تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية، مستفيدة من استثمارات ضخمة في قطاعات الاتصالات، الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، بما يعزز جاهزيتها لمواكبة التحول الرقمي العالمي وتسريع الاقتصاد الرقمي.

وتعد الإمارات من أوائل الدول في المنطقة التي تبنت الحلول الرقمية، التي أسهمت في تعزيز كفاءة القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والخدمات الذكية، كما تصدرت الدولة مؤشرات التنافسية الرقمية إقليمياً وعالمياً، بفضل بنيتها التحتية المتطورة وشبكات ألياف الضوئية التي تغطي معظم أنحاء الدولة.

الواقع الافتراضي

ومع واحدة من أعلى معدلات انتشار الإنترنت في العالم، أصبحت الإمارات سوقاً مزدهراً للوسائط الرقمية والتجارة الإلكترونية والتقنيات الذكية كالواقع الافتراضي والواقع المعزز، إذ وصل معدل انتشار تقنية الواقع الافتراضي والمعزز في الدولة إلى نحو 70% خلال العام الجاري، وذلك بحسب تقرير "ستاتيستا" المختصة في بيانات السوق والمستهلكين.
وتبوأت الدولة مراكز الصدارة عالمياً في المؤشرات الصادرة عن الأمم المتحدة والمرتبطة بالحكومة والخدمات الرقمية، إذ أشار تقريرالحكومات الإلكترونية 2024، الذي كشفت عنه إدارة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية في الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى أن "الإمارات تحتل المركز الأول عالمياً في مؤشر البنية التحتية للاتصالات، إذ حصلت على العلامة الكاملة بنسبة 100%".

كفاءات وطنية

وأظهر التقرير تقدم الدولة بـ34 درجة في مؤشر رأس المال البشري منتقلة من المركز الـ44 إلى المركز العاشر، وحققت الإمارات المركز الأول على مستوى آسيا والعالم العربي في هذا المؤشر، ما يعكس الجهود المبذولة للاهتمام بالكفاءات الوطنية، وتزويدها بالمهارات اللازمة للتعامل مع عصر التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة.
وعززت الدولة مكانتها الريادية كحاضنة للشركات الناشئة والرقمية الجديدة، وذلك عبر الجمع بين قاعدة العملاء الكبيرة والبنية التحتية الرقمية المتطورة التي سرعت من نمو أعمال الشركات، وسخرت أفضل الممارسات الرقمية والمبتكرة لتعزيز هذا النمو.
وفي هذا الإطار، كشفت بيانات غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أن الشركات الرقمية في الإمارة يبلغ معدل نموها نحو 30% مقارنة بـ15% لنمو الشركات التقليدية في دبي، حيث بلغ عدد الشركات الرقمية في دبي وحدها بفضل هذا التسارع 120 ألف شركة.

الذكاء الاصطناعي

من جانبها، أكدت تقارير دولية تنافسية البنية التحتية الرقمية للإمارات على المستوى العالمي، إذ تبرز الدولة كمركز للابتكار الرقمي داخل وخارج دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في ظل تنافس الدول على تسخير التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء، وكانت الدولة سباقة في تبني هذه التطورات.
وتوقع تقرير صادر عن "ستاتيستا" أن يتجاوز الإنفاق العالمي على التحول الرقمي ثلاث تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2026، وأوضح أن استثمارات دولة الإمارات في هذه التقنيات أدى إلى تعزيز الإنتاجية الاقتصادية وتحسين جودة الحياة الرقمية في العديد من القطاعات، مما يجعلها رائدة في التقدم الرقمي في المنطقة.

تكنولوجيا المعلومات

وأوضح تقرير صادر عن مجموعة "IMARC" الدولية، أن "حجم سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات في الإمارات يشهد نمواً متواصلاً بفضل مواصلة تبني أحدث التقنيات، إذ بلغ حجم السوق العام الماضي نحو 5.3 مليار دولار، مع توقعات بأن يصل حجمه إلى 12.5 مليار دولار بحلول 2032".
وأظهر التقرير أن "سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات سيشهد نمواً بـ9.6% خلال الفترة من 2024 إلى 2032، مدفوعاً بعدد من العوامل التي تدفع نمو السوق والمتمثلة في الوتيرة المتزايدة للرقمنة في الدولة، ومواصلة تطوير الحوسبة السحابية، والاستثمارات المتزايدة في مشاريع المدن الذكية.
وفي إطار الحوسبة السحابية، عززت الإمارات مكانتها من خلال استقطاب كبرى الشركات العالمية، إذ أسست مراكز بيانات حديثة تدعم التحول الرقمي للشركات والمؤسسات، كما تستثمر الدولة بشكل مكثف في مجال الأمن السيبراني لضمان حماية البيانات وتعزيز الثقة في الاقتصاد الرقمي.
وتؤكد رؤية الإمارات 2031، التزام الدولة بتطوير بيئة رقمية مستدامة تدعم الابتكار والتطور التقني، ما يرسخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية، إذ يضعها التزامها القوي بالابتكار التكنولوجي في صدارة تحول المشهد الرقمي على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات والبنیة التحتیة الرقمیة

إقرأ أيضاً:

رئيس «اقتصادية قناة السويس»: تطوير المواني هدف استراتيجي لخلق مركز لوجسيتي عالمي

أجرى وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعدد من قيادات الهيئة، جولة تفقدية لمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة، وميناء غرب بورسعيد، لمتابعة سير أعمال التطوير الجارية بميناءي شرق وغرب بورسعيد، ومنطقة شرق بورسعيد الصناعية، بالإضافة لزيارات ميدانية للشركات العاملة بالميناء، للتعرف على الموقف التنفيذي للإنشاءات الحالية في المحطات المختلفة سواءً محطة الرورو التي يقوم تحالف «تويوتا تسوشو بلوريه NYK» بتشغيلها، ومحطة سكاي لوجستيكس وريلاينس، ومحطة الصب الجاف «روتس»، وزيارة قناة السويس لتداول الحاويات AP Moller Terminals.

