تواصل الدولة المصرية كل جهودها الممكنة لدعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخطط تصفيتها ودفع المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء، فموقف مصر راسخ وثابت من دعم ومناصرة القضية الفلسطينية على مدار عقود طويلة، حيث ضحت كثيراً وقدمت شهداء في سبيل دعم القضية، لتظل القضية الفلسطينية هى القضية الأم والأولى والأهم لدى الدولة المصرية والوطن العربي بشكل عام.

موقف مصر من القضية الفلسطينية

وفي هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن موقف مصر من القضية الفلسطينية تاريخى وممتد منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا أحد يستطيع أن ينكر دورها وتضحياتها بكل شئ وعلى رأسها التضحية بالدم، ولا أحد يستطيع أن يزايد على مصر فى ظل الأزمة الراهنة وموقفها معروف ومعلوم للعالم كله فى ظل الحرب العدوانية الإسرائيلية الغاشمة على غزة.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أن الدولة المصرية اتخذت عدة مسارات، الأول كان موقفا حاسما منذ اللحظات الأولى بوقف إطلاق النار ورفضها الحاسم لمخططات التهجير، وأعلنت ذلك بشكل واضح فور اندلاع الحرب، ولم تعلن هذا فقط من قبل الدبلوماسية التقليدية، إنما كان من قبل رأس الدولة الرئيس السيسى، المسار الثانى، هو اتخاذ قرار بادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون شرط أو قيد وقامت بتجهيز وفتح مطار العريش والميناء لاستقبال أى مساعدات بل ساهمت بأكثر من ٨٠% من المساعدات الإنسانية التى دخلت القطاع، خلاف موقفها فى استقبال الجرحى والمصابين لعلاجهم داخل المستشفيات المصرية.

وتابع: أما المسار الثالث،  جهودها الدبلوماسية سواء كانت الدبلوماسية التقليدية أو الرئاسية فى عرض القضية الفلسطينية وزيادة الضغط على المجتمع الدولى لشرح القضية الفلسطينية وتبنى قرارات لصالح الفلسطينيين، وهو ما بدأته فور اندلاع الحرب بعقد قمة القاهرة للسلام ودعت كل دول العالم وحددت الموقف وأعلنت مخططات العدو أمام الرأى العام العالمى، وكذلك توظيف ثقلها السياسى والاستراتيجى لخدمة القضية الفلسطينية.

وأردف: أما المسار الرابع، دورها فى الوساطة، حيث قدمت النموذج الشريف والنزيه فى الدفاع وتبنى الموقف الفلسطيني، وما زالت هذه الجهود متواصلة ومستمرة من خلال موقف حاسم وواضح لم يتغير ولن يتغير .

وأكد: الأهم أن مصر بقدرتها ودورها حققت التوازن الاستراتيجي فى ظل الدعم الغربى اللامحدود لإسرائيل، ولولا مصر لتغيرت المعادلة فور اندلاع الحرب بأسابيع قليلة.

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

وكان أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه رسالة إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، معبرًا عن تضامن مصر الثابت مع الفلسطينيين في ظل الأزمات المتلاحقة، خاصةً المأساة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وأكد الرئيس السيسي، أن هذه المأساة تُظهر عجز المجتمع الدولي عن وقف إراقة الدماء الفلسطينية، مشددا على أهمية استذكار نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.

ودعا الرئيس إلى معالجة جذور الصراع من خلال إحياء مسار حل الدولتين وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، مع التأكيد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد الرئيس السيسي على التزام مصر بدعم صمود الشعب الفلسطيني، رافضًا تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين، داعيًا إلى ضرورة ترسيخ ثقافة السلام والتعاون لتحقيق استقرار المنطقة.

وحسب المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فعملت مصر على تطوير مجموعة من السياسات تجاه القضية الفلسطينية بعد أحداث غزة الأخيرة من أبرزها ما يلي:

– منع تصفية القضية الفلسطينية: استقرأت مصر منذ اللحظات الأولى على إعلان إسرائيل الحرب على غزة والقضاء على حماس، أنها محاولة من حكومة نتنياهو الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية. لذلك، سعت مصر إلى رفض سياسة العقاب الجماعي، ومنع التهجير القسري للفلسطينيين إلى أراضي سيناء للحيلولة دون خلق نكبة ثانية تقوم على تصفية الشعب الفلسطيني باعتباره الذخر الاستراتيجي للقضية. كما عملت مصر على المبادأة بتقديم وساطة عبر القنوات السياسية والأمنية لوقف الحرب في غزة، واعتبارها جريمة ضد الشعب الفلسطيني في القطاع. دفعت مصر وساطتها إلى إسرائيل وحركة حماس لعقد صفقة إفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس مقابل وقف إطلاق النار، ونجحت بذلك في عقد هدنة إنسانية مؤقتة.

