مقال بنيوزويك: أعظم أخطاء بايدن هو عدم اعتقاله ترامب
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
قال كاتب في مقال له بمجلة نيوزويك الأميركية إن الجميع يتجاهلون، في الوقت الذي بدأ فيه الديمقراطيون يتلاومون ويفسرون خسارة كمالا هاريس بعدم تهدئة مخاوف الناخبين بشأن التضخم، كيف ارتكب الرئيس جو بايدن أكبر خطأ كلفهم فقد الرئاسة ومجلسي النواب والشيوخ.
وتساءل الكاتب روي روزنفيلد في المقال: هل كان هذا الخطأ هو إهمال الحدود؟ أم الانسحاب من أفغانستان؟ أم عدم الاستقالة من الرئاسة؟ ليؤكد أن تلك بالفعل كانت أخطاء فادحة، لكنها ليست أسوأ أخطاء بايدن.
وأوضح روزنفيلد أن أسوأ خطأ ارتكبه، والذي سيلطخ إلى الأبد ما كان يمكن أن يكون رئاسة رائعة، هو فشله في اعتقال الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم 21 يناير/كانون الثاني 2021.
تضاءلت في الذاكرة الجماعية
ونفى الكاتب أن تكون حجته في اعتقال ترامب هي إحياء ترشيحه والنجاح ضد الديمقراطيين، وقال إن تلك حجة معيبة أخلاقيا، قائلا إن حجته هي أن بايدن بعدم اعتقاله ترامب على الفور، سمح لخطورة أفعاله الخيانية بالتضاؤل في الذاكرة الجماعية للجمهور، مما جعل أنصار ترامب وغيرهم يعتقدون بأن انخراط ترامب في تمرد كان احتمالا فقط، وسمح لوسائل الإعلام بجعل الأمر لا يبدو حقيقة، وتجاهل أن أحد المرشحين كان مغتصبا محتملا.
وقال إنه وبعد حفل التنصيب وإصدار بعض الأوامر التنفيذية السريعة في اليوم الأول، كان ينبغي أن يبدأ اليوم الثاني لبايدن بأمر لمكتب التحقيقات الفيدرالي بالذهاب واعتقال دونالد ترامب، ولكنه لم يفعل ذلك، لأنه اعتقد خطأ -حسب الكاتب- أن الجمهور سيطالب بمحاسبة ترامب على ما فعله يوم 6 يناير/كانون الثاني، وأن أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين أدانوا تصرفات ترامب في ذلك اليوم سوف يعودون إلى رشدهم ويرفضون دعمه مرة أخرى.
مشكلة نهج بايدنوالمشكلة في النهج الذي اختاره بايدن هو تصويره ترامب على أنه تهديد للأمة ذو ميول فاشية، والسماح له في نفس الوقت بالتجول بحرية واستضافة من يريد في مقره بمارالاغو.
وأضاف أن ذلك بدا وكأن إدارة بايدن تلقي القبض على العديد من الذين كانوا في الكابيتول في ذلك اليوم وتوجه لهم الاتهامات، بينما تترك زعيم العصابة، وهكذا فإن ترك ترامب حرا جعل الناس يشكون في ذنبه -كما يقول الكاتب- وإلا لماذا لم يكن جالسا في سجن فيدرالي إذا كان قد شارك حقا في انقلاب؟
وختم روزنفيلد مقاله بالقول إن خطأ بايدن كان مفهوما إلى حد ما. فقد أراد أن تتعافى الأمة وشعر أن القبض على ترامب من شأنه أن يلحق الضرر بهذه العملية ويصرف انتباه إدارته عن أمور مهمة أخرى، لكن لا شيء كان أكثر أهمية من اتخاذ موقف قوي لصالح الديمقراطية، كان ينبغي لبايدن أن يتصرف بسرعة، وسوف يحظى بدعم هائل، ومن المرجح أن يضع حدا للخطر الذي يمثله ترامب إلى الأبد، وربما يدق المسمار الأخير في نعش الترامبية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بايدن يحمل كتابا عن استعمار فلسطين في «البلاك فرايداي».. ما السبب؟
ظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن في أحد المتاجر يوم الـ«بلاك فرايداي»، أو ما يعرف بـ«الجمعة البيضاء»، وفاجأ المتابعين بظهوره وهو يحمل نسخة من كتاب يتحدث عن الأزمة الفلسطينية والاستعمار الاسرائيلي للأراضي العربية.
