تسير التطورات السياسية في لبنان وفق مسار واضح يقوم على ضرورة انتظام الواقع الدستوري اللبناني بشكل سريع. وهذا الامر يتطلّب عقد جلسات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من جهة، والبدء بمرحلة اعادة الاعمار والتطوير الاقتصادي من جهة ثانية والتي قد تكون مدعومةً من بعض الجهات والدول العربية، ولعلّ كلّ ما يحصل اليوم هو تمهيد واضح لذلك.



ترى مصادر سياسية مطلعة أن المرحلة المقبلة هي مرحلة عقد التحالفات المرتبطة بالانتخابات الرئاسية أولاً وتلك المرتبطة بانتظام عمل المؤسسات. لذلك فإنّ القوى والكتل النيابية ستتواصل في ما بينها خلال الفترة القليلة المقبلة قبل موعد جلسة اختيار كل مجموعة من الكتل لمرشحها.

الفكرة أن التحالفات تبدو متداخلة بشكل كبير، أي أن تحالف "الثامن من آذار " متحالف أيضاً مع الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، ومع النواب السنّة من جهة أخرى، غير أنهم قد لا يتوافقون على اسم مرشّح واحد لرئاسة الجمهورية، الامر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام النواب السنّة وزعيم المختارة وليد جنبلاط للتحالف مع التيار الوطني الحر، الا أن هؤلاء لا يمكنهم أن يفرضوا على المعارضة أي مرشح جديد ولا يمكنهم أيضاً تشكيل أكثرية كافية لإيصال مرشّح دون غيره.

وتعتقد المصادر أن المرحلة حساسة للغاية لكنّ القوى السياسية قد تكون ملزمة بانتخاب رئيس، حيث إنها تدرك أنّ تأخير هذا الاستحقاق من شأنه أن يؤثر على المسار الدستوري وبالتالي على التسوية الحاصلة اضافة الى الاهتمام الغربي والدولي بلبنان. لذلك فإنّ القرار الأولي والنظري والذي يبدو أن الجميع متوافق عليه هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن.

من هنا، ووفق المصادر نفسها، فإنّ الأحزاب السياسية بعد أن تنتهي من الملفّ الرئاسي ستواجه مرحلة من الاشتباك السياسي وتدخل في كباش داخلي حاد مرتبط بالحكومة اللبنانية، سواء لجهة التكليف والتأليف او لجهة ما إذا كان "حزب الله"سيتمثّل فيها بشكل مباشر أو غير مباشر أم أنه لن يتمثّل داخلها أبداً، بالإضافة الى البيان الوزاري الذي ستعتمده الحكومة الجديدة ومصير معادلة جيش شعب مقاومة.

لذلك تعتقد المصادر أننا سنكون في المرحلة المقبلة على موعد مع مشهد بالغ الحساسية بحيث قد نواجه فترة من أصعب الفترات التي تمرّ على لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من جهة

إقرأ أيضاً:

لبنان يأمل من أورتاغوس طمأنته بانسحاب إسرائيل في 18 شباط

كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يتصدر الوضع في جنوب لبنان، مع ارتفاع منسوب المخاوف من عدم تقيُّد إسرائيل بمهلة التمديد التي طلبتها للانسحاب من الجنوب والتي تنتهي في 18 شباط الحالي، جدول أعمال اللقاءات التي ستعقدها مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، فور وصولها إلى بيروت في الساعات المقبلة، للتأكد من مدى التزام بلادها بتطبيق الاتفاق لتثبيت وقف النار تمهيداً للشروع في تنفيذ القرار؛ لأنها الضامنة له، وكانت وراء التوصل إليه بشخص مستشار الرئيس الأميركي السابق، أموس هوكستين، الذي قاد المفاوضات بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بتفويض من «حزب الله»، وبين إسرائيل.

فزيارة الموفدة الأميركية تبقى «جنوبية بامتياز»، وسترأس اجتماعاً لـ«اللجنة الخماسية» المشرفة على تطبيق الاتفاق يُعقد بمقر قيادة «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» في الناقورة، على أن تقوم بجولة تفقدية، كما علمت «الشرق الأوسط»، يرافقها فيها قائد الجيش بالإنابة رئيس الأركان اللواء حسان عودة، تشمل المواقع التي يتمركز فيها الجيش اللبناني بالبلدات الواقعة جنوب الليطاني والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، رغم أنه أبقى على بعض الممرات المؤدية إليها، ولا يزال يحتل مواقع استراتيجية في القطاع الغربي لمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم.

وتأتي جولة أورتاغوس على مراكز انتشار الجيش للتأكد من جاهزيته واستعداده لتوسيع انتشاره بمؤازرة «يونيفيل» ليشمل القرى الواقعة في القطاع الشرقي، خصوصاً أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لها يبقى العائق الوحيد أمام بسط سلطة الدولة على جميع أراضيها في الجنوب، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين؛ لأنه من غير الجائز أن يوجد فيها الجيش إلى جانب الجيش الإسرائيلي الذي يرفض الانسحاب منها ويحتفظ بسيطرته على عدد من المواقع..

