأضحية.. فيديو