السياسة بعد وقف إطلاق النار.. ملفات تتصدّر وهواجس تحضر!
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
بعدما تراجعت في سلّم الاهتمام، منذ فتح "جبهة الإسناد" في الثامن من تشرين الأول 2023، وجُمّدت بكلّ معنى الكلمة منذ منتصف أيلول الماضي، على وقع التطورات الدراماتيكية التي مهّدت للحرب الإسرائيلية الوحشيّة ضدّ لبنان، استعادت الحركة السياسية "نشاطها" بشكل أو بآخر في الساعات الأخيرة، مع الجلسة التشريعية التي عقدها مجلس النواب، وأفضت إلى التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، بسلاسةٍ قلّ نظيرها.
على هامش الجلسة التشريعية، التي تزامنت أيضًا مع زيارة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بعد طول انقطاع، تحرّك الملف الرئاسي، بعد طول تغييب عن الأجندة، حيث حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري التاسع من كانون الثاني المقبل موعدًا لجلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية، مبرّرًا المهلة الفاصلة عنها بالرغبة في حصول التوافق خلالها، حتى تكون "مثمرة"، بما يفضي لإنجاز الاستحقاق وانتخاب رئيس للجمهورية.
وبين التمديد لقائد الجيش الذي سار بسلاسة لافتة، وانتخاب الرئيس الذي يتفاءل المتابعون بأنّه سيكون مثمرًا هذه المرّة، مع اختلاف الظروف عن كلّ الجلسات السابقة، يتحدّث المتابعون عن حركة سياسية مكثّفة منتظرة في الكواليس السياسية على امتداد المرحلة المقبلة، في ظلّ ملفاتٍ كثيرة مطروحة على بساط البحث، على رأسها استحقاق الرئاسة وما يترتّب عنه من استحقاقات، ولكن أيضًا هواجس تبقى ماثلة، في ظلّ انقسام عمودي، حتى على تبعات الحرب!
الرئاسة أولاً...
بالحديث عن الملفات السياسية التي تتصدّر الاهتمام، في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، يمكن الحديث عن العديد من الاستحقاقات المرتبطة بتبعات الحرب المباشرة، من بينها الواقع الجديد الذي سينشأ عنها، خصوصًا مع انتشار الجيش في المناطق الجنوبية، وكيفية التعامل مع المتغيّرات الحاصلة، فضلاً عن ضمان إطالة أمد التهدئة وتحويلها إلى استقرار طويل الأمد، بالتزامن مع التصدّي للخروقات الإسرائيلية.
لكنّ الثابت بحسب ما يقول العارفون، هو أنّه بعد التمديد لقائد الجيش، الذي أنقذ المؤسسة العسكرية من احتمال الشغور في قيادتها، فإنّ "أولوية الأولويات" تتمثل في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن، بل إن هناك من يشدّد على ضرورة أنّ يكون الرئيس الجديد قد تسلّم مقاليد الأمور قبل انتهاء مهلة الستين يومًا المنصوص عليها في الاتفاق، لمواكبة المرحلة المقبلة ومتطلباتها.
ويشير العارفون إلى أنّ أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي تكمن في أنّ معظم الاستحقاقات الأخرى محكومة بانتخاب الرئيس أولاً، ومنها إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية، وتشكيل حكومة جديدة تكمل ما بدأته الحكومة الحالية، وتشرع في تنفيذ الإصلاحات التي باتت أكثر من ضرورية في هذه المرحلة، فضلاً عن مواكبة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، الذي يبدو أكثر من ملحّ، بعد الخسائر الكبرى التي تسبّبت بها الحرب على الكثير من المستويات.
"مخاطر" الانقسام السياسي
وبانتظار إتمام هذه الاستحقاقات الأساسيّة، ثمّة من يتحدّث عن استحقاقات أخرى قد لا تكون بعيدة، من بينها فتح ملف التعويضات، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار، ولكن أيضًا ثمّة من يشير إلى استحقاق أساسيّ يتمثّل في تشييع الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، باعتبار قد يشكّل "نقطة تحوّل" في المسار السياسي ككلّ، ولا سيما أنّ هناك من لا يزال حتى اليوم غير قادر على "استيعاب" حقيقة ما حدث، وربما خطورته.