ويأمل لبنان الرسمي أن تؤدي جولة الموفدة الأميركية على الجزء المحرر من جنوب الليطاني إلى طمأنته بأن الانسحاب سينفَّذ في موعده يوم 18 شباط الحالي، انطلاقاً من قناعتها بقدرة الجيش بمؤازرة «يونيفيل» على توسيع انتشاره ليشمل ما تبقى من البلدات. وفي هذا السياق، تقول مصادر رسمية لبنانية إن انسحاب إسرائيل يمهد الطريق أمام تطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته. وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «وحدات الجيش المنتشرة في البلدات المحررة جنوب الليطاني تسيّر الدوريات المؤللة بمؤازرة (يونيفيل) وتتعاون مع رئيس لجنة الرقابة المشرفة على تثبيت وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز». وتلفت إلى أن «وحدات الجيش لم تتردد في وضع اليد على الإنشاءات العسكرية التابعة لـ(حزب الله)»، وتقول إنها «أطبقت سيطرتها على عدد من الأنفاق، وبعضها لم يُستخدم من قبل مقاتلي (الحزب)». وتؤكد التزامها بحرفية ما نص عليه القرار «1701» من «حصر السلاح في جنوب الليطاني بالدولة اللبنانية، وهي تتعاون مع الجنرال الأميركي وتقوم بدهم مواقع كان يشغلها (الحزب) وتصادر مخزونها من السلاح الثقيل والصواريخ». وتسأل المصادر: «إذا كانت إسرائيل تتذرع؛ لتبرير عدم انسحابها حتى الساعة من جنوب الليطاني، بوجود بنى عسكرية وأنفاق لـ(الحزب)، فلماذا لا تبادر إلى إعلام الجنرال الأميركي بما لديها من معلومات تستدعي تعاونه مع وحدات الجيش اللبناني لوضع اليد عليها ومصادرتها؟».
وتقول المصادر إن المخاوف اللبنانية من امتناع إسرائيل عن استكمال انسحابها من الجنوب ستحضر في لقاءات أورتاغوس مع رؤساء: الجمهورية العماد جوزاف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والمكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، وتؤكد أن «مخاوفهم مشروعة، وهذا ما يفسر طلب الرئيس عون من السفير الفرنسي، هيرفيه ماغرو، أن تضغط باريس على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب من الجنوب فور انتهاء مفاعيل التمديد الأول للهدنة».

وتضيف المصادر أن «الرؤساء سيطلبون منها التدخل لدى تل أبيب لوقف خروقها وتماديها في جرف وتدمير المنازل، مع أن لبنان يلتزم باتفاق الهدنة بحذافيره، وأن (حزب الله) يمتنع عن الرد على الخروق، وإن كانت قيادته تهدد من حين لآخر بأن صبرها أخذ ينفد؛ لكنها تنأى بنفسها عن الرد». وتسأل: «إلى متى تستمر تل أبيب في تطبيق الـ(1701) على طريقتها، وتفرض وقف النار بالنار، وتحاول استدراج (الحزب) للدخول في مواجهة معها، رغم أنه لا يزال على التزامه بعدم توفير الذرائع لها لمواصلة تحويلها الجزء الأكبر من الجنوب أرضاً محروقاً لا تصلح للسكن».

ورداً على سؤال، فإن المصادر تستبعد أن يحتل تشكيل الحكومة حيزاً رئيساً في لقاءات أورتاغوس بالرؤساء، وتقول إن تناوله يمكن أن يأتي من زاوية تأكيد المصادر أن بيانها الوزاري لن يأتي على ذكر ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، كما يطالب «حزب الله»، «إصراراً من الحكومة على تمرير رسالة إلى المجتمع الدولي تؤكد فيها التزامها بتطبيق القرار (1701) الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة؛ مما يتعارض و(الثلاثية) التي تجمع بين السلاح الشرعي ونقيضه تحت سقف واحد، ويبقى على إسرائيل أن تعطي الفرصة لتطبيقه بانسحابها الكامل».

ويبقى السؤال: هل ستحمل أورتاغوس معها ما يدعو للاطمئنان بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده، أم إنها ستسعى مسبقاً إلى خلق المناخ الذي يوفر لإسرائيل الذرائع، في حال طلبت من لجنة الرقابة تمديداً ثانياً للهدنة بذريعة أنها في حاجة لمزيد من الوقت لتدمير ما تبقى من بنية عسكرية وأنفاق لـ«حزب الله»، مما يشكل قلقاً لدى الرؤساء وخوفاً من أن يؤدي التمديد إلى العودة بالوضع للمربع الأول على نحو يسمح بدخول أطراف على الخط بحجة التصدي للاحتلال بعد تراجع حظوظ الحل الدبلوماسي للجنوب؟  
 

مقالات مشابهة

  • وفد إسرائيلي يغادر الليلة للدوحة ونتنياهو يوعز بعدم بحث المرحلة الثانية
  • عادل حمودة: مراكز الفكر الأمريكية تؤثر بشكل كبير في رسم المشهد السياسي بواشنطن
  • تسمية نواف سلام رئيسًا للحكومة اللبنانية الجديدة وفقا للمرسوم الرئاسي
  • عاجل .. الجيش السوداني يضيق الخناق على الدعم السريع في قلب الخرطوم ويقترب من القصر الرئاسي ويخوض معركة “كسر العظم”
  • 3 عقبات تعرقل عودة سعد الحريري إلى المشهد السياسي في لبنان
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • سلوم: مواجهة مفتوحة مع كل ما يتهدد صحة المريض
  • قرار أميركي بإنهاء الخروقات؟
  • لبنان يأمل من أورتاغوس طمأنته بانسحاب إسرائيل في 18 شباط
  • جوزيف عون: نُقدر دور مصر في اللجنة الخماسية لإنهاء الشغور الرئاسي بلبنان