استمارة الإعدادية باب رزق لأصحاب «السايبرات».. أسعار رمزية لأولياء الأمور
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
مكان مكتظ بالأجهزة وشاشات الكمبيوتر، الطلاب منهمكون بين ملء البيانات وطباعة وصل المصروفات، فما إن تُقبِل على أي «سايبر» إلا وتجد نفسك أمام يافطة «عندنا بنعمل الاستمارة الإلكترونية لثالثة إعدادي.. مرحبًا بك»، حيث تعد السايبرات هي الملجأ لأولياء الأمور والطلاب لتسجيل استمارة الشهادة الإعدادية دون أية أخطاء، وتسهيل الإجراءات المطلوبة عليهم من إعداد البريد الإلكتروني الموحد للطلاب، ورفع الصور الشخصية بمقاس معين، وفقًا لتوجيه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مع تحري صحة البيانات المسجلة، وفي جولة لـ«الوطن»، رصدت دورهم ومساعدتهم للمواطنين.
يحكي صفوان سامي ويعمل في أحد السايبرات بمنطقة روض الفرج، أن سبب البدء في تقديم هذه الخدمة، هو الرغبة في توفير مهام التسجيل على الطلاب وأولياء الأمور: «بنجيب الخطوات من موقع الوزارة عشان الأهالي يبقوا مطمنين إن الخطوات صحيحة، ومن منصة التقديم لامتحانات الشهادة الإعدادية، بنسجل البريد الإلكتروني الموحد للطالب، ومن خلال الاستمارة الإلكترونية، بنسجل البيانات المطلوبة وبنرفع الصورة».
وتعد فترة تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية، فرصة لزيادة دخل أصحابها، وتختلف الأسعار بين كل مكان عن الآخر، إذ يروى أحمد علي صاحب الـ25 عامًا، ويعمل في أحد السايبرات بمنطقة إمبابة، أنهم يقابلون بعض المشكلات في أثناء التسجيل، على رأسها الفِصال الشديد من قِبل الأهالي، وفقًا لحديثه: «زي ما بنساعد الناس بنبقى حابين إننا نستفيد فبنلاقي أسئلة كتير جدًا، مع أننا بنوفر لهم الخدمة عشان ميتعبوش، وكمان بيكون في فصال شديد مع أننا بنقدم أسعار رمزية، ولو في ناس مش معاها بنساعدهم».
وتختلف أسعار تقديم هذه الخدمة بين سايبر وآخر، وتكون ما بين الـ50 والـ60 جنيهًا، وإذا جاء طالب لا يمتلك القدرة المادية للدفع، تكون أبواب «السايبر» مفتوحة، فهو ملجأ للتسهيل على الطلاب لتقديم الخدمات الإلكترونية جميعها، بحسب أحمد سعيد الذي يعمل في أحد السايبرات: «هي بتكون مسؤولية كبيرة علينا، لأن الأهم إننا نعمل الخطوات بطريقة صحيحة، وفي أهالي بتحب تكتب البيانات بنفسها، بس الأكتر إحنا إللي بنملى البيانات عشان بتكون محتاجة دقة، وده مجهود كبير على الطلاب والأهالي».
لا يقتصر عمل «السايبرات» على تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية فقط، بل تقدم العديد من الخدمات الإلكترونية أيضًا، مثل التقديم على شقق الاسكان الاجتماعي، وإعداد كراسة الشروط واستمارة البطاقات وما إلى ذلك، وتقدم هذه الخدمات، المكتبات أيضًا، وهو ما روته شيماء عبدالرحيم، البالغة من العمر 43 عامًا التي تعمل بإحدى المكتبات بمنطقة الوراق: «بنفضل مع ولي الأمر أو الطالب لحد ما بنتأكد من البيانات، وبنسهل عليهم كتابة اسم الطالب على الصور، وتصوير رسوم دفع المصروفات المدرسية، وصورة البطاقة الشخصية، وبيجي لنا كل الفئات».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: استمارة الشهادة الإعدادية تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية خطوات تسجيل الشهادة الإعدادية خدمات الإسكان الاجتماعي الشهادة الإعدادیة
إقرأ أيضاً:
الغلاء وانهيار الخدمات يفقد المواطنين في المحافظات المحتلة بهجتهم باستقبال شهر رمضان
يستقبل المواطنون في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة شهر رمضان المبارك وسط أوضاع معيشية وإنسانية صعبة، فاقم حدتها الانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات والغلاء الفاحش في أسعار السلع ومتطلبات المعيشة التي بات الوصول إليها من المستحيل.