تفاصيل أعمال التطوير في ميناء غرب بورسعيد

في مستهل الجولة تفقد رئيس اقتصادية قناة السويس الموقف التنفيذي لأعمال التطوير التي تقوم بها الهيئة بميناء غرب بورسعيد، وفق المخطط الشامل لتطوير الميناء الذي يشهد طفرة تنموية، إذ أوضح مدير الميناء قرب الانتهاء من المرحلة الأولى من خطة التطوير التي تتضمن تأهيل ورصف الطرق، وكذا التشجير وإنشاء بوابات جمركية جديدة بصورة وواجهة حضارية من باب 2 الجمركي، وحتى باب 34 الجمركي.

وأشار إلى أن الهيئة بصدد الانتهاء من تنفيذ مشروع إنشاء شبكة حريق ونقطة إطفاء لمخازن الترانزيت خلال الفترة المقبلة، وإعادة تخطيط الساحات، وتطوير المخازن وإزالة المباني القديمة، بالإضافة لتنفيذ منظومة إلكترونية متكاملة لإدارة العمليات بالميناء.

 

وخلال جولته التفقدية بميناء شرق بورسعيد، التقى وليد جمال الدين، بـ نوبوهيكو موراكامي، رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا تسوشو؛ إذ استعرض أهم الأعمال التي أنجزتها الشركة بمحطة الرورو للتحالف العالمي تويوتا تسوشو اليابانية، وبولورية الفرنسية، وإن واي كيه NYK بالرصيف الغربي لميناء شرق بورسعيد والتي تقام بطول رصيف 600 متر وبإجمالي مساحة للمحطة 225 ألف متر مربع وساحة لوجستية بمساحة 170 ألف م2؛ إذ من المنتظر أن تلعب المحطة دورا كبيرا في أنشطة تداول السيارات والترانزيت بالمرحلة المقبلة، ومن المخطط بدء التشغيل التجريبي للمحطة خلال الربع الثاني من 2025.

أعمال تطوير محطة الحاويات

تابع رئيس اقتصادية قناة السويس، مستجدات أعمال التوسعات الخاصة بمحطة تداول الحاويات التابعة لشركة قناة السويس لتداول الحاويات  AP Moller Terminals؛ وذلك لمناقشة موقف أعمال تطوير محطة الحاويات (2) بطول رصيف يبلغ 955م، وساحة تداول 518 ألف م2 بميناء شرق بورسعيد وتفقد الأوناش الجديدة بالمحطة التي احتفلت مؤخرًا بوصول الدفعة الأولى والثانية بإجمالي 8 أوناش عملاقة «Gantry Crane» و12 ونش RTG؛ حيث أوضح مسؤولو شركة قناة السويس للحاويات SCCT، أن معدلات تداول الحاويات بمحطة الحاويات (1) بلغ 3.8 مليون حاوية خلال 2024.

كما استكمل رئيس اقتصادية قناة السويس جولته التفقدية للمشروعات الجارية بميناء شرق بورسعيد بزيارة المحطة متعددة الأغراض بالميناء بطول رصيف 900 متر وساحة تداول 380 ألف م2 التي تقوم شركة سكاي لوجستك بتطويرها وتشغيلها، والتي حققت معدلات تداول أثناء التشغيل التجريبي خلال 2024 بلغت 6 مليون طن.

أعمال تطوير المواني

في ختام الجولة أكد وليد جمال الدين، أن من الركائز الأساسية لاستراتيجية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس هو مواصلة أعمال تطوير المواني التابعة للهيئة وتنويع أنشطة المحطات بها لخلق مركز لوجستي رائد عالميًّا يساهم في تعزيز سلاسل القيمة العالمية لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات والسلع خاصةً الأغذية والأدوية وغيرها في ظل التحديات الإقليمية القائمة التي تضاعف من دور مواني الهيئة.

مقالات مشابهة

  • حمدان المزروعي: رئيس الدولة رائد العمل الإنساني والخيري
  • أكبر الشركات الجهوية المتعددة الخدمات تعلن استثمار 200 مليار سنتيم لتعزيز البنية التحتية
  • حمدان المزروعي: محمد بن زايد رائد العمل الإنساني والخيري
  • تطوير البنية التحتية الرقمية للدولة | نشاط رئيس الوزراء في أسبوع
  • خبراء تقنيون: الشراكة الإماراتية الفرنسية في الذكاء الاصطناعي تسرّع الثورة الرقمية
  • رئيس «اقتصادية قناة السويس»: تطوير المواني هدف استراتيجي لخلق مركز لوجسيتي عالمي
  • خبير تكنولوجي: تزايد أعداد المشتركين بـ«منصة مصر الرقمية» يرفع معامل الثقة الرقمي
  • خبير تكنولوجي: تزايد أعداد المشتركين بـ«منصة مصر الرقمية» يرفع معامل الثقة الرقمي
  • سهيل المزروعي ووزير الأشغال البحريني يبحثان التعاون في البنية التحتية
  • سهيل المزروعي ووزير الأشغال البحريني يبحثان تعزيز التعاون في البنية التحتية والنقل