تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت مجلة "ذا ديبلومات" الأمريكية أن إعادة انتخاب دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية تشكل فرصة لتحسين العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وكذلك إبطاء الوتيرة المتسارعة للتعزيزات العسكرية لكوريا الشمالية، معتبرة أن المجتمع الدولي، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، يمكن أن يساهم في الوصول إلى هذه النتيجة عبر إشراك وليس إقصاء بيونج يانج.


وأوضحت المجلة أن التقدم المذهل الذي تحقق في العلاقات الثنائية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة من ناحية والكوريتين من ناحية أخرى عامي 2018 و2019 في عهد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب والرئيس الكوري الجنوبي آنذاك مون جاي إن، تلاشى بعد فشل قمة هانوي في عام 2019 وتفكك التقارب بين الكوريتين.
ولفتت المجلة إلى أنه في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وإدارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، تدهورت العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وبين الكوريتين بشكل أكبر. ومع عزلتها المتزايدة عن الغرب، وقفت بيونج يانج في مسار تصادمي مع واشنطن وسول، وقام زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بتوسيع ترسانته العسكرية بينما كان يهدد بتدمير كوريا الجنوبية ويجري تجارب متكررة على الأسلحة.
وتؤكد "ذا ديبلومات" أنه قبل غزو روسيا لأوكرانيا، كانت بيونج يانج تقترب بالفعل من موسكو وبكين في ظل بيئة جيوسياسية عالمية جديدة شبيهة بالحرب الباردة، وأن الوضع العالمي الحالي جعل الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، في مواجهة كتلة ناشئة تتألف من الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، معتبرة أنه في هذه البيئة الجديدة كان غزو روسيا لأوكرانيا بمثابة أول حرب "ساخنة" في إطار الحرب الباردة الجديدة والتي عجلت بتعزيز هاتين الكتلتين المتعارضتين.
وبينت المجلة أنه مع معاناة روسيا من نقص الذخائر والقوات بعد غزو أوكرانيا والعزلة الغربية المفروضة عليها، دخلت موسكو مؤخرا في تحالف عسكري مع بيونج يانج، التي تعتبر واحدة من الحكومات القليلة في العالم التي دعمت الغزو بشكل لا لبس فيه. وتكلل هذا التعاون العسكري ليصبح تحالفا حقيقيا وجوهريا عندما أرسلت كوريا الشمالية ليس فقط الذخائر ولكن أيضا مجموعة كبيرة من القوات لمساعدة المجهود الحربي الروسي.
ورغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت كوريا الشمالية في وضع يسمح لها بتزويد روسيا بأعداد أكبر من القوات والأسلحة في المستقبل، إلا أنه المفيد أن نتذكر أنه خلال حرب فيتنام، أرسلت كوريا الجنوبية مئات الآلاف من القوات إلى فيتنام لمساعدة المجهود الحربي الأمريكي هناك. وإذا استمرت اتجاهات الحرب الحالية دون رادع، فمن الممكن أن تصل أعداد أكبر من القوات والأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا وتُغير مسار الحرب هناك لصالح روسيا.
لذا، ووفقا للمجلة الأمريكية، فإن إعادة انتخاب ترامب تشكل فرصة لتقويض التحالف بين كوريا الشمالية وروسيا من خلال إشراك وإدماج بيونج يانج في المجتمع الدولي لاسيما عبر تحسين العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، يستطيع ترامب أن يتبع سابقة الحرب الباردة التي تبناها الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون، حينما قوض الكتلة الشيوعية من خلال التواصل مع الصين. وكان الانفراج الذي أجراه نيكسون مع بكين موجها بشكل صارم بسياسة واقعية، أي سياسة خارجية تقوم على أولوية الأمن القومي الأمريكي وحسابات التوازن العالمي للقوى. ويمكن لترامب أن ينتهج سياسة مماثلة من خلال التواصل مع بيونج يانج، خاصة وأنه يتمتع بميزة تتمثل في علاقته الشخصية الجيدة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