قضايا وناس/ مصطفى المنتصر
ويأتي شهر رمضان هذا العام على أبناء عدن ولحج وتعز وبقية المحافظات المحتلة متزامنا مع موجة احتجاجات وغضب شعبي عارم اجتاح معظم المحافظات المحتلة، طالب فيها المواطنون بطرد المحتل وتوفير الخدمات وتحسين مستوى المعيشة في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون في المحافظات المحتلة أوضاعا معيشية صعبة وغلاء فاحشاً أفقدهم القدرة على تلبية أبسط احتياجاتهم اليومية لهذا الشهر الكريم، ما جعل سعادتهم ناقصة ومعاناتهم أكثر وضوحا.
ويشكو المواطن في المحافظات المحتلة من الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع الأساسية واليومية، نتيجة انهيار العملة المحلية بشكل كبير والذي تجاوز ثلثي القيمة مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى الجرع والجبايات الظالمة التي تفرضها مليشيات الاحتلال على المواطنين والتجار، ما فاقم من حدة المعاناة المعيشية والإنسانية والذي أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار يفوق قدرة الناس على التحمل، بما ذلك استطاعتهم على توفير الطحين والسكر باعتبارهما من السلع الأساسية.
ويضطر العديد من المواطنين في المحافظات المحتلة إلى شراء السلة الغذائية بنظام التقسيط، في ظاهرة غير مسبوقة تعكس حجم الأزمة التي تعيشها عدن والمحافظات المحتلة الخاضعة لسيطرة الاحتلال ومليشياته بعد أن حول المحتل وأدواته معيشة الناس إلى جحيم ومعاناة لا تنتهي.
وبحسب تقارير ميدانية، فإن الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية، وضعف القدرة الشرائية، بالإضافة إلى انهيار قيمة العملة المحلية وتدني مستوى الأجور إلى جانب الانهيار الاقتصادي غير المسبوق، جعل شراء المواد الأساسية دفعة واحدة أمرا مستحيلا بالنسبة لشريحة واسعة من السكان وأبرزهم الموظفون الذين يشكون من تدني مستوى الأجور بعد أن أصبح ما يتقاضاه الموظف من راتب لا يوازي قيمة كيس دقيق وجالون زيت على الأقل.
وفي ظل هذه الأزمة باتت السلع الأساسية عبئًا ثقيلاً على كاهل الأسر، في ظل غياب أي حلول حقيقية لتحسين الأوضاع المعيشية، بعد فشل حكومة الارتزاق وما يسمى المجلس الرئاسي ومليشيا الانتقالي في إدارة الأوضاع في المحافظات المحتلة وأبرزها الملف الاقتصادي بعد محاولاتها استغلال الأزمة لتعزيز سطوتها على المواطنين.
وتشير المصادر إلى أن أسعار بعض السلع الأساسية ارتفعت بنسبة تجاوزت 50%، ما جعل استعدادات المواطنين لاستقبال شهر رمضان المبارك تحديا مرهقا وصعبا للأسر ذات الدخل المحدود والموظفين الحكوميين الذين باتوا عاجزين أمام حجم التحديات والأوضاع المأسوية التي يعيشونها في ظل سيطرة الاحتلال ومليشياته.