وفي السياق، ثمّة هواجس حاضرة من أن يتعمّق الانقسام السياسي في المرحلة المقبلة، في ظلّ اعتقاد شريحة واسعة بأنّ ما بقي "مضمرًا" إن صحّ التعبير في فترة الحرب قد يخرج إلى العلن، علمًا أنّ ثمّة خشية "مزدوجة" من رهانات على نتائج الحرب لتعديل موازين القوى، سواء من جانب خصوم "حزب الله" الذين باتوا يعتقدون أنّه "في أضعف حالاته"، أو حتى من جانب الحزب، الذي يرى البعض أنه قد يعمد إلى "تصفية حسابات" مع البعض.
وسط هذه الهواجس، ثمّة من يشدّد على أنّ الاستحقاق الأهمّ يبقى استنادًا إلى ما تقدّم، متمثّلاً بضرورة "تحصين" الوحدة الوطنية، في المرحلة المقبلة، لمواجهة كل المخاطر المحتملة، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ مرحلة "ما بعد الحرب" قد تكون أخطر من مرحلة الحرب نفسها، إذا لم يعرف الأفرقاء كيف يتعاملون معها بحكمة ودراية، حتى إنّ هناك من يخشى من تكرار سيناريو "7 أيار" في مكانٍ ما، في حال تعميق الانقسامات.
في النتيجة، يقول العارفون إنّ تحصين الوحدة الوطنية قد يكون العنوان الأساسي المطلوب في المرحلة المقبلة، لعدم الانزلاق في أيّ مخاطر قد تكون "كارثية" على الوطن ككلّ، علمًا أنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية يشكّل بلا شكّ، "أساس" هذا العنوان، فبناءً على هذا الاستحقاق، تُرسَم كلّ معالم المرحلة المقبلة، بشكل أو بآخر، بما في ذلك إدارة مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، وتوحيد الرؤية إزاءها بين اللبنانيين! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المرحلة المقبلة هناک من
إقرأ أيضاً:
تعنت إسرائيلي.. الجمود يسيطر على مفاوضات إطلاق النار في غزة.. وجيش الاحتلال يواصل إخلاء شمال القطاع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة هآرتس العبرية، إنه لا يوجد اتفاق وقف إطلاق نار بغزة فى الأفق، وأن جيش الاحتلال مستمر فى إخلاء شمال غزة بسبب حالة الجمود.
ووفقا للصحيفة فإنه ورغم الاتصالات المكثفة التى جرت فى الأسابيع الأخيرة، إلا أن المحادثات بشأن صفقة المختطفين تعثرت من جديد وفرص التوصل إلى تسوية تبدو ضئيلة. ومن المحتمل أن تدخل رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب وحده هو الذى سيتمكن بطريقة أو بأخرى من إخراج هذه العربة من الوحل الذى أحاط بتنصيبه فى ٢٠ يناير المقبل.
وبحسب الصحيفة فإنه دون اتفاق سوف يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلى بتوسيع هجماته إلى مناطق أخرى فى شمال قطاع غزة، بينما يقوم بشكل منهجى بتنفيذ "الجنرالات" بإزالة السكان الفلسطينيين من هناك، وشككت الصحيفة للغاية فى ما إذا كان هذا سيهزم حماس.
وذكرت الصحيفة، أن الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس لا تزال قائمة، حيث تطالب حماس بالحصول على التزام واضح بالانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة، والذي سيتم دعمه بخرائط وجدول زمني صارم.
كما تسعى الحركة إلى صياغة اتفاقيات حول مفاتيح إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية فى الجولات القادمة من الصفقة.
فيما تطالب إسرائيل حماس بتزويدها بقائمة كاملة ومفصلة بأسماء جميع الأسرى وحالتهم أحياء كانوا أم أموات.
وبحسب الصحيفة، فإن نقطة الخلاف الأخرى هى رغبة الحكومة الإسرائيلية فى التوصل إلى صفقة جزئية فقط، يتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى المدرجين فى القائمة "الإنسانية" فقط - النساء والمسنين والجرحى والمرضى - فى هذا الوقت".
كما أن هناك خلافًا حول تعريف المرضى والجرحى الذين قد يدخلون فى المرحلة الإنسانية. لأنه بعد عام وأربعة أشهر تقريبًا من الأسر، أصبحت حالة جميع الأسرى الإسرائيليين صعبة، ويبدو أنه من الممكن إدراجهم جميعًا فى القائمة"، وفقا للصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أنه لإسرائيل مصلحة فى زيادة العدد قدر الإمكان، لأن إتمام المرحلة الثانية من الصفقة أصبح موضع شك".