وأكدت المجلة الأمريكية أن كيم لديه هو الآخر سبب وجيه لعدم رفض الجهود المباشرة لإشراكه وإدماجه في المجتمع الدولي، حيث إن تقارب كوريا الشمالية مع روسيا يرجع، جزئيا على الأقل، إلى إهمال الولايات المتحدة لكوريا الشمالية في ظل إدارة بايدن، التي لم تبذل أي جهود متضافرة لإشراك وإدماج بيونج يانج، وأنه في ظل هذا الإهمال والتجاهل، لم يكن أمام كوريا الشمالية بديل أفضل من التقرب من موسكو.
ورغم أن روسيا في وضع يسمح لها بمساعدة كوريا الشمالية بالتكنولوجيا العسكرية وبعض المساعدات الاقتصادية، إلا أن كيم يدرك أن الغرب ــ بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية ــ أقوى وأغنى من روسيا، ولديه (الغرب) ما يقدمه له أكثر مما تقدمه روسيا. كما أن كيم يدرك على الأرجح أن هناك خطرا في التحالف مع موسكو، وأن هناك فائدة في إبقاء خياراته مفتوحة عندما يتعلق الأمر بالشركاء الأجانب (الغرب).
وبالتالي، فإن الرئيس المنتخب ترامب في وضع يسمح له باستغلال علاقته مع كيم لإدماج بيونج يانج، ومن غير المرجح أن يرفض كيم مثل هذه الجهود على الإطلاق. ولكن، لإحراز تقدم مع كوريا الشمالية، يحتاج ترامب إلى ضمان أن الأشخاص الذين يعينهم في إدارته ليسوا من المتشددين الايديولوجيين العازمين على تخريب أي جهد لتحسين العلاقات مع بيونج يانج، خاصة وأن فشل قمة ترامب وكيم في هانوي، يرجع، جزئيا على الأقل، إلى وجود مثل هؤلاء المتشددين بين المسؤولين الأمريكيين الذين تفاوضوا مع كوريا الشمالية.
ورجحت المجلة إمكانية نجاح ترامب في إدماج بيونج يانج إذا عين براجماتيين منفتحين على تحسين العلاقات معها. لذا، ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يحتاج ترامب إلى عرض إجراء محادثات دون شروط مسبقة، أي النهج الأمريكي السابق المتمثل في الإصرار على نزع السلاح النووي الكامل والقابل للتحقق منه ولا رجعة فيه قبل بدء المفاوضات غير قابل للتطبيق بالنسبة لبيونج يانج. فالواقع حاليا يشير إلى أن أي "صفقة كبرى" شاملة من هذا القبيل سوف ترفضها كوريا الشمالية، وربما لا يتسنى تحقيق أي تقدم في نزع السلاح النووي إلا من خلال عملية تدريجية خطوة بخطوة لبناء الثقة المتبادلة.
وعلاوة على ذلك، فإن أي تقدم في هذا الإطار يصبح أكثر ترجيحا إذا دعم حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان ودول أوروبية، مثل هذه الجهود الرامية إلى إدماج بيونج يانج في المجتمع الدولي. ويمكن في هذا الصدد للحلفاء أن يقدموا مزايا اقتصادية ملموسة مشروطة ببلوغ كوريا الشمالية مراحل محددة في نزع السلاح النووي. وتشكل مثل هذه الجهود المنسقة لإدماج وإشراك بيونج يانج من جانب الولايات المتحدة وحلفائها –وفقا للمجلة الأمريكية- المسار الواقعي الوحيد لتجميد البناء والتعزيز العسكري السريع لبيونج يانج. 
وحذرت "ذا ديبلومات" من أن بديل ذلك هو عدم القيام بأي شيء، وبالتالي الاكتفاء بمشاهدة كوريا الشمالية وهي تتحول إلى خطر عسكري أعظم مع توسيع مخزوناتها من الأسلحة الأكثر فتكا، ناهيك عن إرسال المزيد من القوات والأسلحة الكورية إلى روسيا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا كوريا الشمالية الولايات المتحدة ترامب بین کوریا الشمالیة الولایات المتحدة کوریا الجنوبیة المجتمع الدولی بیونج یانج بما فی ذلک من القوات من خلال

إقرأ أيضاً:

غرائب وعجائب.. القصة الكاملة حول معاقبة المطلقين الجدد في كوريا الشمالية

كوريا الشمالية، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع إصدار كوريا الشمالية قرارًا جديدًا يقضي بمعاقبة الأزواج الذين قرروا الطلاق، الأمر الذي جعل الكثيرون من المواطنين حوله العالم يستغربون من أفعال كوريا الشمالية تجاه المواطنين.

لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول قانون كوريا الشمالية الجديد لمعاقبة المطلقين الجدد.


معاقبة المواطنين

أصدرت حكومة كوريا الشمالية قرارًا جديدًا يقضي بمعاقبة الأزواج الذين قرروا الطلاق من خلال إرسالهم إلى معسكرات العمل لمدة تصل إلى ستة أشهر.

الهدف من القرار 


ويهدف هذا القرار إلى ردع الطلاق، الذي يعتبره النظام الكوري الشمالي سلوكًا معاديًا للاشتراكية.
وتشير التقارير إلى أن هذا الإجراء يشمل كلًا من الرجل والمرأة، مع احتمال أن تتلقى النساء عقوبات أطول من الرجال.

ارتفاع معدلات الطلاق في كوريا  

شهدت كوريا الشمالية زيادة ملحوظة في معدلات الطلاق منذ تفشي جائحة كوفيد-19 في عام 2020، ويرتبط هذا الارتفاع بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون، بما في ذلك الأزمات المعيشية والضغوط النفسية الناتجة عن التفشي.

وبناءً على ذلك، أصبح الطلاق محطًا للرقابة الصارمة من قبل الحكومة، التي تسعى إلى الحد من ظاهرة "السلوك غير الطبيعي".

تأثير العقوبات الجديدة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية

يعتبر فرض عقوبات على الأزواج المطلقين أمرًا بالغ الأهمية في كوريا الشمالية، خاصة في ظل قلة الدول التي لا تزال تحتفظ بمعسكرات العمل العقابية.

وعلى الرغم من عدم وجود تفاصيل دقيقة عن كيفية معاقبة المطلقين داخل المعسكرات، إلا أن هذا القرار من المتوقع أن يثني الكثيرين عن اتخاذ قرار الطلاق، مما قد يؤدي إلى انخفاض معدل المواليد الذي تراجع بالفعل إلى 1.78 طفل لكل امرأة.

أساليب أخرى لمكافحة الطلاق في كوريا الشمالية

تسعى كوريا الشمالية إلى تكثيف جهودها لمكافحة الطلاق من خلال وسائل أخرى، مثل التشهير العلني بآباء الأزواج المطلقين والمسؤولين في الشركات التي تشهد معدلات طلاق مرتفعة.
كما تواصل الحكومة التأكيد على أن الطلاق ليس مجرد قضية شخصية، بل هو "مشكلة اجتماعية" تهدد الوحدة الوطنية.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية

يشير البعض إلى أن التشديد في قوانين الطلاق قد يساهم في تثبيط الرجال عن الزواج، مما قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على معدل المواليد في كوريا الشمالية.
كما أن العديد من الأزواج اختاروا الهجرة إلى كوريا الجنوبية هربًا من الظروف الصعبة في بلادهم، ما يزيد من تعقيد الوضع الاجتماعي والاقتصادي في كوريا الشمالية.

مقالات مشابهة

  • كيم جونغ أون وابنته يروجون لمنتجع جديد في كوريا الشمالية.. شاهد
  • كيم جونغ أون وابنته يروجون لمنتجع جديد في كوريا الشمالية.. هل أنت مستعد للزيارة؟
  • استطلاع يظهر أن 16% من الألمان يتوقعون إعادة انتخاب شولتس
  • زعيم كوريا الشمالية يحضر احتفالات العام الجديد مع ابنته | شاهد
  • غرائب وعجائب.. القصة الكاملة حول معاقبة المطلقين الجدد في كوريا الشمالية
  • شاهد: زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يحتفل برأس السنة الجديدة مع ابنته
  • بالفيديو.. زعيم كوريا الشمالية يحتفل بالعام الجديد مع ابنته
  • إعادة انتخاب سيد أحمد العسري على رأس الاتحادية الجزائرية لذوي الإحتياجات الخاصة
  • روسيا تعلن إحباط محاولة أوكرانية لاغتيال ضابط رفيع وسط تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية
  • زعيم كوريا الشمالية: بوتين "صديقي الأعز"