كاتب مصري: أتابع ضحكاتهم البسيطة على المقهى وقد حفظوا نكات وقفشات المصريين وصاروا يتبادلونها معنا
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أتابع بانزعاج شديد وألم فى الصدر والروح ما يجرى فى السودان.. شارعى الذى أسكن فيه منذ عشرين سنة تغيرت ملامحه بعشرات الأسر من الأشقاء فى السودان.. الأمان والهدوء فى ملامحهم وهم يتسوقون من محلاتنا تقابله حالات فزع تنط من بين سطور التقارير الصادرة من الأمم المتحدة خلال اليومين الأخيرين.. أمس الأول أفادت هذه التقارير الدولية بأن الوضع فى السودان الحبيب أصبح خارج السيطرة.
أربعة أشهر فقط خلّفت أربعة آلاف قتيل وعددًا لا يمكن حصره من الجرحى ودمرت ما كان موجودًا من بنية تحتية متعبة فى الأصل.. تلك التقارير تحذر من أمراض خريفية قادمة مثل الملاريا والكوليرا لن تستطيع المستشفيات هناك التعامل معها، ليس لعدم القدرة على جلب الأمصال فقط، ولكن لعدم جاهزية هذه المستشفيات للعمل من أصله.. التقارير ذاتها تشير إلى فرار مليون سودانى إلى دول الجوار ونزوح أربعة ملايين آخرين بالداخل.. أما الأمر الأصعب فهو خطر نقص الغذاء للعديد من الأسر.. وعدم قدرة الفلاحين فى أماكن متعددة على زراعة أراضيهم لارتفاع أسعار المواد البترولية من ناحية ولغرق آلاف الأفدنة بعد تهدم الجسور من ناحية أخرى.. السودان الحبيب الذى يملك ملايين الأفدنة من الأراضى الخصبة أهله تهددهم مجاعة قادمة.. بدلًا من أن يصبح سلة غذاء العرب والعالم أهله يتعرضون للمجاعة والألعن أن إمدادات الإغاثة تعانى من عدم قدرتها على الوصول إلى من تستهدفهم فى الأماكن المنكوبة وبخاصة فى جنوب وغرب كردفان.
الوضع خارج السيطرة.. الجميع فى ذلك العالم البارد يعرف ذلك.. مثلما يعرف من أشعل الصراع، لكنهم لا يتحركون لوقف الأزمة.. الخروج من هذا النفق المظلم لن يحدث دون فعل سياسى جاد ولن تحسمه رصاصات البنادق.. لكن يبدو أن هناك من يريد أن يخرج الوضع عن السيطرة دون أى اعتبار لحياة هذه الملايين من الأرواح الجريحة.
بعين الغضب أنظر إلى الجنوب.. بعين المودة أشاطر الأصدقاء هناك أحزانهم.. وأشد على يد كل مصرى طبطب على القادمين من هناك إلى أهلهم فى أزقة فيصل والهرم وأكتوبر وعابدين.. أتابع ضحكاتهم البسيطة على المقهى وقد حفظوا نكات وقفشات المصريين وصاروا يتبادلونها معنا.. نادل المقهى يتهمهم بأنهم غلوا علينا السكن والسجاير فيضحك الشاب السودانى الذى يسامره ثم يقول «بس إحنا ما بنشربش سجاير».. فيضحك الجالسون لذكاء الشاب السودانى ولطفه وهو يقول إنهم سيشتركون فى الدورى بفريق أسمر وسيحصلون على المركز الثالث وعلى الزمالك أن يبحث له عن موقع آخر.. صار أهل السودان جزءًا من حياة إخوتهم فى مصر، لكنهم ينظرون إلى هناك.. يسمعون ويفتشون عن الأخبار.. الجملة البائسة التى صدرها تقرير الأمم المتحدة الذى أذاعته إحدى القنوات العربية أدمعت عين الفتى الذى كان يمزح منذ قليل.. فحاول الهروب من ظلالها بأن قال الوضع خارج السيطرة.. ابعتوله بوليس الآداب.. ثم وقف ليحاسب على المشاريب ويمضى وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة.. نعم هو وضع غير مفهوم.. الأمم المتحدة تدرك مثلما يدرك الجميع أن السودان الطيب يقترب من بوابة الجحيم.. نزوح جماعى ونقص غذاء وأمراض قاتلة تهاجم العجزة والأطفال فماذا فعلوا؟.. أو بالأحرى ماذا سيفعلون؟.. لن يفعل أحدهم شيئًا.. فالعراق واليمن وغيرهما من بلدان العالم التى تعرضت لنكبات مماثلة تعانى منذ سنوات ولم تفعل تلك المؤسسات التى تدّعى الرحمة والحكمة شيئًا.. السودان لن ينجو إلا بعقل الذين يعيشونه ويعيشون فيه.. فهل يدركون؟.. أتمنى.
محمد العسيري – صحيفة الدستور
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إياد نصار.. ملك الأدوار المركبة
إياد نصار.. هو أحد أبرز النجوم الذين استطاعوا ترك بصمة واضحة فى الدراما المصرية والعربية.
بدأ مشواره الفنى فى الأردن كمساعد مخرج، قبل أن يتجه للتمثيل،
وقدم العديد من الأدوار الناجحة فى الدراما الأردنية والسورية.
وكان أول دور له فى مصر من خلال مسلسل «صرخة أنثى» عام 2007، وهو الذى شكل محطة فاصلة فى حياته الفنية.
إلا أن انطلاقته الكبرى كانت مع مشاركته فى مسلسل «الجماعة» عام 2010، حيث حقق شهرة واسعة فى مصر.
بعد هذه التجربة المميزة، أصبح إياد نصار من الوجوه الأكثر حضوراً فى الدراما المصرية، حيث قدم مجموعة من الأعمال الناجحة مثل «المواطن إكس»، «حارة اليهود»، «من الجانى؟»، و«حواديت الشانزليزيه».
بالإضافة إلى دوره البارز فى مسلسل «الاختيار»، حيث جسد دور المقدم محمد مبروك بتميز كبير، ومشاركاته السينمائية اللافتة فى أفلام مثل «الفيل الأزرق 2» و«كازابلانكا» و«الممر».
وفى رمضان المقبل، يعود إياد نصار إلى الشاشة من خلال مسلسل «ظلم المصطبة»، الذى يعد من أبرز الأعمال المنتظرة فى موسم رمضان 2025.
يواصل «إياد» تقديم أدوار مركبة تتناسب مع مسيرته الفنية المتميزة، مؤكداً مكانته كأحد النجوم الموهوبين والمحبوبين من الجمهور فى مختلف أنحاء العالم العربى.