– تطوير عمل عربي مشترك: حرصت مصر على توحيد الموقف العربي، خاصة بين دول السعودية والإمارات والأردن وقطر، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية؛ بهدف تفويت الفرصة على إسرائيل بالذهاب في خطط تقضي بتصفية القضية الفلسطينية، مثل وضع قوات دولية أو قوات إسرائيلية في قطاع غزة، أو تحييد دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. بالإضافة إلى تفويت الفرصة على إسرائيل لخلق موقف متعارض بين مصر وقطر في جهود الوساطة في مفاوضات الإفراج عن المحتجزين وعقد الهدن الإنسانية في غزة، كما تستهدف مصر من خلال توحيد الموقف العربي الذهاب إلى خلق مناخ سياسي مستقر بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار مبدأ حل الدولتين.

– توحيد الصفّ الفلسطيني: على خلفية محاولات إسرائيل تحييد أي دور للسلطة الفلسطينية في ترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة، تسعى مصر جاهدة لخلق مناخ وأفق سياسي مستقر للشعب الفلسطيني في إطار المصالحة بين فتح وحماس، بهدف تطوير عمل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة أو غزة.

– تطوير العملية الإنسانية في غزة: تحاول مصر منع وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة بسبب احتلال إسرائيل للجزء الفلسطيني من معبر رفح ، فبالاضافة إلى اعتبار مطار العريش شمالي سيناء نقطة استقبال مركزية للمساعدات التي يتم إرسالها إلى مصر من جميع دول العالم تقريبًا، عملت مصر على فتح مسار جديد يربط مصر بقطاع غزة من خلال معبري العوجة وكرم أبو سالم لزيادة كميات القوافل النافذة إلى القطاع.

ووحدت مصر أيضًا جهودها بالتعاون مع الأردن والإمارات والولايات المتحدة في تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات على قطاع غزة، وبالتحديد في منطقة شمال غزة التي يقبع بها أكثر من 300 ألف فلسطيني يواجهون خطر المجاعة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة القضية الفلسطينية الشعب الفلسطيني مصر وفلسطين الجهود الدبلوماسية المساعدات الإنسانية المزيد المزيد القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة من خلال مصر على مصر من

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي عن تصريحات الشرع: 4 سنوات لانتخاب رئيس جديد فترة تبدو كبيرة نسبيا

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّه بالنسبة العامة للأوضاع في سوريا، فما زال تدفق المشاعر بعد سقوط نظام بشار الأسد يحمل مجريات الأمور إلى حالة من الاستقرار النسبي نتيجة الرغبة الكبيرة التي كانت لدى الكثير من السوريين بعد سنوات طويلة من الإحباطات في الداخل السوري لتغيير النظام وما حدث في مطلع هذا الشهر من انسحابه وخروجه إلى موسكو.

الشرع يعقد مباحثات مع وفد أوكراني رفيع المستوىسوريا.. الشرع يلتقي وفدًا أوكرانيًا برئاسة وزير الخارجية

وأضاف أبو شامة، في لقاء ببرنامج "ملف اليوم"، الذي تقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ هذا الخروج كان بمثابة قوة دفع للشعب السوري لكي يبدو متماسكا لفترة، وكل ذلك دفع الأمور إلى حالة من الهدوء النسبي، كما أن هناك التفاف خارجي من معظم دول المنطقة، وتم إجراء مجموعة زيارات إلى دمشق للتعرف على المجموعة الجديدة التي آلت سلطة الدولة إليها، وهو ما ساعد على ترقب ومحاولة تفهم مجريات الأمور في دمشق.

وتابع: "التصريحات الصحفية التي أدلى بها أحمد الشرع قائد العمليات العسكرية حول مدة الفترة الانتقالية والتي تحدث عنها بـ4 سنوات لانتخاب رئيس جديد و3 سنوات لصياغة الدستور تبدو كبيرة نسبيا وهو ما قد يثير حفيظة السوريين وبعض دول المنطقة التي كانت تتمنى انتهاء الفترة الانتقالية سريعا وأن ينتخب الشعب السوري ممثليه بشكل ديموقراطي وأن تنعم سوريا بالحكم الرشيد كما نعرفه في الأدبيات الديموقراطية في العالم كله من حيث الحريات والتمثيل النيابي لجميع فئات المجتمع وطوائفه وضمان الحرية لكل الشعب السوري وتمكين المرأة والشباب، وما إلى ذلك من أفكار جميلة من أجلها تقوم الثورات وتدفع الشعوب لتقديم تضحيات كبيرة".

مقالات مشابهة

  • بينيت يتحضر للعودة للمشهد الإسرائيلي وسؤال القضية الفلسطينية يلازمه
  • السيد عبدالملك الحوثي: الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية غير مثمر ولا جدوى منه
  • من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود.. جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية
  • محلل سياسي: تصريحات ترامب المتناقضة حول غزة تثير القلق
  • سام مرسي يواصل دعم القضية الفلسطينية
  • محلل سياسي يتحدث عن قلق وفقدان الثقة بالمنظومة الدفاعية في إسرائيل
  • الجزائر تتولى رئاسة مجلس الأمن الأممي لشهر يناير وتضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها
  • محلل سياسي: المشهد في سوريا معقد والحوار الوطني يتجه نحو الخلافات
  • محلل سياسي: المرحلة المقبلة في سوريا تتطلب العديد من الخطوات الإجرائية
  • محلل سياسي عن تصريحات الشرع: 4 سنوات لانتخاب رئيس جديد فترة تبدو كبيرة نسبيا