منينمة: خطاب قاسم حمل اشارات وخطوات ايجابية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
استبعد النّائب إبراهيم منيمنة في حديث عبر "صوت كلّ لبنان"، انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وقال: "لا مصلحة للبنان لإعطاء أي ذريعة لإسرائيل للامعان في الخروقات، وعلينا واجب حماية القرار".
ورأى ان "الجيش اللّبناني أمام تحد حقيقي لإثبات قدرته على حماية الجنوب ليتحوّل الى محط ثقة لدى كلّ اللّبنانيين"، موضحاً الّا عائق يواجه الجيش رّغم نقص العتيد والعتاد في حال اتُخذ القرار السّياسي والتزم حزب الله بتراجعه إلى ما وراء الليطاني.
وتعليقاً على خطاب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الأخير، أشار منيمنة الى انه حمل إشارات وخطوات إيجابية باتجاه المسار الصحيح لإعادة بناء الدولة، داعياً القوى السياسية لمقابلتها بإيجابية ايضاً، "للاستفادة من التجارب السّابقة الفاشلة والانتقال الى المرحلة الجديدة التي بدأت تتظهّر معالمها".
وعبّر عن تفاؤله بأن تنتج الجلسة الانتخابية في التاسع من كانون الثاني رئيساً للجمهورية، الا ان الأسماء لم تتبلور بعد، وقال: "الاتصالات ستتسارع في الأيام المقبلة على ان تصبح نشطة جداً في خلال فترة الأعياد".
وكشف منيمنة عن التوجّه الى الطّعن في بند التّمديد للقضاة الذي أقرّه مجلس النواب في خلال الجلسة التشريعية التي عُقدت يوم الخميس.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خطاب لأهل العلم والفقه في وطننا السودان
بسم الله الرحمن الرحيم
"فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله"
خطاب لأهل العلم والفقه في وطننا السودان
بقلم: بروفسير سيف الدين إبراهيم تاج الدين،
الأستاذ سابقاً بجامعة الخرطوم
أتعشم أن أخاطب بهذا المقال الموجز قلوب قومٍ يعقلون حدود ما أنزل الله على رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)، فاستحقوا بذلك حمل أمانة الفتوى وإسداء النصح للناس في أمور الدنيا والاخرة – وأخص بها أمانة إسداء النصح للقائمين بالأمر في أمر هذه الحرب السجال التي شارفت عامها الثاني ولم تزل تراوح مكانها – وليت شعري، ما الذي يرجوه عقلاء أهل السودان من ديمومة هذه الحرب التي ما فتئت تهلك الحرث والنسل حتى اتسع خرقها على الراتق؟ وأي فقه هذا الذي يدعو الى تأجيج نار الحرب بين المؤمنين بدلاً من التداعي لإطفائها؟
لقد صح الحديث عن نبينا الأكرم ، صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أوتي جوامع الكلم أنه اختزل "الدين" كله في كلمة واحدة بقوله: (الدين النصيحة) – وعندما استُفهم عنها أجاب بقوله (لله ولرسوله وللائمة المسلمين وعامتهم)، وهو بذلك لم يزد على بيان ما أقسم الله تعالى عليه في أقصر سور القرآن: (والعصر، أن الانسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصاحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) – مبيناً أن طريق النجاة من الخسران المبين في الدنيا والآخرة إنما هو التواصي بقبول الحق وإن كان مُراً والصبر عليه وإن كان قاسياً.
فكلمة الحق في أمر هذه الحرب إحدى خيارين لا ثالث لهما: إما التواصي بدوامها حتى بلوغ النصر الحاسم على الطائفة "المعتدية"، مع التواصي بالصبر على تضحيات الحرب ومفاسدها مهما طال الزمن – كما يدعو اليه البعض – وإما التواصي بوقف الحرب والرضى بشروط الصلح، مع التواصي بالصبر على فوات النصر الحاسم حقناً لدماء العباد ودرءً المفاسد عن البلاد؟ والشاهد، أن القاعدة الأصولية المعروفة: "درأ المفاسد أولى من جلب المصالح" تقضي بقبول الخيار الثاني حتى ولو بدا للبعض أن فوات النصر مظنة لفوات مصلحة للدين أو الوطن.
لكن هيهات لحرب يدور رحاها بين قوم يؤمنون بدين واحد وفي وطن واحد أن تنطوي على مصلحة معتبرة لدين أو وطن، سوى أنها فتنة ماحقة بين طائفتين من المؤمنين – بينما القول الفصل في حكمها لا يخرج عن قوله تبارك وتعالى: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالقسط وأعدلوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)[الحجرات، 9- 10]، وهي دعوة صريحة للمبادرة بالصلح بين الطائفتين والاحتكام فيه بالعدل وترجيح دواعي الأخوة.
ولقائل أن يقول: كيف ينطبق هذا الحكم القرآني على فئتين من المؤمنين ليستا متكافئتين في مقامهما الدستوري/النظامي، نظراً الى أن هذه الحرب اندلعت بين جيش الدولة النظامي وقوة أخرى غير نظامية انفصلت عنه وتمردت عليه لسبب أو آخر؟ فهذا القول، وإن كان هو عمدة المستمسكين بدوام الحرب الى أن تبلغ مداها، لكنه لا يثبت للنظر لا شرعاً ولا عقلاً: وذلك من حيث أنه لا يملك تخصيصاً للعام ولا تقييداً للمطلق في حكم الآية المذكورة، فضلاً عن أنه لا يضع سقفاً معقولاً لحجم التضحيات اللازم بذلها على البلاد والعباد، ثمناً لنصر مفترض!
مجمل القول عن كلمة الحق فيما يبدو لنا هو ضرورة التواصي بين العقلاء من أهل العلم والفقه لنصح القائمين بالأمر على وقف هذه الحرب فوراً والصبر على قسوة التفاوض وتحمل مرارة مدخلاته ومخرجاته مع العدو حتى الوصول الى شروط الصلح والتعاهد عليها – عسى أن يفضي ذلك الى إعادة بناء جسور الثقة المفقودة وأواصر الأخوة المقطوعة، ولا غرو أنه من قبيل الجهاد الأكبر لمن يمنون أنفسهم بالجهاد في سيل الحق والوطن – فإذا انعقدت شروط الصلح بالألية المناسبة وشروط الرقابة المتفق عليها، وهي أمور لا يسع هذا المقال للخوص حول حيثياتها وتفاصيلها، فحينئذ فقط يصح دمغ الفئة التي نكثت العهد وأخلت بشروطه بالفئة الباغية، ويصبح الاستنفار والتداعي لقتالها مطلباً مشروعاً.
وعلى الله قصد السبيل
s.i.tageldin@gmail.com