بايدن يحمل كتاب حرب المائة عام على فلسطينوبحسب موقع «نيويورك بوست» الأمريكي فإن بايدن، البالغ من العمر 82 عامًا، غادر مكتبة «نانتوكيت» وهو يحمل أمام الصحافة نسخة من كتاب «حرب المائة عام على فلسطين: تاريخ الغزو الاستعماري والمقاومة، 1917-2017 »، للأستاذ الفخري بجامعة كولومبيا والمؤرخ الفلسطيني الأمريكي رشيد الخالدي.
ويرى الكتاب أن التاريخ الحديث لفلسطين يمكن فهمه على أفضل وجه بهذه المصطلحات: باعتباره حرباً استعمارية شنتها أطراف مختلفة ضد السكان الأصليين لإجبارهم على التنازل عن وطنهم لشعب آخر ضد إرادتهم.
الكتاب هاجم إدارة ترامب الأولىويشير الخالدي، وهو من أصول فلسطينية ولبنانية، إلى الإدارة الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترامب باعتبارها بوقًا لإسرائيل ويتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقيادة الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ بلاده.
ولم يتضح ما إذا كان بايدن قد اشترى الكتاب أم أنه أُعطي له كهدية أثناء وجوده في المتجر، بعد أن تناول هو وابنه الأول هانتر بايدن، 54 عامًا، العشاء مع ابنته الأولى آشلي بايدن وأفراد آخرين من العائلة في مطعم قريب قبل حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد السنوي في الجزيرة.
انتقاد نقل السفارة الأمريكية للقدسوينتقد الكتاب ترامب لإقراره مجموعة من السياسات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان من سوريا، وقد نُشر العمل في أوائل عام 2020.
وكتب الخالدي: «لقد تخلى ترامب حتى عن التظاهر القديم المتهالك بالحياد. وبهذه الخطة، توقفت الولايات المتحدة عن كونها محامي إسرائيل، وأصبحت بدلاً من ذلك بوقًا للحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل».
يصف الكتاب مسارًا يقوم على المساواة والعدالة وينهي اضطهاد شعب من قبل شعب آخر ويستشهد بالسياسات الإسرائيلية التمييزية ضد الفلسطينيين، الذين يشير الخالدي إلى أنهم من خلفيات إسلامية ومسيحية.
توقعات باستمرار المقاومة الشعبية للمحتلوتابع الكاتب «إن المواجهات الاستيطانية الاستعمارية مع الشعوب الأصلية لم تنته إلا بإحدى ثلاث طرق: بالقضاء على الخضوع الكامل للسكان الأصليين، كما هو الحال في أميركا الشمالية؛ أو بهزيمة المستعمر وطرده، كما هو الحال في الجزائر، وهو أمر نادر للغاية؛ أو بالتخلي عن التفوق الاستعماري، في سياق التسوية والمصالحة، كما هو الحال في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وأيرلندا».
وتوقع الخالدي في كتابه أن تستمر المقاومة الشعبية بين الفلسطينيين، ويشيد المؤلف بالانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل، والتي خلفت أكثر من 2000 قتيل بعد ما يقرب من ست سنوات من أعمال الشغب وإلقاء الحجارة بين عامي 1987 و1993، وانتهت باتفاقيات أوسلو التي منحت حكماً ذاتياً محدوداً للمناطق المحتلة في الضفة الغربية وغزة، حيث كانت الانتفاضة الأولى نموذجاً بارزاً للمقاومة الشعبية ضد الظلم، ويمكن اعتبارها أول انتصار غير مشروط للفلسطينيين في الحرب الاستعمارية الطويلة التي بدأت عام 1917.