ومن ناحية أخرى، فإن قيادة حماس فى قطاع غزة، بقيادة محمد السنوار وعز الدين حداد (التى تحدد فعليا مواقف حماس فى المفاوضات)، تسعى إلى إعادة عدد محدود فقط من المختطفين من أجل الحفاظ على الباقي. باعتبارها "شهادة تأمين" لنفسها، على افتراض استئناف القتال قريبًا".
وهذا الوضع، الذى تصفه الصحيفة بدقة، لم يتغير كثيرًا خلال العام الماضي. حماس، حتى بعد مقتل معظم كبار مسئوليها فى الاغتيالات الإسرائيلية، متمسكة بمطالبها الرئيسية: إنهاء الحرب، انسحاب إسرائيلى كامل، إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين. المسجون فى إسرائيل (بما فى ذلك العديد من كبار المسئولين الذين ترغب الحركة إطلاق سراحهم مثل مروان البرغوثي).
ومنذ انفجار صفقة الرهائن الأولى فى ديسمبر من العام الماضي، كانت هناك محاولات لتجاوز بؤر الجدل، ولكن فى كل مرة يتم إحراز تقدم حقيقي، يكون هناك تراجع فى النهاية.
وقالت الصحيفة إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ليس مستعدًا لاتخاذ الخطوة الإضافية للتوصل إلى اتفاق، وذلك لمجموعة من الأسباب السياسية والشخصية والاستراتيجية.
ويسلط الجمود فى المفاوضات الضوء على الشكوك بشأن استمرار الحرب فى قطاع غزة. وفى نهاية يوليو الماضي، بعد إطلاق الصواريخ الذى أدى إلى مقتل ١٢ إسرائيليا فى بلدة مجدل شمس الدرزية فى هضبة الجولان المحتل، غيرت إسرائيل مسارها ونقلت مركز ثقل الحرب فى الشمال، إلى لبنان.
وفى بداية شهر أكتوبر بدأت مؤخرًا العملية الهجومية الرئيسية لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، وهى عملية الفرقة ١٦٢ فى مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.
ولا تزال هذه العملية، وهى الرابعة فى المخيم منذ بداية الحرب، مستمرة. وكانت النتائج هذه المرة أكثر تدميرًا وفتكا: فقد دمر جيش الإسرائيلى الاحتلال معظم منازل المخيم، وقُتل أكثر من ألفين فلسطينى فى المعارك.
وبينت الصحيفة: يستمر رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى الادعاء بأن الضغط العسكري، الذى تصاعد إلى حد ما فى الأسبوع الأخير مع توسيع العملية إلى بلدة بيت حانون القريبة، يدفع المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق عمليًا ويبدو بالفعل أن هذا التحرك ناجم عن الجمود، فالمفاوضات عالقة، ولا يلوح فى الأفق وقف لإطلاق النار، وفى غياب التقدم فى الاتصالات، يستمر السحق فى جباليا".
وتابعت: من دون التوصل إلى اتفاق، فمن المرجح أن تتوسع العملية إلى مناطق أخرى فى شمال قطاع غزة، مع إزالة السكان المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجى من المنطقة بأكملها. وتواصل هيئة الأركان نفى أنها تنفذ "خطة الأبطال" المتقاعدة، التى تحدثت عن إخلاء النصف الشمالى من القطاع بالكامل بالقوة. ومن الناحية العملية، يواصل الجيش التقدم هناك خطوة بخطوة".
وأكدت الصحيفة أن حماس تواصل السيطرة المدنية على معظم أنحاء قطاع غزة، لافته إلى أنه تسيطر على الإمدادات الإنسانية، وتجنى الأموال منها.
وأوضحت أن التعافى العسكرى للحركة محدود، وهى فى هذه المرحلة لا تستطيع أن تشكل خطرا حقيقيا على المستوطنات المحيطة بغزة، على الرغم من زيادة معينة فى إطلاق الصواريخ من شمال القطاع، مشيرة إلى أن معظم جهودها موجهة نحو تحصيل الثمن من قوات الاحتلال التى تناور فى جباليا، وأحيانا من قوات الاحتلال التى تحتل ممرى نتسريم وفيلادلفيا.
وختمت الصحيفة: فى ظل هذه الظروف، من الصعب أن نرى كيف ستنتهى الحرب فى أى وقت قريب. وقد تظل إسرائيل متجذرة فى وحل غزة لسنوات قادمة، دون أن يكون لها قرار حقيقي. يحتاج نتنياهو إلى استمرار الحرب - من أجل تبرير أفعاله حتى الآن، ومن أجل منع تشكيل لجنة تحقيق رسمية فى الإغفالات التى جعلت هجوم ٧ أكتوبر ممكن".